القاهرة 27 يناير 2015 الساعة 02:40 م
• زغلول الشيطى: الأحداث تناقضت والإخوان سيطرت على الحكم وتحديد البطل يُلزم الروائى بمسافة كافية بينه وبين الحدث.. محمد قطب:شباب 25 يناير تميزوا بالتناسق الوطنى وكل من ضحى بروحه هو بطل .. وبنية ثورة يوليو على وشك الانهيار وأحداث رواية يناير متاعقبة يصعب ملاحقتها
كتبت:عواطف الوصيف
مرت مصر طيلة الأيام التى تلت ثورة الخامس والعشرون من يناير العديد من الأحداث المتعاقبة وشهدت انقسامات فى الآراء بين مختلف طبقات الشعب وصلت إلى العنف بين أبناء الوطن الواحد وكل ذلك مازالنا نعيشه حتى الآن.
فترى وبعد كل ما مرت به مصر من هو النموذج الذى يعتبر رمز تلك المرحلة ويستحق أن يكون بطل رواية 25 يناير.
الشعب المصرى يحقق جزءا من الحلم العربى
يعتبر الدكتور شريف الجيار أن الحلم المصرى كان متجدد ومنظور لسماع كلمة الثورة مع بداية القرن الحادى والعشرين وحلم الربيع فى العديد من الدول العريبة وقد حقق الشعب المصرى جزءا من هذا الحلم حينما أطاح بنظام لم يحترم استقلاله ولم يحترم عقول مثقفيه وبعد ما تمت هذه الثورة فى الفترة من 25 يناير نلاحظ أن البطل الحقيقى لهذه الثورة هو مصر.
الوطن يتحمل أبناءه
ويرى الجيار أن الوطن قد تحمل كثيرا من أبنائه على مر العصور المختلفة سواء كانوا رؤساء أو مسئولين أو من أفراد الشعب المصرى, مما يوفى أن مصر ظلمت من قبل أبنائها حيث إن كل إنسان ارتبط بحلمه الشخصى ولم يهتم بالحلم القومى لذلك لابد وأن نركز على الحلم المصرى القومى لأن هناك جزء غالى من الوطن كاد أن يسلب تماما منا وهو سيناء.
"مصر" بطل الرواية
ويؤكد شريف الجيار أن البطل "مصر " تستحق أن تكون ضمن الدول الكبرى لما تملكه من ثروات وتاريخ طويل حافل بالبطولات التى نفتخر بها والتى مازالت فى بالنا وعلى الرغم من انجازاتها إلا أن أبنائها من مواطنين وساسة كانوا قاسين عليها جدا مما أثمر أن الوطن أصبح لا يتكلم أو ينطق لذا علينا أن نعترف أن مصر هى البطل الحقيقى الذى يستحق أن يوضع فى قلب المشهد حتى ننجو ونحقق أحلامنا.
الجهد سبيل التغير
ولا يظن دكتور الجيار أن المصريين من الممكن تغيرهم إلا إذا بذلوا من الجهد والعرق فى سبيل وطن كبير وبالتالى تعتبر هذه البطولة لهذا الوطن الذى تحمل الكثير من الصعوبات وأنانية أحلامنا الشخصية.
فهناك حقيقة لا يستطيع أحد أن ينكرها أننا متغيرون زائلون والوطن ثابت لا يتغير من أجل مختلف الأجيال.
الشعب بطل كل الثورات
ومن جانبه أكد الكاتب شعبان يوسف أن البطل الحقيقى هو الشعب حيث فى كل الثورات مثل ثورة 19 وثورة52 لم يكن القادة هم الأبطال فهم بشكل عام مجرد مفكرين وأحيانا يكونوا مجرد منتفعين.
فكثير من الأحيان يعتبر القائد أو من يصل للسلطة هذه الثورات سببا لكى تعود بالفائدة على نفسه أى أنه يعتبرها مصلحة شخ
صية له فى حين من يدفع التضحيات هو الشعب ولا يجنى أية مكاسب.
التحدث باسم الشعب
وأشار يوسف أن الجميع لا يفعل شيئا سوى التحدث باسم الشعب سواء كانوا إخوان أو شيوعين أو أحزاب سياسة ولكن المشارك الحقيقى والمتصدى للمشهد بالفعل هو الشعب.
شباب الألتراس
وأضاف شعبان أن شباب الألتراس استحق وبجدارة أن يكون واحدا من أهم الأبطال الحقيقين لرواية 25 يناير ولابد من أن نلقى عليهم الضوء فى مختلف الكتابات لأنهم قاموا بأدوار وصفها بالعظيمة ودفعوا أثمان غالية من أجل وطنهم.
إضافة إلى ذلك فإن الشباب الذى وصفه يوسف بالعفوى والذى شارك فى الثورة يستحق بالفعل أن يكون رمزا وبطلا حقيقيا نلقى عليه الضوء فى تلك المرحلة خاصة فى ظل التطورات المتلاحقة التى نعيشها الآن.
شباب يستحق الكرامة
ومن ناحية أخرى يرى الكاتب والقاص محمد قطب أن ثورة 25 يناير قام بها شباب وطنى متميز يسعى لتحقيق العدالة والكرامة الإنسانية واصفا إياهم
بأنهم متيمون بحب الوطن ومهتمون بتغير النظام الذى جمع بين الفساد والظلم والاستبداد.
مضيفا أن الأمور ظلت عادية تحيط بها الروح الثورية المصرًة على تحقيق ما تتمناه حتى أتى يوم 11 فبراير الذى صدر فيه خطاب التنحى.
تناسق وطنى شامل
ولمًح قطب أن ثمة تناسق وطنيا وإنسانيا يشمل هؤلاء الشباب جميعا بل وكل رمز شعبى شارك فى هذه الثورة يستحق أن يكون هو بطل رواية 25 يناير وأن كل من ضحى بروحه واستشهد من أجل هذا الوطن وجب على الكتاب والشعراء الكتابة عنهم وتسجيل ما قاموا به من بطولات تشهد لهم, واصفا بأنهم ليسوا أبطال تلك المرحلة فحسب بل أبطال لأى مرحلة تالية سوف تشهدها مصر.
أغراض تتناثر وغيوم تتشابك
ولكن يعتبر قطب أن الأغراض قد تناحرت وتشابكت وظهرت الغيوم حتى هذه اللحظة التى نعيشها ومن ثم لم تحقق مصر الأهداف التى اندلعت من أجلها الثورة والتى راح ضحيتها الشباب من أبطال مصر.
أعمال شعرية تواكب الأحداث
موضحا أن أى مثال شعرى أو نثرى أو أى عمل أدبى يستطيع أن يجسد جميع الأحداث التى تحيط بنا ويواكبها لحظة بلحظة ولكن الأهداف التى يجب أن تتجسد ويتم الكتابة والتعبير عنها للأسف لم ترسم ملامحها بعد ليُكتب عنها.
الأبطال مجهولون
ويقول القاص محمد قطب إن تلك الأهداف هى أهداف ثورية حقيقية نرجو تحقيقها ولكننا لم نراها بعد على أرض الواقع.
ومازال الأبطال الحقيقون لم يظهروا على الساحة حتى الآن ولكن هذا لا ينفى أنه على الأدباء والكتاب فى جميع المجالات أن يبحثوا عنهم لكى يجسدوا شخصياتهم فى كتاباتهم لإنهم فعلا يستحقون ذلك.
انفجار المجتمع المصرى
وعلى صعيد آخر صرح الكاتب والروائى أحمد زغلول الشيطى أن هناك فيض هائل من الأحداث والتناقضات مما يبدو أن بنية المجتمع المصرى معرضة لما وصفه بانفجار هائل.
بنية ثورة يوليو تتعرض للانهيار
حيث إن البنية المصرية التى انتجتها ثورة يوليو تتعرض لانهيار شديد حيث إنه من الممكن الحديث عن أجزاء وشظايا لا يميزها هيكل أو بناء معين وبالتالى فإن التركيز من أجل كتابة رواية عن ثورة يناير وتحديد أبطالها الحقيقين اللذين يستحقون الكتابة يحتاج إلى الاستقرار ووجود مسافة كافية بين الروائى والحدث أو الحالة التى سينوى الكتابة عنها.
اعتداء إخوانى على السلطة
ويعتقد زغلول أن التناقضات موجودة بدرجة كبيرة منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن إن لم تكن قد ازدادت سخونة بالفعل منذ ما وصفه باعتداء الإخوان على السلطة والحكم فى مصر.
مرسى لم يرَ سوى نفسه
و أكد أنه لا يرى الشعب المصرى من الحكم خاصة حينما نرى الرئيس يصدر قرارات وهو يرى فى جميع شوارع وميادين مصر قوى سياسية فى جانب وفى الجانب الآخر إخوان وتيار السلطة واستمرار حالة العنف التى تزداد بين جميع الأطراف مُبديا أسفه لما يتوقعه من حلول حرب أهلية فضلا عن أجزاء من الوطن مغتصب كسيناء.
وأشار أحمد زغلول أنه لم يكن يتوقع أن تكون النهاية هى استيلاء حكم دينى فاشى على الثورة.
النظرة الأوروبية للثورة المصرية
موضحا أن المواطن الأوروبى على سبيل المثال كان ينظر للثورة المصرية باعتبارها أيقونة قادتها قيادات بشرية وثورية وتمكنت بالأسلوب السلمى الذى إتبعه أبطالها أن يسقطوا نظام برمته مما يؤكد أنه من الضرورى احترام رأى الشعب الذى هو من صنع الثورة وقادها ولكن الآن أصبح الوضع أكثر وضوحا بإصدار قرارات وصفها بالفاشية رغبتها هو إنشاء ديكتاتور جديد مشيرا إلى أنه لا يوجد أى فرق بين ديكتاتور يرتدى بدلة وديكتاتور يرتدى جلباب.
تعبير الروائى عن الثورة
لذلك يعتقد أحمد زغلول الشيطى أن فى ظل هذه الظروف قد يمكن للروائى كتابة يوميات باعتباها سرد أما فى ظل هذه الأحداث المتلاحقة التى نشهدها والانقسام الحالى بين فئات الشعب بين مؤيد ومعارض للاجراءات التى اتخذها الرئيس الإخوانى بإصدار دستور جديد يحصن جميع أفعاله فمن الصعب على الروائى أن يختار ويحدد بطلا لرواية 25 يناير بل من الصعب أن تتم كتابة رواية عن 25 يناير وأن يلاحق الأحداث المتعاقبة فيها.
يوميات روائى
ويرى الشيطى أنه من الأفضل أن يقوم الروائى بكتابة يوميات لكل ما يشاهده ويمر به لأن هذا سيكون مادة جيدة له فى المستقبل لكتابة روايته.
وأعطى نفسه كمثال على ذلك حيث إنه قام بكتابة يوميات فى ميدان التحرير والتى استمرت 18 يوما كشفت له العديد من الأبطال الحقيقين اللذين يستحقوا إلقاء الضوء عليهم فى مختلف الروايات التى تجسد تلك الثورة وفترتها العصيبة التى مرت بها مثل:
الفلاحون وشباب صعيد مصر والعامل البسيط اللذين تطورت أفكارهم من خلال تواجدهم بالميدان وأصبحوا رموزا ليكونوا أبطالا فى أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء لمواجهة الموت والرصاص واستشهد العديد منهم.
وأبدى "أحمد زغلول" أمنيته كروائى أن يتمكن فى الأيام المقبلة أن يكتب رواية يتمكن أن يجسد من خلالها مختلف الشخصيات التى واجهها مثل الأنماط التى وصفها بأنها مهووسة دينيا وهى تنتمى للفكرة الدينية أكثر من الوطن أو المكان.
بطل جديد ملامحه ضبابية
مشيرا إلى أن التحولات الضخمة التى تشهدها مصر لابد وأن تنتج بطلا جديدا مختلفا ربما لا يعلمه أو يعلم ملامحه حتى الآن ولكن لابد وأن تتحدد ملامحه قريبا وسيكون هو الجدير بأن يكون رمزا نلقى عليه الضوء فى مختلف الأعمال والكتابات وسيكون هو البطل لرواية ثورة 25 يناير.