القاهرة 25 نوفمبر 2014 الساعة 03:22 م
_الترسانة..الشواكيش وعصر الإنجازات والنجوم
_مئات اللاعبيين والأبطال في كل الألعاب
_"خضر التوني" أحسن رياضي في تاريخ مصر و هو أحد أبناءه
_الشاذلي ومصطفي رياض (نجوم لا تنطفئ) وترسانة حتي آخر العمر
_لولا خطف (الموهوبين) من جدرانه لأصبح له شان
_حكاية نادي ورش عمال البحر من أرض كابش إلي المهندسين
_فيجر سلوتر صاحب الفكرة و الإنشاء
لعبت الأندية الرياضية ومازالت لها دور حيوي وإنساني خطير في حياة الشعوب والأوطان..وخاصة تلك التي دخلتها الأندية الرياضية مبكرا في العصر الحديث وكانت مصر أول الدول في منطقة الشرق التي اتخذت هذا التكوين والاتحاد الإنساني البديع كنبراس ترفيهي واجتماعي وثقافي ومن وراء كل ذلك سياسي في كثير من الأحيان .
وكان للاستعمار الإنجليزي والجاليات الأجنبية دورا كبيرا في نشأة وتأسيس هذه المجتمعات والأندية الرياضية والترفيهية والتي أخذت دورها في التحول والانبعاج حتي أصبحت الحياة المصرية من السهل جدا أن ترصد أحوالها وهكذا المجتمعات والجاليات الأجنبية في البداية وكان في قمتها نادي الجزيرة ثم نادي التوفيقية في القرن التاسع عشر 1889 ومع بدايات القرن العشرين ومع تعمق الاستعمار الإنجليزي وانتشار الجاليات الأوروبية بدأت كل جالية في تأسيس نادي لها وكان عصب هذه الأندية المصريين وإن كانت الغلبة والإدارة أجنبية وشيئا فشيئا (تمصرت) تلك الأندية وأخذت في النمو والتطوير خاصة التي بدأت تزدحم بآلاف البشر كأعضاء وممن تفوقوا رياضيا و بدأ في التعصب والتحيز لهم عشرات آلاف من البشر، بالتأكيد لهم أثر في تركيبة الشعب المصري وإن خفت هذه الأندية إلا أنها تظل تصارع الحياة وتستمر وتناوم الاندثار لعل وعسي يأتي يوما تنطلق من عقالها وتلعب ذات الدور .
الترسانة أحد أهم الأندية الرياضية والاجتماعية والثقافية التى تساهم في بناء العامل المصري خاصة في المياة الزرقاء، و كانوا ينتشروا في طول سواحل النيل و تعصبوا للنادي الذى يمثلهم ويحقق انتصارات رياضية و يضيف إليهم البهجة ، والترسانة كقلعة رياضية ضحت بكثير من نجوم الرياضة وهو نادي تم إنشاؤه للعاملين البسطاء من أبناء الورش الآميرية عام 1921 ويكفيه فخرا أن خضر التوني بطل مصر في رفع الأثقال وصاحب الميدالية الذهبية في أوليمبياد برلين 1936 والذي رفع له الجبابرة القبعة اعترفا بموهبته الخارقة وهو نتاج هذا النادي وظل يفخر به حتي مماته كما إن كرة القدم المصرية والأوروبية والإفريقية .. بل والأوليمبية يزيد صدورها كون حسن الشاذلي يتربع علي عرش الهدافيين دون منازع سوي توأم روحه وابن نفس البقعة السحرية "الترسانة " أقصد مصطفي رياض والذي يزيد على الشاذلي وعلى كل لاعبي المتوسط أنه صاحب عشرة أهداف في الدورة الأوليمبيةالواحدة بطوكيو 1964 و هذا رقم قياسي .
و قال الشاعر :
أنا بحب الترسانة
كب النوادي فنانه
لكن عجبتني الترسانة
فراودته صنافين اهداف
وبالدفاع زادوا مقانه
انا بحب الترسانة
قلوب حديد تدريب من نار
والعزم في الماتشات جبار
والنصر دايما اكليل نمار
علي جبين الترسانة
انا بحب الترسانة
ولكن ما الترسانة؟ وحكاية نادي الترسانة ؟
القاموس واللغة تقول إن كلمة الترسانة هي.. الترسخانة حذفت منها الخاء للتخفيف بعد تداولها بين المصريين والترسخانة كلمة تركية ففي مكان رسو السفن وقد جاءت الكلمة مع مثيلاتها أثناء الحكم العثماني لمصر مثل كلمة (جينمانة) أي مكان الألعاب ويمكن أن يكون مكان الطعام وهكذا .
الترسانة المصرية ذات تاريخ طويل في النشاط البحري وبناء السفن بداية من عهد محمد علي والذي بدأت في التوسع وتم إضافة العديد من الأنشطة التي تتعلق بها أي بناء وصيانة السفن من أعمال الحدادة حجم العمالة المتعلقة بها خاصة علي الجانب الغربي من النيل بين أمبابة والوراق .
بداية العام 1921 قام الميجور سلوتر مدير الترسانة البحرية والورش وقتها بتأسيس فريق لكرة القدم من عمال وموظفين الشركة الذين يجيدوا المناورة والتغزيل حينذاك وكانت أحواش أي أفنية الورش وشاطئ النيل يشهد مبارياتهم وكان من حظ هؤلاء الترسانويون أنه تم إنشاء الاتحاد المصري لكرة القدم بعد شهور من تكوين فريق هؤلاء علي النيل وكانت حركة التمصير الرياضي علي أشدها أي تكوين الأندية المصرية قلبا وقالبا فانضم نادى الترسانة إلي اتحاد الكرة وشهد الاجتماع الأول للجمعية العمومية وكان قد تم تخصيص قطعة أرض فضاء للنادي في أرض كاش وتم بناء غرفة خشبية لتغيير الملابس وأظهر عمال وموظف الترسانة مهارات كروية بديعة سارت بالتوازي مع مهاراتهم في صناعة وبناء السفن ودون طغيان مهارة علي أخري وكان الميجور سلوتر يشرف علي هذا النشاط بكل حب واعتزاز بهؤلاء العمال واللاعبين المهرة ، وقام الفريق بثبت أقدامهم وسط كبار اللعبة أولتهم الشركة رعاية خاصة بل كان النادي أول الأندية التي قامت بالسفر والاحتكاك الأوروبي 1924 ، ثم تخصيص ملعب للنادي برملة ببولاق بين كوبري إمبابة والورش وبناء غرفتين لخلع الملابس والاستعداد للمباريات .
العام التالي تم تسوير الملعب وازداد الاهتمام بكيانه وبدأ اللاعبون في لفت الأنظار وفي عام 1926 خطف الترسانة أول لقب للكأس السلطاني والذي شجع الإدارة لتفيد الفريق في رحلة أوروبية للاحتكاك والإطلاع والترقية واستمرت هذه الرحلات العامة في أعوام 32,31,28,27 وفي كلا منها كان الفريق الكروي بمثابة خير سفير لمصر وللكرة المصرية في أنحاء أوروبا .
(اللون الأزرق)
كان ومازال اللون الأزرق هو اللون المميز لنادي الترسانة والسر يعود إلي تماشي لون مياة البحر الزرقاء حيث ترسو سفينة الترسانة التي تزينها الشمندورة التي هي شعار النادي صانع السفن وبادج النادي المكون من حزام النجاة ذو اللون الأبيض وفي وسطه خطاف هلب من الصلب يحوطهما اللون الأزرق والمعروف المناسب والشعار يتفق مع العلم .
(أول تمثيل أوليمبي)
تشرف نادي الترسانة كونه ضخ كثيرا من النجوم والأبطال في شريان الحياة الرياضية في مصر منذ تأسيسه بل قبل تأسيسه وإشهاره وفي أول مشاركة أوليمبية لمنتخب مصر الكروي في أوليمبياد انفرس ببلجيكا 1920 كان ضمن منتخب مصر اللاعب زكي عثمان أحد مهندسي الورش والذي كان يقود لاعبوا الترسانة أرض كابتن وكان له الفضل في تكوين الفريق وضمه لإتحاد الكرة بعد عام أي في عام 1921
وفي المشاركة المصرية الثانية لكرة القدم بأوليمبياد باريس 1924 كان ذكي عثمان المقدمة وعبد الحميد محرم ومحمد رستم والحارس الجبار محمود مرعي وعلي رياض ومنهم من شارك في أمستردام إضافة إلي النجوم الجدد احمد منصور ومحمود مختار صقر وكامل اندراوس وموسي العظيم ومحمد شمس وعبد الحليم حسان وأيضا في أوليمبياد برلين 1936 كان هناك علي كاف وممدوح مختار صقر وعلي عثمان وت
والت المشاركات وكان من أبرزهم حمزة عبد المولي وشرشر في أوليمبياد لندن 1948 ثم في طوكيو 64 التي حقق خلالها المنتخب المصري أكبر انتصاراته كان ضمن صفوف منتخب مصر من الشواكيش حمدي عبد الفتاح وفؤاد جوده والهداف الأوليمبي التاريخي مصطفي رياض ومحمود حسين ومحي شرشر وإذا غابت شمس الكرة المصرية عن الأوليمبياد لفترات طويلة في السبعينيات والثمانيات والتسعينات من القرن العشرين ولم تطل إلا في لوس انجلوس 84 ثم برشلونة 92 وغابت لعقدين من الزمن حتي تواجدت في لندن 2012 وخلال هذه المشاركات الثلاث فقط غاب أبناء الترسانة عن التمثيل الأوليمبي للكرة المصرية .
(إنجاز أوليمبي لم يتكرر)
يحفل تاريخ نادي الترسانة بالعديد من الأبطال أصحاب الإنجازات الأوليمبية ويأتي علي رأسها خضر التوني بطل أبطال مصر والعالم في رفع الأثقال ومعجزة أوليمبياد برلين 36 بعد خطف الذهب الأوليمبي برقم قياسي صمد لسبعين عاما هذا غير الميداليات العالمية والمصرية والمتوسطية وطوال مشوار تربع خضر التوني علي عرش اللعبة وكان أبناء بارا لنادي الترسانة .
وبجوار هذا النجم الفذ كان هناك عطية محمد الرباع العالمي الشهير ببطل العالم وصاحب الميدالية الفضية في أوليمبياد لندن 48 كما تواجد في صالة رفع الأثقال بالنادي البطل عبد القادر التوني ابن عم خضر والذي حصل علي أكثر من مركز شرفي خلال مشاركاته الأوليمبية .
والإنجاز الآخرلأبناء ونجوم الترسانة الذي لم يتكرركان في أوليمبياد طوكيو 1964 حين أحرز نجمه وهدافه وهداف مصر الكبير مصطفي رياض عشرة أهداف خلال لقاءات مصر في الدورة الأوليمبية نعم عشرة أهداف تمثل ثلث أهداف مصر في تاريخها الأوليمبي ومازال أبو غزالة يتصدرهداف مصر في التاريخ الأوليمبي الممتد وهو رقم قياسي لم يتحطم والله أعلم من يتم تحطيمه ؟
(إنجازات أخري في المصارعة)
المصارعة اللعبة التي برع فيها أجدادنا وخاصة الرومانية التي أنجبت الترسانة ميداليتان أوليمبيتان الأولي لمحمود حسن فضية في أوليمبياد لندن 48 وفضية أخري لسعيد عثمان وكانت الميدالية الوحيدة للبعثة المصرية حينذاك وبالطبع شهدت أبسطة النادي مئات من الأبطال أصحاب التواجد في الساحة أمثال رأفت وهدان وإبراهيم كامل وربيع محمد وإمام حسن ومحمد عبد الرحمن قبل أن يتم لَم هذه الأبسطة ويتم إلغاء اللعبة من الترسانة .
(الملاكمة)
شهدت ضخ العديد من الأبطال علي رأسهم علي صادق وأمين محمد وعبده الشيمي ومحي الحماقي من نجوم المنتخب
(الهوكي)
عدلي يكن ورمزي عفيفة وإبراهيم عطيفة من اللاعبين الأوائل والذين لعبوا باسم مصر
(تنس الطاولة)
الفلتة محمد علي صالح الذي ينتظره مستقبل بارع
وفي النادي يمارس الأعضاء الآن السباحة والغطس والكروكية وكرة اليد والكرة الطائرة ولكن دون نجاحات مدوية
ولكن يظل تواجد الشواكيش في الساحرة المستديرة وهو المسيطر الأعلي كعبا للإنجازات والبطولات والنجوم الذين ارتدوا فانلة النادي وهم كثيرا .
موعد مع بطولات الترسانة في كأس التفوق المصري ..ثم كأس الملك فاروق وكأس مصر والدوري الممتاز وأبرز نجومه وهدافيه .
انتظرونا