القاهرة 14 يناير 2015 الساعة 01:26 م
الدكتورة وفاء كامل حققت ماعجزت عنه بنت الشاطىء
والقلماوى قالت عن نفسها : اختيارى تصحيح لوضع لم يرضى عنه الكثيرون
مجمع الخالدين ( الذكورى ) يرحب بالضيفة الجديدة ويتمنى المزيد
أجرى الحوار / صلاح صيام:
النساء شقائق الرجال ,المرأة نصف المجتمع , شريك الرجل , لها قدرات هائلة ربما تتفوق على الذكور فى بعض المجالات, عبارات يرددها الجميع وربما يدلل عليها , هواء أم البشر , مريم سيدة نساء العالمين ,عائشة رضى الله عنها امتلكت نصف الدين, آسيا بنت مزاحم زوجة فرعون التى ضربت المثل فى الصبر على أذى زوجها, الخنساء التى قدمت أولادها الأربعة فى سبيل الله مستسلمة قانعة بما فعلت , وكثير من الأمثلة , ولكن هل يتحول الكلام إلى فعل , ويترجم إلى واقع .. الحقيقة لا, فما زلنا نحظر على المرأة مواقع كثيرة بمبررات أكثر , وربما لأسباب واهية مناقضين أنفسنا- ونأخذ من الكتاب والسنة ما يدعم موقفنا ( الرجال قوامون على النساء ) ( ليس الذكر كالأنثى ) ( النساء ناقصات عقل ودين ) فإذا تحرك المجتمع للدفاع عن المرأة – لأى سبب) عادت الأصوات من جديد تدعو لضرورة حصول المرأة على حقها , حتى تنتهى الموجة فيعود الصمت ثانية تاركا المرأة عاجزة عن فهم ما يحدث , غير قادرة على فك طلاسم موقف المجتمع الذى ظاهره الرحمة وباطنه العذاب .
من هذه المحظورات مجمع اللغة العربية الذى رفض دخول الدكتورة بنت الشاطئ وسهير القلماوي، مع أن أستاذهما طه حسين كان رئيساً للمجمع، وكان يعرف أنهما أفضل من بعض الأعضاء الرجال الذين انتخبوا, وكان حرى بهذا الرفض أن يعطل أى محاولات نسوية لدخول المجمع , ولكنها المرأة التى لا تعرف المستحيل , تمكنت من انتزاع حقها واكتساب احترام الجميع
الدكتورة وفاء كامل – أول عضوة بمجمع الخالدين- حاصلة على أداب القاهرة عام 1969, والماجستيرفى موضوع حول "كعب بن زهير"والدكتوراه فى قضية "جهود مجامع اللغة فى العصر الحديث"،واهتمت بالواقع اللغوى المعاصر ،ومهد لها فكرها مناقشة هندسة الغة وبنيتها واستخدامها المجتمعى ، وألفت عدد من الكتب ونشرت مجموعة كبيرة من البحوث وشاركت فى العديد من الجمعيات اللغوية المصرية مما أكد مكانتها العلمية المرموقة .
استقبلها المجمع بترحاب شديد ، ووصفها رئيسه الدكتور حسن الشافعى بأنها أول امرأة مصرية عربية لم يقدمها للمجمع إلا العلم الدقيق(علم الصرف)الذى يتناول البنية الداخلية للجملة العربية, ثم لام على أعضاء المجمع السابقين تلك النزعة الذكورية التي حرمت عالمات جليلات من شرف عضوية المجمع، وأن المجمع ذاته لم يفرق في مرسوم إنشائه بين أحد، سواء بسبب اللغة أو الجنس أو الدين؛ فقد ضمَّ المجمع في عضويته حاخامًا يهوديًّا “حايم أفندي ناحوم” والذي تخصص في دراسة الأديان وبحوث اللغة بالسوربون، واهتم باللغات الشرقية الحية. كما ضم في عضويته مستشرقين من الدول الأوربية وعلماء مسيحيين في مختلف التخصصات. و أشار الشافعي إلى المكانة العريقة التي ثبتت بها الدكتورة وفاء كامل أقدامها لتصبح أول سيدة تفوز بمقعد العضوية، ذاكرًا مسيرتها العلمية، ودورها الرائد في لجنة اللهجات والبحوث اللغوية بالمجمع منذ ثماني سنوات، وحرصها الدءوب أن تشارك كل عام في المؤتمر السنوي للمجمع ببحث تلقيه على منصة المجمع.
وقال لها : خذي موقعك جندية مخلصة في كتيبة الخالدين التي تعمل ليل نهار للدفاع عن العربية والرقي بها، والعمل على تطويعها لمقتضيات العصر وتقنياته
وقال الشاعر فاروق شوشة الأمين العام للمجمع أن هذا اليوم ليس كسائر الأيام، ومناسبة ليست كسابق المناسبات؛ في هذا اليوم ينعطف تاريخ المجمع ليأخذ ضربًا جديدًا، وتتسع سماء المجمع لتُظِلَّ عالَمًا جديدًا في سياق المعرفة، وعالم المعرفة هو موضوع مؤتمرنا لهذا العام. ونحن اليوم نشهد لأول مرة وجود عضو من النساء جالسة معنا على المنصة، لتَشْهَدَ وتُشْهِدَ الآخرين على أن المجمع منفتح وجاد ورحب وغني بكل ما يُضاف إليه من طاقات جديدة إبداعية.
وقالت عن نفسها :لقد تحقق الحلم وفتح الباب الذى كان موصدا فقد تأخر وجود المرأة فى مجمع اللغة العربية سنوات عديدة وسبقنا لهذا مجمعى بغداد ودمشق،ووصفت هذا الحدث بأنه تصحيح لوضع لم يرضى عنه الكثيرون وننتظر أن تنضم عضويات أخريات قريباً
وكان ل( مصر المحروسة) هذا الحوار مع الدكتورة وفاء كامل :
شعورك بعد انتخابك فى المجمع خاصة وأنك حققت ما عجزت عنه عملاقتان – بسبب الظروف السابقة – هما الدكتورة بنت الشاطىء والدكتورة سهير القلماوى ؟
• إنه شعور غامر بالسعادة جعل الدموع تطفر من عيني؛ أن هيأ لي الله من يقتنع بجهودي في خدمة اللغة العربية، فيساندني لكي أنال شرف عضوية هذا المجمع العريق، وفتح باب كان مغلقا من قبل أمام عالماتنا في اللغة العربية، وحمدت الله أن وفقني لأن أكون عنصرا نسائيا رائدا في هذا الموقع العلمي المرموق، ومهد بي الطريق أمام العالمات واللغويات المصريات لكي يشاركن الرجال في العمل على استعادة اللغة العربية لمكانتها المتميزة.
** ما نشاطاتك السابقة فى المجمع قبل حصولك على العضوية ؟
• عرضت عددا من البحوث اللغوية منذ عام 2007 ، وهو تاريخ دخولي خبيرة بالمجمع بلجنة اللهجات والبحوث اللغوية. من هذه البحوث (مظاهر التغير في الاستعمال اللغوي الحديث)، و(البنية الصرفية للفعل الثلاثي الصحيح بين الفصيحة والعامية المصرية)، وخمسة بحوث عالجت أثر تجاور أصوات الفعل الثلاثي المضعف على صيغته الصرفية ، وبحث يحدد (القواعد الحاكمة لتنافر صوتي الفعل الثلاثي المضعف)، وبحث عرض وحلل (ظاهرة تغريب الأسماء التجارية في بعض عواصم المشرق العربي). وقد عرضت بحثين منها في مؤتمرين للمجمع.
** ماذا ستقدمين للمجمع خاصة أن قراراته لا تجد صدى فى المجتمع ؟
• سأحاول بإذن الله تطبيق بحوثي- التي أقوم بها منذ سنوات- حول الربط بين أصوات الكلمة وتركيبها الصرفي، والاستفادة منها في اللسانيات التطبيقية: في الصناعة المعجمية وفي تعليم اللغة، وكذلك في العمل المعجمي الحاسوبي: في بناء قاعدة بيانات معجمية وفي تعرف الحاسوب على الكلام.
**المرأة نصف المجتمع ولها أدوارها المتعددة خاصة فى الثورات مثل ثورة 19, وغيرها .. تقييمك لدور المرأة عموما , وخلال ثورتى يناير ويونية خاصة
المرأة أساس المجتمع، فهي تشكل النصف العددي للمجتمع ، ولكنها نصف فاعل مؤثر، وتأثيره يشمل كل أفراد المجتمع، فهي الأم التي تغذي الرضيع بالحنان، فينشأ كائنا سويا، وهي القدوة للطفل بحكم احتكاكهما الأكثر ، وتفاعلها معه، في حين يكون الأب – عادة- منهمكا في العمل ليجلب المال اللازم لمتطلبات المعيشة. تُربي في أطفالها السلوك : فينشأ الطفل إما على الخلق القويم المنضبط الملتزم، وإما على السلوك غير السوي. وقد قال الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
وقد كانت المرأة عنصرا فاعلا خلال ثورتي يناير ويونيو، حين أحست الخطر الزاحف على الوطن، فخرجت لمواجهته، والذود عن مصر التي كان من الممكن أن تنجرف إلى ما انجرفت له عدد من بلادنا العربية.
**كشفت منذ عدة سنوات عنصرية معجم ( ويبستر) ضد العرب عند تعريفه لهم بأسوأ الصفات .. حدثينا عن هذه التحربة.
بدأت المعركة حين اكتشفنا- أنا وعدد من أعضاء الجمعية الدولية لمترجمي العربية- أن تعريف كلمة (عربي) في معجم وبستر هي : المتشرد، المنحرف، المتسول، المتسكع، المنبوذ، الشحاذ، الغبي، المساوم. فخاطبنا مؤسسة وبستر محددين الطبعة التي ظهر فيها هذا التعريف، وكانت ترجمة نص خطابي لهم:
" لقد لحقت بي الإهانة- بصفتي من العرب- من جراء الكراهية الشنيعة والعداوة الصارخة التي تفرخونها ضد الشعوب العربية على صفحات معجمكم الموسع. وقد أرسلت لكم- مع عدد كبير من أعضاء الجمعية الدولية لمترجمي العربية- رسالة طلبنا فيها استبعاد المرادفات المدرجة في معجمكم تحت كلمة (عربي)، والاعتذار للشعوب العربية عن هذا العمل، غير المتعمد، الذي يثير الكراهية.
ففوجئنا برد المؤسسة على رسالتنا كما يلي:
" نريد أن نؤكد أن ناشري المعجم لا يخترعون الكلمات التي تندرج في معاجمهم أو مكانزهم، ولا يقررون أي المعاني التي تكون للكلمات. هذه القرارات يصنعها مجتمعنا، حيث يخترع باستمرار ويعيد اختراع لغته. وعمل ناشر المعجم هو أن يعكس تلك اللغة، ويمد بتقرير دقيق غير متحيز، يوضح الطرق التي تستعمل بها الكلمات الآن، وكيف استعملناها عبر التاريخ. وكل من الطبعات الجديدة، والمداخل الحديثة، ومراجعات المداخل القديمة ... كلها انعكاس للتغيرات الحادثة في اللغة، وغالبا للتغيرات الواقعة في مجتمعنا. ... إن مدخل (العربي) من الطبقة الدنيا- في المكنز الجامعي- مبني على الاستعمالات القديمة لهذه الكلمة المتضمنة في معجمنا الموسع ... وهذه المعاني لا تمت ... للاستعمال المألوف للعربي من الطبقة العليا، وتشير إلى شخص من أصول بدوية. وأول معنى للعربي في المكنز يعكس استعمالا للكلمة (أو العبارة street arabe يعود إلى القرن التاسع عشر، ويمكن أن يوجد في أعمال أدبية كبيرة لكتاب مثل .... والمعنى الثاني مؤسس على استعمال لهجي قديم لكلمة (عربي)، وهو محدود في مساحة من شق الولايات المتحدة الأمريكية ... إن مكنزنا لا يضم سوى الكلمات والمعاني ذات المرادفات الدقيقة. وليس للمعنى الأساسي لكلمة (عربي) مرادف دقيق في الإنجليزية ولهذا لم يدرج هذا المعنى في المكنز. أما المعاني الأقل شأنا والخاصة بالعربي من الفئة الأدنى فلها مرادفات تامة ودقيقة ولهذا اندرجت فيه."
فكان ردنا أن خاطبناهم ثانية مفندين أدلتهم تفنيدا علميا، مثبتين ما ورد في معاجمهم والمعاجم الإنجليزية الأخرى من عام 1920 حتى وقتها، والتي لا تظهر فيها هذه التعريفات التي أدعو أنها استعمالات قديمة عندهم. فتشبثوا بموقفهم، وذكروا أنهم لا يغيرون معاجمهم إلا بعد عشر سنوات من إصدارها.
هنا لجأنا إلى مخاطبة مؤسسات كثيرة ، مستصرخين الشرفاء من كل العالم العربي أن يلجأوا إلى القضاء لمحاكمة هؤلاء المتطرفين في أفكارهم ومنهج حياتهم. ودعتني قناة (اقرأ) فعرضت الأمر في برنامج (حكايات بركات) ، وقناة (العالم) ، وشارك برنامج ( العاشرة مساء ) على قناة دريم في عرض الموقف. واتصل بي عرب من أمريكا ودول العالم ، طالبين المستندات المؤيدة لموقفنا ، فبعثت لهم بها، فأيدونا واتصلوا بالمسؤولين هناك ونجحوا في أن يزيلوا التعريفات المسيئة من النسخة الإلكترونية.
**أنت من أنصار تعريب العلوم .. فى حين يرفض آخرون بشدة هذا المنحى باعتبار أن هذه الخطوة تجعلنا متخلفين عن مواكبة الجديد فى العلم .. فما هى وجهة نظرك؟
اللغة قوام الفكر والثقافة، وهي ميراث اجتماعي متواصل، كما أنها موقف وسياق حياة دافقة فياضة. ولغتنا العربية من الركائز الأساسية للوجود العربي، فالوحدة اللغوية والثقافية بين الأقطار العربية تؤدي إلى وحدة الشعور والفكر والاتجاه. بل لعل اللغة العربية هي أقوى الروابط التي تجمع بين أقطار العالم العربي؛ إذ هي الجامع النهائي لنا بوصفنا أمة وتاريخا وحضارة وثقافة، وهي الدرع الواقي لأمتنا في مواجهة جحافل الغزو الثقافي إبان عصر المعلومات.
والتعليم باللغة الوطنية أمر طبيعي ، تحرص عليه جميع الأمم. ولا يمكن أن تقوم للعلم المتميز عندنا قائمة إلا إذا تعلمناه ورسخ في فكرنا بلغتنا القومية،وغرست بذرته وترعرعت في أعماقنا؛ فصار منا علماء ينتجون العلم، ويضيفون إليه. وقد قامت الحضارة الأوربية الحديثة على ما ترجم عن العلماء المسلمين. ومن ثم نلحظ أن العلم في أوروبا اتكأ على الكتب العربية المترجمة ؛ فدرسها واستوعبها وتمثلها، ثم انطلق بعدها إلى آفاق أوسع.
وباللغة الأم وحدها يتم للأمة التقدم العلمي والثقافي والحضاري ، ومن المعلوم أن من يتعلم علما ما بلغته يعمل على نقل ما تعلمه إلى هذه اللغة ، أما إذا تعلم هذا العلم بلغة أجنبية فإنه ينتقـل من محيطه الحضاري والثقافي والفكري واللغوي إلى محيط آخر أدواته أجنبية : لغة وفكرا وثقافة وحضارة.
واللغة العربية تواجه في عصرنا الحالي تحديات كبيرةً : تربويةً وثقافيةً وسياسيةً واقتصادية؛ فقد أصبحنا الآن أمام خطرين داهمين : أولهما يعتمد على الغزو الاقتصادي للشركات الأجنبية وسيادتها في سوق العمل. والخطر الثاني يقوم على الغزو لا الاستغذاء الثقافي. وأمام كل هذا فلا مناص لنا من أن نتعلم العلم بلغتنا القومية إذا كنا نعمل جادين على المحافظة على قوميتنا، ووضع أجيالنا القادمة على الطريق الصحيح لاكتساب العلم وامتلاك أدواته. وهكذا نرى أن قضية التعريب لم تعد نابعة من الحمية القومية أو المحافظة على الهوية الثقافية فحسب، بل صارت أداة لا غنى عنها لصقل أدوات التفكير، وتنمية القدرات الذهنية والملكات الإبداعية. فتعريب لغة التعليم العالي في بلادنا يعد مدخلا إلى تأصيل العلم عندنا، وتعريب فكرنا، ونهضة أمتنا.
وتتلخص عناصر القضية في نقاط ، هي : ضرورات مُلزِمة ، ومنافع مؤكَّدة، واعتراضات مُفّنَّدَة،
وتسويفات مفتعلة.
الضرورات الملزمة :
المناداة بأن تكون اللغة العربية لغة تلقي العلوم في المرحلة الجامعية الأولى هي استجابة لضرورات ملزمة يكابدها المعلِّمون والمتعلمون ؛ نظرا لعدم تمكن الكثرة الغالبة من طلاب الجامعات المصرية من اللغة الانجليزية ؛ ولذلك يضطر الأستاذ المحاضر إلى صرف جزء كبير من وقت المحاضرة في تفسير ألفاظ وتراكيب إنجليزية عادية، وإلى اللجوء إلى الشرح والتعليق باللهجة العامية. ونتيجة لذلك نجد الطالب يبتعد عن لغته العربية ولا يكتسب القدرة على التعبير بالانجليزية.
واللغة ليست أمرا ثانويا في حياة الإنسان ، بل هي قوام فكره وخياله ووجدانه. ودراسة العلوم بلغة أجنبية تجعل الطالب لا يحس بأنها شيء ينتمي إليه أو إلى بني قومه، فآثارها سرعان ما تزول. وحتى إذا احتاج الخريج إلى استعمال ما تعلَّم استعمله فنيا ومهنيا ، دون أن يكون العلم والأسلوب العلمي جزءا عضويا من كيانه الفكري والسلوكي.
وهذه القيود المحدِّدة ، وتلك الغربة، قد تقتل في الطالب ما فطر عليه من مقدرة على الإبداع والابتكار.
الاعتراضات والتسويفات :
1. أن اللغة العربية تعجِز عن التعبير عن المفاهيم العلمية الحديثة واستيعابها.
وهذا الزعم دليل على عدم إدراك كل من القوى البشرية ، وقوة اللغة ، وعدم معرفة بتاريخ العربية. فلا توجد لغة تعجِز عن التعبير ، وإنما يوجد بشر يعجِزون عن التعبير.
وليس الواقع العلمي للعربية اليوم بأسوأ ولا أفقر من واقعها في بداية الإسلام، حين استطاعت أن تنقل كل ما وجدته عند الأمم المجاورة من الحضارات والعلوم والفنون ، ثم استطاع أبناؤها بعدُ أن يتمثلوها فهما، ولم ينقض كبير وقت حتى شاركوا في الإنتاج والابتكار.
2. مشكلة المصطلحات العلمية العربية: عدمُ كفايتها ، أو توحيدُها، مع غرابتها :
وهذه المشكلة مبالغ فيها ؛ فقد توافر من هذه المصطلحات ألوف وألوف، وصنف كثير منها في معجمات. وتعريب التعليم سوف يُربي هذه الألوف ، ويروِّج هذه المعجمات.
أما عن توحيد المصطلحات في البلاد العربية ، فالجهود والمؤتمرات في هذا الباب كثيرة ومتلاحقة ، ولا ننسى أننا يمكن أن نستخدم قواعد البيانات المعجمية لتوحيد المصطلحات. كما أن المصطلحاتِ ليست هي جوهر قضية التعريب ، حتى إن ظلت ، أو ظل بعضها، غير مترجم أو معرب وإنما المشكلة هي اللغة
من حيث هي وسيلة الطالب في التلقي وفي الاستيعاب والتعبير، بل في التفكير والتصور أيضا.
ويحتج أيضا بغرابة بعض المصطلحات العربية ، ولكن أهي أشد غرابة من مقابلاتها الإغريقية أو اللاتينية ؟ إنما هي ألفة الاستعمال التي تُذهِب هذه الغربة.
3. ومما يساق من الاعتراضات أن الإنجليزية توفر لقارئها مددا غنيا من المراجع ، فضلا على مصادر المعلومات الأخرى.
وإذا تأملنا واقع الحال وجدنا أن اللغة الإنجليزية – مع ضعف الطلاب فيها - تصبح أغلالا يرسف فيها الطالب مقيدا في متن واحد ضيق. وعلى نقيض ذلك تماما، لن تكون اللغة عائقا أمامه للاستزادة من مراجع متعددةٍ باللغة العربية ، لو أنه تعلم بها.
4. وقد يعترض بافتقار المكتبة العربية إلى المراجع والمصادر العلمية العربية المؤلفة أو المترجمة التي تدرس في الكليات العلمية.
ولا شك أنه ينبغي إثراء مكتباتنا بتراجم جيدةٍ لأمهات الكتب العلمية ، وبكتب مؤلفة تقدم آخر منجزات
العلوم ومستحدثاتها ، معروضة عرضا حسنا يناسب مستويات الطلاب الذين تقدم لهم ، ومتضمنة أمثلة من بيئاتها ، ومتعرضة لمشاكلنا الإقليمية الخاصة. وهناك جهود كثيرة مبعثرة في هذا الجانب.
5. ويتعلل بعض المعترضين بعدم استطاعتهم التدريسَ باللغة العربية، ونقصِ معرفة بعضهم بالمعاجم العربية ، وعدم قدرة بعضهم على الاطلاع على المصطلحات العلمية في تراثنا العلمي العربي.
ولكنها حجج تعكس اختيارهم الطريق الأيسر لهم؛ فهم قد تعلموا بالإنجليزية ومراجعهم بها ، والتعريب يفرض عليهم عبئا إضافيا. ولكن هذه الدائرة المفرغة ينبغي أن تكسر في حزم ؛ إذ يمكن– عن طريق تكنولوجيا المعلومات- توفير نظم لدعم المؤلفين، مزودة بالمعاجم ، وقوائم المترادفات ، والتعابير الاصطلاحية ؛ كي تساعد على التأليف والتعليم بالعربية، عندما توجد الإرادة والاقتناع.
الفوائد المؤكَّدة للتعريب:
ما هي بغيتنا من تعريب لغة تدريس التعليم العالي ؟ فإننا نوجز أهمها في النقاط التالية :
1- أثبتت التجارب العلمية أن القدرة على فهم المقرر واستيعابه عند من يدرسه من الطلاب باللغة القومية تكون أكبر، كما يكون فهمهم للموضوع أتمّ وأعمق ، في وقت أقصر وبجهد أقل.
2- من مزايا التدريس بلغة المتعلم الأصلية ، أنه يجعل التعلم أقرب إلى التمثيل البيولوجي السوي للغذاء ،
إذ يُحيل العلم جزءا من صميم البناء الذهني للمتعلم، له آثار أبقى وأقوى وآصل وأعمق ؛ فتجتمع عنده
أدوات المقدرة على التحليل والمناقشة والنقد ، وعُدّة الابتكار الأصيل. كذلك يصبح تعلم العلم عنده
معرفةً وثقافة، فضلا عن كونه تخصصا ومهنة.
3- ويمكننا أن نتصور العلم مركزا لأربع دوائر متداخلة : في الأعمال والمهن العلمية ، وفي نشر الثقافة العلمية، وفي تدريس العلوم ، ثم - رابعا- في البحث العلمي ونشر نتائجه.
وتدريس العلوم بالعربية يَزيد من تآزر الدوائر الثلاث الأولى : فمن (تعلَّم) بالعربية لن يكون عسيرا عليه أن (يعمل) بالعربية ، وأن (يُعَلِّم) بالعربية، وأن يقوم بدوره في العطاء والإسهام في نشر الثقافة العلمية بين بني وطنه .
4- إن تدريس العلوم في الجامعة باللغة العربية سوف يزيل الحواجز بين طبقة المتخصصين الجامعيين ومن يليهم من الفنيين وأمناء المعامل والمساعدين. وهذا سوف يزيد من كفاءة الأعمال العلمية بصفة عامة ، ويوجد طبقة وسيطة قادرة على العمل بالأجهزة الحديثة المتطورة ، وعلى صيانتها وإصلاحها. ثم إنه يتيح لطبقة الفنيين الوسطى أن تُفيد من خبرات رؤسائهم الجامعيين وعلمهم ، ويفتحُ لهم أبواب الاطلاع على الكتب الجامعية المنشورة بالعربية ، فيستكملون ما ينقصهم . فتعريب لغة التعليم دعوة إلى تجويده ، وإلى ديمقراطية العلم ، وإشاعته بين الجماهير العريضة.
5- شيوع تدرُّب اللسان القومي والقلم القومي والفكر القومي على تناول قضايا العلم ضرورة من ضرورات العصر، إذ إنه يتيح للهواة والطامحين- من غير المتخصصين- أن يطلعوا على العلوم ؛ فيتسع نطاق الثقافة العلمية في المجتمع ويرسخ الميل إليها. وهذا يسهم بدوره أيضا في عبور الفجوة ، أو (الجفوة) بين أهل (الثقافتين) ؛ مما يعني زيادة في ترابط الأمة.
6- وتدريس العلوم بالعربية في الجامعة فيه خدمة جليلة للغة العربية نفسها. فخدمتها وتجديد حيويتها يكون بحسن توظيفها في قضايا الحياة المتجددة في عصورها المتعاقبة.
7- التعريب اللغوي للعلوم هو الخطوة الأساسية نحو ( تعريب العلم ) بمعناه الشامل وتأصيله في مجتمعنا، أخذا وعطاء وتطبيقا .
إن تعريب تدريس العلوم في جامعاتنا أصبح " ضرورة مُلزِمة ". والاعتراف بهذه النتيجة هو ما تمليه علينا النظرة الموضوعية العملية الشجاعة للقضية. ونحن لا نكاد نعرف بين أمم العالم، صغيرها وكبيرها، أمةً تُقدِّم العلم لأبنائها بغير لغتهم سوى ما يحدث في بعض الجامعات العربية. فلا صعوبة كتابة اللغة اليابانية – مثلا- ولا صغر حجم إسرائيل وبعض دويلات أوروبا- مثلا- قد حال دون أن تكون اللغة القومية هي لغة تدريس العلوم في تلك البلاد.
إن مسئوليتنا وواجبنا يحتم علينا أن نقف مع التعريب ؛ لقيامه على اللغة التي تقوم عليها الثقافة
والحضارة ومقتضيات الحياة ، ويلزمنا أن نصوِّب مسار لغتنا لأن ذلك هو الطريق الوحيد لتحديث العقل
العربي ، الذي هو أهم أهداف مرحلتنا الراهنة.
** دور المجمع فى الحفاظ على اللغة, وخاصة مساعدة خريجى أقسام اللغة العربية فى الكليات المختلفة , وتنمية المجتمع؟
• يقوم المجمع بدور فاعل في تعريب المصطلحات العلمية في كل فروع المعرفة العلمية، كما يتابع دراسة الألفاظ والأساليب المستحدثة في اللغة المعاصرة، ويُقرّ ما يجري على الأسس اللغوية، أو ما يستند إلى ما أقره العلماء القدامي.
• ويدرس اللهجات القديمة والحديثة ويقارنها بالعربية المعاصرة، فيرجع بالعربية التي نستعملها الآن إلى أصولها وجذورها القديمة. كما يدرس ألفاظ الحضارة- وهي الألفاظ التي استحدثت في عصرنا للوفاء بحاجة اللغة العربية إلى التعبير عن المخترعات الحديثة- فيقر منها ما يجد له منفذا من خلال أقوال العلماء القدامى.
• ولا ننسى اضطلاع المجمع بعمل المعاجم العربية أحادية اللغة وكذلك المعاجم ثنائية اللغة الخاصة بالمصطلحات.
كما أن المجمع خصص إحدى لجانه لإحياء التراث، وهو يساعد الباحثين من محققي التراث بنشر مؤلفاتهم، ويرصد جوائز مالية سنوية، يخصصها لعدد من المسابقات، في فروع اللغة المختلفة؛ ليشجع الباحثين على البحوث الجادة المتميزة، ويبث روح التنافس بينهم.
• وهكذا نرى أن المجمع يبذل جهدا للحفاظ على اللغة، وإحياء التراث، ودراسة اللهجات، وإجراء البحوث اللغوية، إلى جانب متابعة المصطلحات العلمية الحديثة وإيجاد المقابل العربي لها.
** لماذ أتقنت الأجيال السابقة اللغة العربية بصورة أفضل من الآن؟
• لأنها كانت تعتز بلغتها وبقوميتها، وكانت أكثر جدية وصرامة. كنا نرى شبابا يذاكرون على لمبة الجاز، وغيرهم على مصباح الشارع ، ولم تكن الأمور ميسرة للأجيال السابقة على النحو الذي صارت عليه الآن. الآن صار معظم الشباب يتعاملون بمنطق تفضيل الأسهل أو (دلّع نفسك).
• رصدت تطور أسماء المحلات التجارية وتحولها إلى اللغات الاجنبية .. فما أساب تلك الظاهرة وكيف يمكن تلافيها؟
العوامل التى ساعدت على انتشار ظاهرة التغريب فى الشارع المصرى:
- قصور الوعى اللغوى لدى عامة الشعب، وعدم اعتزازهم بلغتهم القومية.
- ميل معظم أفراد الطبقة المتوسطة والعليا إلى تعليم أبنائهم بمدارس اللغات والمدارس الأجنبية من سن الحضانة إلى نهاية المرحلة الثانوية، بعد تدهور مستوى التعليم بالمدارس الحكومية.
- النظرة الفوقية لكل ما هو أجنبى، والتطلع إلى التعامل معه أو الحرص على امتلاكه.
- اتجاه عدد كبير من المصريين إلى الهجرة المؤقتة أو الدائمة، ومحاولة الدولة ربطهم بالوطن، وتشجيعهم على استثمار أموالهم فيه، مما يؤدى بهم إلى اختيار أسماء لأنشطتهم تعكس صلتهم بالعالم الخارجى.
- سياسة الانفتاح، وما ترتب عليها من سفر أعداد كبيرة من المصريين إلى الخارج للتجارة أو السياحة، واحتكاكهم بالعالم الغربى، وإعجابهم بالبلاد الأجنبية والمزارات السياحية والأنشطة التجارية بها، مما أدى إلى إطلاق بعض هذه الأسماء على أنشطتهم بمصر.
كيف يمكن التصدي لهذه الظاهرة:
- إن وسائل الإعلام تتحمل النصيب الأكبر من المسئولية؛ إذ إنها تساعد على نشر الظاهرة بطريقتين، أولاهما: الصمت وتجاهل الظاهرة، وعدم التوعية بخطورتها، والثانية: قبول الإعلانات التجارية، والدعاية المسموعة والمرئية للأنشطة المغربة.
- والأجهزة الحكومية عليها دور مهم لوقف زحف هذه الظاهرة؛ فقرار رئيس الجمهورية بالقانون رقم 115 لسنة 1958 ينص على أن "تحرر باللغة العربية اللافتات التى تضعها الشركات والمحال التجارية أو الصناعية على واجهات محالها، على أن ذلك لا يمنع من كتابة هذه اللافتات بلغة أجنبية إلى جانب اللغة العربية، بشرط أن تكون العربية أكبر حجما وأبرز مكاناً منها ".
- و "يعاقب من يخالف أحكام هذه المادة بغرامة لا تقل عن عشرة جنيهات ولا تزيد على مائتى جنيه".
- وعلى الرغم من أن هذا القرار ـ الصادر عام 1958 ـ أصبح لا يفى بالغرض الآن، وخاصة بعد ظهور هذه المشكلة، كما أنه لا يتناسب مع الحاجة إلى إيجاد حلول جذرية لها، فإنه لا يظهر حتى الآن أثر لتطبيقه، بعد أن تحايل التجار فكتبوا اللافتات باللغة الأجنبية مستخدمين الحروف العربية، ولم يكتبوها
- باللغة العربية التي نص عليها القرار.
- وهذا يعنى أن التغريب مازال يمثل مشكلة تستصرخ الضمير القومى لكل وطنى غيور على لغته ولسان أمته؛ لكى تتحرك الأجهزة المعنية بالدولة للتصدى بقوة وحسم لكل ما من شأنه أن ينال من سيادة اللغة
العربية على أرضها وفى وطنها.
** يعد معجم التعابير الاصطلاحية من أهم أعمالك، حدثينا عن هذا العمل وأهميته الثقافية:
• نظرتُ في معاجمنا العربية القديمة والحديثة، فوجدت أنها تنصب على التعامل مع الكلمة المفردة، ولا تعطي التجمعات اللفظيةَ عناية واضحة إلا فيما ندر؛ فاتجهت إلى تصنيف معجم يختص بمعالجة أحد أنواع هذه التجمعات. واخترت من أنواعها التعبيرَ الاصطلاحي، الذي يشكل صعوبة على فهم متعلم اللغة، والذي لا يستطيع الحاسوب تعرّفه إلا بعد تدخل العقل البشري.
• ثم رأيت ألا أسلك الطريق السهل بأن أستقي مادة المعجم من المعاجم السابقة. إذ نعرف أن بعضها يأخذ عن بعض؛ فنجد مادتها تتوقف عند القرن الثاني أو الرابع الهجريين، ولا ترصد اللغةَ العربية التي تعيش بيننا. ومن ثم حرصت على رصد التعابير فيه من خلال مادة حية من نصوص اللغة، تمثل العربية الحديثة والمعاصرة من مختلف الأقطار العربية، وفي مجالات الكتابة المختلفة. فصنفت (معجم التعابير الاصطلاحية في العربية المعاصرة)، الذي أشركت أبنائي الباحثين في جمع مادته؛ حرصا على تكوين صف ثان يحمل الراية بعدي.
• يمكن تعريف التعبير الاصطلاحي بأنه: تجمع لفظي (أكثر من وحدة معجمية بسيطة)، يقع في الاستعمال اللغوي باطراد، وله دلالة ثابتة لا تنتج من تجميع دلالات مفرداته المكونة له. واللغة العربية، التراثية والحديثة، تزخر بالتعابير الاصطلاحية. وكان اهتمام المعجميين العرب بها بوصفها عبارات أو تراكيب تقع فيها الكلمة (المفردة).
• وصف المعجم :
معجم أحادي اللغة، يختص بالتعابير الاصطلاحية في الاستعمال الحديث للغة العربية، مبني على مدوَّنة نصوص موسعة، استغرق الجمع اليدوي لمادته وإعدادها زهاء ثماني سنوات حتى ظهر إلى النور. وقد حاولتُ تقديمه بصورة تتبع التقنيات المعجمية الحديثة التي تتبعها المعاجم في الغرب. وقد اشتمل على قرابة أربعة آلاف تعبير اصطلاحي.
• ارتكزت مادة المعجم على مدوّنة موسعة لنصوص اللغة، تمثل العربية الحديثة والمعاصرة في مجالات مختلفة، مثل الأدب باختلاف أجناسه: ( روايات وقصص ومسرحيات عربية ومترجمة للناشئين والكبار من مختلف الأقطار العربية)، والفنون والعلوم والرياضة، والاجتماعيات والسياسة والاقتصاد، والدوريات العلمية، والمجلات الأدبية والنقدية والسياسية والاجتماعية، والتربوية والفكرية والنسائية، التي تصدر في عدد من الدول العربية. فضلا عن الكتب التعليمية والمدرسية الصادرة في كل من مصر والمملكة
العربية السعودية الخاصة بفروع اللغة العربية للمرحلة الثانوية.
• المستفيدون من المعجم هم:
1. ابن اللغة.
2. متعلم اللغة من غير أبنائها.
3. برامج معالجة اللغات الطبيعية (قواعد البيانات المعجمية – برامج الترجمة الآلية).
والمعجم يعد إضافة للمعاجم العربية، في مجال التعابير الاصطلاحية، الذي يندر فيه المعاجم العربية، التي تتبع التقنيات الحديثة للعمل المعجمي، فضلا عن المعاجم التي ترصد مادتها من خلال مدونة حية.
السيرة الذاتية
الدكتورة / وفاء محمد كامل أمين فـايـد
جـهـة العـمل : قسم اللغة العربية- كلية الآداب – جامعة القاهرة.
• الخبرات المهنية والاستشارية:
1. عضو بالمجالس القومية المتخصصة بمصر، شعبة الأدب واللغة، من عام 1998.
2. عضو بالمجلس القومي للثقافة والفنون والآداب والإعلام من عام 2002.
3. عضو بلجنة الثقافة بالمجلس القومي للمرأة 2006.
4. عضو مجلس إدارة مركز جامعة القاهرة للغة والثقافة العربية.
5. رئيسة قسم اللغة العربية، كلية الآداب للبنات بالرياض لمدة عامين.
6. الإشراف على قسم النحو والصرف والعروض، ك. دار العلوم، ج. القاهرة / الفيوم، لمدة عامين.
7. عضو مراسل بمجمع اللغة العربية بدمشق من 2002.
8. عضو مجلس إدارة الجمعية الدولية للمترجمين العرب.
9. عضو في عدد من الجمعيات العلمية واللغوية، ولجان فحص الإنتاج العلمي لجوائز الدولة.
10. عضو اللجنة العلمية الدائمة لفحص الإنتاج العلمي، مركز اللغات والترجمة بأكاديمية الفنون.
11. انتدبت مستشارا لغويا لشركة مايكروسوفت Cairo Microsoft Innovation Center بمصر.
12. خبـيرة بمجمع اللغة العربية بالقاهرة من عام 2007.
13. انتخبت عضوا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 2014.
14. عضو في اللجنة العلمية لمركز تحقيق التراث- القاهرة، لمدة ست سنوات.
15. عضو فريق التقويم المشكل من الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي في المملكة العربية
السعودية، لمراجعة قسم اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض 2010.
النشاط العلمي:
1. صاحبة أول أطروحة استخدمت الحاسوب في دراسة اللغة العربية عام 1974.
2. عرضت بحوثا في جامعات: الأوتونوما والكومبليتنثيا، والمعهد المصري بمدريد، وتشرين بسوريا،
والكويت، والجامعة الإسلامية بماليزيا، وبرلين الحرة بألمانيا، والندوة الدولية الأولى للحاسب واللغة العربية بالرياض، والمعهد الهولندي الفلمنكي بالقاهرة، ومجمعي اللغة العربية بالقاهرة ودمشق.
3. اشتركت في تحرير بعض مداخل (موسوعة أعلام العلماء العرب والمسلمين)، التي تصدرها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، التابعة لجامعة الدول العربية.
4. حصلت على جائزة جامعة القاهرة التشجيعية للعلوم الإنسانية والاجتماعية عام 2004.
5. حصلت على لقب الأستاذة المثالية لجامعة القاهرة في عام 2004.
6. خصصت جائزة سنوية للمتفوقين في الفروع التي يحتاج إليها قسم اللغة العربية.
7. حصلت على جائزة جامعة القاهرة التقديرية للعلوم الإنسانية والتربوية عام 2013.
8. أول أستاذة تنجح في انتخابات مجمع اللغة العربية بالقاهرة بعد ثمانين عاما من إنشائه.
9. أشرفت على 52 أطروحة للماجستير والدكتوراه، واشتركت في مناقشة 31 في الجامعات المختلفة.
10. صنفت معجما للتعابير الاصطلاحية في الاستعمال المعاصر للغة العربية. وقد جمعت مادته من مدونة حية شملت مصادر متعددة مختلفة الزمان والأنواع، من ثماني دول عربية. ولا يخفى ندرة هذا النوع من المعاجم في اللغة العربية.
11. ألفت سبعة كتب متخصصة في اللغة، فضلا عن (معجم التعابير الاصطلاحية)، وترجمت كتابين يعالجان المجالات المختلفة في علوم اللغة، ويسهمان في سد فراغ في المكتبة العربية.
12. في إطار علم اللغة الاجتماعي تتبعت- على مدى ثلاثين عاما- ظاهرة (التغريب) في مصر. كما درست مدى انتشار هذه الظاهرة في ست من دول المشرق العربي، وقارنتها بمثيلتها في مصر.
13. شاركت في تقويم الإنتاج العلمي للمتقدمين للترقية لدرجتي أستاذ مساعد وأستاذ في مصر وفي العالم العربي والأجنبي، وفي تحكيم الأطروحات والكتب الجامعية في الدول العربية والأجنبية.
الكتب المؤلفة والمترجمة:
1- (شرح عيون الإعراب للفزاري من إملاء علي بن فضال المجاشعي ) تحقيق ودراسة، 1986.
2- (تراكب الأصوات في الفعل الثلاثي الصحيح- دراسة استقصائية في القاموس المحيط )، عالم الكتب- القاهرة 1991.
3- ( اتجاهات البحث اللساني ). كتاب مترجم بالاشتراك مع الأستاذ الدكتور سعد مصلوح: المشروع
القومي للترجمة- المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة ، ط1: 1996، ط2 : 2000.
4- (قصيدة الرثاء بين شعراء الاتجاه المحافظ ومدرسة الديوان: دراسة أسلوبية إحصائية)- الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة 2000.
5- (الباب الصرفي وصفات الأصوات: دراسة في الفعل الثلاثي المضعف)– عالم الكتب، القاهرة 2001.
6- ( بحوث في العربية المعاصرة )- عالم الكتب- القاهرة 2003.
7- ( المجامع العربية وقضايا اللغة )- عالم الكتب- القاهرة 2004.
8- ( معجم التعابير الاصطلاحية في العربية المعاصرة )– أبو الهول للنشر- القاهرة 2007.
9- (مدخل إلى اللغة): فيكتوريا فرومكين- ترجمة وفاء كامل- المركز القومي للترجمة – (تحت الطبع).