القاهرة 19 مايو 2015 الساعة 03:03 م
حوار: نور الهدى عبد المنعم
كان موضوع رسالة الدكتوراة في الطقوس الدينية في الحضارات القديمة الإفريقية العربية والأوربية والديانات السماوية والديانات الوضعية والأساطير والميثولوجيا والعادات والتقاليد والأنماط الروحية، وكيفية استثمار كل هذه الأشياء لإنتاج العمل المسرحي، شكلاَ ومضمونَا، وله كتاب بعنوان "الطقوس الدينية والمسرح" صدر عام 2009.
لذلك كان مشروعه الرئيس هو الطقوس المسرحية، فأسس فرقة، ثم مهرحان يحمل الاسم نفسه، مع دكتور فراس الريموني مدير مهرجان عشيات طقوس المسرحية الذي يعقد سنويَا بالأردن، كان هذا الحوار الذي أجريناه معه بمناسبة بدأ الاستعداد للدورة الجديدة للمهرجان التي ستعقد في سبتمبر 2015
• ما الحلم الذي تتمنى أن يتحقق من خلال المهرجان؟
ارتقاء العروض المسرحية إلى مستوى القيمة الروحية والجمالية التي نسعى إليها وتقديمها إلى جمهورنا بالأردن، وذلك من خلال عروض مسرحية ذات الطابع الطقسي الذي يمثل إنثربولوجيا وميسولوجيا الدول القادمة للمشاركة في المهرجان، كذلك الحلم بعودة الآثار الأردنية والعربية المسروقة والمعروضة في المتاحف الأوربية إلى موطنها الأصلي، لتكون شاهدَا على الحضارات التي شكلت مفصلاَ رئيسيَا في حركة الكون في حقبة زمنية سالفة.
• كيف ترى الدور الرئيس الذي يجب أن يلعبه المسرح؟
على المسرح أن يلعب دورَا وطنيَا وقوميَا في الكشف عن الحقائق ومحاربة العقول الهدامة، وفضح سلوكيات المستعمر الذي أولى مخططاته محو الهوية العربية لتكون مهيئة مستقبلاَ للدخول في فضاء جديد تقوده الصهيونية.
لذلك على الفنون أن تقدم رؤى مستقبلية لقراءة هذه المخططات، وتقديم اقتراحات مقاومة للحيلولة دون تحقيق أهدافهم، وإذا عدنا إلى مقومات هذه المنطقة نجد أنها حضارات وغابت عن الساحة الكونية، لكن عندها القابلية للعودة وقيادة المجتمع الدولي إلى قيم الإنسانية التي نشأت عليها حضارتها السابقة، فالمنطقة العربية منطقة حضارات ومهبط أديان، هذا الخوف أدى إلى أحادية القطر في العالم ولا يمكن أن تسير أي شىء في الكون إلا في ثنائية الأقطاب.
• كيف جاءت فكرة هذا المهرجان؟
المهرجان انبثق عن الفرقة المسماة "طقوس المسرحية" التي تأسست في عام 2001، بعد أن قدمت عرضَا بعنوان "مرثية الذئب الأخير" عام 2000، الذي اعتبر البيان التأسيسي العملي لها. وضمت الفرقة مجموعة من الفنانين: مخرجين، ممثلين، موسيقيين، هواة، محترفين، أكاديميين، كتاب وإعلاميين، يسعون إلى إنجاح هذه العشيات، وما أنا فراس الريموني إلا ترس في هذه الآلة الكبيرة، وإن كنت أقود المركب فيه من خلال رئاسته، وهذا لا يعني أنني أدبر كل شىء.
قدمت العديد من الأعمال المسرحية منها "كارمن"، "سدرا"، عام 2001، "العصاة" عام 2002، "طقوس الحرب والسلام" عام 2003، "هانيبال" عام 2004، على غرار "نشيد الصعاليك"، وحصلت هذه العروض على عدد من الجوائز على صعيد الإخراج والتمثيل والسينوغرافيا محليَا وعربيَا ودوليَا، ثم جاءت فكرة تأسيس ملتقى أو مهرجان سمي فيما بعد "عشيات طقوس المسرحية" هدفه أن يعرض المسرحيون المهتمون بالطقوس عروضهم في فضاء واحد، وأن نقدم قراءات نقدية وأبحاث ودراسات حول هذه العمال ومدى تأثيرها في المتلقي.
الآن أصبح للفرقة مسرح صغير اسمه مسرح طقوس نقدم فيه بعد العروض، ونجري فيه التدريبات، يقع في قلب العاصمة عمان، هناك عملية بحثية دائمة في جانب الطقوس، وعملية مسرحية للشعائر الأفراح والمناسبات والمواسم التي تقدم فيها بعض أشكال الدراما للإستفادة منها وتقديمها في عروض مسرحية.
• وما أهم الإنجازات التي حققتها الفرقة؟
أهم الإنجازات التي تحققت على أرض الوقع هي نشر ثقافة الأزهر المسروقة، وأصبح المواطن على وعي بأن تاريخه منهوب وعليه إعادته.
• وما الهدف من المهرجان؟
المهرجان يهدف إلى تنمية اعتزاز الناس بتاريخهم وبمدنهم وتنمية حس المواطنة، وتفعيل الجانب الوجداني باعتبار أن أجدادهم صنعوا جزءَ من التاريخ الحضاري للبشرية، ودفع الفن المسرحي والمسرحيين إلى تحمل مسئولياتهم أمام المجتمع من خلال طرح الفكر التوعوي والتنويري للنهوض بجيل المستقبل وتفعيل الدور القومي والوطني للمسرح بحمل قضايا الناس وتطلعاتهم، وحق العودة للآثار الأردنية والعربية المسلوبة والمطالبة بها، وإلقاء الضوء على الشهداء الذين قدموا أرواحهم دفاعَا عن للوطن، وأقدم قيم جمالية وتربوية وفكرية، والعمل على رفع الذائقة الجمالية لدى الجمهور، بما يتناسب مع تاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم.
• من أين تحصل الفرقة على الدعم اللازم لإقامة المهرجان؟
وزارة الثقافة من أهم الداعمين للمهرجان ونقابة الفنانين ومؤسسة عبد الحميد شومان.
• الدورة القادمة هي الثامنة. فما سبب الاستمرار والنجاح من وجهة نظرك ؟
استمرار المهرجان إيمان بالفكرة الموجودة بالمسرح.. الفكرة الرئيسية. وليس اهتمام المهرجان بالعروض المسرحية فحسب، فثمة اهتمام بالأدب المسرحي والمقاوم والإيمان الحقيقي بهذه الأفكار. ويأتي اهتمام المؤسسات الخاصة بهذا المهرجان من حرية أفكاره والقيمة الفنية الإبداعية التي قدمها للجمهور الأردني والعربي على حد سواء.
وهناك حرص كبير على إقامة المهرجان باعتبار أنه عرس ثقافي له لون مختلف عن المهرجانات الأخرى ونافذة مهمة للمبدعين للإطلاع على التجارب العربية الأخرى في المسرح.
إن المهرجان مرتبط أشد الارتباط بالآثار وخاصة أنها نهبت على فترات تاريخية سابقة ، ومن أهداف المهرجان العمل على عودة هذه الآثار إلى البلاد التي سرقت منها مهرجان "عشيات طقوس" يختص بتقديم المسرحيات ذات الطابع الطقسي، في محاولة للعودة لجذور المسرح التي لطالما اعتمدت الطقوس الدينية والأسطورية في مسارحها
• الورش من أهم فعاليات المهرجان كما هو واضح من مطبوعات الدورات السابقة. فلماذا يحرص المهرجان عليها بهذا الشكل؟
تركز إدارة المهرجان على إقامة الورش المسرحية جنبَا إلى جنب مع العروض، وذلك لأن مهمة الورش هو صقل الموهبة الموجودة لدى الهواة ولدى الفنانين، بغرض التعرف على ثقافات أخرى في التكوين المسرحي خلال فترة المهرجان، وفائدة المهرجان هي التأثر والتأثير والاستفادة من خلال الاحتكاك مع ثقافات أخرى.
ومن أهم الورش التي قدمت في المهرجان كانت ورشة الصوت في الدورة السابعة، وهي الورشة النمساوية عقدت تحت عنوان "الصوت منبع الطاقة" وتعتمد على تدريب الصوت البشري بحيث يكون جزءَ أساسيَا في العرض المسرحي، باستخدام الآهات والأصوات والغناء أكثر من الاهتمام بالشكل.