القاهرة 22 يناير 2015 الساعة 04:01 م
نتهت الثورة بهوجة القوائم البرلمانية علي أنغام دي كانت لعبة وفاتت!!
شيوخنا مع احترامنا لهم وأنا واحد من سنهم يديرون اللعبة.. يجتمعون ويجتمعون في السر وفي العلن يتفقون وينقضون العهد في نفس الوقت يمثلون أحزابا ورقية لا أول لها ولا آخر.. دكاكين بالعشرات أحسب ان أحدا لا يعرف عددها علي وجه التحديد ولا حتي اسماءها ناهيك عن مبادئهم ومن يتبعهم.. صورة شبه سياسية تثير الضحك والبكاء.
قوائم بلا قواعد واسماء تتصدر المشهد بالذوق وبالعافية وبالإلحاح.. وزراء سابقون وجنرالات متقاعدون وضباط شرطة يستقيلون فإذا لم ينجحوا يعودون إلي قواعدهم سالمين.. أو رجال أعمال تحت شبح حديد عز وبدونه.. أو وجهاء باشوات بدون ألقاب يحلمون بالمكاسب البرلمانية ومصالح وأراض ونفوذ. وعندهم حق فهم لا يرون تغييرا مادام لم يعد الشعار "حرية عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية" ومادام شبابها في السجن أو في الزفة!!
لم يعد أحد يذكرها أياما مجيدة خرج فيها الشعب علي غير موعد في عز البرد أياما وليالي.
بعد كل هذا الذي أذهل العالم وأذهلنا وبمشاركة من مختلف الأعمار والطبقات يأتي من يقول: كانوا عملاء لسفيرة أمريكا. أو قابضين من دول أوروبية. أو ينفذون مخططات أجنبية.. أو انها كانت ثورة اخوانية كاتب بياناتها مذيع الجزيرة المصري "أحمد منصور"!!
حملة تشويه متعمدة خسيسة بينما أرواح الشهداء مازالت هائمة بعد أربع سنوات معلقة تبحث عن قاتليها.. والدماء لم تجف. وقلوب الأمهات وقلوبنا يعتصرها الألم.
يريدون أن تمر الثورة دون ذكري. ويعلن وزير الداخلية انه يوم مثل غيره من الأيام.. وتدعو جماعة "أبناء مبارك" لجمع توقيعات لتكريمه لإنجازاته العظيمة!!
مع حلول موعد الثورة الشقيقة في تونس فتح "قصر قرطاج" أبوابه وجلست في الصفوف الأولي أمهات الشهداء يحملن صور أبنائهن.
..وماذا لو أفرج الرئيس السيسي عن المسجونين والمعتقلين من أبناء الثورة في عيد الثورة.
أنا بقه وساويرس
ينتقل المشهد إلي مانشيت ومقال يقلب الدنيا ولا يهدي النفوس.. مقصود في توقيته أو استمرارا لحسابات قديمة.
جريدة "الفجر" صفحة أولي بالخط الأحمر والبنط العريض: "ساويرس ضد السيسي.. الثروة مليارات الدولارات علمها عند الله" والثقافة "جوائز الإبداع الأدبي" والسينما "تمويل مهرجان القاهرة السينمائي" والميديا "أون تي في وصحف خاصة" والسياسة "حزب المصريين الأحرار وقوائم وتربيطات".. خمس خطوات مدبرة تحقق خطة "ساويرس للاستيلاء علي السلطة".
كتب زميلنا عادل صبري رئيس تحرير "بوابة مصر العربية" انه سبق وكتب نفس المقال.. وهاجم كلا من حمودة وساويرس.
لم يقصر "نجيب ساويرس" وقام بالرد السريع في المنبر الذي فتحته له جريدة "الأخبار" تحت عنوان من نفس النوع: "اليويو.. صحفي للايجار" استعان فيه بقصيدة لصديقه الراحل الشاعر أحمد فؤاد نجم:
"وفي النهاية. لك عندي كلمة:
آخر طريقك زحل وضلمة
حيث إن آخر القرع ضلمه.
يا أمة كفته من عندك العجاتي
يا واد يا يويو. يا مبرراتي".
المعركة قديمة. سجلتها كتب: "أنا والجنزوري" بقلم عادل حمودة.. "وأنا بقه وعادل حمودة" لأحمد فؤاد نجم.
صراع الرؤساء الجدد
* تركزت الأضواء علي من يكون رئيس البرلمان القادم.. هل يصنعه ساويرس أم يدبره "البدوي" أم يعود "عدلي منصور" رئيسا للمجلس الجديد ويكفي المتنافسين شر القتال؟
يظهر "عمرو موسي" في جنازة "فاتن حمامة" بمسجد الحصري: حركة انتخابية لعل وعسي.
و"كمال الجنزوري" زاهد ولكنه في قلب الملعب. معه "فراودة" يعرفون ماذا يريدون.
و"ممتاز القط" يرشح نجما جديدا هو اللواء "ممدوح شاهين" لمهارته ومعرفته بالقوانين ليس المحلية ولكن كل القوانين والمعاهدات الدولية.
* في خلفية المشهد وبعيدا عن القوائم الانتخابية رسم كاريكاتير بريشة "اسلام" يلخص الموقف: غلاء الأسعار. أزمة أنابيب. قطع مياه. قطع كهرباء. غرق شوارع الاسكندرية. تفجيرات إرهابية.. كل هذا والخبراء الاستراتيجيون المستشارون يقولون: أزمات إيه سيادتك. ده الجو مخيم حبتين بس.
* وكاريكاتير آخر بريشة "أنور" لراقصة تقول عليا النعمة ما يحلالي الرقص إلا علي حس مقالاتك اللي بتطبل فيها يا ضكتور.. والدكتور الخبير في شئون التطبيل السياسي يبتسم: الله يخليكي.
لم أعرف أبي
** مات قبل أن أدخل المدرسة.. كنت أسمع عنه من أهل قريتي ومن زملائه أساتذة كلية الشريعة بالأزهر الشريف الذين أوفوا بعهدهم: من يموت منا يرعي الباقون أبناءه.
لم أعثرعلي صورة واحدة لأبي فتخيلته مما تحكيه أمي وهي تسعي باصرارها لتعليمي أنا وأخي. مع أنها لم تكن تقرأ وتكتب. ولم يكن حالنا ميسورا.. لم أعرف سواها. ولكنني افتقدت دائما تلك العلاقة الذهبية بين الأب والأبناء.
* عاد "محمد فودة" سالما مطمئنا من رحلة علاج في الخارج وهو صحفي موهوب قفز بتوزيع جريدة "المساء" عندما رأس تحريرها. وكاتب صادق مع نفسه ومع قرائه.
ماذا قال له الأطباء في مصر. وماذا فعلوا معه في كندا؟ تلك قصة أخري.
أما لماذا كندا فلأن ابنه "حسن" انتقل بأسرته إلي "تورنتو". يذهب إليها "محمد" كل عام لزيارة الأحفاد. وهذه المرة كانت للعلاج.. أما "حسن" فيعمل في تونس مهندسا في شركة عالمية للاتصالات.. عندما حان موعد العودة. جاء "حسن" إلي كندا ليصحب أباه ووالدته إلي مصر ويرعاهما في الطائرة التي ما ان وصلت مطار القاهرة حتي "قام محمد فودة" بتوصيل ابنه من المطار الجديد إلي المطار القديم لأنه مسافر علي الفور إلي مقر عمله في تونس.. فقط أراد أن يطمئن علي أبيه.
أحببت حسن بقدر ما أحببت أباه.
* تقول "صفية مصطفي أمين" وهي ليست في حاجة إلي تعريف ان أباها علمها كيف تصنع حلمها وان تكون "صفية" بذاتها ولم يكن يحب أن تكون مرفهة أو بنت ذوات.
ولقد كانت الفترة التي سجن فيها أبي أكثر الفترات التي اقتربت فيها منه لأنه قبل ذلك كنت صغيرة 11 سنة وطوال سجنه الذي امتد 9 سنوات تعرفت عليها فيه كأب.
* يذكر "مؤنس كامل زهيري" أباه الصحفي المناضل عاشق القلم في كل موقف ويهتدي به.. كتب انه عندما اشتد به المرض كان يزوره وشقيقته الصغري الدكتورة "مني" فنجده متكئا علي جانبه الأيسر فقط ضاغطا عليه حتي يستكين الألم.. فإذا ما طلبنا منه أن يريح جانبه الأيسر قليلا وينام علي جانبه الأيمن بدلا منه يقول: "لو نمت علي جانبي الأيمن فلن اتمكن من الكتابة.. أريد أن أموت وأنا أكتب" وقد كان.
رسالة من نوارة نجم لأبيها الشاعر الكبير أين أنت أما يكفي كل هذا الغياب؟.. يا للا بقي بلاش تسخف علي وعد .. وبعد لا استوعب. بل لانني لم أحزن لانني لا أشعر انك تغيبت.. طيب يا بابا سوف أروي لك ما حدث وأنت تفصل في الأمر.
* أصدر الشاعر الأديب أحمد الخميسي كتابه الأخير "الأجيال الثلاثة" يضم قصصا لوالده المبدع "عبدالرحمن الخميسي" وللابن "أحمد" وللحفيدة "آنا الخميسي".
احتفل "محمد عبدالقدوس" مع احفاد "احسان" الكثيرين أبناء "روزاليوسف" بذكري والده الكاتب السياسي الوطني الشجاع وان اشتهر أكثر برواياته التي تحولت إلي أفلام.
* واعادت لي "دنيا كمال" بروايتها "سيجارة سابعة" ذكريات مع أبيها الصحفي المناضل "كمال القلش".
* وابكاني زميلي "سامح محروس" وهو يكتب عن أبيه الذي تركه قبل أقل من عام.
* وبعث لي "عماد" المقيم خارج البلاد بقصيدة شعر ل "عمرو حسن" احسب انها تعبر عن مشاعره تجاه أبيه الصديق الراحل أحد نجوم جريدة الجمهورية "عدلي برسوم": أنا أبويا واحشني جدا.. محتاج رأيه في حاجات.. اهمل في سؤاله عني.. وماجاش من يوم ما مات.. نضارته وساعته لسه ع الرف مكان ما سابهم.. وحشاني معاه حاجات.. بطلت اعملها وحدي.. من ساعة لما مات.
* أما صديق العمر الأديب الصحفي الشريف "جلال السيد" فدائما تذكره ابنته المخرجة السينمائية "هالة جلال" في كل مناسبة. آخرها جملة قصيرة حزينة تقول: "زي النهاردة من زمان... بابا مشي".