القاهرة 17 مايو 2015 الساعة 02:52 م
حوار: نور الهدى عبد المنعم
المتعة هي مفتاح شخصيتها، فهي تستمتع بكل عمل تقوم به، لذا فالابتسامة لم تفارق وجهها، تخصصها النادر والذي لم أعرفه قبل أن أقابلها هو ما دعاني لإجراء هذا الحوار مع الباحثة والفنانة المغربية دكتورة هاجر الجندي.
هي مخرجة ومؤلفة مسرحية أستاذ تعليم عال –مسرح- بالمعهد الملكي لتكوين أطر شباب ورياضة قسم تنشيط السسيوثقافي، حاصلة على دبلوم إخراج تلفزيوني، حاصلة على ماجستير هندسة ثقافية من الجامعة الدولية بالرباط، طالبة دكتوراه في نفس الموضوع، لها عدد من الأعمال المسرحية ما بين كتابة وإخراج، صاحبة شركة إنتاج فني، زجالة وعضو اتحاد الكتاب ورابطة الزجالين والغنائيين بالمغرب.
• كيف تستطيعين الجمع بين هذا الكم من المواهب الفنية، والأعمال؟
أنا أشعر بالمتعة والجمال فيما أقدم من خلال التكامل بين هذه الحيوات داخل مساحة حيادية واحدة، فنجن نتحايل على هذه المساحة من أجل معايشة حيوات مختلفة من أجل تعايش حيوات مختلفة، وهذا لا يتأتى إلا بالاشتغال في مجالات وأنماط اجتماعية مختلفة من أجل خلق نوازن داخل ما نقدمه، وذلك لأن الشق الأكاديمي الممثل في البحث والتأليف والتدريس وبين الشق المهني الاحترافي من خلال عملنا في الفرقة ومن خلال شباك التذاكر وإكراهاته.
• أنت حريصة على المشاركة في المهرجانات العربية، فماذا تمثل بالنسبة لك؟
المشاركة في المهرجانات تضيف على هذا النسيج المزخرف اللمسة الإنسانية، فالمهرجانات تشكل قبل كونها آلية لتقديم جديد العروض ومساءلة الفكر المسرحي والإبداعي، وسببَا دافعَا للإنتاج وتنشيط الحركة المسرحية العربية قبل كل هذا، فهي تشكل فضاءَ وأرضية للقاء والتلاقح وتبادل الخبرات، وتبادل المودة والأواصر بين الفنانين العرب المشتغلين بالمسرح.
• ما تعريف التنشيط السسيوثقافي؟
هو الفرع العلمي الذي تندرج داخله مجموعة من العلوم مثل: السيكودراما- مسرحة المناهج- التدخل العلاجي والتقويمي داخل المؤسسات الإصلاحية والسجون، باختصار هو العلم الذي يعني بتوظيف آليات ومفردات المسرح من أجل خدمة وتحقيق أهداف سسيولوجية مثل الاشتغال مع أفراد في ظروف اجتماعية صعبة مثل الإصلاحيات- دور المسنين.
المنشط السسيوثقافي هو الفاعل الذي يتدخل بوسائل وأدوات ومهارات المخرج حينَا والممثل حينَا حسب متطلبات الموقف من أجل إحداث تحول إيجابي لدى الشريحة المستهدفة "خلقَا للوعي- علاجَا لبعض الأمراض النفسية- طرحَا لحلول بديلة عن العلاج النفسي الكلاسيكي.".
• وما الهندسة الثقافية؟
لأول وهلة يبدو اللفظ محملا بتناقض عميق حينما نقارن ببساطة بين لفظي "هندسة- ثقافة" هذه الازدواجية عادة لا مجال في أن تشترك من أجل خلق تصور واحد، فقد يبدو أنهما سياقان مختلفان إلى أن أتى علم الإدارة الحديث بنظم جديدة ومبتكرة لإدارة الشأن الثقافي وتسيير المؤسسات الثقافية والصناعات الإبداعية "صناعة السينما- الدعاية والإعلان،......."
عندما نتحدث عن المؤسسات الثقافية نعتبر المبدع أحدها وهو في ذات الوقت في مجتمعنا العربي هو ذاته المؤسسة والمُنتج ولهذا تأتي الهندسة الثقافية ببدائل لفصل هذا الاندماج الذي يستهلك من الفنان طاقته الإبداعية لصالح تسويق نفسه وتدبير سبل اشتغاله.
الهندسة الثقافية تمتد من وظيفة مدير الأعمال إلى استراتيجيات وخطط تسيير وزارات الثقافة وشركات الإنتاج والمركبات الثقافية وأنماط السياحة الثقافية.
الهندسة الثقافية غائبة عن التواجد في وزارات الثقافة العربية عمومًا، فكلها تعمل بمنطق إدارة الأزمة في غياب "نظم استباقية" وتوفير خطط بديلة للمحتمل من الطوارئ.
• كيف يمكن تفعيل ذلك على أرض الواقع؟
رسالة الماجستير كانت تطبيق عملي لما يجب أن يحدث، فاستعنت بنماذج من العالم ناجحة في هذا المجال "الهندسة الثقافية" من دول لها نفس خصوصياتنا من أجل تثبيت المعايير وتوحيدها وتقليص المتغيرات، وقدمت مقترحات بديلة لما يجرى الآن من خلال تصور واضح ورؤية واضحة، وهذه الدراسة موجودة لمن يريد الاستفادة منها.