القاهرة 26 مايو 2015 الساعة 01:26 م
تشكل قصيدة النثر الحداثوية اليوم حضور كبير في الساحة الأدبية العربية وأصبح كتابها يصعب عدهم وطبعت مجاميع شعرية كثيرة غزة المشهد الشعري بمختلف المستويات وطرحت أفكار راقية ونصوص ناضجة وهناك من الشعراء النثر الذي اشتغل على الإيقاع داخلي او خارجي للقصيدة وهناك من اعتمد على الصورة الشعرية وهناك من جمع بين الاثنين الصورة والإيقاع و ركز بعض الشعراء على البناء درامي منهم الشاعرة الدكتورة سجال ألركابي التي أصدرت مجموعتها الجديدة تحت عنوان ( لم يأتي القمر ) وهي مجموعة حداثوية فيه جوانب عده تقول في احد نصوصها
أطلق لجام الفرح
يتورد خجلي
حين بهاتين العينين
تخاطبني
أتلعثم ارتبك
وأنت تصارحني
أطير رذاذ عطر
أحط ريشة من جناح بجعة
يديك تحاورني
بعد انتظار قرون
نشدو معأ
حوار درامي شعري بنته الشاعرة مع نفسها هذا ما نجده في جزء من النص حيث تصف حالها مع من تحب وكيف تكون مشاعرها وقد وضعت ابتكارات حداثوية كلجام الفرح وطيرانها مع رذاذ المطر كي تمتاز كابتها عن الكلام العادي ان الشعر خيال وخروج عن المألوف وهو يصبيك بالدهشة عند سماعه ويجب ان يكون فيه انزياحات تعجلك تفكر بما هو مطروح وتعيش مع العمل باحث عن ما وراء القصد
القمر استنكر
نوري يغمر جميع العاشقين
لا تحسبوا دموعي
اعترضت الغيمة
اذرفها إني شئت
فيخضر بور
قمحأ ورياحين
وغنى الحب
غادروا كهوف خيبتاهم
وفقت الشاعرة بتوظيف الخيال بطريقة جيدة وظلت محافظ على بنية النص وقد ربطت بين نصه والخيال وجعلتنا نعيش معها لحظات تأمل وعرفنا مدى براعتها في المزج بين الضربات الخيالية ومنتجها الأدبي فكانت كتابتها أشبه الخيالية المقنعة حين صورت إن نورها يغمر القمر وان دموعها لا تعترض غيمة و الخيال كما يقول ايلمان كراسنو في كتاب الحداثة الجزء الثاني إن الانشغال التام بالخيال الإبداعي هو احد السمات المميزة للأدب المحدث يرجع اهتمام الفلاسفة بالخيال الإبداعي إلى القرن الثامن عشر وقد اهتم الكثير من المبدعين في شتى المجالات الإبداعية بصناعة الخيال ويكاد لا يخلو نص إبداعي، أياً كان من الخيال، بل أصبح الخيال أحد مقاييس الإبداع،
ايها الغافل او المتغافل
الاترى كيف انقلب
جرس منبه
وانت تسرد خيبتك
عيناي تدوران
تتسارع الدقات
كي لا ينطلق صباحإ
تشكو الضمأ
والماء عطش اليك
هلا تزول غشاوة روحك
فتبصرني
استعارات جميلة عندي الركابي وهي تبوح عن مكنونها الداخلي مشتغلة على نسق متصل كي تصل للمتلقي فكرة العمل حيث نفهم من نصها انها تتحدث عن شخص لا يعرف انها تحبه يتجاهلها ويروي لها عن فشله في تجربة فاشلة وكانت صورة شعرية ناضجة حين تخاطبه انه عطش والماء قربه ولا يشعر به يطلق شعر سجال ألركابي بتصوراتها الذاتية التي تبع من الإحساس اتجاه المحيط الخارجي ثم تربه بعوالمها الداخلية معتمدة على إيقاع ونزعة فنية في الكتابة اي انك تجد عنصريين جمالية المعنى وفكرة جيدة مع موسيقى وهي بقدرتها تجعلنا نتناغم من المنتج الإبداعي فهي تملك شفافية في الطرح وبناء متصل أشبه بسلسلة