القاهرة 25 مارس 2015 الساعة 12:04 م
من الشعر الحلمنتيشي
بجماليون الواقع
شعر: شوقى محمود أبو ناجى
هردومة اللحم .. والمحشى .. والمرقُ
سال اللعاب لها .. والقلب يحترقُ
هذا الأريج نغاشيشى به انسطلت
وللبرام بخارٌ كلُّهُ عبقُ
على خوانٍ هبرنا من أطايبه
مما يُحمَّرُ أو يُشوى وينسلِقُ
وكلُّ ذلك من جيبى ابعزقهُ
من غير وعىٍ سبانى السحر والألقُ
كم كنت أحسب أنّى قد غسلت يدى
من الولائمِ .. لا أكلٌ ولا طبقُ
فإذ بما أنا فيه محضُ قلوظةٍ
كدّابةٍ .. من وراها تؤكل العلقُ
أهيم بين حنايا الليل .. مُسترقاً
للسمعَ من خرم باب بات ينغلقُ
هذا لسانى تدلَّى لستُ أحبسهُ
عن اللهاث .. كأن الجو يُلتعقُ
أرتاح فى ضم صدغ الباب .. ألثمهُ
وبالجدار طوال الليل ألتصق
لكننى ما فتئت الحبّ حدقنتى
فلتضربى واثقاً من أنهُ حِدِقُ
الجسم نَحَّسَ .. ليس الضَّرب يوجعنى
لكنْ أخافُ على الثواب تنفتق
ما تأخذ الريح إن هبّت مزعبرةً
على البلاطِ أو الأسفلت تصطفقُ
ماذا أنا بعد أن وليتِ هازئةً
من القحوف الألى فى حبك انزلقوا
ماذا أنا بعد أن فلستُ .. ضيَّعنى
الحب والخمر والتهجيص والورق
كأننى جردلٌ مخلوعةٌ يدهُ
مفعّص القعر .. مرمىٌّ ومندلقُ
أو لعبة نفخت يلهو بها ولدٌ
حتى يمزقها .. ما تنفع المزق
وكالبهيم رأى البرسيم وهو على
جوعٍ فهاج ولم يسمع لمن زعقوا
ذللتِ لى طرقاً فى الحب أجهلها
فتهتُ يا لَهْوَ بالِى ضاعت الطرقُ
وأكتب الشعر فى عينيك سحرهما
قد فاق دجّالة بالنصب ترتزق
فكان حبك لى .. مثل التميمة لا
ينفك يحملها .. الصدر والعنقُ
أما البخور .. فشئٌ لا يعادله
النعل يحرق ؛ والكاوتش ؛ والخرقُ
تعويذة الحب .. قولى : لستُ أعرفها
حيط المحطة فيه الرسم يأتلق
ياما حفرنا قلوباً فى قوالبها
اسمى مع اسمك بالمسمار يندقق
هناك كان اللقاء الشؤم باركه
شيطان حبك مثل الفخ ينطبق
أتنكرين..؟ فلوسى كلها انشفطت
الكيس منتفخ والكف منخرقُ
حتى إذا الجيب أضحى صفراً انقطعت
منى الهدايا فلا عقد ولا حلق
غدا لسانك ـ وهو الحلو ـ يشتمنى
بلا حياءٍ .. وقال اخرج أيا هُزُقُ
أما قفاى فإن الصفع ورمهُ
كاللص فى القسم لم يرحم له عنق
والرِّجل .. أواه منها الرجل تفزعنى
وليس يرحمنى الشلوت يرتشقُ
تلك المشاعرُ .. كم أطعمتها وَرَقاً
من النقود .. وضاع الحبُّ والورق
إنى هربت .. وكنت الأمس مسخرة
إذا طُلبتُ إلى التلطيش أستبق
كما لهفتِ أيا حرباء محفظتى
اليوم أخلع أوتادى وأنطلق
ما أنت للحم ذوقى المش راغمةً
الدود يسبح حراً فيهِ واليرَقُ
غورى فمثلى له فى الحب فلسفةٌ
يسمو بها الترمس المنقوع والنبق
إنّى لفظتك ؛ روحى .. اخدعى عَكَفَاً
وزينى الحبّ فى عينيهِ .. قد يثقُ
ولطشيهِ إذا ما شاء نمردةً
ولتضربى واثقاً من أنه حِدِقُ