القاهرة 05 اغسطس 2015 الساعة 03:02 م
كتبت: عواطف الوصيف
تعتبر وسائل المواصلات هى أحد الأشكال التى تعبر عن ثقافة أى بلد نابعة عنها بالإضافة إلى أنها لا تقتصر عن كونها وسائل تساعد الشعب على الانتقال من مكان لآخر لكنها أيضا وسائل يعتمد عليها للارتقاء بالمستوى الاقتصادى بالبلاد.
ويعتبر التوكتوك الآن أحد وسائل المواصلات الرئيسية التى يعتمد عليها الكثيرين لقضاء حاجتهم فى الانتقال إضافة إلى أنه يعد أحد أهم الصور التى ساعدت الشباب فى حل مشكلة البطالة.
ظهر التوكتوك فى الهند وانتقل إلى مصر والسؤال المطروح هل استطعنا أن نستغل التوكتوك بطريقة إيجابية تساعدنا على الارتقاء أم أصبح صداعا فى المجتمع المصرى .
التوكتوك وبداية ظهوره
كانت بداية ظهور وانتشار التوكتوك فى الهند وكان ظاهرة تعتبر غريبة بعض الشىء ربما لشكله الصغير وطريقة تصميمه إلا أنه كان سببا فى حل مشكلة أزمة المواصلات فى الهند وعلى الرغم من اعتماد التوكتوك على البنزين مثله كمثل أى وسيلة مواصلات إلا أنه استغل فى الهند بم يفيد فى حسن استغلال الوقود بل وتوفيره أيضا.
التوكتوك فى الهند لكل الطبقات
ولم يقتصر استخدام التوكتوك على فئة أو منطقة بعينها بل يستخدمه الآن الجميع فى كل الأماكن لأنه يساعد على الذهاب سريعا لمختلف الأماكن مما يؤدى إلى قضاء الحاجة بشكل سريع ودون مواجهة أزمة المواصلات.
التوكتوك من بلاد نهر الغانغ إلى بلاد نهر النيل
ومن الهند إلى القاهرة حيث انتشار التوكتوك وبصورة لا مثيل لها فى مصر واعتماد الكثير عليه بدلا من اللجوء إلى وسائل المواصلات ومن الصعب إنكار أن التكتك كوسيلة ساعد على تقليل العبء على وسائل المواصلات وخاصة للفئة التى لا تعتمد فى قضاء حاجتها ومشوايرها إلا على المواصلات العامة العادية وعلى الرغم من أن تكلفة التوكتوك المادية أكثر من المواصلات العادية إلا أن هناك إقبال واضح عليه.
إيجابيات التوكتوك فى مصر
فهناك الكثير يعتبرونه مريحا أكثر ولا يمتاز بالزحمة التى تمتاز بها الوسائل العادية إضافة لما يعتبرونه الرجال أنه الأفضل لزوجاتهم وأولادهم كما أنه ساعد على حل مشكلة البطالة.
فهناك الكثير بلا عمل يعتمدون على التوكتوك كوسيلة لكسب الرزق خاصة وإن تكلفة شراءه ليست غالية ولا يحتاج لمهارات خاصة لقيادته.
سلبيات التوكتوك فى مصر
انتشار التوكتوك فى الهند كان سببا لخطوة إيجابية واضحة ساعد على توفير الجهد والوقت إضافة إلى المنفعة العائدة من حسن
استغلال الوقود.
ولكن لم يكن له نفس النتائج الإيجابية فى مصر فقد أصبح مقصورا على مناطق بعينها وهى المناطق العشوائية كما أن كثير ممن يستخدمونه لا يستخرجون له تصريح إضافة إلى استغلاله فى عمليات خطف الفتيات دون معرفة من المُختطف.
التوكتوك بيسقوه شوية عيال
هذا بجانب ما يعد منتشرا بصورة غير طبيعية وهو قيادة الأطفال له وهو ما يعرضه هو ومن معه للمخاطر والغريب هو عدم اهتمام الجهات المسئولة عن المرور فى مصر بهذا الأمر وكأن حياة الناس لا قيمة لها.
المعاكسة مع التوكتوك بقى ليها طعم تانى
قدم الكاتب فكرى أباظة عام 1932 مقالا صحفيا ينتقد من خلاله ما يحدث من معاكسات من قبل الشباب تجاه السيدات واصفا الشاب " بالصفيق " الذى كان يقف على محطة الترام متعمدا الجانب الخاص بالسيدات ليقترب من أى سيدة واقفة ليقول لها "بنسوار ياهانم".
هذه هى كانت طريقة المعاكسة زمان تجاه السيدات وهى التى تدل على قلة احترام الشاب الذى اقترب منها.
إلا أن الأمر اختلف تماما بعد ذلك ووصل حد المعاكسة إلى درجة التحرش اللفظى الذى تطور إلى تحرش جنسى بعد ذلك.
ولكن الملفت هنا الطريقة التى يتبعها سائقى التوكتوك من المعاكسات حيال الفتيات حيث يقترب سائق التوكتوك من الفتاة التى يعتبرها جميلة مسرعا مما يتسبب فى إفزاعها وربما إلحاق الأذى بها.
كلمات ورموز
التوكتوك ظاهرة أخذها المصريون عن الشعب الهندى تم استخدامها لحل مشكلة البطالة عند الكثيرين وكانت سببا فى حل مشكلة ازدحام وسائل المواصلات عند المواطنين.
ولكن هناك من الظواهر المصاحبة لوسيلة التوكتوك كتابة كلمات ومصطلحات عليه من الوراء وهى تختلف على حسب ذوق السائق ورغبته فهناك من يكتب أسماء ابناءه من الخلف وهناك من يضع جزءا من المعوذتين مثل "قل أعوذ برب الفلق أو قل أعوذ برب الناس" وربما مثل هذه الكلمات تعتبر عادية وطبيعية إلى حد كبير.
بابا اوبح وياحلو صبح
ولكن من الملفت هو قراءة كلمة "بابا اوبح" على سبيل المثال خلف التوكتوك حيث يخاطر الذهن ما الذى يقصده سائق التوكتوك بهذه الكلمة وهناك أيضا "ياحلو صبح ياحلو طل" وكثيرا نجد طريقة سائق التوكتوك بمغازلة عربته بوضع عبارة "ياقمر يااللى شاغلنى".
بيئة ومعتقدات
ربما انتشر التوكتوك بين فئة بعينها أو طبقة ما وهو ما بات واضحا من انتشار التوكتوك فى أغلب المناطق الشعبية ولكن على الرغم من أن البيئة تبدو واحدة إلا أن أفكار ومعتقدات كل فرد تختلف عن الآخر.
فهناك من يفضل وضع جزءا من كلمات الله لحفظه وحفظ وسيلة رزقه ورزق أبناءه وهناك من يفضل أسماء أبناءه ربما لعشقه لهم وهناك من يضع مصطلحات ليس لها معنى وربما يكون القصد منها التلميح إلى تشبيهات مبتذلة.
حتى لما قلدنا فشلنا
لقد استطاعت الهند أن تطور من نفسها وبشكل ملحوظ واعتمدت على إظهار ذلك من خلال تطور صناعة السينما الهندية وغزو العالم بها مما نتج عنه نسج صورة إيجابية ليس عن نجوم ونجمات الهند فقط بل عن الشعب الهندى كافة ولكننا للأسف عندما حاولنا تقليد عاصمة تاج محل فى أبسط شىء لم نستخدمها من أجل التطوير والتغير بل فشلنا فى مجرد حسن استغلالها إضافة إلى أنه بدلا من الصورة القديمة المعروفة عن أهل المناطق الشعبية فى مصر المتمثلة فى الشهامة والأصالة والرجولة أصبحت صورة المصرى تتمثل فى استغلال الفرص والغش وانعدام الأخلاق.