القاهرة 24 فبراير 2015 الساعة 03:24 م
كتبت:عواطف الوصيف
تعد الموسيقى واحدة من الرموز التى تعبر بقوة عن البلد التى تخرج منها فالاستماع إلى اللحن أو النغمة يجعل الأذن تميز ما إذا كانت الأغنية غربية أو شرقية بل وربما معرفة البلدة التى خرجت منها الأغنية أيضا.
ولكن هل مصر الآن تستطيع أن تصف موسيقاها بالشرقية الأصيلة التى عند استماعها تعبر عن الهوية المصرية؟
أم أننا اقتبسنا ما طمس ومحى هوية الموسيقى الشرقية المصرية الأصيلة.
موسيقى الزمن الجميل
تميزت مصر بنمط ورونق خاص فى الموسيقى والغناء ذات طابع شرقى جميل سواء فى الآلات الموسيقية مثل العود والأنون والناى تلك الآلات التى تؤثر فى النفس وربما تعمل على استرجاع الذكريات إضافة إلى المتعة الطربية.
آلات تعبر عن مجتمعها
وعرفت بعض المجتمعات المصرية بآلات تميزها مثل الربابة والتى تميز على سبيل المثال المجتمع الصعيدى فى بعض المناسبات مثل الأفراح والتى إذا لم تستخدم ويستمع لها لا يشعر أهل الصعيد بزهوة الفرح أو المناسبة التى يحضرونها.
الطبول والدفوف فى مجتمعات مثل النوبة المزمار ورقصات خاصة بالمجتمع البدوى.
إن هذه الأمور ليست بالبسيطة أو الأقل أهمية فهى تعبر عن صورة للمجتمع التى تخرج وتعد واحدة من أهم أشكال ثقافته.
التحول لموسيقى الروك
إن أخذ ثقافات من الخارج أو محاولة اقتباس نغمات لأغنيات أخرى أوروبية من الخارج ليس بالأمر السيىء لأن من الممكن استغلالها بطريقة إيجابية تتناسب وتتلائم مع الرونق الشرقى الموسيقى فى مصر وهو ما كان يقوم به الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب فى بعض أغانيه التى لحنها لأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وغيرهم ولكن ما يحدث الآن ليس مجرد اقتباس نغمة أو قطعة موسيقية مميزة وإنما الاعتماد الكامل على الموسيقى الغربية بكامل إيقاعتها وتركيبها على كلمات الأغنية مما يؤدى إلى تردد كلمات الأغنية على نغمات ليس لها أى علاقة بطبيعة مجتمعنا ونسيان الأغنية بعد فترة قصيرة جدا من الاستماع لها.أغانى فى القلب
والسبب الرئيسى وراء بقاء العديد من مختلف الأغانى فى الذاكرة ولا يزال أجيال يتذكرونها مثل أغانى عبد الحليم وأم كلثوم وعبد الوهاب وسيد درويش وعبد المطلب وفايزة أحمد وصباح وغيرهم من كبار النجوم هو النغمات الموسيقية التى اعتمدت عليها أغانيهم وحرصهم على الحفاظ على النغمة الشرقية الأصيلة حتى إن هناك أجيال لم يعاصروا هؤلاء المطربين ألا إنهم يحبون أغانيهم ويعشقونها و يرددونها وربما أكثر من الأجيال التى عاصرت هؤلاء المطربين وأحبوها.
أغانى على النت وياريت بتتسمع
فى ظل التكنولوجيا الحديثة والتطور المستمر الذى نشهده ساعدت شبكات الإنترنت على البحث وإيجاد كل ما نريد ونرغب معرفته أو الإطلاع عليه والأغانى الآن واحدة من العناصر التى وفرتها شبكات الإنترنت حيث أصبح من المتاح الاستماع لها على مواقع الأغانى المختلفة فى أى وقت ومع ذلك الرغبة فى الاستماع لها قد يكون مرة أو مرتين على الأكثر وبعد ذلك الرغبة فى الاستماع لمثل أغانى هذا العصر تكاد تكون معدومة حتى من الجيل المعاصر.
والسبب فى ذلك النغمات الثابتة التى لا تتمتع بأى شكل من أشكال التنوع إضافة إلى طابعها الأوروبى الذى قد يبهر فى الاستماع له فى أول الأمر ولكن بعد ذلك تنعدم الرغبة فى الاستماع لها مرة ثانية.
الرقص الشرقى بين الماضى والآن
يعد الرقص الشرقى من الرموز الفنية التى تميزت بها مصر وهناك العديد من فنانات الرقص الشرقى اللاتى أسعدوا معجبيهم برقصاتهم لأنهم ببساطة كانوا يقدمون فنا راقيا بدون ابتذال والنتيجة أن أجمل فنانات الرقص الشرقى لا يزالن فى عقولنا ونتذكرهن ونتذكر فنهن الجميل الذى أضافوا به وساعدوا على أن يصبح الرقص واحدا من الفنون المصرية الجميلة على أجمل النغمات الشرقية.
ولكن الآن ما نلاحظة هو عبارة عن ابتزال واضح ومحاولة الراقصة لإثارة الغرائز ولكن ليس محاولتها لإبراز قدراتها الفنية فى الرقص وأصبحت طريقة الراقصات الآن الاعتماد على التقليد الأعمى للراقصات الأوروبيات ومجرد حركات أما إنها ينقصها الفن أو تعتمد على الابتزال والنتيجة الحرص على مشاهدة الراقصة ليس لمراقبة فنها وإنما للإثارة والشعور بالمتعة.
رقصات الفنون الشعبية
برقصات الفنون الشعبية ولعل من أبرز الفرق التى اشتهرت بعروض رقصات الفنون الشعبية هى "فرقة رضا" التى حرصت على عرض رقصاتها وتصماميها المختلفة فى مسارح وزارة الثقافة باعتبارها تعرض رقصات تعرب من خلالها عن الموروث الثقافى المصرى فى مختلف الجماعات المصرية سواء فى النوبة أو الصعيد.
واستطاعت رقصات الفنون الشعبية من مس قلب المصريين وأحبوا مشاهدتها بل وتقليدها أحيانا لإنها وببساطة جزءا من موروث ثقافتهم وحياتهم.
ديسكو ديسكو
الرقص الغربى معروف فى مصر منذ فترة الحكم الملكى وعلى الرغم من أنه ارتبط بفئة بعينها من الشعب المصرى مثل البشوات والبهوات وأقارب الملك إلا أنه كان جميل أيضا ويمتاز بالارستقراطية وكان يحرص من يؤدوه على ارتداء نمط معين فى اللبس ذات طابع محترم.
ولكن الآن أصبح الرقص الغربى فى معروف ومشهور فى مكان بعينه يسمى الديسكو الذى وللأسف ظاهره منه الرقص وباطنه ممارسة أعمال أخرى تتنافى مع الآداب والدين والتى لا يصح أن يمارسها من ينتمون لمجتمع له من العادات والتقاليد ما وجب احترامه.
الديسكو ثقافة مصرية
وأدى حرص الشباب من هذا الجيل على الذهاب إلى الديسكو إلى ترسيخ فكرة أن الديسكو جزءا من الثقافة المصرية بل وعرف عن الشباب والفتيات الحرص على ممارسة أعمال وتصرفات لابد من نفى فكرة إنها جزءا من ثقافة مصر التى كرمها الله فى القرآن الكريم وشعبها الآن.
الموسيقى جزءا من الهوية
لا يزال هناك دول تحافظ على هويتها وتعد موسيقاها جزءا راسخا من هويتها مثل الهند وتركيا فعند الاستماع لأغنية تركية أو هندية على سبيل المثال الممكن تميز ومعرفة بلدها حتى من قبل مشاهدة الأغنية ومعرفة المطرب أو المطربة التى تؤديها نظرا لحفاظهم على موسيقاهم والنغمات التى تعبر عن ثقافتهم وموروثاتهم حتى الآن.