القاهرة 22 يناير 2015 الساعة 04:07 م
لدي "ظن متفائل".. أو ربما "ظن نبيل".. أن يمر يوم الذكري لثورة 25 يناير 2011 يوم الأحد القادم. وقد أدرك الجميع أن "اللعبة" قد انتهت.. وأن "المؤامرة" فشلت.. وأن المواطن المصري في حاجة ماسة للأمن والاستقرار. كبداية لازمة للبناء والتنمية.
.. ويكفي هؤلاء المتآمرون. والعملاء. ما فعلوه خلال السنوات الأربع الأخيرة.. من قتل وتدمير وفوضي.
.. ويكفي.. أي مراقب ومتابع. لما دار ويدور حولنا. من تدهور وانهيار. لعدد من الدول والشعوب التي تحيط بنا.. ليعرف أن الهدف الأساسي لما جري. ويجري.. إنما هو تحويل المنطقة التي نعيش فيها.. ليس إلا التخريب.. والفتنة.. والقتل.. والحيلولة. دون أن تتغير. وتتحرك دولنا نحو الأفضل.
فالمسألة.. ليست محاولة لاسترجاع "سلطة".. سقطت من أيديهم.. وبأفعالهم هم أنفسهم.
وليست مجرد "انتقام" ممن انتزع هذه السلطة. وأنقذ البلاد من شرورهم.. لأن الشعب هو الذي خرج وثار وصحح الوضع.
هي أيضاً.. ليست "حالة غضب مشروع".. من جانب بعض القوي. والمنظمات والتنظيمات.. صاحبة برنامج.. وصاحبة رؤية للإصلاح والتنوير.
إنما هي "العمالة".. والانصياع والتنفيذ لتعليمات وبرامج. قادمة من الخارج.. هدفها:
إعادة رسم المنطقة.. ووضع خريطة جديدة لها.
خريطة أساسها.. تقسيم الدول إلي دويلات.. والشعوب إلي شراذم. وعصبيات.. والجمعيات والجماعة المنتظمة. إلي عصابات.
وفتح الباب. أمام قيام كيانات. و"دول جديدة".. معتمدة علي خلفيات. وعلي طموحات عنصرية. وعرقية.. تستطيع بتواجدها الجغرافي. هنا وهناك أن تؤمن. وتحفظ وتسهل.. مصالح "الكبار".. المصالح الاقتصادية والسياسية. بل وأيضاً العسكرية.
* * *
بالفعل.. قدم "الكبار".. القوي الكبري بالتحديد.. الذين أذاقوا بلادنا. الذل والهوان. والفقر. والتخلف. والجهل والمرض والأمية. طوال سنوات استعمارهم لبلادنا.. وسيطرتهم وتحكمهم في شئوننا.
قدم هؤلاء "المثل".. والدليل الصارخ علي نواياهم.. وعلي أسلوبهم في الإدارة والتحكم.
قدموا حيثيات حكمهم.. وأسلوب تعاملهم مع بلادنا مرتين:
الأولي علي امتداد سنوات الاستعمار التقليدي القديم.
والثانية.. اليوم.. وهم يخرجون علينا:
* بأفكارهم الجديدة.. وبحلفائهم الجدد.. الذين هم أبناء شعوبنا.
* ها هم.. وقد ذهبوا إلي العراق.. فقتلوا اخوتنا.. ودمروا مقدراتها.. ومزقوا وحدتها. إلي دويلات. ربما أكثر.. ونشروا الفتنة. والخلاف والصراع بين الناس.
* ثم ذهبوا إلي سوريا.. ونسأل: ماذا بقي من سوريا؟!.. بعد أن دفعوا إليها. العصابات المسلحة القادمة من شتي بقاع الأرض؟!.. أكثر من نصف السكان بلا مأوي.. وأكثر من مليوني سوري تركوا بلادهم. وذهبوا إلي الشتات.. ومعظم المدن والمنتجعات والمناطق السورية الجميلة. قد دمرت. ولم يبق منها غير الذكري.. فضلاً عن الأعداد الغفيرة من القتلي والضحايا والشهداء.
* قبل العراق وسوريا.. كانت "الصومال".. والتي لم يبق منها غير الاسم.. وما غير ذلك.. لا وجود له.
* وهنا.. نصل إلي ليبيا.. فقد اتفق "الكبار" علي التخلص من القذافي.. لكنهم قرروا وهم يتخلصون منه.. أن يرثوا ما جمعه من سلاح وأدوات حرب ودمار.. وقرروا أن تتحول هذه المساحة الشاسعة من أرض ليبيا. والتي لا يسكنها إلا عدد قليل من السكان.. تتحول إلي قاعدة انطلاق لضرب القوي والدول المحيطة والمجاورة لها.. وخاصة مصر.
وأصبحت ليبيا.. علي أيدي المخلصين والمحررين.. مأوي المجرمين. وعصابات العنف.. وجماعات التمرد والفوضي.. وأصبحت منطلقاً لغارات وعمليات عنف.. وقتل أبرياء.. ورمزاً للعنصرية البغيضة التي تستهدف المسيحيين.. وكل من يلف لفهم.
* بعد ليبيا.. دعونا نتوقف اليوم.. وهذه الأيام بالذات عند اليمن.. وما يجري فيها من اضطرابات وصراعات واغتيالات وانقلابات..
.. والسؤال: هل الإشارة إلي هذه الدول والمناطق المستهدفة محض صدفة؟!.. أم أنه تدبير. وتخطيط.. أهدافه الكبري والنهائية. لم تتبين جميعها بعد؟!!
* * *
ربما تكون "جماعات الشر".. وعلي رأسها الإخوان.. قد بدأت خطتها. لإثارة الفزع والفوضي والقتل والتخريب.. ونحن نقدم هذا الحديث.
وربما تكون قد أدركت.. أن العمليات الجهنمية والإجرامية التي تمارسها في مصر. لن تجدي شيئاً.. إلا عدداً من الشهداء. والمصابين.. وإلا الإحساس بخيبة الأمل.. والإحساس بالعزلة. وبالكراهية. التي يكنها الشعب المصري لها.
.. وعليه.. لابد أن يتراجعوا.. أو يتوقفوا..
صحيح أن القرار ليس بيدهم.. ولكن بيد من يخطط. ويدبر. ويمول ويسلح.
ولكن.. ربما بقي قدر من إحساس.. أو من ضمير.. أو حتي دين. إلا أن "البشاير". لا توحي بأن شيئاً قد تغير.
فالسيد الدكتور محمد مرسي.. مازال معتقداً أنه الرئيس.. ومرسي يعلن أمام هيئة المحكمة أنه "فخور" بأن يكون "عميلاً لحماس".. وأن يكون تآمر وتخابر معها.. وأن هذا شرف عظيم يعتز به.. والسؤال:
ضد من كان تآمرك مع حماس.. ولمصلحة من كنت تتخابر معها؟!.. ومن هؤلاء الذين وظفوك وحماس "عميلاً"؟!!
هل هذا هو الدفاع الذي تسعي من خلاله للحصول علي البراءة؟!!
وبالمناسبة.. فليقل لنا "السيد الرئيس مرسي".. من حفر الأرض المصرية. ومازال يحفرها. ليقيم آلاف "الأنفاق". التي تجعلها معبراً.. للمجرمين والمهربين. والقتلة.. أمس وحتي اليوم؟!!
هل هذا هو الذي تفخر به وتتباهي بأنك عميل ومتآمر ضد مصر وأمن مصر وثروات ومصالح مصر؟!!
أم أن هذا هو "التحالف الثلاثي".. الذي اشتركت فيه مع حماس وإسرائيل. خلال فترة حكمك؟!!
ياسيد مرسي.. عليك أن تتذكر:
* أنك أنت.. محمد مرسي.. هو الذي أسقط الرئيس الإخواني من فوق كرسي الرئاسة.. حينما أصدر "إعلانه الدستوري" الفاضح في نوفمبر .2012
لقد أتيت "رئيساً للجمهورية" من خلال انتخابات. قائمة علي دستور البلاد الشرعي..
وبالتالي.. حينما تصدر بشكل فردي "دستوراً جديداً".. أو بياناً دستورياً جديداً.. فمعني هذا أن "الشرعية" قد سقطت.. ولم يعد لك سند شرعي.. وتذكر جيداً هذه الأيام.. فمن يومها تخلي الشعب بأكمله عنك.. ولم يبق إلا من مهدوا لك طريق الرئاسة. وهم القوي الكبري.. ولم يبق لك إلا مجموعات من الخارجين علي القانون والمجرمين والبلطجية.. إضافة إلي الجهلاء من أعضاء جماعتك.
قد يكون من الأنسب لك ولأتباعك يا سيد مرسي.. أن تخرج علي الناس.. وأمام "المحكمة" وتعلن:
¼ الاعتراف الكامل بخطاياك.. وذنوبك. وجهلك. وسوء تقديرك.
¼ وأن تعلن أمام الدنيا كلها "توبتك" عن كل ما فعلت.
¼ وأن تطلب العفو. عن كل ما فعلت.
صحيح أن "خبرتك" مركزة في التخابر.. لكن ربما الأيام والأحداث والقضايا التي تورطت فيها والسجن.. قد أضافت جديداً ينفعك.
* * *
نحن اليوم أمام مرحلة جديدة صعبة..
تقوم الدولة فيها بأقصي الجهد للتخلص من أدران الماضي.
وتقوم الدولة.. وبكل الجهد لتنفيذ وتطبيق برامج نهضة حقيقية.
وأن كل الجرائم.. المدبرة في الخارج.. والمنفذة بأيدي عصابات الداخل. لا تصيب إلا المصريين.
ولنسأل أنفسنا.. ونسأل "المجرمين":
* مع من تتحالفون؟!!
* وضد من تمارسون جرائمكم؟!!
فالدولة التي تحاربونها.. هي مصر.. وشعب مصر.
وحلفاؤكم هم أمريكا والغرب وإسرائيل.. وجميع عصابات الشر.
لم نسمع منكم أو من حلفائكم أن الدولة المصرية.. تعمل لصالح هذه الدولة أو تلك.. من أعدائنا التقليديين.
أو أنها تحابي جماعة. أو فكرة. أو توجهها.. ضد جماعة أخري.. فأنتم لستم جماعة.. إنما أنتم "عصابة".
وإلا.. فليشرح لنا أحدكم.. أو من يخطط ويدير شئونكم:
* لماذا هذا الانحياز الكامل. من جانب الغرب. بمؤسساته المشبوهة وتشكيلاته الاستعمارية المعروفة. لمساندتكم.. خاصة بعد هذا الإجرام المتفشي. وفي كل البلاد والأنحاء؟!!
اتركوا مصر تعمل وتبني لأبنائها.. وربما لأبنائكم. وذويكم أيضاً.. ذلك قبل أن يفوت الأوان!!