القاهرة 11 اغسطس 2015 الساعة 09:53 ص
عملت معه في مجلةالقاهرة منذ منتصف الثمانينيات، كان هو المخرج الفني للمجلة، وكان شاعرا أصدر في شبابهديوانه العامي "حكاية العسكري أحمد طه" والذي كتبه عن الشاعر أحمد طه فترةتجنيدهما، يتميز شعره بهذه النغمة الشجنية الهادئة التي سرت في وجدان الشعراء بعد نكسة67
الشمس فايتة عالغيطان والفلاحين قاعدين سوا
ساعة عصاري والحصاريملهلبة
حصدوا العرق لوليياقوت والهم في الأرض انزوى
فات القمر وقفالقمر ع المصطبة بالليل وغنى
ضحك الشجر كل الغلابةشالوا ضحكوا في المشنة
والشاي في غلايةتقولشي نقرزان
زغاريد وعيد وناييا ليل وشمعدان
كان مثقفا وصاحبوجهة نظر أدبية، كثير من كتبي هو الذي صمم أغلفتها، وهو الذي كان يشرف فنيا على مشروعمكتبة الأسرة منذ كان سلسلتين فقط "التنوير" و"المواجهة" ولا أظنأن شاعرا أو قصاصا من جيل السبعينيات لم يشاركه كتابه الأول أو مجلته الهامشية، كانبيته في أم المصريين ملتقى كبيرا لنا
نسهر فيه حتى ساعات الصباح الأولى، يملك في مكتبتهالضخمة النوادر من المطبوعات والمجلات القديمة، كان يعمل أكثر من عشرين ساعة في اليوم،وكثيرا ما كان يسقط مغشيا عليه بسبب مرض السكر، ومنذ ترك أم مصريين خفت زياراتنا لهوهو الذي ملأ الدنيا منذ منتصف السبعينيات كأشهر مصمم لأغلفة الدواوين الشعرية ومجلاتالماستر، ويبدو أنه كان مرتبطا ارتباطا عاطفيا بالقرن العشرين لأنه مع انتهاء سنواتهذا القرن بدأ هو في الانزواء حتى اختفى تماما في السنوات الأخيرة.
رحل صديقي محمودالهندي بالأمس
لعن الله مشاغلالدنيا التي حرمتنا من رؤية أصدقائنا، فقد مر أكثر من عام على آخر لقاء لي معه.