القاهرة 16 ابريل 2015 الساعة 12:54 م
* هل نسينا ما حدث علي أبواب مدينة الإنتاج الإعلامي في عام 2012؟ هل نسينا حصار أنصار أبو إسماعيل للمدينة وتهديد العاملين بها والبحث عن إعلاميين بعينهم لعقابهم؟
وهل نسينا ان المدينة هي موقع استراتيجي شديد الأهمية منذ اقامتها في نهاية التسعينيات؟ ان ما حدث صباح أول أمس هو دليل حاسم علي أن الأحداث لا تعلمنا وانما ننتظر الكوارث لكي نتوقف ونفكر في المستقبل القريب وليس البعيد وأن ما حدث في أيام الإخوان مر مرور الكرام بدليل هذه التفجيرات المتتالية لبرجي الكهرباء المختصين بالقنوات الفضائية ثم تفجير بعد ساعات لبرج يغذي المنطقة الصناعية بمدينة 6 أكتوبر.. وحسنا فعلت قناة "النهار اليوم" صباح الثلاثاء حين قدمت تحقيقا معقولا حول هذا الحدث المهم والخطر والذي لا يمكن التقليل من شأنه علي أي مستوي فبعده ذهب رئيس الوزراء إبراهيم محلب إلي موقع التفجيرات لكنني أتمني أن يكون الإعلام المصري أكثر إدراكا للموقف بشكل عام وانه يحتم علينا جميعا الانتباه. والتفكير بشكل مختلف عما اعتدنا عليه. وبالتالي فلم تقدم قناة واحدة لمشاهديها سلسلة حلقات عن أشكال القنابل التي توضع في الطرق سواء كانت بدائية الصنع أو متقدمة.. وأيضا لم نر برنامجا واحدا عن السلامة والأمن للمواطن في الشارع وفي أي مكان يذهب إليه. ولا عن سلامة وأمن المنشآت والمؤسسات وغيرها من القواعد التي تحتاج إلي معرفة عامة وثقافة ضرورية تضاف إلي أحاديث ضيوف البرامج من خبراء الشئون الأمنية فماذا يفعل المواطن إذا رأي كيسا أو لفة مشكوكا فيها عند بيته أو عمله.. مثلا.. وهل هناك مانع من إنتاج أي فضائية لسلسلة حول هذه الضروريات الآن؟ أما علي المستوي العام فمن الواضح ان "الايقاع" المصري كما هو. فهؤلاء الذين يخربون في كل مكان موجودون بيننا. يعرفون كل المواقع المؤثرة ويعاني منهم الكثيرون في مؤسسات متعددة ولا من مجيب وعلي الإعلام أيضا أن يشحن ذاكرتنا دائما بكل حوادث الإرهاب بداخل مصر وفي سيناء حتي لا ننسي.. انهم يتربصون بنا.. بل إنهم كتبوا علي هاشتاج جملة معبرة عن الكراهية "شكرا لمنفذ التفجير" وواحد منهم "كان مقدم برامج علي فضائية خاصة اختفت" قال من موقعه الجديد واصفا المدينة التي كان يعمل بها بأنها "مدينة الإرهاب الإعلامي" وكل هذه المؤشرات تعني أهمية الالتفات إلي منظومة الأمن والسلامة في كل موقع. وأهمية تغيير خرائط الإعلام التليفزيوني تحديدا من إعلام رد الفعل إلي إعلام الفعل. وإعلام التنوير وتقديم برامج مختلفة ومبتكرة للناس حول مخاطر الإرهاب في الحياة العادية. هل هذا ممكن؟
دعوة علي الهواء
* علي شاشة قناة "القاهرة والناس" صدر بيان مهم من المسئولين عنها. البيان جاء بالطبع بعد أزمة برنامج "إسلام بحيري" ولكن ما فيه يستحق الانتباه يمثل سابقة جديدة في العلاقة بين القنوات التليفزيونية الخاصة في مصر وحدها وبين مؤسسات الدولة المصرية. بل وأيضا العلاقة بالمشاهد لأنه بعد أن قدم كل الاحترام و التبجيل لمؤسسة الأزهر العريقة ولشيخها الجليل ولكل ما تعبر عنه من قيم وتراث علمي كبير فيما يخص الإسلام وحضارته. فإن القناة. أو علي الأصح الشبكة. تعترف ببعض الأراء الخلافية التي وردت في بعض حلقات "إسلام بحيري" وتطلب عون الأزهر ودعمه للخروج من نفق الخلاف إلي رحابة الاتفاق علي ما يخص الخطاب الديني الموجه للملايين في مصر والعالم الاسلامي. وأظنها دعوة مهمة لتعبيرها عن أهمية وجود مؤسسة الأزهر بما تمثله من وسطية في وسائل الاعلام. خاصة القنوات الخاصة الجاذبة للمشاهد الآن. والدليل علي هذا برنامج يومي تقدمه شبكة CBC مع فضيلة الشيخ علي جمعة بعنوان "والله أعلم" يحاوره فيه مقدم البرامج المجتهد عمرو خليل وفيه كم من المعلومات والتفسيرات تأتي في إطار رد الضيف علي أسئلة الناس المتزايدة عن علاقة الانسان بكل شيء ورأي الدين فيها. بل إنني أجزم بأن أعلي كم من التداخلات التليفونية لجمهور التليفزيون موجود في هذا البرنامج. وبالتالي فإن الرأي الديني المستنير إذا وجدناه علي عدد من الشاشات ربما يصبح أكثر تأثيرا من وجوده علي قناة واحدة متخصصة.
شاشات المهجر
* علي شاشة قناة "أغاني" جاء تحقيق تليفزيوني من استراليا التي يعيش فيها عدد غير قليل من المصريين. وكان مقدم البرنامج يهنيء المصريين المسيحيين بالعيد ويسألهم عن علاقتهم بمصر الآن. وهنا أهمية هذا الحوار الذي أخرج من صدور ضيوفه مشاعر المحبة وذكريات مازالت تعشش لديهم حول بلدهم وأهلهم وحول الحياة المصرية هكذا قال شاب تربي في السعودية مع أسرته وقت أن كان أبوه يعمل بها. ثم حين عادت الأسرة لمصر هاجر بينما عادت الأسرة لمصر واكتفي هو بزيارة بلده وعائلته ليعترف بأنه يفكر في العودة نهائيا إليها. الحديث إلي المهاجرين المصريين ضروري دائما وليس فقط في المناسبات. ولقد شهدنا هذا بوضوح عند زيارة الرئيس السيسي لنيويورك ونشهده أحيانا في الأعياد في القنوات الدينية المسيحية ولا أظن ان تقديم برنامج أسبوعي في قنوات عامة مع المصريين في أوطانهم الجديدة أمر صعب وشاق علي القنوات الخاصة التي تدفع الكثير لشراء برامج "فورمات" الغناء المستوردة وغيرها من البرامج التي لا يستحق بعضها عناء الجلوس لمشاهدته.. علي الإعلام المصري أن ينظر حوله وليس فقط تحت قدميه.