القاهرة 12 اغسطس 2015 الساعة 03:06 م
• الأوروبيات يرتدن الجينز حرصا على العمل والمصريات يرتدوه حرصا على "ياقمر عبرنا"
كتبت: عواطف الوصيف
ظهر الجينز فى مختلف بلاد أوروبا واعتمد عليه الشباب لأنه يساعدهم على الحركة بسهولة والتعامل مع مختلف وسائل المواصلات هذا بجانب الجرى أحيانا.
كما أن للجينز ميزة ترجح كفته أكثر من القماش العادى فهو لا يحتاج إلى الكى باستمرار وحيرة الاختيار فى الألوان والأزياء الأخرى التى تتناسب معه.
ولكن حينما انتقل الجينز تدريجيا إلى مختلف البلاد الأخرى ومن ضمنها مصر أختفى هدفه الأصلى وأصبح له أهداف أخرى فقامت الفتيات بتضيقه بشدة بصورة لا تتناسب مع عادات بلادهن أو ربما حتى مع شكل أجسامهن كما قام الشباب بارتداءه بصورة سيئة وحجتهم "الموضة كدة" .
مصر فى ثوب الجينز
لا شك من أنه عند ظهور الجينز فى أمريكا ودول أوروبا اعتبر الأكثر سهولة ومرونة سواء فى ارتدائه أو استخدامه فهو يساعد على سهولة الحركة ويعتبر الأكثر عملية وربما هذا ما حفز الكثير فى مصر على ارتدائه والاعتماد عليه سواء من الشباب أو الفتيات ولكن هل فهمنا عندما قررنا أن نعتمد على ارتداء زى الجينز مثل أوروبا وأمريكا سبب اعتمادهم على هذا الزى؟
الجينز بين بلاد الأوروبين وبلاد سيدنا الحسين
يعد ارتداء الجينز من المتطلبات الأساسية لدى الأوروبيين وخاصة للنساء والفتيات لأنه يساعدهن على سهولة الحركة أثناء العمل واستخدام مختلف وسائل المواصلات مما يجعلهن يحرصن على ارتدائه فضفاضا.
لكن نجد العكس تماما فى مصر فقد أعتاد أغلب الفتيات على ارتداء الجينز عند الذهاب إلى مختلف الأماكن ولكن عند رؤيتهن يتخاطر إلى الذهن سؤالين وهما: كيف تم ارتداءه؟ وكيف يستطيعن السير به لقضاء مشواريهن.؟
والأهم من ذلك هو كيف لفتيات بلد شرقى كمصر تمتاز بديانتين سماويتين عريقتين لهما من القيود والأصول الدينية ما وجب الالتزام بهما وهما الإسلام والمسيحية أن يرتدن ملابسهن بمثل هذه الصورة التى لا يصح أن تكون متداولة بالشكل الذى يعرضهن للقيل والقال بل وللأخطار أيضا.
الجينز وصورة فتيات مصر
صورة المرء وبلده والبيئة التى نشأ فيها أمام العالم تتحدد وفقا للظاهر والناتج من أفعاله فمن الصعب الحكم على الشخص من الباطن أو افت
راض حسن النية والصورة التى باتت للأسف مأخوذة عن أغلب فتيات مصر هو الرغبة فى المعاكسة فى الطرقات والأماكن العامة بسبب الطريقة التى يتبعونها فى ارتداء أزيائهن.
جينز ولا طرحة
وما يعد الأكثر تناقضا وبات ملحوظا هو ارتداء الفتيات فى مصر للجينز الضيق مع طرحة وهو ما لا يتناسب تماما ليس فقط مع الدين وإنما مع الطبيعة الإنسانية بل هو ما يتسبب أيضا فى إبداء صورة سيئة عن الإسلام أولا حيث الاعتقاد بأن الشريعة تهتم فقط وتفرض تغطية شعر المرأة ولا تهتم بجسدها أو مظهرها والصورة السيئة الأخرى هى عن فتيات مصر من المسلمات أنهن لا يبالن بدينهن ولا يرتدن الطرحة إلا لمجرد التقليد أو للموضة.
موضة و التزام
ليس المقصود الإساءة للفتيات أو محاولة فرض ارتداء زى بعينه عليهن ربما يكون فضفاضا أكثر من اللازم أو لا يناسب موضة العصر ولكن الطرحة او محاولة الالتزام بم فرض الله من تغطية لشعر المرأة لابد وأن يحترم بارتداء الزى الذى يناسبه وليس اعتباره مجرد موضة أو شكل عام أو لأن الفتاة ليس لديها الوقت لتصفيف شعرها فتقوم بتغطيته.
وارتداء الطرحة لا يعنى ارتداء زى سيىء أو قبيح فمن الممكن ارتداء أجمل الأزياء وأحسنها شكلا مع الطرحة ولكن إذا كانت هناك رغبة فى ارتداء زى ضيق فلا داعى من الإساءة لرمز دينى.
وإذا لاحظن الفتيات ببساطة هذا الزى سيجدونه ليس فقط غير ملائم لمجتمع مثل مصر بل إنه لا يعبر عن أى مظهر من مظاهر الجمال أو مجرد موضة جميلة فإن ارتدائه يجعل من شكل الفتاة سيىء وربما غير متناسق مع البعض منهن جسمانيا.
الجينز أم الاختراع
ولكن هل الفتيات فقط من يسيئن استخدام ارتداء الجينز فهناك نسبة ليست بالقليلة تسيىء استخدام الجينز عند ارتداءه أكثر من الفتيات وأغلب من يسيئون استخدامه من الشباب هم من المراهقين والشباب الصغار اللذين اخترعوا شيئا جديدا فى ارتداء الجينز لم نراه حتى مع من بدأوا بارتدائه فى أوروبا وهو إسقاط وسط البنطلون وإظهار الزى الداخلى تلك الصورة السيئة بل والبغيضة التى أعطت انطباعا بشعا عن صفات وطبيعة وثقافة الشاب المصرى الذى لابد وأن يمتلك صفات الرجل الشرقى التى تتنافى تماما مع هذه الصورة.
والأزمة الحقيقية أن الشباب ممن يظهرون فى الصورة يندرجوا تحت فئة عمرية معينة تترسخ خلالها فى عقولهم كل ما يرونه أو يقومون به فلابد أن يتعلموا القيام بم هو جيد إن لم يكن من أجلهم فمن أجل البلد والثقافة المصرية التى هم رمز لها.