القاهرة 03 اكتوبر 2015 الساعة 05:47 م
اثنان واربعون عاماً مرت على حرب أكتوبر المجيدة .. والسؤال يتكرر كل عام : لماذا لم تعرف المكتبة العربية عملاً إبداعياً يتناسب وضخامة هذه الحرب التى أعادت إلى المواطن العربى كرامته وقضت على أسطورة الجيش الذى لا يقهر، وغيرت الكثير من المفاهيم العسكرية التى كانت سائدة وقتها.
لا شك أن هناك ندرة في الإبداع الروائي وعلاقته بحرب أكتوبر، وأن ما انتج من أعمال لا يرقى إلي مستوى الفن الحقيقي ... وعند ذلك تقام مقارنة ظالمة بين هذه الأعمال والأعمال الكبرى في الآداب الأجنبية كـ " وداعاً للسلاح " لهمنجواي و" والدون الهادئ " لشولوخوف و" الأمل " لمارلو و" أفول القمر " لشتاينبك وغيرها .
وهناك بعض الأعمال علي مستوى الحدث الكبير غير أن ثمة ملابسات وأسباب كانت وراء عدم استغلال الحرب الاستغلال الذي تستحقه في الأعمال الروائية منها: أن كبار الكتاب كنجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويوسف إدريس لم يكتبوا عن هذه الحرب سوى ردود أفعال وقتية ظهرت في صورة مقالات قصيرة، وبهذه المناسبة كان توفيق الحكيم صاحب مصطلح "عبرنا الهزيمة"، ومن ضمن الأسباب تدخل المؤسسة الرسمية بدعمها لهذه الأعمال عبر تقديم جوائز ونشر هذه الاعمال في سلسلة " أدب الحرب "، إن تدخل المؤسسة الرسمية أو الحكومية جعل الكتابة عن أكتوبر كتابة مناسبات، أيضا اللغط الذي أثير حول حرب أكتوبر نفسها، وقد كثُر هذا اللغط بعد معاهدة السلام مع إسرائيل، فقيل أن الحرب أجهضت وأن النصر منقوص.
ولا شك أن الظروف التى عاشتها المنطقة بعد أكتوبر كامب ديفيد والسلام والانفتاح، سلبت كثيرا من تأثير الحرب العظيمة، وحولتها لظرف عارض، لم يتحول لقيمة دائمة، وحدت من قدرة المبدعين على عبور مشاعر الخذلان العام التى حدثت بعد النكسة.
وهناك أعمال جيدة ومعبرة عن الحرب مثل " الرفاعي " لجمال الغيطاني ، و" الحرب في بر مصر " ليوسف القعيد و" نوبة رجوع " لمحمود الورداني و " أنشودة الأيام الآتية " لمحمد عبد الله الهادي و"السمان يهاجر شرقاً " للسيد نجم.
ومن الكتاب العرب " المرصد " لحنا مينا و" رفقة السلاح والقدر " لمبارك ربيع .
وتجدر الإشارة إلى أن الأدب السردي الذي تعامل مع الحدث موجود، لكنه إما مخبوء تماما، وإما مسكوت عنه , والمبررات التى قامت عليها حرب 67 مازالت قائمة وحرب اكتوبر ما زالت مستمرة والصراع قائم ولم يحسم وان كان باشكال أخرى، وما يتم به الاحتفال باكتوبر قاصر ويتسم بالانفعالية وسرد الحواديت الا ستهلاكية المتكررة.
( والحكايات كثيرة عن حرب اكتوبر منها ما قاله البطل سمير نوح وهو صاحب 120 عملية فدائية عن عملية شارك فيها للأخذ بالثأر للشهيد عبد المنعم رياض، وأضاف: الشهيد الجنرال الذهبى عبد المنعم رياض استشهد فى نادى الشاطئ بالإسماعيلية فى مارس 69 وبعد استشهاده أصدر جمال عبد الناصر تعليمات بان نقوم بعملية لنأخذ بثأره الشهيد وهاجمنا اربع دشم كل دشمة ضابط ومعه 10 افراد اثناء عبورنا الماء كانت الساعة التاسعة مساء , والمدفعية الاسرائيلية تضربنا جاء اوامر بوقف الضرب وطلعت لم اجد اى عسكرى اسرائيلى او ضابط وكانوا مختبئين ورمينا قنابل دخان وقنابل هجومية من الهوايات وفجاة طلعت العساكر الاسرائيلية وهى لا ترى شيئا ولكن تضرب بأسلحتها وجلست انا وزميلى هنيدى وقتلنا 30 جندى اسرائيلى .
وقال البطل على حليمة: انا خدمت فى سلاح المدفعية وشغلتى اوجه المقذوف على الهدف عبرنا بعد 6 اكتوبر بيومين اضرب على اهداف ثابتة وكانت توجد دبابة تمس الصهاريج واتصلنا بالكتيبة نطلب ان نضرب ولو ضربة اسكات، وضربنا فوجدناها نزلت من على الساتر ثم عادت فضربنا المربع الذى فيه خط سير الدبابة وشاهدت دخان من اخر الصهاريج فنزلنا وبعد دقائق وجدنا مهرجان من الانفجارات ونظرت ورائى على قرية كبريت وجدت الفلاحين يقفون على الاسطح ويهللون الله اكبر.
حكايات كثيرة تنتظرأقلام المبدعين ليقدموا للاجيال القادمة حقيقة الحرب التى ستظل ملحمة يفتخر بها المصريون على مر التاريخ والعصور.