القاهرة 13 مايو 2015 الساعة 02:57 م
الرئيس الخامس لنادي الزمالك
_استضاف ريال مدريد الرهيب في خطوة عالية
_إنشاء حمام السباحة الأوليمبي وفكر إنشاء صرح عالمي
_قوانين التأميم وراء إبعاده عن الزمالك
_والسرّ في عدم توليه أي منصب رياضي أو اجتماعي
كوميض البرق تمر كثيرا من الشخصيات كنسمة الهواء تأتي في يوم قائظ وسرعان ما تمر ولكنها في كل الأحوال تترك بصمات لا تنسي وحكايات محترمة مؤثرة في الحياة أتحدث عن شخصيات مرت بالوسط الرياضي لفترات بسيطة ولكنها تركت أثر عميق نعم لم تأت عن طريق الصدفة بل بناء علي حلم واختيار وافق أهله ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه في كثير من الأحيان.
وشخصية اليوم أحد أهم الشخصيات تأثيرا في مشوار نادي الزمالك العريق أحد أصغر من تولي رئاسة النادي سنابل وفي كل الأندية 38 عاما وقد يكون الأقل تواجدا في سدة الرئاسة الزملكاوية وأيضا هو الأسرع في تولي المنصب..الأكثر بصمة علي الجزار قلة يتذكرونه ولكن التاريخ والجغرافيا يصعب عليهما نسيان الرجل أحد الفرق الأوروبية استضافة نادي ريال مدريد وهو من هو في عالم الساحرة المستديرة..وتشييد ووضع حجر الأساس لحمام السباحة الأوليمبي الذي أخذ الزمالك إلي آفاق أخري رياضية أو اجتماعية وغير ذلك من الأحلام التي عاشها الرجل علي مدار عام مع نادي الزمالك حدوته عشقه الرجل الذي قال كلمته ورحل في هدوء وصمت.
علوي الجزار أحد الأوراق الهامة وذات التأثير في الحياة الإنسانية والاجتماعية ليس في تاريخ نادي الزمالك فقط بل في تاريخ الشخصية المصرية حيث عاش ومات الرجل محبا للوطن معطاء بكل ما يملك كسر جل أعمال ناجح بدرجة أمتياز مع مرتبة الشرف رغم قوانين التأمين والمصادرة لشركاته ومصادفة وأراضيه.إلا أن تلك المصادرة لم تأت علي أفكاره وحبه لوطنه فقاوم وتاجر وبني مجدا جديدا تحت مجد الوطن وصعد من جديد في عالم المال باحترام لا يباري وإن كان قد ابتعد نهائيا عن عالم الرياضة ورفض تولي أي منصب لا في الرياضة ولا في السياسة ولا في الحياة الاجتماعية مكتفيا بعام وحيد سعيد في رئاسة نادي الزمالك.
_علوي الجزار مواليد أكتوبر عام 1923 بالحوامدية إحدي مراكز بني سويف نشأ في أسرة إستقراطية وحصل علي سنوات دراسته الأول في الحوامدية..في التوجيهية التحق بالسعيدية قلعة الأبطال ومارس خلالها الرياضة ولكنه أصرّ علي الالتحاق بكلية الزراعة حتي يتولي الإشراف علي المزارع الخاصة بالعائلة في عموم الحوامدية وتعلق بالسياسة وكان أحد الانتاجات الثقافية والإنسانية لثورة الشعب 1919 وانضم لمحبي ومؤيدي ثورة يوليو 1952 ذوبانا في عرق الوطن والحفاظ علي تراث الأجداد وفي مصنع السكر التي تمتلكه العائلة ويديره علوي الجزار فتح باب العمل والانتاج للآلاف من أبناء الوطن وبسطاءه و حين كان يضم المصنع شركة للبلاستيك وأخري للحلويات وثالثة لانتاج الطحينة السايلة..وبونيون وشركة أخشاب وغير ذلك من الصناعات المتكاملة كأول وأهم من قام بهذه التجربة .
حيث كان يتمتع الرجل بعقلية تجارية وإدارية والأهم أن معظم إنتاج مصنع السكر من القصب يأتي من مزارع العائلة وغير ذلك من الكيانات الاقتصادية والذي كان يقيد علوي امتدادً لرؤوس الأموال المصرية الوطنية المنظمة وامتداد لطلعت حرب وأحمد عبود وفرغلي ملك القطن ..والكثيرين من الذين أعطوا وتفانوا لصناعة وبناء اقتصاد وطن حر قادر علي إيقاف نزيف الاستيراد الخارجي وبناء أهرامات أخري صناعية اعتمادها الأول والأخير علي اليد والفكر والإدارة المصرية.
وأصّل الشاب مشواره..وكان في أوقات الفراغ والاستمتاع بمناهج الحياة والتخفيف من وطأة العمل والحسابات متابعة أحوال الرياضة المصرية وخاصة كرة القدم في نادي الزمالك.وفي بداية العام 1960 كان يتولي رئاسة نادي الزمالك رجل الأعمال المصري السوداني عبد اللطيف أبو رجيله الذي كان قد وضع أسس وقواعد النادي الجديد في ميت عقبة بعد حالة التمصير أي جعله مصريا قلبا وقالبا مع ثورة يوليو المجيدة 1952 وانتقاله من أرض مسرح البالون إلي ميت عقبة بالمهندسين حيث البراح والتوسع وبناء أحسن نادي في الشرق..وقد كان وإن صنعت قوانين والقرارت التأميم بالأحلام أبو رجيله فلم يكمل المشوار وكان لابد من المجئ وتولي المسئولية برجل وطني علي غرار أبو رجيله.
فكان علوي الجزار رجل الأعمال والمال الشهير والذي يعشق النادي والرياضة عموما.وبمنتهي السهولة والسير توجه مجموعة من لاعبي وأعضاء نادي الزمالك إلي علوي الجزار رئيس مجلس إدارة شركة الكوكاكولا وصاحب أكبر الأسهم فيها وصاحب مصنع السكر وغير ذلك من الشركات وهو يجب الزمالك وضم هذا الوفد الزملكاوي محمد حسن حلمي سكرتير الكرة والفريق سيد الدين متولي..وكيل النادي واللواء حسين لبيب مدير النادي..ولم يمل الرجل شروط ولا طلب قيود ولا ضمانات
وصباح اليوم التالي كان في موقع العمل لاستكمال منشآت النادي الجديدة ..والتي لا يمكن أن تتوقف وشهر عن ساعديه وكان يعطي للمقاولين والعمال وشركات البناء الفلوس كاش وتم استكمال البناء في أسابيع ونذكر صفحات الرياضة يومئذ أن حالة الترحاب بالرجل كانت كبيرة وعظيم وإلتف حول الشاب 38 عاما كل كبار ونجوم ولاعبي الزمالك وكان الأصغر سنا فيمن تولوا رئاسة النادي طوال تاريخه.والأكثر سخاء ماديا حيث كان من أهم المشاريع التي تولي الإنفاق عليها حمام السباحة الأوليمبي بالنادي الذي مازال شاهدا علي دور الرجل الإنساني البديع في استقبال وضخ أبطال أربعة ألعاب أوليمبية من هذا المنشأ (سباحة_كرة ماء_غطس_باليه مائي) وكان يوم الافتتاح عالمي حيث كان مفخرة ورسالة نحو اعتلاء الزمالك لعرش الرياضة المصرية أما بالنسبة لكرة القدم فقد حافظ علوي الجزار علي كيان نادي الزمالك الذي أحرز بطولة الدوري سنة 60..وقادة بعد حالة الاستقرار المادي والمعنوي والفني للفريق إلي الحفاظ علي الدرع موسم 61 وكانت المرة الأولي التي يحرز فيها فريق الكرة الزملكاوي الدرع عامين متتاليين.جيل نبيل ونصحي وحمادة وعفت ويكن والدو وعلي محسن وابتهاجا بهذا الفريق أبناء مدرسة الفن والهندسة استقدام علي حساب الخاص ودون نظر لحسابات المكسب والخسارة المادي فريق نادي ريال مدريد بقيادة أسطورة الكرة دي سيتفانو وبوشكاش وخنتو ودي ماريا الفريق الذي احتكر بطولة أوروبا وقتها وكان اللقاء في مصر حديث العالم وهذا الرجل الشاب الذي أعطي مثالا حبا للعطاء والبذل في سبيل احتفاء قليل من السعادة للشعب والوطن البسيط وجماهير الكرة التي احتشدت في ستاد ناصر بعد افتتاح بشهور..وأذاع التلفزيون المصري الذي كان قد تم افتتاحه منذ شهور اللقاء..ويظل اللقاء شاهدا علي عصر النهضة والانطلاق الثانية للشعب المصري..
واستمر نجم علوي الجزار في الصعود بعد تأسيس العديد من الألعاب في النادي مثل الكرة الطائرة وكرة السلة وكرة اليد والبدء في تكوين كيانات قوية لها..ولكن أصاب سهم التأمين علوي الجزار.. بهدوء الأبطال واستجاب استجابة الصابرين وتعامل مع الوضع..وبدأ رحلة صعود أخري رافضا التسليم فذهب إلي البلدان العربية المجاورة ليبدأ مشوار رحلة مجد أخري يفكر رجل الأعمال الوطن مقام بالتجارة في الشاي وصناعته واستنباطه فأسس شركة الشيخ الشريب الستينيات والسبعينات مع الأشقاء في ليبيا..ثم عاد أدراجه إلي شركة كوكاكولا..وتوسع وأصبح أكبر وأكثر شركة بيع وتورد الشاي في الوطن المصري..انطلاقا من مصر ولم يفد فكرة ولا موقفه وظل مصريا حتي النخاع,.ولم تنقطع حللته يوما بالرياضيين ولا الرياضية المصرية والذين كثيرا ماعرضوا عليا في السبعينات العودة لنادي الزمالك أو رئاسة اتحاد الكرة..أو أي منصب رياضي يريده أو سياسي ولكنه رفض مفضلا رعاية أعماله وشركاته وإدارتها وإدارة أسرته وشئون أبناءه وزوجته المخلصة التي ظلت في كنفة سنوات طويلة.
لم ينقطع عن زيارته يوما صالح سليم ولا أشقاءه ولا الزملكاوية والكبار والنجوم في الستينات وكانوا يعتبرونه أبا روحيا لهم
وفي 26 إبريل من العام 1987 رحل بهدوء وصمت وأنطوت واحدة من أهم وأجمل وأروع صفحات التاريخ الرياضي الإنساني في مصر القرن العشرين لرجل يستحق اسمه وأعماله التقدير والاحترام والانحناء لها عرفانا وتقديرا..رحم الله علوي الجزار