القاهرة 16 ابريل 2015 الساعة 12:41 م
* أجلس وحيداً حبيساً بعد ان كانت الأعياد حجة للسهر والسفر.
أخاف من الطائرات وأهوي ركوبها. أقضي بها اجازاتي في بلاد بعيدة من اليابان حتي أسوان حسب التساهيل.
أصبح شم النسيم في البلكونة أشهر سيركاً من البشر. أطفال يصطحبون الكبار. عيونهم علي المراجيح وتأجير الحمير قبل أن ينادي للطعام فسيخ ورنجة وبصل وخس في قلب حديقة "المريلاند" التي أطل عليها.
افتقدت الزحام هذا العام إلا قليلاً.. أين الطبل والزمر وضجيج الأصوات التي تصلني في الدور الخامس "بدون أسانسير". أضيق به قبل أن تجعلني فرحة الشارع أستسلم وأطل علي الأطفال. يأتون مع أسرهم من كل فج بعيد عبر شارع "سنان" و"جسر السويس" من "الزيتون" بل و"عين شمس" و"الألف مسكن" يحتفلون بالربيع في الحديقة قبل أن تغلق أبوابها أو تكاد بفعل فاعل "شركة مصر الجديدة للاسكان والتعمير".
استثار تخريب أهم حديقة في مصر الرأي العام ولم يصدق الناس الأعذار التي تكشف كذب الحكومة ورائحة الفساد.
وامتد رد الفعل الغاضب إلي مدينة "الرحاب" التي أصدر سكانها بيان تأييد لأهل "الماريلاند".
لم يبق سوي صوت "سمير مرقص" رئيس جهاز التنسيق الحضاري. لا أسكت الله له حسا ولو حتي بمقال مما يكتبه.. أم ان ذلك ليس من صميم اختصاصه؟!
لم أنتبه إلي أن الحال قد تغير. فقلت سياسياً أصاب الناس الاكتئاب.. ولم أدرك ان الخراب الذي حل بقطع الأشجار لم يصب "أعيان الماريلاند" وحدهم وإنما أطفأ ابتسامة أطفال "جسر السويس" فيغضبون أكثر مما هم غضبانين!
كان السير في شارع "نهرو" المطل علي "الماريلاند" محرما أيام "جمال عبدالناصر" ولا ذنب له في ذلك إلا ان "عثمان أحمد عثمان" مؤسس "المقاولون العرب" التي شاركت بقوة في بناء "السد العالي" وخرج منها وزراء آخرهم "المهندس محلب" رئيس الوزراء.. بني عثمان "فيلات" بالتقسيط المريح لبنات الرئيس وعدد محدود من الحكام في هذا المكان الجميل فأصبح محرما علي غيرهم حتي ولو المشي فيه.. لابد أن تظهر بطاقتك وتثبت حسن نيتك. فمن الذي يزور هدي أو مني عبدالناصر ومن يقترب من فيلا صلاح نصر أو علي صبري.. لم يبق منهم في "نهرو" إلا "محمد فايق".
فلما جاء "أنور السادات" وأطلق الانفتاح "سداح مداح" امتدت العمارات وارتفعت الأدوار وسكن أمثالي هناك.
وعندما اختار أبناء مبارك "علاء وجمال" أن يسكنا في الشارع الأنيق أو تكون لهما فيه مكاتب لم يتغير من الأمر الكثير.
.. وأضاءت القناديل في سرادق عزاء
** هذا الربيع ظهر فجأة.. أو هكذا نظن "علاء وجمال في ميدان التحرير إياه" يشاركان في عزاء والدة الزميل والصديق القديم "مصطفي بكري" فانتقل النبأ من صفحة الوفيات إلي الصفحات الأولي من الصحف والفضائيات.
حدث هرج ومرج طبيعي.. جاء المعزون يسلمون أو يتفرجون علي ابني "مبارك" أو يرون عن قرب جمال رئيسا قادما.. ولم لا؟ هل هي حركة تلقائية ومجرد واجب عزاء.. ألم تعرف أو تستأذن جهة أمنية سيادية أو
سياسية لحماية الاخوين.. من الذين نصحهما بالظهور في أحسن صورة. أم انها بنات أفكار واحد منهما؟!
هل "مصطفي بكري" عدو أم حبيب ولماذا هو بالذات؟.. تري ماذا قال الصحفي الكبير في "مبارك" وأسرته وكم تقدم من بلاغات في النيابة لإدانتهم جميعاً الأب والأم والأولاد؟!
هل هي حركة علي طريقة "أحمد عز" بعد حكم البراءة.. وهل كانت هناك وسوف تكون اتصالات أخري مع الحالمين بعودة الماضي.
يتساءل الخبثاء كارهو "إبراهيم عيسي" لماذا لم يذهب للعزاء في والده الذي توفي قبل والدة "مصطفي بكري" بأيام مع انه شهد لصالح أبيهما أمام المحكمة؟!
هل كانت الصحفية الكويتية "فجر السعيد" تعلم وهي التي ظهرت فجأة في سماء الإعلام المصري ليس فقط بأحاديثها مع "حسني مبارك" والسيدة "سوزان" وإنما أيضاً بسبقها في نشر ذبح المصريين في ليبيا قبل إذاعته رسميا وصور الطائرات المصرية قبل إقلاعها لتنفيذ الضربة الجوية ضد "داعش" وأخيرا بخبر القيادات العسكرية قبل أن يذيعه المتحدث الرسمي المصري.
شقيقها الشاعر "طلال السعيد" مؤلف أغنية "كاظم الساهر" سلامتك من الآه!
شم النسيم في التخشيبة
** أما فتوي ان الاحتفال بشيم النسيم حرام فلا يستحق مناقشة أو تعقيبا فهو عيد مصري فرعوني قبطي يستقبل الربيع واسألوا "زاهي حواس" بارك الله فيه. إذ تصدي للدفاع قبل وزارة الآثار عن لوحة "أوزميدوم" علي اسم قرية في "بني سويف" بعد أن خرج علينا وعلي العالم "فرانشيسكو تيراديرتي" رئيس بعثة الآثار الايطالية في مقبرة بالأقصر أجمل لوحة في العالم تنافس جمال "الموناليزا".. يقول انها من "رسم" مكتشفها حتي الحرفين بالهيروغليفي علي اللوحة هما اختصار الاسم الأول لزوجته.
اللوحه في المتحف المصري بميدان التحرير لم أشاهدها للأسف.. كثيرون غيري لم يشاهدوها إلا في الصور.. وحتي "ميدوم" لم أكن أعرف مكانها حتي أتاح الله لها لسان حسود إيطالي.. أتمني لو أسافر إليها.
خسارة انني لم أعد أسافر في الاجازة. ليس لضيق ذات اليد وإنما لعلة الهمة ووجع المفاصل.
وبالمرة لم أذق "الفسيخ" للعام الخامس لأمراض شتي ليس من بينها "السكر" لعنة الله عليه.
* قبل الأعياد "كبست" النيابة علي أقسام الشرطة بعد طول شكوي.. ومازال التحقيق والجدل حول ما يجري في السجون بين الداخلية والمجلس القومي لحقوق الإنسان.
بعد النيابة نرجو ألا تعود أقسام الشرطة مثلما كانت سجونا خاصة يديرها حراسها بأوامر من جهات عليا.
ولكن ما تم ضبطه مئات في غرف محدودة في عدد من الأقسام بدون تهوية أو مراوح تعمل أو ضوء فيه.. مما يحول بعض حجرات الحجز إلي ما يشبه إلي المقابر.. ناهيك عن القمامة والحشرات وقضاء الحاجة داخلها لعدم وجود دورات مياه كافية فتفوح الروائح الكريهة بمجرد فتح الأبواب.
شمل التفتيش عددا من المحافظات وكان مفاجئا.
* ظلمت ابني عندما كان يصحبني لتحقيق في النيابة حول مقال كتبته. طمأنني من استدعاني ولم يكن هناك أي داع لاطلاع نقابة الصحفيين أو احضار محام ومع ذلك من يضمن؟!
.. سألت ابني واسع الاتصالات كثير الوعود عما يحدث لو اختلف الأمر. قال بهدوء: ولا حاجة. إذا حجزك الوكيل علي ذمة التحقيق سوف يكون في قسم مصر الجديدة الذي تتبعه وكلهم هناك حبايبي!!
لم يعجبني الكلام حتي اتضح من كبسة النيابة ان قسم مصر الجديدة خمسة نجوم. تكييف ومراوح وشفاطات هواء ومياه باردة لزوم الصيف.. ومع ذلك يكفينا الشر!!
الطريق إلي القهوة
** لم يعد أمامي إلا الذهاب إلي المقهي.. زمان كنت غاوي. ولكني لا أعرف هذه الأيام إلي أين؟
قهوة "ريش" الأشهر مقر الأدباء واليساريين والمخبرين جيلاً وراء جميل منذ أكثر من مائة عام..
أو "زهرة البستان" الأكثر شبابا.. عمرها "ثمانون سنة".. وما يغرينا "وحيد الطويلة" هذه الأيام بالصور التي ينشرها علي "الفيسبوك" لقعدة الأدباء يوم الجمعة.
أو "إيزافيتش" حيث كنت تلقي في أي وقت أمل دنقل والأبنودي وسيد حجاب.
أو "سوق الحميدية" المحل المختار للناقد المتميز الراحل "فاروق عبدالقادر".
للأسف لم أذهب إلي قهاوي "نجيب محفوظ" وندواته. فلست أديباً.
ولم أذهب إلي "التكعيبة" القريبة من نقابة الصحفيين في أحد حواري شارع "شامبليون" الضيقة. يقولون ان من روادها للاستراحة من النقاش ووجع الدماغ "خالد البلشي" و"عبدالعال الباقوري" و"جورج البهجوري" و"عصام شيحة" و"ياسر الزيات".
إذا كان ولابد أو ولو أذهب إلي مقهي الزمالك بالقرب من نادي الضباط. لا يعرف الجالسون فيها اسمها وانما تجد فيها دائما "عبدالله السناوي" و"جمال فهمي" و"ابراهيم منصور" و"يحيي قلاش" و"ضياء الدين رشوان" و"ياسر رزق".. وأحيانا يحضر "علي السيد".. يقولون انها قدم الخير. من يدخلها قد يخرج منها رئيساً للتحرير!!