القاهرة 26 يناير 2015 الساعة 02:54 م
احتكر بطولة إفريقيا 14 عاما .. و المصارع الوحيد الذى أحرز ميداليتين فى البحر المتوسط
"
حافظ على وزنه وميدالياته عشرين سنة متصلة
عانت الرياضة المصرية كثيرا بعد رحيل رواد من الأبطال خاصة فى الألعاب الفردية وهؤلاء أبناء الرعيل الأول الذين ثبَتوا دعائم وركائز الرياضة وسط المحافل الدولية وحدثت هذه فى أجيال الستينات والسبعينات التى ضلت بشكل ملحوظ من إفراز أبطال على مستوى عالى يسيروا على نهج الأبطال القدامى الأساتذة وذلك بسبب لجوء الرياضة العالمية إلى العلم الأكاديمى وإنجاز المواهب والفلتات وإن كان هذا لا ينفى وجود فلتات فى هذين العقدين الستينات والسبعينات وكلاهما عقد الثمانيات .
وتمثل المصارعة المصرية أحد ألغاز الألعاب الفردية عقب اختفاء محمود حسن وعيدعثمان فى منتصف السبعينات من القرن العشرين .
وكان مجئ المصارع الشهير .. الأنيق ..الرائع محمد نبوى الأشرم مع منتصف السبعينات بمثابة رد الروح للُعبة وإيقاظ روح البطولة على البساط ومحمد الأشرم أحد القلائل فى ساحة المصارعة المصرية الذى جمع بين التفوق الرياضى والدراسى الأكاديمى فى لعبته المفضلة .
وحمل علم مصر وعزف النشيد الوطنى على منصات التتويج لسنوات طويلة وقد يكون هو أكثر أبطال المصارعة الذي عزف النشيد الوطنى" بلادى .. بلادى " تحية لفوزه وتقديرا للانجازاته العديدة على جميع المستويات .
ابن المنوفية الذى بلغ هذا العام عامه الستين حيث إنه مواليد شبين الكوم يناير 1955 لأسرة رياضية تعشق الرياضة التى تعلق بها محمد صغيرا خاصة ألعاب النزال حيث مثل له الملاكم محمد على كلاى أسطورة حية يشاهدها ويحلم ويسير على دربه ويحقق ولو نصف إنجازاته وقوته ويجلس على عرش الملاكمة وقد يكون كما قال لى الأشرم إنه أصبح ينام ويصحى على كلاى .. كلاى .. وأمام المرآة وفى المدرسة واشتهر رغم نحافته بالقوة والإصرار على منازلة التلاميذ .. والخناقات ولا حرج من حركات شقلباظ والكتف .
فى الثالثة عشر من عمره وكانت المنوفية معقل المصارعة وبها مركز لتدريب الناشئين فى اللعبة برعاية مكتشف المواهب القدير محمد أبو الغار وضم الأشرم لمركز تدريب الناشئين .. وماهى إلا أشهر وبدأ فى جنى ثمار الفلتة الجديد الأشرم . الذى عشق بساط المصارعة وخفتها وحركاتها ومن قبل روح محمد أبو الغار..
وفى السنة الثالثة الثانوى بمدرسة المساعى العسكرية بشبين الكوم حصل الأشرم على لقب بطل المدارس.. وبطل الجمهورية تحت سن 17 سنة .. و19سنة والشباب والمناطق يقول : التهمت كل البطولات التى شاركت فيها فى بر المحروسة.
وتم ضمى لمنتخب مصر وعمرى 17 سنة فى 1973 وكنت بطل وزن 82 كيلو جرام سواء فى الحرة أو الرومانية وأخذت الطريق الصح والبطولات القوية ورويدا رويدا طوال عشرين عاما .. وهى بالفعل أسطورة حية على البساط مع ما هو معروف عن تغير المصارعين لأوزانهم ما بين تقليل الوزن أو زيادته .. ولكن الأشرم كظاهرة حافظ على وزنه وتألقه .
ويقول لى فى حديث الذكريات أو حديث السنين .. وحصلت على بطولة إفريقيا فى الوزن82 لأول مرة فى عام 78 بالجزائر وعلى مدار 14 عاما لم أفقد الميدالية الذهبية فى هذه البطولة . وكما تقول الأوراق إنه رقم قياسى لم يحقق مصارع فى تاريخ القارة و لا مصر . وكان هذا الذهب يعنى الكثير للعبة والرياضة المصرية حينذاك خاصة أثناء المقاطعة العربية لمصر وكانت مشاركتنا تعنى الكثير .. والجميع ينتظر نتائجنا .. ولذا كان الفوز ورفع العلم المصرى حلم وتقدير وهذا سر الغياب عن البطولات فقد شاركت والكلام على لسان د.محمد الأشرم فى دورة البحر المتوسط 75 بالجزائر .. وعمرى عشرين عاما كأصغر مصارع سنا وخبرة وحصلت على المركز الرابع .. والذى يتعامل صاحبه الآن على ميدالية وكانت مفاجأة للبعثة فى كل التنافس التركى والإيطالى والفرنسى فى دورة البحر المتوسط بسبليت 1979 حصلت على ميداليتين فضية فى المصارع الرومانى .. وبرونزية فى الحرة .. وهذا من أبرز إنجازات اللعبة فى تلك الدورة .
بالنسبة للأوليمبياد كان حظ سيئ فيها للغاية فقد تأهلت للأولمبياد بمونتريال 1976 ولكن حدث انسحبت البعثة من طابور المشاركة بسبب موقف البعثة من مشاركة جنوب إفريقيا التى تطبق سياسة التفرقة العنصرية . وضاعت فرصة التواجد والاحتكاك الأولمبى وأمل الحصول على ميدالية .. هذه الأحلام التى ازدادت مع صعودى وتأهلى لأوليمبياد موسكو 1980 والتى رشحنى مستواى والخبراء لميدالية هناك ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ولا المصارع أيضا فجاء الانسحاب المصرى من عدم السفر والمشاركة إطلاقا بسبب تعاون وتضامن مصر مع الدول الإسلامية والعربية ضد الاتحاد السوفيتى الذى قام بالاعتداء السوفيتى على أفغانستان.
و.. ضاعت فرصة المشاركة مرة أخرى ومفيش حاجة اسمها ميدالية مضمونة ولكنها ميدالية قريبة خاصة وإننى وكنت فورمة عالية جدا وميداليتا المتوسط خير دليل .. ولكن ما باليد حيلة. لننتظر لوس انجلوس والتى وضعت يدى على قلبى بعد التأهل خوفا من الانسحاب أو أى شىء يعطل مسيرة المشاركة واعتزل دون المشاركة فى الأوليمبياد.
ولكن الله سلم وشاركت ورغم كونى بعيدا عن الصراع العالمى إلا أننى زاحمت الكبار وحصلت على المركز الخامس فى المصارعة الحرة .. والمركز السادس فى المصارعة الرومانية وكانا مركزين مشرفيين كبار فى تلك المشاركة بعد الغياب لسنوات طويلة للمصارعة الودية عن الساحة الأولمبية ومنعت حول المشاركة الأولمبية التى عوضنى الله بها خيرا بالخامس والسادس .
أما بالنسبة لبطولات العالم فقد أحرزت ميدالية فضية فى بوداست 1982 .. والميدالية البرونزية فى اوهايو 1983 .. وهذا دليل على كونى ضمن الكبار والمصنفين فى لوس أنجلوس 84 ولكن الحظ والقدر وهفوات المدربين .
وضمن إنجازات المصارعة العالمية أحرازه للميدالية الفضية فى بطولة العالم العسكرية بفرنسا 1981 .
والملاحظ أن نتائج الأشرم منذ 79 وحتى 84 كانت كلها فى المركز الأول على المستوى العالمى والأولمبى حيث وصل الأشرم لفرصة سوول 1988 ولكن كان الاعتزال أقرب والاتجاه للتدريب ومحاولة تطبيق العلم والدراسة فى أساليب التدريب والإدارة وحصل على الماجستير فى تدريب المصارعة بعد أن تم تعينه معيد فى جامعة الإسكندرية .. وأكمل دراسته حصل على الدكتوراة فى تعليم وتدريب المصارعة وأصبح أستاذ المصارعة فى أكاديمية السادادت وأحد الخبراء المعدودين فى عالم اللعبة وتاريخها إن لم يكن الوحيد الذى درس وتعلم وحصل على الدكتوراة فى المصارعة التى كان بطلا فيها ومدربا وخبيرا صاحب رسالة فى منح الناشئين والشباب خبراته والاقتداء ببطولاته .. ومازال.