القاهرة 05 يوليو 2015 الساعة 01:45 م
• المسرح قادر على إعادة صياغة الحياة إذا أحسن توظيفه.
• لا يمكنني وصف سعادتي بنجاح وتألق من شاركت في تقديمهم.
• الساحة المسرحية تتسع للجميع ومازالت تتعطش لكثير من الأنشطة الجادة.
• ظلمت كثيرَا من وزارة الثقافة.
"إجراء حوار مع بعض النجوم أو الشخصيات العامة والمتخصصة بإحدى المجالات يعد مشقة، وتتضاعف هذه المشقة بالطبع إذا كانت تلك الشخصية التي نحاورها شخصية ثرية ومتفردة وقريبة من المحاور في آن واحد، حيث يتطلب الأمر من المحاور في هذه الحالة أن يكون محايدا أثناء محاولته لتقديم صورة متكاملة وواضحة الملامح لتلك الشخصية، وذلك بخلاف ضرورة حرصه على تقديم بعض التفاصيل الجديدة التي لم تنشر من قبل، وبداية أصدقكم القول بأن الحوار مع رجل المسرح/ د.عمرو دوارة رغم مشقته حوار ممتع وشيق، فهو فنان منظم ويمتلك بخلاف جاذبيته ولباقته ودماثة خلقه المعهودة قدرة هائلة على الصراحة والمواجهة وذلك بالإضافة إلى مهارته في تنظيم الإجابات وربط الأحداث وتحليلها".
- نظمت لك "الهيئة العامة لقصور الثقافة" احتفالية ثقافية وفنية لتكريمك واحتفالا بعيد ميلادك الستيني تقديرا منها واعترافا بإسهاماتك المسرحية المتميزة.. فما تقييمك الفني لرحلة عطائك خلال السنوات الماضية؟
- حقيقة أشعر بفخر كلما نظرت ورائي، ويكفيني شرفا مشاركة هذا العدد الكبير من الأساتذة والزملاء والتلاميذ بهذه الاحتفالية، ومشاركة بعض رموز الفن المسرحي الذين يمثلون مختلف الأجيال وأذكر على سبيل المثال الأساتذة الفنانين: د.كمال عيد، محمود الألفي، زوسر مرزوق، آمال رمزي، فؤاد حجاج، عصام السيد، هشام جمعة، رضا الجمال، حلمي فودة، محمد نور، عصام عبد الله، ناجح نعيم، أحمد صقر، والأساتذة النقاد: عبد الغني داود، د.وفاء كمالو، أحمد عبد الرازق أبو العلا، محمد بهجت، جرجس شكري، علي رزق، نجدي خميس، محمد السيد، كما كانت المفاجأة السارة أيضا مشاركة بعض الأشقاء العرب ومن بينهم الفنانين/ حاتم السيد (الأردن)، خدوجة صبري (ليبيا)، حقيقة لقد سعدت جدا بمشاركاتهم وكلماتهم و أيضا بالمتابعة الإعلامية وخاصة إطلاق عنوان: مظاهرة حب لمحبي عمرو دوارة" كعنوان لبعض المتابعات الصحفية.
- هل يمكنك تلخيص مسيرتك الفنية لمن يريد التعرف عليك أكثر؟
- الحمد لله أنني وبالرغم من ممارستي لعملي الهندسي والتي توجت بعملي كوكيل لوزارة النقل خلال السنوات الأخيرة من عمري الوظيفي إلا أنني لم أشعر يوما بالتقصير في مسيرتي الفنية، فحصلت على درجة الدكتوراه في فلسفة الفنون من أكاديمية الفنون، وشاركت بإخراج ستة وخمسين مسرحية بمسارح الدولة وجميع تجمعات الهواة، مما أهلني للحصول على بعض الجوائز الهامة من بعض المهرجانات المسرحية العربية والدولية
، كما صدر لي ثلاثة وعشرين كتابا في مجال الدراسات والنقد المسرحي، بالإضافة إلى انتهائي من إعداد "موسوعة المسرح المصري المصورة" (تحت الطبع حاليا في اثنى عشر جزءا)، كما يتضمن رصيدي مشاركتي بدور فعال في تأسيس بعض الفرق والجماعات المسرحية ومن بينها "الجمعية المصرية لهواة المسرح" عام 1982، والتي من خلالها شرفت بتأسيس فرقة "فرسان المسرح" التي مثلت "مصر" بكبرى المهرجانات المسرحية الدولية، وكذلك تأسيس بعض المهرجانات المسرحية ومن أهمها "مهرجان المسرح العربي" بدوراته الثلاث عشر.
- تنوعت مجالات إبداعاتك بين الهندسة وبين الثقافة والفنون، كما مارست الإبداع المسرحي في أكثر من مجال كمخرج وناقد وأستاذ أكاديمي وباحث ومؤرخ، فماذا يمثل المسرح بالنسبة لك في مسيرتك بصفة عامة؟
- المسرح بإيجاز هو حياتي وهوايتي المفضلة، هو عشقي الأول الذي جذبني بسحره منذ طفولتي، وهو الذي منحني فرصة تكوين أجمل الصداقات سواء بمصر أو مختلف دول العالم، ومن خلاله - وبالتحديد من خلال مسارح الثقافة الجماهيرية (الهيئة العامة لقصور الثقافة) - تجولت بجميع الأقاليم وتعرفت على تفاصيل خريطة بلادي، كما تعرفت من خلال مهرجاناته الدولية على أهم المعالم السياحية بكثير من دول العالم وأهم ثقافات وفنون شعوبها.
وأرى وبوجهة نظر أخرى أن المسرح هو الحياة كما أنه القادر على إعادة صياغة هذه الحياة إذا أحسن توظيفه والمشاركة بإمكانياته اللا محدودة في معارك التنمية، ولذلك لا يمكنني وصف سعادتي حينما أنجح من خلال عروضي في تحقيق ذلك التواصل المنشود مع جمهور المشاهدين وأشعر باقتناعهم بالخطاب الدرامي الذي قدمناه لهم، وأيضا لا يمكنني وصف سعادتي بنجاح وتألق ونجومية بعض الذين شاركت في تقديمهم من خلال مشاركتي بالورش الفنية والدورات التدريبية والمهرجانات المختلفة أثناء مرحلة بداياتهم الفنية وأذكر منهم على سبيل المثال كل من النجوم: عبلة كامل، خالد صالح، خالد الصاوي، محمد رياض، ماجد الكدواني، عمرو عبد الجليل، حنان شوقي، عزة بهاء، منير مكرم، لمياء الأمير، محمد شومان، ياسر ماهر، هشام عطوة، داليا إبراهيم، حسام فياض، أحمد منير، بهاء ثروت، طارق الدويري، آمال ماهر وآخرين.
- عدم شغلك لمناصب بوزارة الثقافة هل عرضك للظلم في بعض المواقف؟
- الحمد لله لم أتعود على الشكوى، وأؤمن بأن الحق لابد وأن يصل لأصحابه مهما طال الوقت رغم أنف الظالمين المفسدين، والحقيقة أنني تعرضت للظلم من قبل وزارة الثقافة كثيرا، ومن الأمثلة الصارخة على ذلك عندما كان ترتيبي الأول بالنسبة للمتقدمين لشغل وظيفة "رئيس المركز القومي للمسرح" بإحدى المسابقات، ولكن للأسف حفظت النتيجة وتم تكليف - وليس تعيين - فنان موسيقي لا تنطبق عليه الشروط لمجرد مجاملة زوج شقيقته الشاعر الكبير، كذلك ظلمت عندما أصدرت لي وزارة الثقافة كتابين ولم تصرف لي مستحقاتي المالية (فارس التجريب المسرحي، ملك ومسرحها الغنائي)، وأيضا حينما رفضت بعض مشروعاتي الإخراجية دون مبرر موضوعي، في حين تم منح فرصا أكبر بكثير لبعض أنصاف الموهوبين، وذلك بالطبع بخلاف عدم ترشيحي لجوائز الدولة وأيضا تجاهل تكريمي ببعض المهرجانات، ولكنني مع ذلك أحمد الله أنني قد شغلت درجة وكيل الوزارة لسنوات متتالية من خلال عملي وخبراتي في مجال الهندسة، كما أنني قد استفدت من درجة الدكتوراه في فلسفة الفنون في مسيرة إبداعي الفني والنقدي، وساهمت بإخراج واحد وعشرين عرضا متميزا بمسارح الدولة، وذلك بشهادة كبار النقاد بالإضافة للإقبال الجماهيري ، كما كان لي شرف تمثيل "مصر" ببعض المهرجانات الدولية. والحقيقة التي أود تسجيلها أنني لم أسع يوما لتقلد المناصب أو للحصول على جوائز وذلك لإيماني بأنها لن تضيف إلى إبداعي، ويكفيني حب واحترام وتقدير الزملاء المسرحيين من مختلف الأجيال سواء بمصر أو باقي الأقطار العربية الشقيقة.
- مسيرتك الفنية تتضمن كثير من الإنجازات الحقيقية في مجال الفنون المسرحية، ولكن بالتأكيد هناك علامات بارزة تضعها في المقدمة بالنسبة لك، فما هي أهم تلك الإبداعات؟
- لا أفضل الإجابات التقليدية بأن أعتبر جميع أعمالي أبنائي ولا أستطيع التمييز بينها، ولكنني أصدقك القول بأنني قد أخلصت بالفعل في كل ما قدمت، ولم أقدم إلا ما آمنت به عن قناعة حقيقية، قد تكون هناك إصدارات أوفر حظا أو مسرحيات أكثر نجاحا طبقا للظروف الخاصة بها أو الظروف المحيطة، ومن بينها على سبيل المثال كتب التراجم الخاصة بالمبدعين/ فؤاد دوارة، أحمد عبد الحليم، محمود الألفي، د.هناء عبد الفتاح، أو بعض الكتب التوثيقية مثل كتاب "حكاية المسرح القومي" الذي طبع طبعتين، و"ملك ومسرحها الغنائي"، و"مسارح الأقاليم"، و"المهرجانات المسرحية العربية بين الواقع والطموحات"، والأخير أعتز بطباعته بالمملكة الأردنية الهاشمية، وكذلك تتضمن القائمة بعض الكتب النقدية مثل "شموع مسرحية"، و"مسارح الأطفال"، وعدد كبير من هذه الإصدارات قد نفذ بالفعل، أما في مجال الإخراج فهناك عدد كبير من العروض قد حققت نجاحات على المستويين النقدي والجماهيري ومن أهمها: المسحراتي الأصيل، ملك الأمراء، السلطان يلهو، خداع البصر، سوق الشطار، عصفور خايف يطير، قطار الحواديت، وهج العشق، يوم من هذا الزمان، وقد مثل العرض الأخير المسرح المصري بمهرجان دمشق المسرحي الدولي عام 2014، ومن عروضي الأخرى التي شاركت بالمهرجانات الدولية: رجالة بشنبات" مهرجان "الفجيرة الدولي الأول للمونودراما" عام 2003، العصا السوداء (1996)، حقوق الأبناء أو الليلة الكبيرة (2000) بمهرجان "توياما العالمي لمسارح الأطفال" باليابان وقد حصد كل منهما بعض الجوائز الهامة، وأيضا عرضي "أجنحة الأقوال"، "الممثلة التي عشقت نجيب محفوظ"، واللذان شاركت بهما بمهرجانات "طقوس المسرحية" بالمملكة الأردنية، ومهرجاني "المسرح الأمازيغي"، و"سلا للمسرحيات القصيرة بالمملكة المغربية عامي 2007، 2008.
- كيف يمكننا إعادة المسرح إلى زمن الفن الجميل زمن نهضته وتألقه ؟
- مشكلة المسرح بالدرجة الأولى هي مشكلة إدارة، فنحن لدينا نخبة متميزة من كبار الفنانين في مختلف مفردات العرض المسرحي، ولدينا جمهور كبير متذوق للفنون المسرحية، ولكن تبقى المشكلة دائما كيفية توظيف الميزانيات المخصصة للإنتاج، وكذلك في كيفية توظيف القدرات البشرية وتنميتها، وبالتحديد كيفية إتاحة الفرص أمام المواهب الحقيقية بعيدا عن تبادل المصالح وتشغيل أنصاف الموهوبين، وذلك بخلاف ضرورة وضع خطط محكمة للتجوال بالعروض المتميزة في جميع التجمعات الطبيعية كالمدارس والجامعات والمصانع والقرى، وبالطبع لا يمكن تحقيق ذلك إلا بتحطيم بعض القواعد الروتينية البغيضة والمقيدة للإبداع، والعمل بشكل جماعي من خلال المكاتب الفنية مع تشكيل لجان قراءة تضم نخبة من كبار المسرحيين والنقاد على أرقى مستوى لاختيار النصوص المناسبة.
- ما هو تقييمك لعروض وتجارب شباب المسرحيين وإسهاماتهم الفنية ؟
- "مصر" فعلا ولادة ولدينا عدد كبير من المواهب الحقيقية في مختلف مفردات العرض المسرحي، تتمتع بالموهبة وتسلحت بالعلم والخبرة، وبالفعل قام بعضهم بتقديم عروضا ناجحة ومبهرة على كل من المستويين الأدبي والجماهيري، ولكنهم للأسف لم يحصلوا بعد على فرصهم كاملة، فهم يحتاجون أولا إلى الاستمرارية بتتابع التجارب، كما يحتاجون إلى حركة نقدية حقيقية مواكبة مصاحبة لتنير لهم معالم الطريق وتقوم بدورها في التقييم والتقويم لعروضهم والتوجيه والإرشاد لهم، وحقيقة سعادتي لا توصف بإبداعات جيل جديد من المخرجين يضم: إسلام إمام، سامح بسيوني، محمد الصغير، محمد جابر، باسم قناوي، مازن الغرباوي، محمد علام، خالد توفيق، شادي الدالي وآخرين، سعيد بإبداعاتهم وبإبداعات جيل سبقهم من بينهم: نادر صلاح الدين، أسامة رؤوف، طارق الدويري، سامح مجاهد، جمال ياقوت وإسماعيل مختار، وأتمنى أن تقوم إدارة الفرق المسرحية بمنحهم الفرص كاملة، فهم بلا شك مستقبل المسرح المصري.
- كيف ترى ظاهرة تعدد المهرجانات المسرحية في الفترة الأخيرة؟
- أنا من أشد المتحمسين لمساندة أي نشاط أو فعاليات مسرحية، ومؤمن تماما بمقولة دع كل الزهور تتفتح، خاصة وأن الساحة الفنية والمسرحية بصفة خاصة تتسع للجميع ومازالت تتعطش لكثير من الأنشطة الجادة، وهناك دول لا تملك تاريخنا المسرحي ولا مكانتنا الفنية مثل المغرب وتونس والأردن وبها عدد من المهرجانات المسرحية يفوق عدد مهرجاناتنا، ولكنني أحذر فقط من بعض الأدعياء الباحثين عن الشهرة أو النصابين الباحثين عن المكاسب المادية حيث أرفض المتاجرة بأحلام وطموحات المسرحيين سواء الهواة أو المحترفين، ويجب أن يعي الجميع أن المهرجان يجب أن يكون تتويجا للأنشطة المسرحية وليس هدف في حد ذاته، وأن كل مهرجان يجب أن يكون له هويته وأهدافه المعلنة، أنا مع عودة المهرجان التجريبي ولكن مع ضرورة ترشيد مساره وتخفيض نفقاته، ومن أشد المطالبين بضرورة انتظام دورات المهرجان القومي للمسرح المصري ولكن ضد العشوائية في تنظيمه، وقد رفضت بشدة تصميم ملصقه الأساسي العام الماضي والذي كان عباره عن رأس "نفرتيتي" وفوقها قبعة غربية بثلاث ريشات!!، وكذلك ضد مسميات جوائزه بتلك الصورة المضحكة والمعيبة، وضد تشكيل لجانه خاصة حينما يتم اختيار رئيس البيت الفني للمسرح لإدارته وهو ينافس بعشرة عروض على الجوائز، تلك الجوائز التي أهدرت تاريخ بعض كبار الفنانين حيث أطلق اسم سناء جميل على جائزة الممثلة الثانية، وعبد السلام محمد على الممثل الناشئ وغيرها كثير من المضحكات.
- ما رأيك في تطوير المسرح القومي وهل مرضي بالنسبة لك كمخرج ومؤرخ وناقد مسرحي؟
- كان لي شرف المشاركة في افتتاح المسرح القومي بعد تجديده في يناير عام 1986، حيث شاركت كمخرج منفذ مع القدير/ كرم مطاوع في تقديم عرض "إيزيس"، كما كان لي شرف إعادة طبع كتابي "حكاية المسرح القومي" لتوزيعه بحفل الافتتاح الأخير للمسرح في ديسمبر 2014، ولكن بصراحة لم يعجبني هذا المبنى الإداري الذي بني على الطراز الحديث فعمل على تشويه الصورة العامة، وذلك لعدم تناسبه أو تناسقه مع طراز المسرح القومي، كذلك لم يعجبني المبالغة في الزخارف والتي بدت - وكما سبق لي تشبيهها - كالذهب الصيني شديد اللمعان ولكنه عديم القيمة مقارنة بالذهب عيار 21، لقد فقد المسرح للأسف جوه التاريخي والأثري الذي كان يشعرنا بعبق التاريخ، وذلك بخلاف افتقاده إلى بعض المواصفات المسرحية الهامة ومن بينها متطلبات التقنيات الصوتية.
- من وجهة نظرك ما هي الخطوات الفعلية التي يجب اتخاذها للارتقاء بمستوى الثقافة والفنون؟
- المثقف الحقيقي ليس من يقرأ أكثر ليتباهى ببعض المعلومات أو ليتقلد المناصب، ولكنه من يعي دوره الإيجابي والتاريخي في المشاركة بمعارك التنمية، وبالتالي يقوم باتخاذ بعض المبادرات الفعلية بعيدا عن أي تكليف رسمي، ولذا أطالب أولا بضرورة إعادة تشكيل جميع لجان المجلس الأعلى للثقافة، تلك اللجان التي مازالت تضم نفس وجوه الفلول قبل الثورة، والتي تم اختيارها بشكل معيب حيث تم تعيين رئيس كل لجنة ليقوم بعد ذلك بتشكيل اللجنة!!، كذلك يجب التدقيق بشدة في اختيار القيادات بحيث يتوافر في كل قيادة منها ثلاثة شروط هامة وهي أولا النزاهة وطهارة اليد وثانيا التمتع بالخبرات الفنية والإدارية في مجال العمل، وثالثا القدرة على القيادة واتخاذ القرار والتغلب على المعوقات، كما يجب ترشيد الإنفاق بصورة فعلية، وأفتخر بأنني قدمت نموذجا عمليا مشرفا بتأسيس وإدارة "مهرجان المسرح العربي" بدوراته الثلاث عشر منذ بداية الألفية الجديدة، حيث لم تزد ميزانية أي دورة من دوراته أكثر من خمسين ألف جنيه شاملة استضافة أكثر من مائة فنان عربي، مما دفع وزارة الثقافة إلى تبني الدورة الأخيرة هذا العام.
- دائما ما تحمل طموحات وآمال كبيرة ودائما ما تسعى إلى تحقيقها بكل دأب وإصرار، فما هي أهم آمالك في المستقبل القريب؟
- بالنسبة لمصرنا الغالية أتمنى أن تنعم بالسلام والآمان والرخاء والاستقرار، وأن يستمتع المصريون بالحرية والعدالة الاجتماعية وبحقوقهم الإنسانية التي تليق بهم وبحجم تضحياتهم وبتاريخهم المشرف، وبالنسبة للثقافة والفنون بصفة عامة والمسرح بصفة خاصة أتمنى أن يقوم كل منهما بدوره التنويري المنشود في نشر الوعي والمشاركة بمعارك التنمية، وعلى المستوى الشخصي أتمنى إصدار "موسوعة المسرح المصري المصورة" هذا العام، كما أتمنى استكمال مساهماتي في مجال الإخراج المسرحي بتقديم بعض العروض المتميزة وأيضا أتمنى استمرار دورات "مهرجان المسرح العربي" الذي شرفت بتأسيسه بالمستوى والتألق نفسه، خاصة بعدما نجح خلال دوراته الثلاث عشر الماضية - باستضافته لكبرى الفرق المسرحية ولكبار الرواد والأعلام المسرحيين - في أن يصبح البوابة الشرعية للترابط الفني العربي ولتبادل الخبرات والإبداعات العربية في مجال الفنون المسرحية.
- سبقت اسمك ألقاب كثيرة تؤكد على مساهماتك المسرحية ولعل من أشهرها: راهب المسرح، الهاوي الأول للمسرح، نقيب الهواة، فارس المسرح الرصين، جبرتي المسرح العربي، حارس ذاكرة المسرح المصري وكذلك سندباد المسرح العربي فأيهما أقرب إليك وتحبذه؟
- "رجل المسرح" لأنها تجمع في دلالتها جميع الألقاب السابقة التي أطلقها بعض النقاد والإعلاميين، وجميعها ألقاب أعتز بها وتحملني مزيدَا من المسئوليات كما تعبر عن تقدير خاص لإسهاماتي المختلفة، وإن كنت أري أن بعض الأساتذة والزملاء قد يشاركونني في بعض الألقاب أو أحق مني ببعضها، وربما كثرة هذه الألقاب تعود إلى ممارستي الفنون المسرحية في أكثر من مجال، حيث مازلت أمارس الإخراج والنقد والتدريس والتدريب والتأريخ، بخلاف مسئوليتي عن إدارة مهرجان المسرح العربي الذي شرفت بتأسيسه، والحقيقة أنني أعتز جدا بثلاثة أساتذة كان لهم تأثير كبير في تكويني المسرحي أولهم بلا شك والدي شيخ النقاد المسرحيين/ فؤاد دوارة، وثانيهما رجل المسرح المبدع/ نجيب سرور فهو الشاعر والمؤلف والمخرج والممثل والناقد والأستاذ الأكاديمي، وثالثهما المخرج القدير/ كرم مطاوع الذي شرفت بالعمل معه كمخرج منفذ بجميع العروض التي قام بإخراجها منذ عام 1984 وحتى تاريخ وفاته عام 1996، ومنهم تعلمت كيف يكون المسرحي الحقيقي مفكرا ومبدعا وصاحب منهج وفلسفة ودور إيجابي وليس مجرد محترف لمهنة يتقن بعض أصولها كالصنايعي الماهر الذي ينفذ ما يقوم به بجودة دون معرفته للنظريات التي وراء عمله، حقا أن مصطلح "رجل المسرح" يحمل كثير من المعاني التي أتمنى من الله أن أكون جديرا به وبمسئوليته.
- وأخيرا بمناسبة ذكرك لبعض الأساتذة الذين ساهموا في تكوينك الفني، هل هناك أسماء أخرى تدين لها بالفضل وتود توجيه كلمة شكر إليهم؟
- بالطبع أدين بالفضل والولاء لعدد كبير من أفراد الأسرة والأساتذة والزملاء الذين ساهموا بشكل فعال في صقل موهبتي وتوجيه مساري الفني وتزويدي بالمعارف والخبرات العملية، ففي البداية لابد أن أذكر فضل والدتي خريجة اللغة الإنجليزية بكلية الآداب (التي جمعتها الزمالة مع والدي بجامعة الإسكندرية)، وبعد ذلك باقي أفراد الأسرة وأخص بالذكر كل من عمل منهم بالوسط الأدبي (أعمامي محمد وسعد دوارة وأولاد العم عاطف وعلاء)، كذلك أعتز جدا بدور جميع أساتذتي بدءا من المرحلة الابتدائية حتى مرحلة الدراسات العليا، أما بالوسط الفني فيبرز دور عدد كبير من الرواد وفي مقدمتهم كل من الرائد الكبير/ زكي طليمات والمسرحي المخلص/ عبد الغفار عودة أول من منحني فرصة الاحتراف بمسارح الدولة عام 1984.