القاهرة 07 ابريل 2015 الساعة 02:51 م
_والدي رفض دفع رشوة عشر جنيهات للعمدة
_لو كان أبوك الزعيم أولي ثمار أعمالي الأدبية الكاملة
_تصور أن مصر أصبحت دون مبدعيها الكبار
_سِرّ المؤامرة علي تشوية صورة المثقف والشاعر والصحفي
_الإبداع المصري بخير
يمثل اللقاء والحوار مع أحد الزملاء في مهنة البحث عن المتاعب (الصحافة) وسهولة في تلاقي الأفكار والرؤي خاصة إذا تقاربت الأهداف والنظريات وعلي قدر السهولة والاستمتاع في إجراء الحوار وسير المحادثة علي قدر صعوبة ترجمة هذا الحوار..الديالوج..إلي سطور مكتوبة لما هو معروف من وجود فوارق كثيرة منطوقة ومكتوبة وللقلم أمانة هى التي تطوق أعناق أصحابها كما أقسم بها الله تعالي هو أصعب الرسالات وترجمة حوار لصاحب قلم ورؤية بالتأكيد تحمل في طياتها كثير من الرسائل والرؤي خاصة إذا كان صاحب هذا القلم أحد أدوات صناعة الثقافة المصرية وأحد كتاب الأعمدة الصحفية التي تطل علينا كل أسبوع من خلال نافذة صحيفة الجمهورية في العدد الإسبوعي الذي يرتفع توزيعه إلي مئات الآلاف من النسخ الإضافية إلي كونه يتولي رئاسة تحرير أحد الإطلالات الثقافية المتنوعة الإلكترونية "مصر المحروسة "عبر سنوات تستضيف خلالها مئات الأفكار والأسماء والعلامات .
يسري السيد مدير تحريرالجمهورية الإسبوعي ورئيس تحرير مصر المحروسة الإلكتروني وأخيرا رئيس تحرير "تي تو "مجلة الطفل التي يراهن علي كونها ستكون حرفة في دنيا صاحبة الجلالة.
مقال يسري السيد ثابت يحمل عنوان "لحظة تمرد" علي مدار سنوات عبر إطلالة له من خبر إعلامي وقدوما بالعنوان الذى يحمل معاني التمرد والانفصال قدر ما في صاحبه وكاتبه من هدوء قد يخبئ ثورة في طياته وسطوره.
هذا الجيل الذي يتنسم عبق الحرية من كبار الأدباء والمثقفين في مصر لنا معهم وقفات وحوارات جاءت البداية مع يسري السيد صدفة بحتة بعد لقاء علي مدار ثلاث سنوات في سطور بوابة "مصر المحروسة "التي فتحت لي آفاق جديدة ومتنوعة في الكتابة وعلي مرّ الشهور والأسابيع تطورت العلاقة والودّ من تليفون لآخر للقاء علي المقهي ..ثم نواجه لفكرة هذه الحوارات مع أبناء جيل الستينات ميلاد ونشأة وتربية حفرت في الذاكرة وشكلت معالم إبداع هؤلاء الزملاء كلا في مجاله حملت بالتواصل معهم والانخراط وها أنا أترجم أفكارهم لعل وعسي تكون ترجمة ذات اعتبار وشهادة جيل بلغ من العمر نصف قرن فهم من قضوا نصف عمرهم أو يزيد في رحلة إبداع ومنهم من قضي ثلاثين وأربعين بل فيهم من قضي النصف قرن كاملا في تفاعل وهضم وإنتاج لثقاقة العصر الحديث نعم إن رحلة ثلاثة أو أربعة عقود في بوتقه الكلمة وبمصاحبة القلم..تستحق المناقشة والحديث والحوار .
_يسري السيد والبداية من لحظة تمرد المقال الإسبوعي له في الجمهورية الإسبوعي ؟
..يقول مع إطلالة الألفية وتحديدا في منتصف عام 2000 كنت أتولي رئاسة القسم الأدبي والثقافي بصحيفة نهضة مصر كمنبر إعلامي مستقل وجدت فيه بعض البراح وجاء العنوان "لحظة تمرد" والذي كان بمثابة تعبير حقيقي عما يجيش في نفس ويطارد مخيلتي علي مدار سنوات العمر
فكانت الانطلاقة التي أيدني فيا كثير من الزملاء والأصدقاء في المجال وقالوا بالفعل أنت لا تكف عن المعيشة في لحظات تمرد
_والفارق بين التمرد والتجرد وعفوا التنمرد؟
..فروق كبيرة وجوهرية فالتمرد هو حلم المبدع الذي يحلم دوما بالأفضل والمطلق متخذا في ذلك العديد من الطرق والأساليب بالفعل أو القول أو الكتابة أو الصمت وهو أضعف الايمان والمهم ألا يشارك في الفساد أو الإفساد وهو هدفي ومشواري أما التجرد فهو عنصر مكمل وأكثر شفافية.
أما التنمرد والعياذ بالله فهو نوع من البشر لا يعترف بحق أو خير أو جميل
_وكيف يستمر التمرد وأنت تعيش في جلباب صحيفة الجمهورية التي تتبع النظام بل هي لسان حال ثورة يوليو ومازلت في عباءة السلطة ؟
.. كتابات دائما علي يسار السلك في هامش الحرية الليبرالية الموجود داخل مؤسسة الجمهورية وبدأت من أكثر من ربع قرن خلال صفحة أدباء الأقاليم والتي كنت اعتبرها أول هايد بارك للمثقفين والشوارع والأدباء في برّ مصر المحروسة والتي عبر من خلالها هؤلاء الشباب عن كثير مما يجول بخواطرهم وكانت ساحة لاكتشاف مئات بل آلاف المبدعين في أقاليم مصر ومدنها وقرأها وما من مبدع في الربع القرن الأخير إلا ويحتفظ بتلك الصفحة أو القصاصة التي شهدت ولادة ونشر إبداعه..وأظنها كانت رسالة لا تنسي
ثم إنني بروزة الصفحة فقمت بكشف العديد من قضايا الفساد في أضابير وزارة الثقافة..في مختلف أنحاء مصر وقمت بتسليط أضواء النقد علي كل المسئولين في الوطن و قمت بتسليط أضواء النقد علي كل المسئولين في الوطن باستثناء أسرة الرئيس السابعة حتي مبارك واتسعت الصفات وتحدد القلم لنقد الوزراء والمسئولين الكبار حول مطاردة أو تعليق أو رفع عصا العقاب من أحد خاصة وأن سهام النقد كانت توجه عن دراسة واحترام وكلمة حق.
ثم إن الشجاعة لدي صاحب القلم أن يعارض وهو في جريدة قومية تابعة للحكومة والنظام..ليس من أجل المعارضة فحسب..بل معارضة سياسات وبرامج وخطط عمل سير شخصيات .
وأيضا أن تكون مؤيدا لحكومة النظام و في قمة المعارضة لأنه لا يوجد نظام أو حكومة كل أموالها خير..وبالتالي ليس كلها شر أو فساد
إذن كون صاحب القلم والفكر يعبر برؤيته وسطوره عن الحق والحقيقة بعيدة تمام البعد عن كونه يتواجد في صحيفة قومية أو معارضة أو مستقلة فكلمة الحق لا وطن لها بل إن العالم كله هو وطنها
_خلينا في التمرد..ما أكبر حركات التمرد وكلمات التمرد التي عشت فيها ولها ؟
أولا.. أنا الصحفي الوحيد في مصر خريج كلية العلوم قسم جيولوجيا جامعة عين شمس وفضلت الاتجاه للصحافة .. وسط معارضة الأهل والأصدقاء وإتهامات بالجنون فكيف لخريج الجيولوجيا والذي يقبض بالدولار يتجه لمهنة يقاس دخلها بالجنيهات القليلة وكان تحدي وتمرد ودفاع عن فكر و رؤية للمستقبل بهدف اقتربت من تحقيقه
_من أبرز المتمردين الذين صادفتهم ؟
..التمرد ليس ثورة من أجل الثورة فقط بل هو وفي صورة أوضح القتال والسير نحو هدف وخطة وفكرة يؤمن بها التمرد وأنا أضع نصب عيني دائما المتمرد "أحمد نجيب الهلالي" نعيد البسطاء والعمال والكادحين الشرفاء داخل المجتمع المصري كلا في مهنته وكلا في عمله وبرنامجه هذا المصري الأصيل ابن الباشا رئيس الوزراء السابق الذي عاش حياة محطمة وأصبح نموذج يحتذي للتمرد والاحترام والدفاع عن الأفكار النبيلة .
وبالمناسبة المجتمع المصري يمتلئ بهذه النماذج والشخصيات لأنها بارقة الأمل الأكثر وضاءة علي مرّ الأيام ولن ينطفئ بريقها أبدا حسب ناموس الكون الاستمرار للشرفاء لأن الفاسدين مهما كثروا فهم قلة ولكنها نجحت في زرع كثير من بذور الفساد في تربية المجتمع المصري أي خلق فاسدين صغار و هنا مكمن الخطورة في حيثيات الرأس أسهل بكثير من حيثيات الأذناب ولكن ما يُطمئن أننا نظل أذناب تفتقد الرأس والفكر والرؤية
_ من أبرز المتمردين الذين صادفهم ..وتأثرت بهم؟
قال: إبراهيم ناجي الطبيب الشاعر الأديب الهام في تاريخ الشعر المصري
الطبيب يوسف إدريس رائد القصة القصيرة وأبرز كتابها
الطبيب العالم الدكتور مصطفي محمود ودوره العظيم في الكتابة والأدب
هؤلاء وكثيرين علي دربهم ورّثوا وتعلموا في كليات عملية معملية ولكنهم تفرغوا
وأعطوا الأدب والصحافة عصارة حياتهم وأفادوا البشرية والعقل البشري
وكذلك في عالم البحث عن المتاعب تأثرت بالبحث عن الوثيقة مثل حسين هيكل ومن يزن الكلمات بميزان حساس أحمد بهاء وسخرية السعدني ورصيد نجيب محفوظ كل هؤلاء نتاج بحث علمي لابد من التأثر بهم كأصحاب دور حضاري لا ينكر
_رأيك في انهيار الإبداع المصري " قصة وشعر ورواية " ؟
..في كلمات قصيرة يقول يسري السيد الأديب
أولا : الرواية أصبحت ديوان العرب الحديث بعد اكتساحها لديوان العرب القديم الشعر
ثانيا : الشعرعقب الحداثة ابتعد عن مستوي الجماهير حيث أصبح عنصر كبير من عناصر التواصل ثم إن الحداثة للأسف جعلت بعض الهاموش يتخيلون أنهم شعراء كبار والأهم أن الأذن العربية تعودت علي موسيقي الشعر أيام أوزان الخليل بن أحمد أما شعر الفضيلة والذي اقترب من القرن في انتشاره واستخدامه فمازال يبحث عن مكان وسط عمالقة الشعر..والشاعر الوحيد الذي نجا من هذا المازق "نزار قباني"
ثالثا : القصة القصيرة تعاني من هجوم روائي بعد اتجاه أصحابها إلي الرواية واندثار المخلصون لها
رابعا : قصة النثر قام بكتابتها محدودي الموهبة وتحولوا إلي شعراء فتواري دورها
_ ما أسباب اندثار المخلصون لكتابة القصة القصيرة ؟
..قال يسري السيد فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل في الأدب عن إنتاجه الروائي
وهي الباب الملكي لدخول عالم السينما فهي قماشة كبيرة لكتاب السيناريو
عكس القصة القصيرة المختزلة التي بعيدة كل البعد عن الإثراء
والذي يؤخذ علي كتابة الرواية أن بعضا من أصحابها أصبحوا كتاب سيناريو سينمائي
_ بالمناسبة كيف تري صورة المثقف والأديب علي الشاشة ؟
..هناك مؤامرة لتشويه رمزية المثقف سواء في الدراما أو السينما باستثناء بعض النماذج المشرفة التي أظهرت بعضا من الصورة الحقيقية للمثقف المصري وعموما الدراما والسينما المصرية كلما تنظر للجانب الفني في حياة المبدعين
_عودة إلي أحد لحظات التمرد التي لا تنسي في حياة يسري السيد الإبداعية ؟
..المجموعة القصصية خاصتي التي حملت عنوان "لو كان أبوك الزعيم " تخص استدعاء حكايات الطفولة عن الشخصية الأسطورية عن الزعيم جمال عبد الناصر أيضا مفردات العشق في القرية واستخدمت تيمة الخفة بما لها من مدلول شعبي في التراث المصري وقصص كثيرة في هذا الشأن.
_ الإبداع المصري في رأيك ؟
..الإبداع المصري بخير رغم كل التحديات والإحباطات ونهر الإبداع لم ولن بنضب أما دعاوي الآخرين بانعدام الموهبة الثقة فلا محل لها من الإعراب والدليل أن أي دويلة يظهر فيها شاعر أو لنقل شعر يطلق عليه من الألقاب الكثير والكثير..في الحقيقة قامته لا توازي قامة أقل أو أصغر شعراء مصر وهكذا في باقي أنهُر الإبداع المصري الذي لن ينضب