القاهرة 11 يونيو 2015 الساعة 02:34 م
تحت رعاية الأستاذ محمد عبد الحافظ ناصف رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والأستاذ أشرف عامر رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، والأستاذ سالم الشربيني مدير عام القصور المتخصصة، عقد قصر السينما رئاسة الأستاذ نادر نصحي، احتفالا تضمن ندوة بعنوان "عمرو دوارة وسنوات من الإبداع "، وكذلك تكريم، حيث قام الأستاذ محمد ناصف بإهدائه درع الهيئة
كانت تظاهرة حب بمعنى الكلمة فتلك النخبة الرائعة من المسرحيين - أحباء د.عمرو دوارة - والتي حرصت على الحضور قد حرصت أيضا على المشاركة بالاحتفاء به بكلماتهم المعبرة وسردهم لبعض ذكرياتهم المسرحية معه، ومن بينهم الأساتذة: د.كمال عيد، محمود الألفي، زوسر مرزوق، آمال رمزي، عبد الغني داود، فؤاد حجاج، عصام السيد، هشام جمعة، رضا الجمال، حلمي فودة، د.وفاء كمالو، أحمد عبد الرازق أبو العلا، محمد نور، محمد بهجت، جرجس شكري، علي رزق، هشام دوارة، ومن رفاق وزملاء الرحلة: عصام عبد الله، ناجح نعيم، أحمد صقر، مدحت عثمان، نجدي خميس، محمد السيد، رضا فهمي، ممدوح الميري، سامح سعيد، نادي العياط، كما شارك أيضا بالاحتفالية بعض الأشقاء العرب ومن بينهم الفنانين/ حاتم السيد (الأردن)، خدوجة صبري (ليبيا).
يذكر أن د.عمرو دوارة قد ساهم - بخلاف أعماله بمسارح الدولة - بإخراج أكثر من عشرة عروض بمسارح الأقاليم بالإضافة إلى مشاركاته بعضوية لجان المشاهدة والتحكيم بالمهرجانات الإقليمية المختلفة، وإشرافه الفني على بعض الورش المسرحية والدورات التدريبية وكذلك إخراجه لبعض الاحتفالات القومية بالمحافظات وذلك على مدى أكثر من خمسة وثلاثين عاما، وهي تلك التجارب التي تضمنها كتابه الهام "مسارح الأقاليم".
تناولت الكلمات عمرو دوارة: مخرجا وناقدا ومؤرخا مسرحيا وقد اتفق جميع الحاضرين بلا استثناء على أن د.عمرو دوارة يعد حالة استثنائية شديدة التميز، فبرغم الظروف الصعبة وممارسته للعلوم الهندسية والتي رقي إلى أعلى الدرجات بها استطاع أن يثري حياتنا المسرحية بإبداعاته في مجال الإخراج والنقد والدراسات وتأسيس الجماعات والفرق والمهرجانات المسرحية، وكذلك رعاية جيل كامل من المواهب في مختلف المجالات المسرحية، وذلك من خلال تأسيسه للجمعية "المصرية لهواة المسرح" عام 1982، وهي الجمعية التي قدمت للحركة المسرحية عدد كبير من النجوم حاليا.
المشاركات العربية:
اتفقت الفنانة الليبية القديرة/ خدوجة صبري مع الفنان الكبير/ حاتم السيد بأن د.عمرو دوارة استطاع أن يصنع لنفسه مكانة متميزة في مجال المسرح العربي سواء كمخرج مبدع أو ناقد وباحث متميز، خاصة ولم تقتصر جهوده على المشاركة بعروضه ببعض المهرجانات العربية ولكنه ساهم أيضا في إثراء المسرح العربي بمشاركاته بأبحاثه ودراساته في المؤتمرات والندوات المسرحية وكذلك بمشاركاته بعضوية لجان التحكيم وأيضا بالإشراف والتدريب ببعض الورش المسرحية والدورات التدريبية.
المؤرخ المسرحي:
أطلق عليه الناقد الكبير/ عبد الغني داود لقب "حارس ذاكرة المسرح المصري"، وأشاد بالجهد الدؤوب والمتواصل للدكتور/ عمرو دوارة في مجال التوثيق المسرحي، كما أشاد بكتبه الهامة في هذا المجال وفي مقدمتها كتابه عن "المسرح القومي"، و"مسرح ملك"، وأيضا كتبه في مجال التراجم لبعض المخرجين والفنانين، وشاركه هذا الرأي الناقد/ جرجس شكري الذي أضاف بأنه رغم تميز إسهامات د.عمرو دوارة في مجالات الإخراج والدراسات النقدية إلا أن دوره كمؤرخ دور متفرد، حيث قام بسد فراغا كبيرا عانت منه الحركة المسرحية طويلا، واستطاع بدقة كتاباته وإصراره أن يصبح أهم المؤرخين المسرحيين المعاصرين، ويكفيه فخرا انجازه ل" موسوعة المسرح المصري المصورة" والتي تعد أول موسوعة مسرحية متكاملة بالوطن العربي، وهو جهد مؤسسي غير مسبوق عجزت عن تحمل مشقته الهيئات والمؤسسات الثقافية والمسرحية، ولكنه استطاع بمفرده تحمل مهمة إصدارها.
المخرج المسرحي:
أشاد المخرج الكبير/ محمود الألفي بالإسهامات المتميزة لعمرو دوارة في مجال الإخراج المسرحي، وأضاف بأنه كمدير لأكثر من فرقة مسرحية كان له شرف إنتاج واستضافة أربعة عروض من إخراجه وهي "المسحراتي الأصيل" بمسرح الشباب، و"الحلم" و"سوق الشطار" و"ملك الأمراء" بالمسرح الحديث، وجميعها تتسم بنجاحها الفني على المستويين الأدبي والجماهيري، وبرغم أن بعضها قد قدم باللغة العربية الفصحى إلا أنها قد نجحت في تحقيق الجذب الجماهيري أيضا، وهو يتميز بخلاف وعيه الكبير وحرصه على اختيار النصوص المتميزة الرصينة بدقته المتناهية وحرصه على التوظيف الأمثل لجميع مفردات العرض المسرحي مع اهتمامه الكبير بالآداء التمثيل وتدريب الممثلين في بروفات مكثفة مع إلتزامه الدقيق بمواعيد افتتاح كل عرض. وتناولت المسيرة الإخراجية للفنان/ عمرو دوارة أيضا الناقدة المسرحية المتميزة/ د.وفاء كمال و التي أفادت بأنها متابعة جيدة جدا لعروضه المسرحية، وقد سبق لها تناول كثير منها في مقالاتها النقدية، كما سبق لها إجراء دراسة عن المخرجين الذي ساهموا في التمهيد للثورة واتخذت من عروضه نموذجا للتنوير والتثوير، كما أشادت بعدد من عروضه التي تعدها علامات مهمة في مسيرته الفنية وفي المسرح المصري بصفة عامة ومن بينها "ملك الأمراء"، "يوم من هذا الزمان"، "خداع البصر"، عصفور خايف يطير"، "السلطان يلهو"، والأخير قد تم اختياره من قبل وزارة الثقافة لتمثيل المسرح المصري بمهرجان "دمشق المسرحي الدولي" عام 2004. واستكمل الفنان/ رضا الجمال الحديث حول إبداعات د.عمرو دوارة كمخرج خاصة وأنه يعتز بقيامه ببطولة عرضين من إخراجه هما: "ملك الأمراء"، "عصفور خايف يطير"، وفي كل منهما لمس مدى موهبته وقدرته على الإبداع، كما تأكدت لديه مدى تمتعه بمهارات وخبرات نادرة ورائعة، وأنه لم يستغرب ذلك بالطبع عن التلميذ النجيب وأقرب المساعدين للفنان القدير/ كرم مطاوع، حيث أتيح له فرصة تنفيذ الرؤى الإخراجية لجميع أعمال هذا الرائد القدير منذ عام 1984 وحتى تاريخ وفاته 1996، وبالتالي فقد بدأت صداقتهما معا من خلال عملهما بمسرحية "إيزيس" بالمسرح القومي. هذا وقد استطاع الشاعر/ فؤاد حجاج - والذي أصر على الحضور رغم ظروفه الصحية - تقديم شهادة عملية عن د.عمرو دوارة كمخرج، يتميز بقدرته على أن يحفز جميع المبدعين المشاركين معه في العرض - بمختلف مفردات العرض - ليقوموا بتقديم أفضل ما لديهم، ولذا فهو يعتز بتعاونه مع في أكثر من تجربة كقطار الحواديت والتاج المسحور وعصفور خايف يطير للأطفال أو يوم من هذا الزمان.
الناقد المسرحي:
أشاد د.كمال عيد بالمساهمات النقدية الثرية للدكتور/ عمرو دوارة، ومدى موضوعيته وجديته وهو بذلك يكمل طريق والده شيخ النقاد المسرحيين القدير/ فؤاد دوارة، كما أشاد بمجموعة كتبه الهامة والتي تعد إضافة حقيقية للمكتبة العربية، وأكدت تلك المعاني الفنانة/ آمال رمزي التي قالت أن الجينات الوراثية والمناخ الثقافي كان لكل منهما بالتأكيد تأثير كبير على مسيرته الفنية وصقلها، وأنها ظلت تخشى حتى الآن من المقالات النقدية للدكتور/ عمرو كما كانت تخشى من مقالات والده، ولذا فهي تسعد جدا بأي إشادة بأدائها لأنها تثق بأنها إشادة موضوعية بعيدة كل البعد عن أي مجاملات، ولمس الناقد/ أحمد عبد الرازق مساحة أخرى هامة في المسار النقدي لدكتور/ عمرو دوارة حينما أفاد بأنهما ينتميان لنفس الجيل وينتهجان نفس المنهج الموضوعي وإن كان د.عمرو يتميز بقدرته على الفصل بين تركيبته الشخصية التي تتسم بالطيبة والهدؤ ودماثة الخلق والبشاشة وبين مقالاته النارية وأرائه الحادة في مواجهة الإسفاف والابتذال الفني، فهو حينما يمسك بالقلم ويكتب يتجرد من الوداعة واللين ولا يخشى في الحق لومة لائم، وهو يتميز كذلك بقدرته على توصيل آرائه للجيل الجديد وخاصة الهواة بكل الموضوعية والأبوة والحنان، فقد جمعتنا كثير من الجولات الفنية بمختلف الأقاليم ولمست عن قرب مدى جديته ودفاعه عن الفن الراقي.
القيادي والإداري الناجح:
اختار الفنان/ عصام عبد الله مجال الإدارة والقيادة الفنية للحديث عن إسهامات د.عمرو دوارة، خاصة وكما أفاد كان له شرف التعاون معه في كثير من أنشطة ومهرجانات "الجمعية المصرية لهواة المسرح"، وأيضا التعاون معه كمخرج منفذ ببعض عروضه المسرحية الكبيرة، وبالتالي فإنه يستطيع أن يقرر بكل صراحة أنه تعلم منه الكثير، ويشهد له بقدرته الفائقة على التنظيم وحساب مختلف الاحتمالات مع قدرته اتخاذ القرارات الصائبة في أسرع وقت، ولا يخفى على أحد أن جميع المهرجانات المسرحية المتخصصة وكذلك دورات المتتالية لمهرجان "المسرح العربي" التي نظمتها "الجمعية المصرية لهواة المسرح" كانت من أفكاره ومبادراته ولولا جهوده ما حققت كل هذا النجاح، وقد شاركه هذا الرأي والتقييم الفنان/ ناجح نعيم الذي أضاف بعض المواقف التي تؤكد على مهارة د.عمرو دوارة القيادية وقدرته على التوظيف الأمثل لإمكانيات ومهارات وخبرات جميع المشاركين معه. واختتم الحديث حول عمرو دوارة الإداري الناجح الأديب/ محمد عبد الحافظ ناصف الذي قال عنه إنه رجل مسرح ونشط فني وأستاذ مسرحي يعي دوره ويلزم نفسه بأداء مهامه، فهو من الأشخاص الذين يمكن الاعتماد عليهم، ومن المدافعين باستمرار عن قيم الخير والحق والجمال والقادرين على مواجهة الصعاب وتخطي العقبات.
حديث الذكريات:
تناول الفنان/ هشام جمعة في كلمته ذكريات تأسيس فرقة "مجانين المسرح" التي قام د.عمرو دوارة بتأسيسها عام 1978، والتي حققت هدف تكوين فرقة من منتخبات الفرق المسرحية بالجامعات مع التخلص من القيود الروتينية والخروج بالعروض المسرحية - خارج أسوار الجامعة - بجميع التجمعات، وهي الفرقة التي منحته فرصة تقديم أول عروضه الإخراجية، كما شهد بحنكة ومهارة د.عمرو دوارة الإدارية والقيادية. وذكر الفنان/ هشام دوارة في كلمته أسباب ابتعاده عن التمثيل المسرحي أو تصميم الديكورات به برغم دراسته للفنون الجميلة، وذلك نظرا لرؤيته مدى التضحيات المادية والمعنوية التي تكبدها شقيقه الكبير المادية والمعنوية منذ طفولته وشبابه في سبيل ممارسته لهوايته وعشقه المسرحي، وتحدث الفنان/ أحمد صقر عن مدى اعتزازه بتجاربه الإبداعية مع المخرج القدير/ عمرو دوارة ومشاركته بتصميم الاستعراضات لعرضين من عروضه، وهما "العصا السوداء" و"حقوق الأبناء"، خاصة وأن كل منهما قد حصد بعض الجوائز الهامة بأكبر مهرجان دولي للأطفال وهو مهرجان توياما باليابان.