القاهرة 25 اغسطس 2015 الساعة 05:02 م
تقول الناقدة سوزان برنار أنَّ قصيدة النثر هي «قطعة نثر موجزة بما فيه الكفاية، موحّدة، مضغوطة، كقطعة من بلّور...خلق حرّ، ليس له من ضرورة غير رغبة المؤلف في البناء خارجاً عن كلّ تحديد، وشيء مضطرب، إيحاءاته لا نهائية» وهذا التعريف لبرنار أوجز قصيدة النثر فبالفعل هي قطعة
مضغوطة يمكن تحليلها لأنها تختزل الكثير في سياقاتها وكما هي رغبة المؤلف في البناء خارجاً إي تعبر عن مشاعره وأحاسيسه وفي مجموعة الشاعر زعيم نصار التي عنونها
( الحياة في غلطتها )، ومن العنوان الذي هو عتبة الدخول الى عالم النص لكشف مدلولاته نجد نصار اشتغل في العنوان على الانزياح كي يفتح باب التأويل عند المتلقي الذي ينتهي اليه العمل يقول الشاعر في احد نصوص المجموعة
لأنك نهاري وأنت النوم كله ولىنك واحدة من إضلاعي ولانك تفاحة النور التي وراء الغمام كنت عربانا قبل ان تجلبي الي الحياة ولم اعرف بياضك كنت اخشي طرتك السوداء ولم اختبي من احد بحبة قمح معك اشتركت كنا بتفاحة كنا واحدة نرى النهار عرفت بك كل شيء وهمت ولم
ان
حوادث عجيبة
لا نعرفها
أنت التهمت
نصف حياتي واحترت
الحيرة خلاصة الجود
خطاب يوجهه الشاعر للذائقة العامة، ، يتحدث فيها عن فتاة لم يحدد هويتها اكتفى بالإشارة لها بقوله أنت وبطريقة شعرية سرد ما تعني له وعلاقته بها وفي اختزالية مختصر،حتى أصبح نصه الشعري رشيقا بما يكفي وفيه انزياحات جيدة مثل انها نهاره وهي النوم وقبلها لم يعرف الحضارة. إن كل هذه الابتكارات تعود لقدرة الشاعر في قوة خياله،والتحكم باللغة وصناعة الشعر منها،وكما يقول ايلمان كراسنو ان الشعر الحديث لا يميل الى احتواء الاستعارات السهلة بل الى عملية صنع الخيال الشاق اي خلق لغة ثانية تتفوق على اللغة المتداولة فلغة الشعر تصيب من يسمعها بالدهشة لما فيها من
ترتيب وصور
جرفوا حجارتي
جرفوا ذكرياتي
ورقا يابسأ في الحديقة
راي حارسي
المقاعد والكراسي
والاسرة
والستائر
ترفرف له في ساحة الميدان
يحلينا هذا النص إلى فهم الذاتية عند الشاعر الذي وصف حاله من خلال الكتابة والمدلول في نصه انه يقصد الحال السياسي والظلم وحيث ينتهي به المطاف الى ساحة الميدان ان الشاعر ثورة وهو صوت المجتمع والمعبر عنه وقد برع نصار في المزج بين واقعه والسياسية وكان توظيفه للميدان يعني الخلاصة بالثورة انها فكرة ترجمها لنا معتمد على صناعة منجز من خلال طرحه الإبداعي