القاهرة 18 يناير 2015 الساعة 02:11 م
اعداد عواطف الوصيف
رحلت عن عالمنا سيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة اثر وعكة صحية مفاجئة عن عمر يناهز 84 عاما بعد ان اثرت الفن بتاريخ حافل من الاعمال التى لا تنسى على مدار مشوارها الفنى.
وكانت الفنانة الراحلة قد تعرضت لأزمة صحية منذ أسابيع استدعت نقلها لمستشفى دار الفؤاد بمدينة 6 أكتوبر تحت إشراف زوجها الدكتور محمد عبد الوهاب وخرجت بعد ساعات قليلة من دخولها.... ادى المصلون صلاة الجنازة على الراحلة فى مسجد الحصرى فى مدينة 6 اكتوبر القريبة من القاهرة
البدايات
ولدت فاتن أحمد حمامة في 27 مايو 1931 في السنبلاوين أحد مدن الدقهلية في مصر وذلك حسب سجلها المدني لكنها وحسب تصريحاتها ولدت في حي عابدين في القاهرة،وكان والدها موظفا في وزارة التعليم.
بدأت ولعها بعالم السينما في سن مبكرة عندما كانت في السادسة من عمرها عندما أخذها والدها معه لمشاهدة فيلم في إحدى دور العرض في مدينتها وكانت الممثلة آسيا داغر تلعب دور البطولة في الفيلم المعروض، وعندما بدأ جميع من في الصالة بالتصفيق لآسيا داغر واستنادًا إلى فاتن حمامة فإنها قالت لوالدها إنها تشعر بأن الجميع يصفقون لها ومنذ ذلك اليوم بدأ ولعها بعالم السينما.
محمد كريم يختار احمل طفلة
وعندما فازت بمسابقة أجمل طفلة في مصر أرسل والدها صورة لها إلى المخرج محمد كريم الذي كان يبحث عن طفلة تقوم بالتمثيل مع الموسيقارمحمد عبد الوهاب في فيلم "يوم سعيد" عام 1940 .
وأصبح المخرج محمد كريم مقتنعا بموهبة الطفلة فقام بإبرام عقد مع والدها ليضمن مشاركتها في أعماله السينمائية المستقبلية.
فاتن حمامة تقف امام عبد الوهاب
وبعد 4 سنوات استدعاها نفس المخرج مرة ثانية لتمثيل أمام محمد عبد الوهاب في فيلم "رصاصة في القلب"عام 1944.
ومع فيلمها الثالث "دنيا" عام 1946و استطاعت من إنشاء موضع قدم لها في السينما المصرية وانتقلت العائلة من المنصورة إلى القاهرة تشجيعًا منها للفنانة الناشئة ... ودخلت حمامة المعهد العالي للتمثيل عام 1946.
فاتن حمامة ويوسف وهبى
لاحظ استاذ المسرح الفنان يوسف وهبى موهبة الفنانة الناشئة وطلب منها ان تؤدى دور ابنته امامه فى فيلم "ملاك الرحمة" عام 1946 وكان عمرها حينذاك 15 سنة و شاركته البطولة فيه الفنانة راقية ابراهيم.
واشتركت مرة اخرى امام يوسف وهبى فى فيلم "كرسى الاعتراف" عام 1949 وفى نفس العام قامت ببطولة فيلمى "اليتيمتين وست البيت" واللذان حققا نجاحا كبيرا فى شباك التذاكر.
عصر السينما الذهبى
كانت الخمسينيات بداية ما سمي العصر الذهبي للسينما المصرية، وكان التوجه العام في ذلك الوقت نحو الواقعية وخاصة على يد المخرج صلاح أبو سيف. قامت بدور البطولة في فيلم "لك يوم يا ظالم" عام 1952 الذي اعتبر من أوائل الأفلام الواقعية واشترك هذا الفيلم في مهرجان كان السينمائي.
فاتن حمامة مع يوسف شاهين
وكذلك اشتركت في أول فيلم للمخرج يوسف شاهين "بابا أمين" عام 1950 ثم في فيلم صراع في الوادي" عام 1954 الذي كان منافسا رئيسيا في مهرجان كان السينمائي.
كذلك اشتركت في أول فيلم للمخرج كمال الشيخ"المنزل رقم 13" الذي يعتبر من أوائل أفلام اللغز أو الغموض.
وفي عام 1963 حصلت على جائزة أحسن ممثلة في الفيلم السياسي "لا وقت للحب"1963.
الزواج
في عام 1947 تزوجت من المخرج عزالدين ذوالفقار أثناء تصوير فيلم "أبو زيد الهلالي" عام 1947، وأسسا معًا شركة إنتاج سينمائية قامت بإنتاج فيلم "موعد مع الحياة" عام 1954 وكان هذا الفيلم سبب إطلاق النقاد لقب سيدة الشاشة العربية عليها.
وظلّت منذ ذلك اليوم ولحد آخر أعمالها وجه القمر عام 2000 صاحبة أعلى أجر على صعيد الفنانات.
انتهت العلاقة مع ذو الفقار بالطلاق عام 1954 وتزوجت عام 1955 من الفنان عمر الشريف.
عمر الشريف وفاتن حمامة
ترجع قصة لقائها بالشريف والذي كان اسمه آنذاك ميشيل شلهوب إلى اعتراضها على مشاركة شكري سرحان البطولة معها في فيلم يوسف شاهين "صراع في الوادي" وقام شاهين بعرض الدور على صديقه وزميل دراسته عمر الشريف حيث كان الشريف زميل دراسته بكلية فيكتوريا بالإسكندرية، وكان عمر الشريف في ذلك الوقت قد تخرج من الكلية ويعمل في شركات والده بتجارة الخشب فوافقت على الممثل الشاب وأثناء تصوير هذا الفيلم حدث الطلاق بينها وزوجها عز الدين ذو الفقار.
الشريف يحوز على قلب الحمامة بقبلة
كانت مشهورة برفضها أي مشهد أو لقطة فيها قبلة ولكن سيناريو الفيلم "صراع في الوادي" كان يحتوي على قبلة بين البطلين، ووسط دهشة الجميع وافقت الفنانة على اللقطة.
بعد الفيلم أشهر عمر الشريف إسلامه وتزوج منها واستمر زواجهما إلى عام 1974.
الاستاذ والتلميذة
استنادا إليها في أحد المقابلات الصحفية فإن علاقتها بذو الفقار تدهورت لأنها اكتشفت أن علاقتها معه كانت علاقة تلميذة مبهورة بحب الفن وإنجذبت لأستاذ كبير يكبرها بأعوام عديدة.
واستنادا إليها فإنها كانت سعيدة معالشريف وكانت تعيش في حلم لا تريده أن ينتهي، ولكن الشائعات من جهة وكونها وعلى لسانها كانت "شديدة الغيرة عليه" مما أدى إلى استحالة استمرار الزواج.
فاتن حمامة تعارض المخابرات المصرية
استنادا إلى مقابلة صحفية لها مع خالد فؤاد فإنها غادرت مصر من عام 1966 إلى 1971 احتجاجًا لضغوط سياسية تعرضت لها، حيث كانت خلال تلك السنوات تتنقل بين بيروت ولندن، وكان السبب الرئيسي وعلى لسانها "ظلم الناس وأخذهم من بيوتهم ظلماً للسجن في منتصف الليل، وأشياء عديدة فظيعة ناهيك عن موضوع تحديد الملكية" .
وقد تعرضت إلى مضايقات من المخابرات المصرية حيث طلبوا منها "التعاون معهم" ولكنها امتنعت عن التعاون بناءً على نصيحة من صديقها حلمي حليم "الذي كان ضيفهم الدائم في السجون"، ولكن امتناعها عن التعاون أدى بالسلطات إلى منعها من السفر والمشاركة بالمهرجانات، ولكنها استطاعت ترك مصر بعد تخطيط طويل.
عبد الناصر يعيد الحمامة الى عشها
اثناء فترة غيابها طلب الرئيس جمال عبد الناصر من مشاهير الكتاب والنقاد السينمائيين بإقناعها بالعودة إلى مصر، ووصفها عبد الناصر بأنها "ثروة قومية".
وكان عبد الناصر قد منحها وسامًا فخريًا في بداية الستينيات، ولكنها لم ترجع إلى مصر إلا في عام 1971 بعد وفاة عبد الناصروعند عودتها بدأت بتجسيد شخصيات نسائية ذات طابع نقدي وتحمل رموزًا ديمقراطية كما حدث في فيلم إمبراطورية ميم1972 وحصلت عند عرض ذلك الفيلم في مهرجان موسكو على جائزة تقديرية من اتحاد النساء السوفيتي وكان فيلمها التالي "أريد حلا (1975) نقدًا لاذعًا لقوانين الزواج الطلاق في مصر.
وبعد الفيلم قامت الحكومة المصرية بإلغاء القانون الذي يمنع النساء من تطليق أزواجهن، وبالتالي سمحت بالخلع.
دورها فى السينما العربية
عندما بدأت مشوارها في السينما المصرية كان النمط السائد للتعبير عن الشخصية النسائية للمرأة المصرية في الأفلام تمشي على وتيرة واحدة، حيث كانت المرأة في أفلام ذلك الوقت إما برجوازية غير واقعية تمضي معظم وقتها في نوادي الطبقات الراقية وكانت إما تطارد الرجال أو بالعكس، وأيضا كانت هناك نزعة على تمثيل المرأة كسلعة جسدية لإضافة طابع الإغراء لأفلام ذلك الوقت، وكانت معظم الممثلات في ذلك الوقت يجدن الغناء أو الرقص.
دعاء الكروان
ويرى معظم النقاد أنها وصلت إلى مرحلة النضج الفني مع فيلم "دعاء الكروان" عام 1959هذا الفيلم الذي اختير كواحد من أحسن ما أنتجته السينما المصرية وكانت مستندة على رواية لعميد الأدب العربي طه حسين.
وكانت الشخصية التي قامت بتجسيدها معقدة جدًا من الناحية النفسية، ومن هذا الفيلم بدأت بانتقاء أدوارها بعناية فتلى هذا الفيلم فيلم "نهر الحب" عام 1960 الذي كان مستندًا على رواية ليو تولستوي الشهيرة "آنا كارنينا" وفيلم "لا تطفئ الشمس" عام 1961 عن رواية إحسان عبد القدوس وفيلم "لا وقت للحب " عام 1963 عن رواية يوسف إدريس.
الجوائز والتقديرات
احسن ممثلة لسنوات عديدة وشهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الامريكية عام 1999 وجائزة نجمة القرن من منظمة الكتاب والنقاد عام 2000.
ووسام الارز من لبنان والتى حصلت عليه مرتين وكانتا عامى 1959 و2001 ووسام الكفاءة الفكرية من الغرب.
والجائزة الاولى للمراة العربية عام 2001 ووميدالية الشرف من جمال عبد الناصر وميدالية الشرف من انور السادات وميدالية الاستحقاق من ملك المغرب الحسن الثانى بن محمد.
وميدالية الشرف من اميل لحود ووسام المراة العربية من قبل رفيق الحريرى.
ورشحت عضوة فى مهرجانات موسكو وكان والقاهرة والمغرب والبندقية وطهران والاسكندرية وجاكرتا.
وحصلت على شهادة الدكتوراة الفخرية من الجامعة الامريكية فى بيروت عام 2013.
الافلام والمسلسلات
لها ما يقرب من 94 فيلم كان اولهم "يوم سعيد" عام 1940 واخرهم "ارض الاحلام".
ومن مسلسلاتها "ضمير ابلة حكمت" الذى انتج عام 1991 و
"وجه القمر" الذى انتج عام 2000.
ورحلت سيدة السينما العربية بعد ان تركت علامات فنية راقية رائدة تفتخر بها مصر ان واحدة مثل فاتن حمامة تنتمى لها وتعتبر من اهم الرموز الفنية التى خرجت من ارضها.