القاهرة 13 مايو 2015 الساعة 10:54 ص
والدي كان يهديني مسابح وخواتم والهواية طاردتني إلى أن احترفتها بعد حرب تحرير الكويت
أحتفظ بالجواز الملكي لأم كلثوم ونماذج تواقيع حكام الكويت والأسرة الحاكمة ووثائق بخط يد صدام حسين تخص أسرى الكويت وتسجيلات بصوته
لدي 1300 وسام ونيشان عربي وعالمي و 15 ألف صورة أصلية ومصاحف تاريخية ومذهبّة وعملات ورقية معدنية منذ أيام وليم الأول
سأجمع مقتنياتي في متحف نظراً لضخامتها وبدأت مشروع تصنيف وتصوير وحفظ الوثائق بأسلوب تقني عصري منظم
"الناس فيما يعشقون مذاهب" مقولة شهيرة ربما تنطبق على أمين سر فريق الموروث الكويتي وعضو جمعية هواة الطوابع والعملات الكويتية محمد كمال "كويتي الجنسية" الذي وقع في غرام جمع الوثائق القديمة والمقتنيات القديمة والنادرة التي يعود عمر بعضها إلى عدة قرون بدافع والتميز والولع والمتعة في آن واحد حتى تعدى ما يملكه من وثائق المليون وثيقة وأطلقوا عليه لقب "ملك الوثائق". ليتربع على عرش الوثائق والمقتنيات الخاصة بلا منازع.
"رجل عاشق للتراث" أقرب وصف يمكن أن يحمله فلحظات من السعادة والفرح تنتابه عندما يمسك بيديه مصحفاً قديماً أو جواز سفراً لأم كلثوم أو وثيقة للشيخ مبارك الكبير مؤسس الكويت تعيده إلى الماضي وكأنه أمسك بخصوصيات أسماء وشخصيات يتمنى المرء أن يكون معاصراً لها.
في عداد المتاحف الخاصة التي تزيد على الــ 60 متحفاً أكثر أو أقل يبقى «ملك الوثائق» في الصدارة وإن تراه يتحدث عن غياب الكويت كدولة لاحتضانها التراث الثقافي والوثائقي نظراً لعدم وجود وزارة للتراث والثقافة ونظراً لعدم وجود ميزانيات كما يسمع من قبل المجلس الوطني للثقافة، وهذا ما أفسح المجال لدول أخرى لأن تأخذ مكان الصدارة.
صاحب ربع المليون وثيقة، يجمع أقرانه ومعارفه على وصفه بـ «ملك الوثائق»، وهي صفة غير محببة إلى نفسه وفي معرض رحلة المصاحف الذي استضافته الكويت قبل أيام كان حاضراً ومشاركاً بعدد من المصاحف التاريخية والمذهبّة ليفرض نفسه "وجهاً في الأحداث".
يقول كمال إن "تجميع وشراء الوثائق التي يملكها حصيلة سنوات طويلة من العمل المتواصل وهي هواية أخذها من والده الذي كان يهديه مسابيح وخواتم منذ كان شاباً يافعاً وبقيت تطارده إلى أن احترفها بعد حرب تحرير الكويت في عام 1991 وأثناء الغزو العراقي مباشرة وكبرت معه في عام 2001 وبشكل قوي".
يؤكد ملك الوثائق كمال أن "مقتنياته ليست بغرض البيع إلا إذا كانت لعمل وطني كويتي مضيفاً " أحرص على الاشتراك في المعارض الخاصة داخل وخارج الكويت أولاً لأعرض ما لدي لمن يريد الإطلاع والمعرفة، وثانياً للحصول على أعمال نادرة ربما تقع تحت يدي لاقتنصها كما يقتنص الصقر الطيور".
ولفت إلى أنه يملك 7500 هوية (إثبات شخصية) من الأربعينات إلى الغزو العراقي وكل أنواع الجوازات والجنسية ووثائق معظم عوائل الكويت والتجار وعدة البحر والغوص وموازين اللؤلؤ وكل ما يخطر بالبال من آثار الغزو العراقي ووثائق بخط يد الرئيس العراقي السابق صدام حسين تخص أسرى الكويت وتسجيلات بصوته، وكل أنواع الشهادات الدراسية من أيام المباركية وشعارات قبل الاستقلال خاصة شعار بوعلمين كما لدي 15 ألف صورة أصلية ونحو 1300 وسام ونيشان كويتي وخليجي وعربي وعالمي، وعملات ورقية معدنية منذ عهد وليم الأول إلى الروبية إلى اليوم.
وعن أبرز الوثائق التي يملكها بقول" لدي الجواز الأصلي الملكي للفنانة الراحلة كوكب الشرق أم كلثوم سنة 1953م وهو من النوادر وطن من العاج (ناب الفيل) المنحوت بوخز الإبر وأغلبها من هدايا المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح بالإضافة إلى جوازات المشاهير والسياسيين ومنهم حكام ورؤساء دول ونماذج تذاكر السينما ودورها من الخمسينات وإلى اليوم، وجميع إصدارات مجلات دور السينما الكويتية والإصدارات التي تخص تذاكر الخطوط الجوية الكويتية وبعض صحون ومقتنيات قصر السلام وقصر الشعب والمسيلة والقصور الأخرى فضلا عن جميع إصدارات تاريخ الطوابع من أول إصدار هندي إلى 2013م وشيتات طوابع تخص حكام الكويت من عهد الشيخ أحمد الجابر ونماذج تواقيع حكام الكويت والأسرة الحاكمة وإصدارات السيوف عليها إهداء حكام الكويت من عهد الشيخ أحمد الجابر إلى سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح وغيرها".
ويضيف "لدي أيضاً الأعلام الكويتية القديمة من الأربعينات إلى الستينات تخص حكام الكويت والأسرة الحاكمة، منها كانت على سياراتهم، ومنها رفع في بعض الدوائر، منها علم الشيخ عبد الله السالم على مكتبه وعلم عبد الله المبارك الذي يثبت على السيارة، وأعلام قصر نايف قبل الاستقلال وأعلام الديوان الأميري بالستينات وغيرهم".
وقال إن متحفه موزع في أكثر من مكان، وقريباً سيجمعه في مكان واحد نظراً لضخامته ليتيح للزائر أن ينصت إلى أن يسمع كلاماً يطول الأسر الحاكمة في الخليج والوثائق العدسانية وأقدمها منذ عام 1880 تقريباً، والمصاحف الإسلامية من القرن السادس الهجري والسيوف والعملات والخناجر والذهب والفضة والحيوانات المحنطة والأحجار الكريمة وكل أنواع الفضيات الأثرية من 150 سنة.
وتابع" اتجهت أخيراً للسير بخطين، الأول البدء بمشروع تصنيف وتصوير وحفظ الوثائق بأسلوب تقني عصري منظم، والثاني العمل على إصدار سلسلة كتب، يتناول كل كتاب جانباً من مقتنياته، كأن يصدر كتاباً عن تاريخ الجوازات وآخر عن أرقام السيارات وثالث عن ورابع عن الأسرى وهكذا".
نبذة
محمد علي كمال من مواليد 1971 في الكويت وهو خريج معهد التكنولوجيا هندسة مدنية (قسم المساحة) في عام 1994 وعُيّن في وزارة الأشغال العامة عام 1995 وما زال حتى الآن وشارك في نحو 120 معرضاً مفتوحاً للعامة، في المدارس والجامعات والمؤسسات الخاصة داخل الكويت وخارجها.
ويعد كمال أحد مؤسسي بيت العثمان التراثي الذي يعد أحد معالم الكويت ويحمل عضوية جمعية هواة الطوابع والعملات الكويتية وشغل منصب أمين سر فريق الموروث الكويتي التابع لمركز العمل التطوعي.
في عام 190 تعرض للأسر على يد قوات الغزو العراقي وكذلك شقيقه.