القاهرة 26 مارس 2015 الساعة 01:09 م
عزم وإصرار.. جهد متواصل.. وبلا توقف.. علي مختلف المستويات.. وفي جميع الاتجاهات.. الهدف واحد.. واضح ومحدد.. هو إخراج مصر من الأزمة ووضع نهاية لكل عوامل وأسباب التعثر..
هل نبدأ بالإشارة والتوقف ولو قليلاً عند المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ حول مستقبل مصر وعلاقاتها الدولية والاقليمية ومشوارها المحلي.. أم نلقي الضوء ونغوص بشكل أعمق في القمة أو القمم الثلاثية التي جمعت بين الرؤساء.. السيسي وعمر البشير وهيلاماريام.. زعماء مصر والسودان واثيوبيا..
قد يري البعض الآخر ان القمة العربية التي ستعقد في شرم الشيخ يوم 28 مارس الجاري هي الأولي بالاهتمام والدراسة والبحث خاصة ان الهم العربي قد أصبح بعيدا عن الاهتمام العام مدة طويلة وأصبح الحال الأمني في معظم الدول العربية يهدد حياة الناس أفرادا وجماعات ومؤسسات وبشكل يعرض مصير بلداننا إلي الفوضي العامة بل ربما الفناء وانه قد حان الوقت لتحرك عربي جماعي رشيد وعاقل.. يتجاوز الانفعالات ويكشف المؤامرات.. ويضع عينه ويده علي المرتشين والعملاء..
تحرك عربي يقود الأمة نحو أهدافها الحقيقية والأصيلة وبعيدا عن أكاذيب ودعاوي المخططات والمؤامرات والمغالطات.
***
وإذا كانت الجهود السابقة تشير وتركز علي النشاطات الدولية كالقمة الاقتصادية وتركز علي العلاقات الافريقية الافريقية مثل قمة الخرطوم الثلاثية وقمة أديس أبابا المصرية. الاثيوبية.. بشأن المياه وسد النهضة كما توجه هذه الجهود اهتمامها إلي العمل العربي المشترك ومن خلال القمة العربية يوم 28 الجاري في شرم الشيخ..
إلا ان هذه الجهود مجتمعة ومتفرقة.. لم تأخذ مصر بعيدا عن الواقع المصري المعاش بجميع أبعاده وبجميع مشاكله.. سواء ما يتصل بفساد موروث ومازال معششا في كل فرع من فروع حياتنا وتعاملاتنا.. أو سواء ما يرتبط بسلوكنا أفرادا وجماعات.. سلوك خارج عن أصول التعامل وخارج علي قيم التعاون والتراحم وبعيد كل البعد عن الدين ونواهيه فالدين المعاملة.. أو ما يتصل بأهداف الحياة التي ترتفع بقيمة العمل وبالقدرة علي الانتاج إلي الدرجات العليا من تطلعات البشر حيث ان الانتاج الجيد والرشيد هو الأداة والمخرج الصحيح لتجاوز قاتل حرم الشعوب من التخلص من كل ما عاق تقدمها وتركها حيث هي يأكلها الفقر والتطاحن بل والكسل والتواكل ولهذا وغيره كثير نجد الدولة وبكل مؤسساتها تتطهر من العديد من عوامل الضعف وعوامل الإحباط وعوامل سوء السلوك وعوامل التقصير.. ليس معني هذا ان الدولة قادرة وحدها علي القضاء علي السلبيات التي تكبل حركة الناس والمجتمع وان ما تقوم به من مشروعات ومخططات وجهود سوف يؤتي بثماره الايجابية الآن وعلي الفور..
انما المقصود بالكشف عن كل هذه السلبيات هو أن نوقظ المجتمع من غفلته وأن نحفز فيه روح النضال والكفاح من أجل المساهمة والمشاركة الفعالة جنبا إلي جنب مع الدولة ومؤسساتها وأجهزتها وأدواتها.. وبكل التأكيد المهمة عويصة.. والمشاكل بلا حدود والتطلعات والغايات بلا سقف..
لكن الإرادة العامة حكومية كانت أو شعبية قادرة علي التعاون والتعامل والاحتواء للمشاكل وللعقبات وللصعاب والانتصار عليها جميعا..
ولمن يتشكك فيما وصلنا إليه من أمل ورغبة وتصميم علي تجاوز ما يعترض الطريق من قيود ومحددات.. عليه أن يتوقف قليلا عند مشروع قناة السويس الجديدة وما تم انجازه في هذا العمل العملاق.. ويتوقف عند العديد من الانجازات الكبري التي تتعلق بحياة الإنسان البسيط في معيشته ورغيف خبزه.
صحيح ما أكثر ما تطالعنا به الصحف ووسائل الإعلام من سلبيات وتجاوزات كل يوم..
لكن هذه الوسائل الإعلامية المشبوه منها والبرئ لم تتوقف لحظة عند الأسباب وعند المسئولين الذين أوصلونا إلي ما نحن فيه.
كما لم يتذكروا ولم يذكروا ان النظام الجديد الذي يتولي مسئولية إدارة شئون الوطن لم يبق له في الحكم والسلطة أكثر من بضعة أشهر وانه بالتالي ليس مسئولا عن الأمراض والسلبيات والأوضاع التي تحياها البلاد وان هذه الإدارة وهذا النظام الجديد لم يتوان لحظة عن المواجهة وفي العلاج.
***
الأمر المشين والمؤسف.. انه علي الرغم من التحرك الإيجابي والمتواصل وعلي جميع الجبهات:
الدولية..
والاقليمية الافريقية..
والعربية..
والداخلية.. داخل الوطن.. داخل مصر
وعلي الرغم من تحقيق العديد والعديد من الإنجازات تخرج علينا..
عصابات الداخل..
وقوي الخارج..
تشكك في كل شيء وتسفه كل تحرك وكل انجاز.
ها هي عصابات الداخل العميلة.. لا تتوقف عن تدمير المنشآت العامة من مياه وكهرباء وطرق ومواصلات..
ها هي تروع المواطنين وتقتل الأبرياء.. وتغتال الضباط والجنود..
ها هي.. تفسد عقول ونفوس وقلوب الشباب بالخديعة.. وبالكذب وبالرشوة.. ليكونوا أدواتها في العنف وفي الجريمة وفي تخريب وتدمير الوطن..
ها هي عصابات الداخل ومنظماته وجماعاته الفاسدة.. تحرف الدين وتشوه تعاليمه وتجعل من الدين الذي يدعون إليه ويحاولون ترويجه "شيطانا" يهرب الناس منه ويحاربونه أينما حل.. ولهذا لم يكن "غريبا" أن يتزايد عدد من يخرجون عن الاسلام في هذه الأيام.. ويتزايد عدد الملحدين.. بعد ما قدمه لهم "جماعات الشذوذ الديني" من صور ومن أفعال كريهة وفاسدة.. وفي كل مكان توجهوا إليه وعلي من يتشكك في هذا الذي نقوله أن يفسر لنا.. ما يحدث في نيجيريا وسوريا والعراق وأفغانستان والصومال وليبيا واليمن.
***
"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
جعلناكم شعوبا وقبائل لتتعارفوا.. لا تتقاتلوا.. وأكرمكم.. أتقاكم.. لا أكثركم جرما وعنفا..
من هنا يا أيها الخونة والمجرمون حان الوقت لتراجعوا أنفسكم ولتتذكروا مع أي نفر من البشر تتحالفون.. وإلي أي أرض غير طاهرة تهربون.. وأية مهمة أو رسالة حملها لكم المخططون والمتآمرون من قوي الاستعمار القديم. الجديد.
أيها "المجرمون العملاء" عليكم أن تحاسبوا أنفسكم وتحاسبوا من يحركونكم ويخططون لكم ويمولونكم ويسلحونكم.. كم من المسلمين الأبرياء سقط جراء هذه الأفعال الحقيرة.. وكم من البلدان أو الدول الإسلامية تصدع بناؤه وتمزق.. وكم من القيم النبيلة.. والأهداف السامية غاب وتواري.. وأي إنجاز حققتموه بجرائمكم وعمالتكم للغير.. توبوا قد يرحم الله من تستهدفون بشروركم.