القاهرة 26 مايو 2015 الساعة 01:22 م
الشعر تعبير عن حالتين إما أحاسيس داخلية يعيشها الشاعر ويترجمها شعرا وهذا النمط يسمى الشعر الوجداني يعني بذلك التعبير عن العواطف الخالصة في مجالاتها المختلفة من فرح وحُزن وحب وبغض، وما إلى ذلك او شعر يولد من حالة تأثر بها الشاعر خارجية حركة الذات الشاعرة في داخله كنكبة أو قضية وطنية أو حرب وهذا ما نجده في مجموعة الشاعر العراقي على الإمارة التي عنونها ( رسائل إلى الموصل ) والموصل مدينة عراقية شهيرة سيطر عليها الإرهاب في الوقت الحاضر فكانت رسائل الإمارة عبارة عن نصوص شعرية مفتوحة فيه الخيال والواقع والعتاب والحماس وكون الشاعر تعددية على فكرة واحدة يقول في احد نصوص المجموعة الشعرية
واقفأ
تحت عرش الماء
وأتأمل مجدك منهمرأ
من علاء
وما كنت اسمع من لغة الصخر
صوتأ سواء
يا لشلالك المتساقط فوق المتاهة
مثل دموع اله
وقفأ ها هنا
حيث أصغي لصوت الدروب
فلست أميز صوتا
سوى
اه .............اه
لم يوجه الشاعر خاطبه إلى المدنية المنكوبة بل خاطب شلالاتها وهي مشهورة بالشلالات الجميلة وكان وصف جيد منه حين شبه شلالاتها بعرش الماء وكيف انه واقف تحتها مندهش من مجدها يواصل الإمارة سرده الشعري حتى يصل إلى تصور إن الشلالات دموع حزن على ما يجري وهذا الانزياح و التشبيه لعبة يمارسها الشاعر كي يحرك ذهنية المتلقي ويخلق عنده الدهشة فلا يمكن إن ينقل الصورة كما هي يجب ان تكون هناك لمسات إبداعية والصورة الشعرية تجعل النص يرتقي على الكلام العادي وكان العرب يقولون ان الشعراء يخالطون الجن ويعلمونهم الكلام الذي تعجز الناس عن قوله ومن هنا ظهر مصطلح شيطان الشعر
من خلال الغبار الكثيف
غبار سنابك خيل الزمان
المخيف
أرى وطنا قابعأ في السؤال
وارى شجرا
هاربا من خريف
وارى رغم كل الحواجز
تاريخ شعب عظيم
ولكنه يفرش الحزن
والكتب المستباحة
فوق قارعة
لرصيف
بوح لمكنون داخلي حوله الشاعر بطريقته إلى لوحة ومع انه تعدد في الصور بنص واحد لكنه ظل محافظ على البنية النصية والإيقاع في القصيدة فالوطن الذي يراها تحت السؤال صورة منفردة عن الشجر الهارب من الخريف والكتب المستباحة لا علاقة لها الغبار الذي إثارته خيول الزمن إي يمكن تأويل كل مقطع من النص وإحالته إلى فكرة معينة أنها مجموعة أطروحات ضمن نظام واحد وهذا السياق ممكن في قصيدة النثر الحداثوية التي يكون كل بيته فيها مستقل قائم في ذاته
أنت أرجوحة النار
بين الثرى
أنت عالقة في نياط البلاد
فؤادا سلبيأ
وجرحا نبيأ
من يعيد اليك
اخضرار السنين
وسحر العيون
ووجه الليالي البهيأ
من يعيدك في فلك الحب
من قبل ان
يتشتت قلبك حزنا
تشير دلالات النص إلى إن الشاعر يخاطب المدينة مباشرة وقد وضع استعارات الحداثوية جميلة بوصفه لها على أنها أرجوحة النار والعالقة في نياط البلاد وجرح نبي ثم يتساءل من يعيد لها اخضرار سنواتها ولكنه يترك السؤال مفتوح ولا يضع له جواب وهذه العميلة يقصد منها خلق نص تفاعلي يشرك في المتلقي إي يكون هناك تفاعل فكل متلقي سيضع شخص يمكن ان يحرر المدنية فكلنا نطمح لنهاية سعيدة إن تحريك الذهنية عند الذائقة العامة يجعل العمل الإبداعي المطروح أكثر تعايش ويمكن تأويله