القاهرة 16 ابريل 2015 الساعة 01:08 م
رغم أن مصر تعيش الآن أفضل بدون برلمان كما عاشت من قبل بدون برلمان أو حتى رئيس ...
ومع ذلك يكون الاستحقاق الثالث لخارطة المستقبل وهو إجراء انتخابات برلمانية أمر واجب حتى نخاطب العالم بدستور ورئيس وبرلمان وفق إرادة الشعب المصرى .
ومع ذلك لا أعرف لماذا يصرّ البعض على وضع ألغام فى طريقنا أو تحميلنا بما لا نطيق من أجل عيون المتاجرين بخارطة المستقبل ؟!
مثلا يصرّ البعض على زيادة أعضاء البرلمان عما حدده الدستور ب450 عضوا على الأقل بخلاف 5% يعينهم رئيس الجمهورية يعنى يصل العدد طبقا للدستور إلى حوالى 472 عضوا
ورغم أن هذا العدد كبير جدا على ميزانية بلد تعانى الآن من جهة،
بالإضافة أن هذا العدد قد لا يكون مفيدا فى المناقشات ،
فلو كل عضو تكلم دقيقة فى جلسة واحدة نكون وقتها محتاجين لجلسة تستمر ل8 ساعات بدون توقف وهو أمر صعب التحقق
لذلك تكون العبرة بالكيف وليس بالعدد فى الليمون !!...
ومع ذلك رضينا بالهم والهم "مرضيش" بينا ...
الاتجاه الآن نحو زيادة العدد لتحقيق شرط المحكمة الدستورية فى التمثيل العادل للنواب وفقا للعدد الفعلى لسكان كل دائرة ...
ولذلك ننتظر كارثة كبرى أن يكون العدد المتوقع فى البرلمان القادم نحو 600 نائب حيث سيتم الجمع بين نظامي الفردي (420 مقعدا ) والقوائم المطلقة (120 مقعدا )...و زيادة عدد المقاعد المخصصة للفردى بين 20 إلى 30 مقعدا بالإضافة إلى 22 إلى 23 نائبا يختارهم رئيس الجمهورية .
والسؤال لماذا لا نعيد توزيع النسب بما يتلائم مع حكم المحكمة الدستورية من جهة وبين ما حدده الدستور ب 450 عضوا ؟
نعم سيعترض البعض من أصحاب المصالح ممن يريدون أن يصل عدد النواب إلى 1000 عضو أو أكثر من أجل مكاسب ضيقة ...
والسؤال الحقيقى هل تحتاج مصر إلى 600 نائب فى البرلمان القادم ... ؟
وكم ستتكلف ميزانية مصر المريضة والخاوية مقابل وجود 600 نائب... ؟
وهل هذا العدد الكبير مفيد أم ضار ؟
ونظرة سريعة تقريبية إلى بعض برلمانات دول العالم الغنية ولن أقول الفقيرة ستجعل أحزابنا وحكومتنا يخجلون من أنفسهم مثلا :
الكونجرس الأمريكى مكون من مجلسى الشيوخ و النواب (100 ) عضو للشيوخ يمثل كل ولاية من الولايات الخمسين شيخان (سناتوران) ويتألف مجلس النواب من 435 عضوًا ولابد أن يكون لكل ولاية مقعد واحد على الأقل في مجلس النواب مع ملاحظة أن عدد السكان (307) مليون نسمة.
وفى الصين التى يبلغ عدد سكانها نحو 1400 مليون نسمة يتكون البرلمان من 2987 نائبًا ...
وفى بريطانيا التى يبلغ عدد سكانها نحو 60 مليون يتألف مجلس العموم االببريطانى من 650 عضوا ...
وفى فرنسا التى يبلغ عدد سكانها نحو67 مليون نسمة تتكون الجمعية الوطنية الفرنسية من 577 عضوا
يعنى إحنا حالة فريدة فى الفقر والعنطزة ...
لو كان الأمر بيدى ما زاد عدد النواب عن 200 نائب !!
الأمر الثانى وهو التخوفات من الطعن فى مجلس النواب القادم وحله بعد أن نكون قد انفقنا أكثر من نصف مليار جنيه من ملاليم الشعب المصر وأضعاف هذا المبلغ من المرشحين فى الانتخابات والدعاية الانتخابية فى وقت نحن فى أشد الحاجة إلى كل مليم
طبعا الحل فى عرض مشروع قانون الانتخابات على المحكمة الدستورية ...
وطبعا يرى البعض أن ذلك ينتقص من حق المواطن فى الطعن على عدم دستورية القانون بعد ذلك إذا أقرته المحكمة فى خطوة سابقة أى رقابة سابقة للمحكمة وليست رقابة لاحقة فضلا عن تحول المحكمة إلى استشارى للحكومة أى للسلطة التنفيذية فى حين أنها تحكم بين السلطات المختلفة ولا تعمل لديها !!
وبعيدا عن وجاهة هذه الأسباب أرى أن الرقابة السابقة فى هذا المشروع لقانون الانتخابات أمر ضرورى على الأقل فى هذه المرحلة رغم وجاهة وجهة النظر المعارضة لأن الأمر يتعلق باستقرار وطن فى مرحلة خطر بل فى مرحلة حرب ..
فإذا كانت أكثر الدول الديمقراطية قد تلجأ لأحكام استثنائية أثناء حالة الحرب فنحن نسعى فقط للاستقرار وسط أجواء حرب ومخاطر فى الداخل والخارج .
والحل الوسط الذى اقترحه مؤقتا هو العرض على المحكمة الدستورية الآن حتى نضمن الاستقرار ثم مناقشه الأمر برمته بعد ذلك فى البرلمان لأن الأمر الآن جد وخطير ولا يحتمل السفسطة ،
والآن نقولها بصراحة وبكل وضوح : -
قد تكون الحياة أفضل بدون برلمان..
لأن المصريين ببساطة يهمهم الاستقرار ولقمة العيش والعدالة والحرية
ولا يهمهم حصانات ونواب يبحثون على مكاسب حتى ولو كانت على جثة الوطن !!
هامش لابد منه
إمتى تبقى حرّ ؟
لمّا م يبقاش ليك إلا واحد بس بتركعله وتسجدله ...وما دونه تنظر له باستغناء وتعفف ...
تبقى إنت حرّ
لمّا الزنازين اللى حطوك فيها تبقى براح وأوسع من الكون كله ....
و لمّا تبقى روحك بترفرف وتحلق فى أعالى السما رغم أن جسمك الضعيف كلبشة السجان فى زنزانة متر فى متر ....
تبقى إنت حرّ
لمّا الذاكرة تبقى منتعشة و"الهارد ديسك " بتاع مخك من غير تهنيج يسع كل الماضى والحاضر والمستقبل اللى بتحلم بيه ،
مش ليك لوحدك لكن للكون كله ...
تبقى إنت حرّ
لمّا جسمك يغنى وكرابيج السجان بتتسابق على اللى يسيب بصمته على ظهرك ..
تبقى إنت حرّ
لمّا تشعر أن حبيبتك مش ممكن تخونك حتى لو كنت أكبر مليونير فى العالم
لمّا تقسم إنت وحبيبتك اللقمة والغطاء وتكون ليها دفا وتكون ليك نسمة ...
تبقى إنت حرّ
لمّا يبقى القرش م لوش قيمة عندك واللبس مش فارق والأكل مجرد وسيلة لاستمرار الحياة ..
تبقى إنت حرّ
لمّا تلاقى أمك وأبوك جنبك رغم موتهم من سنين بيطبطبوا على كتفك وإنت بتحاول تلملم جراحك م السهام اللى م سبتش حتة فى جسمك م سلمتش عليها ...
تبقى إنت حرّ
لمّا تلاقى صاحبك اللى مات من سنين م بيعترفش بالموت وواقف جنبك فى الحلم والصحيان ..
تبقى إنت حرّ
لمّا يكون عندك القدرة على السخرية وتضحك باستهزاء ع اللى بيتصارعوا على جيفة ويقتلوا بعض عليها ...
تبقى إنت حرّ
لمّا تمصمص شفايفك وتشعر بحزن ع اللى ساكن فى دمهم "جين " الخيانة ويعضوا الإيد اللى اتمدت لهم مليون مرة ...
تبقى إنت حرّ
غنى للحرية وسيبك من دول كلهم واصرخ فى الكون وقول:
أنا حرّ رغم السجن والسجان ...
و"الكلبش "والجلاد ...
والأصحاب اللى ماتوا ...وخيانة الأحياء !!
yousrielsaid@gmail.con