القاهرة 18 ديسمبر 2014 الساعة 12:34 م
فوز فيلم "فتاة المصنع" لمحمد خان بذهبية المهرجان القومي للسينما المصرية هو تأكيد للمرة المليون علي قيمة الفن الراقي وعلي أهمية السينما المصرية حينما تكشف عن ملامح ومشاهد صادقة من حياة المصريين الآن من خلال سيناريو يستطيع أن يقرأ الحياة الحقيقية بدلا من أن يفبرك ما يعتقد انه الحياة.. وفي المقارنة بين هذا الفيلم وأفلام أخري عديدة تتحدث عن الفتيات والنساء المصريات الآن في الطبقات الشعبية فإننا سوف نكتشف أهمية الكتابة وحساسيتها في تقديم عمل درامي سواء كان فيلما أو مسلسلا وفي اطار "فتاة المصنع" تستحق كاتبته "وسام سليمان" التحية والاحترام لأنها لم تكتف بسماع قصة واقعية أو الذهاب إلي المصنع ولكنها خاضت التجربة بنفسها حين عملت بالمصنع ككل الفتيات اللائي كتبت عنهن ومن وخلال التجربة والمعاناة استطاعت تقديم هذا العالم سواء عالم البطلة أو زميلاتها أو العائلة أو الحارة. سيناريو "فتاة المصنع" يصلح نموذجا للتدريب أما تحوله لفيلم من خلال اختيار المخرج الكبير محمد خان وأولها للفريق العمل معه وممثلة صاعدة مجتهدة هي "ياسمين رئيس" صعد بها هذا الفيلم إلي أن تصبح إحدي نجمات التمثيل لهذا الجيل. لقد حول محمد خان قصة تجري في طبقة شعبية وتدور حول حياة الناس ومعاناتها إلي قصيدة من الشعر وليت هؤلاء الذين لا يرون في الطبقات الشعبية وأحيائها إلا العنف والفوضي والانفلات والفجاجة في القول والفعل ليتهم يرون الانسان كانسان في أي مكان وطبقة فنحن نحتاج الآن لمن يقدم لنا الانسانية بداخلنا من خلال السينما بدلا من أن يبحث عن القبح في حياتنا وهذه الكلمات تنطبق إلي حد كبير علي أفلام أخري عرضت في المهرجان وتوقفت عند نفس الطبقات وحياتهم مثل فيلم "الخروج للنهار" للمخرجة هالة لطفي والذي كشف لنا عن وجه من وجوه الحياة في مصر لدي الناس الشقيانين وعن ممثلات رائعات مثل دنيا ماهر وسلمي النجار ودعاء عريقات أيضا من الأفلام في هذا الاتجاه فيلم "عشم" للمخرجة ماجي مرجان وهو فيلمها الأول مثل هالة لطفي وفيه نوع من الرصد لفئات تعيش علي هامش الحياة بيننا وربما تصنع لقمة العيش من الهواء مثل الشاب الذي يوزع الإعلانات الصغيرة في الشوارع وقد يضطر لارتداء زي بلياتشو وفقا لرغبة صاحب السلعة.
السبكي نعم .. السبكي لا
* من مفارقات المهرجان أيضا حصول المنتج أحمد السبكي علي جائزة الإنتاج الثانية عن فيلمه "ساعة ونصف" اخراج وائل احسان. وحصول أحد أبطال الفيلم علي جائزة أفضل ممثل دور ثاني رجال وهو ماجد الكدواني بينما مرت أفلام السبكي الأخري بدون ذكر. بل ان احداها وهو "حلاوة روح" استفز الكثيرين وطالبوا بمنعه وقبله "عبده موتة"!
فيلا 69
* ومن مزايا المهرجان القومي أن يتيح الفرصة لجيل من المبدعين الجدد في السينما الروائية لتقديم أنفسهم رسميا في ساحة المنافسة فعرضت الأعمال الأولي لسبعة. ثلاث مخرجات هن: هالة لطفي وماجي مرجان وأيتن أمين وأربعة مخرجين هم: هاني فوزي ومحمد بكير وكريم السبكي ومحمد شاكر خضير وقد حصلت أيتن أمين علي جائزة الاخراج لأول عمل عن فيلمها الرائع "فيلا 69". كما حصل بطل الفيلم "خالد أبوالنجا" علي جائزة التمثيل الأولي عن دوره بينما حصد فيلم "عشم" جائزة التمثيل الثانية للنساء للممثلة الجديدة "نجلاء يونس" وجائزة الإنتاج الثالثة وهي نتائج مهمة في مجملها خاصة واللجنة ضمت إلي جانب التخصصات في كل فروع العمل السينمائي اثنين من كبار الممثلين الآن هما: إلهام شاهين ويحيي الفخراني رئيسها والذي تحدث قبل توزيع الجوائز عن سعادته وفخره بما شهده من مستويات وابداعات متمنيا أن تستمر السينما المصرية في ازدهار وأن تقدم دائما مستويات كتلك التي شهدها عبر أفلام المهرجان التي تميزت منها ثمانية أفلام جذبت حماس اللجنة وأشعلته أنها رسالة صحية من فنان كبير إلي المهنة التي يعشقها والفن الذي يجعل حياتنا أفضل.
أعمال الإذاعة والتليفزيون مجانا علي اليوتيوب
* علي موقع اليوتيوب بالشبكة الإلكترونية وجدت روائع من أعمال التليفزيون المصري في سنوات زهوه الإنتاجي والكيفي. أفلام أنتجتها في الثمانينيات والتسعينيات مثل "آسف للازعاج" و"استقالة عالمة ذرة" و"القانون لا يعرف عائشة" و"مايوه لبنت الأسطي محمود" و"صائد الأحلام" من تأليف أهم كتاب الدراما في مصر واخراج العديد من كبار المخرجين المبدعين. الكثير من هذه الأفلام مأخوذة عن رويات لمحفوظ ويوسف ادريس واحسان عبدالقدوس وبعضها كشف عن إبداعات مؤلفين جدد. كلها وضعها موقع اتحاد الاذاعة والتليفزيون المصري لمن يريد رؤيتها. ومعها عدد ضخم من برامج الاذاعة المصرية الرائعة التي تمثل تراثا فنيا وإبداعيا مميزا مثل "قال الفيلسوف" "وزيارة لمكتبة فلان" و"كتاب عربي علم العالم" وفنجان شاي" و"شاهد علي العصر" وغيرها.. وغير البرامج لكبار الإذاعيين أصحاب الأصوات الذهبية وضع الموقع تمثيليات إذاعية أيضا لمن يريد أن يسمع والسؤال الآن إلي المسئول عن اتحاد الاذاعة والتليفزيون الأستاذ عصام الأمير هل وقع الاتحاد اتفاقا مع إدارة موقع "اليوتيوب" تتيح له الحصول علي عائد مادي من خلال نسب المشاهدة ومن خلال الإعلانات التي توضع؟ وهل فعل الاتحاد ما فعله "باسم يوسف" حين كان يقدم "البرنامج" علي قناة سي بي سي فوقع اتفاقية مع اليوتيوب حتي يمنع سرقة فقرات البرنامج ويستطيع مطاردة من ينقلها؟ وهل حدثت هذه الاتفاقية أم أن اتحاد الاذاعة والتليفزيون قرر اهداء أعماله لليوتيوب مجانا وبكرم زائد؟ ثم لماذا لا يعيد عرض هذه الأعمال المهمة والجميلة علي جمهور يفتقدها ويفتقد ما تقدمه من أفكار وإبداعات انتهت الآن من الساحة.