القاهرة 18 ديسمبر 2014 الساعة 12:25 م
لا يهم ما أذاعته أمريكا رسميا عن جرائم تعذيب بالجملة. فالخبر قديم عرفناه في "سجن أبوغريب" وفي معتقل "جوانتينامو" الرهيب.
ولا يهم العشرين طريقة التي سجلها تقرير الكونجرس الأمريكي عن أساليب التعذيب فهي أقل وحشية مما سمعنا.
ولا يهم استئجار المخابرات الأمريكية لعدد من علماء النفس يساعدونها علي أقصي أنواع العذاب. فقد فعلناها من قبل وشاهدناها في عدد من الأفلام والمسلسلات المصرية حيث علماء يصنعون السموم. هذا غير التعذيب بدون علماء في أفلام من "احنا بتوع الأتوبيس" إلي "الكرنك".
ولا يهم وصف "ديك تشيني" بأنه كلام فارغ أم أنكم تريدون أن نقبل وجناتهم!! فالسياسي الذي كان نائبا للرئيس الأمريكي اشتهر بمثل تلك المواقف والتصريحات وبحضور زفاف ابنته "المثلية" علي عروستها وكان سعيدا.
ولا يهم اشتراك حكام العالم وزبانيته في الجريمة الأمريكية تركيا وسوريا وليبيا والعراق ولبنان واليمن وليتوانيا ورومانيا وبولندا وماليزيا وحتي السويد.
المهم ان مصر حظيت بالنصيب الأكبر.
اشتهرت في العالم قصة العثور علي رأس متفحمة في كهوف "تورابورا" بأفغانستان ظنوا انها لأهم زعماء القاعدة المصري أيمن الظواهري فطلبت المخابرات الأمريكية من القاهرة ارسال عينة من الحمض النووي لشقيقه "محمد" المعتقل في سجونها للتأكد فعرضنا عليهم ارسال ذراعه كاملا فاندهشوا ورفضوا لأن عينة صغيرة جدا تكفي!! قيل بأنها نكتة مصرية لم يضحك لها أحد.
ويكشف كتاب "الطائرة الشبح" للصحفي البريطاني "ستيفن جراي" كيف ان العلاقة بين مصر وأمريكا في هذا المجال قديمة ووطيدة من أيام بيل كلينتون عندما قرر اصطياد وتعذيب كل مشتبه فيه في أي مكان في العالم.
علي طائرات الشبح جاءوا "طلعت فؤاد قاسم عبر كرواتيا" في سبتمبر 1995 وممدوح حبيب الاسترالي من باكستان إلي أفغانستان ثم جوانتينامو ومنها إلي القاهرة ومحمد سعيد إقبال الباكستاني من جاكرتا إلي ألمانيا ثم مصر.. وكان أول القادمين من السويد التي اشترطت حسن المعاملة فاتضح انه طلب مستحيل.. وأبوعمر المصري اختطف من أمام مسجد ميلانو إلي ألمانيا وبعدها مصر.. يقول تقرير حقوقي ان من ستين لسبعين شخصا بعثت بهم أمريكا للتعذيب في مصر.. واشتهر بأنه إذا أريد استجواب جاد فإلي الأردن وإذا أريد التعذيب علي أصوله ففي سوريا. أما النهاية ففي مصر!!
لم يتوقف التعذيب يوما ويبدو انه لن يتوقف: أوباما وعد بإغلاق المعتقل الأمريكي الشهير المقام علي جزيرة كوبية ولم يستطع.. والصحفي الأمريكي سيمون هيرش الذي فضح مذبحة "ماي لاي" في حرب فيتنام وبعدها بسنوات كشف عن الوحشية في سجن أبوغريب بالعراق سوف يجد أكثر من صيد جديد.. وقبو "باجرام" في أفغانستان أغلق منذ أيام. غالبا للتحسينات!! والمخابرات الأمريكية مازالت تحتفظ بعقدها مع الشركة الأمريكية أو غيرها التي تؤجر لها علماء النفس بثمانين مليون دولار!!
يقول القانون ان التعذيب جريمة لا تسقط بالتقادم.. ولكنها لا تقام أساسا.. أو ان الأدلة تختفي!!
اختصرت أمريكا الطريقة وأعلنت انه لا محاسبة ولا محاكمة للزبانية.. وكأنهم كانوا يؤدون واجبهم!
* هل اقرأ لكم ما كتبه الإخوان المسلمون عن تعذيبهم ظالمين ومظلومين.. أم اقرأ كتب الشيوعيين: "الأقدام العارية" لطاهر عبدالحكيم و"ثنائية السجن والغربة" لفتحي عبدالفتاح و"معتقل لكل العصور" لفوزي حبشي و"أوردي أبوزعبل" لسعد زهران و"يوميات الواحات" لصنع الله إبراهيم.. وكتب لا تنتهي وأسماء أثرت الحياة المصرية.. أم اكتفي بقصة "قتل شهدي عطية" في المعتقل. وهناك عشرات أو مئات غيره؟
السجن في الواحات البحرية تجربة خاصة ففيه مرارة الوحشة في الصحراء والاحساس بأن الدنيا تخلت عنك ونسيتك.
علي بعد ألف كيلو متر من العمار. مبني من الطوب اللبن مقسم إلي عدة حجرات واسعة. عنبر للشيوعيين الذين اعتقلوا في يناير 1959 وعنبر للشيوعيين المحكوم عليهم وبعضهم من قبل ثورة يوليو لم يفرج عنهم رغم العفو العام عن جميع المسجونين بعد الثورة بفتوي من المستشار القانوني "سليمان حافظ" باعتبار الشيوعية جريمة اجتماعية وليست سياسية "اعتقل المستشار فيما بعد وانتهي دوره".. وعنبر للإخوان الصادر ضدهم احكام في محاولة اغتيال "جمال عبدالناصر" عام 1954 بميدان المنشية.. وعنبر لمحكومين جنائيين.
تحولت الصحراء إلي مجتمع جديد تزرع فيه الأرض وتقام الندوات والأمسيات الشعرية والمسابقات الفنية ومجلة حائط يصدرها "حسن فؤاد" ووكالة أنباء السجن "واسي" يذيعها "عبدالستار الطويلة" ومسرحية "عيلة الدوغري" لنعمان عاشور و"حلاق بغداد" لألفريد فرج علي مسرح روماني اقامه المعتقلون وروايات مثل "الشمندورة" لخليل قاسم ويترجم فخري لبيب الرواية "عاريا بين الذئاب" ويقام مسجد للصلاة يخطب فيه محمد عمارة عندما كان شيوعيا متطرفا وقبل أن يصبح إسلاميا متطرفا.
عن ليلة مقتل شهدي عطية. كان في قيد واحد مع صنع الله إبراهيم علي طريق شاق طويل من سجن إلي سجن ويتحدثان عن الروائي الأمريكي صاحب "العجوز والبحر" ارنست همنجواي!! قال له "وطي رأسك يا ولد" وبالعصا علي رقبته. في الوقت الذي يسب فيه بهيج نصار: "انت مشمئنط ليه يا ابن ال......"
يبدأ حفل الاستقبال أمام السادة كبار الضباط.. وفين شهدي؟ ضربوه حتي الموت وأرادوا استخراج شهادة بأنه مات في الطريق قبل أن يصل إلي المعتقل.. كانت الهستريا تسيطر علي الجنود وصغار الضباط.. جردوا المعتقلين من ملابسهم. أصبحوا عرايا تماما ثم قاموا بحلق رءوسهم و"العانة".. ونام علي ضهرك. قول أنا مرة!!
نشرت جريدة "الأهرام" نعيا. فات علي الرقيب. وصف "شهدي" بأبيات من شعر:
أبوتمام: فتي مات بين الطعن والضرب ميتة.. تقوم مقام النصر ان فاته النصر
كان عبدالناصر في يوغسلافيا حيث وقف صحفي في مؤتمر عام يسأله عن مقتل "شهدي عطية" قال: لم نقتل أحدا. إنما نلتزم بالقضاء العادل.. ولكنه اتصل بالقاهرة وأصدر أمرا بوقف التعذيب.. إلي حين!!
استوحي "فتحي غانم" مما حدث روايته "تو".. وكذلك محمود الورداني في روايته "أوان القطاف".
وكتب الشاعر فؤاد حداد عن الضابط الذي قام بالمهمة: "فارس راكب حصان الحكومة.. راسم علي وشه بومة".
وقال صلاحين جاهين: "قتلوك من التعذيب وقالوا انتحر.. فكرت لحظة وقلت آه يا غجر".
***
** أحسن وصف لرجال مبارك الذين يطلون بوجوههم من جديد ما قاله الأستاذ "هيكل" وهو حافظ للشعر وراوية له ولعله يكتبه.. يعيد علينا مطلع قصيدة "المتنبي": إذا رأيت نيوب الليث بارزة.. فلا تظنن ان الليث يبتسم.
** وما قاله عن هدية أشرف مروان من سنين طويلة. وقد كانت جهازا يدخل عليه خمسين رقما تليفونيا فيسمع كل الأسرار.. قال له: اتسلي!!
** هوجة السفارة البريطانية وتوابعها دلع واستهتار بنا بدأ من تهاوننا وسكوتنا علي طوابير طلب التأشيرات المهينة في الشارع تحت الشمس الحارقة.. ثم سوء المعاملة عندما تصل إلي موظف القنصلية خواجة كان أم مصريا.
** كاريكاتير عمرو سليم يقدم المواضيع المطلوب طرحها في الإعلام وكان أولها الديمقراطية فأصبح الجن والعفاريت والشذوذ والإلحاد.. خرجت الديمقراطية من القائمة.. بعدين!!
***
* صديقي الأرمني يفكر في تنظيم رحلات سياحية إلي بلده لزيارة "ياجوج وماجوج" التي ورد ذكرها في القرآن وفي الكتب المقدسة وبعد ان أكد فضيلة الشيخ علي جمعة وجودها حتي الآن في أرمينيا.
كانت أهل فساد وشر حتي جاء الملك الصالح "ذو القرنين" وطلب منه الناس أن يبني بينهم وبين قبائل "ياجوج وماجوج" سدا. ففعل.. وذلك إلي وقت معلوم في آخر الزمان. عندما تقترب الساعة.
عراض الوجوه صغار العيون صهب الشغاف. أي لون شعرهم أسود فيه حمرة.
قبائل محشورة في أحد السلاسل الجبلية مغلق عليهم باب حديدي طوله مائة متر وعرضه ثلاثون مترا.. فقراء جدا. فإذا خرجوا ستكون ثورة الجياع.
أثبت الشيخ وجودهم بمستندات وما جاء في الكتب.. وانكر مرشد سياحي أرمني وجودهم في بلاده فضاع الحلم برحلات سياحية من نوع جديد مختلف.