القاهرة 14 سبتمبر 2015 الساعة 02:08 م
حضور الصورة الشعرية عند الشاعرة امل عزيز احمد
تثير قصيدة النثر الحداثوية إشكالية كبيرة لاعتمادها على الصورة الشعرية بعد ان انكسرت قصيدة العمود التي ظلت مهينة الذائقة العربية لعقود وحققت القصيدة النثرية نجاح كبيرة وظهرت اصوت مهمة مثل انس الحاج ويوسف أبو الخال وادونيس بسوريا وفاضل العزاوي وفوزي كريم بالعراق واصل جيل من الشعراء بالتحديث بطريقة الكاتبة ونسج المشهد الابداعي منهم الشاعرة امل عزيز احمد
أريد أن أكتب فرح
وأعاكس كل .....
اختلاجات الروح
وألغي إحتمالات الألم
أبارك لابتهالات الأيام
أتذكر طيور الوطن
حزينه ..
فزز دهاليز النفس
عند تفكيك هذا النص والدخول لعالم نجد صور متعددة تحلينا الى جمالية الإبداع عند الشاعرة حيث تعاكس الفرح وتبارك ابتهالات الألم ان هذه الابتكارات شكلت صورة تثير الدهشة عند المتلقي لما حملته من تعبير ودلالات توضح قدرة الشاعرة على صناعة الصور وكما هو معروف ان الشاعر يصل لمرحلة لا يستطيع ان يصل لها الإنسان العادي ولهذا كان الاغريق يعتقدون ان الاله تدخل في اجساد الشعراء وتقول الشعر وقال سقراط ان الشاعر كائن خرافي وهو ضوء
الحزن الذي بلفني
هذا لليل موحش للدمع
رعشات هذا القلب الحزين
جرح عميق ..
ليس قادر على الانتظار
في اخر قطرات العمر ...
تنزف للبعد ..
دون نهاية
جدران الظلمة مخيفه..
تنوع بالطرح في المادة الإبداعية من ما جعل النص عبارة عن صور مختزلة على سياق متصل وتظهر فيه فنية البناء ودقة اللغة التعبيرية عن الحالة الخاصية في الكتابة اي انك تكون إمام تفرد في التنسيق الصورة وتدخل بعملية اكتشاف للوصول الى ما تريد امل طرحه فهذا تعدد يعطي دلالة على مخزون وقدرتها في بناء منجز جيد
قلبي بعيد ،..
الأرض عطشى
والحنين غابة وانتشر
حذفتُ أحلامي ،..
نسيت..
خارطة أوطاني
فكل الزوايا..
أُغلقت دون نهايه
وزهرة روحي..
بلا ضياء
تكون هذه المقطوعة الفنية تداخلات متنوعة على إيقاع حسي حيث تجد كل مقطع منها صورة مستقلة ترتقي ان تكون نص ونحن نعيش مرحلة الومضة والشذرة فالشاعرة بقولها قلبي بعيد تعد صورة وحذقت أحلامها صورة ثانية وأغلقت دون نهاية كل الزوايا لا تنتمي للصورتين ان عدم وجود المركزية في شعر امل عزيز احمد يجعله اكثر ثراء واحتواء على نوعية خاصية بالتعامل معه من قبل القارئ الذي هو الشريك الثاني بالعمل