القاهرة 24 نوفمبر 2014 الساعة 03:12 م
• بناه في عام 1947 عبد الله العثمان أحد رجالات العمل الخيري الكويتي لزوجاته الأربع وأولاده الثمانية والثلاثين
• يعد أول بيت يبنى خارج السور بالطريقة الحديثة و بداية تجسيد روح العمارة في الكويت و شيد على أربع مراحل من " طابوق " البحر والطين والكندل والباستيل
• في بداية الستينيات هجره قاطنوه عندما تطورت العمارة فترك فترات طويلة مهجورا وتعرض أثناء الغزو العراقي للدمار
• في عام 2010 نجح فريق الموروث الشعبي في تطويره وتحويله إلى متحف ليكون مزارا ومعلما سياحيا في البلاد
• يضم المتحف ركن رحلة الحياة والبيت الكويتي والآليات التاريخية والسيارات القديمة وغرفة المرحوم عبدالله العثمان وأدواته الأصلية بالكامل
• سيوف ودروع من العصر الإسلامي ومصاحف تتراوح أعمارها بين 400 و600 سنة أبرز محتويات المتحف
الكويت: محمود متولي
منذ اللحظة الأولى التي تطأ قدماك فيها أرض متحف بيت العثمان الواقع شرقي تقاطع شارع عبدالله العثمان وشارع ابن خلدون في منطقة حولي في الكويت ، تلحظ على الفور عراقة الماضي وأصالة الحاضر وإرث المستقبل لما يحتويه من مقتنيات تراثية نادر تعكس تاريخ الكويت وشعبها يعود تاريخ بعضها إلى نحو 300 عام .
أنشيء بيت العثمان في عام 1947 في منطقة نقرة العثمان والتي تغير اسمها إلى منطقة حولي حاليا وهو أول بيت تم إنشاؤه خارج سور الكويت ، وقد بناه عبد الله عبد العزيز العثمان أحد رجالات العمل الخيري الكويتي لزوجاته الأربع وأولاده الثمانية والثلاثين وكان هذا الرجل أيضا أول من أنشأ المدارس الخاصة بالكويت في حقبة الثلاثينيات.
ويعد بيت العثمان أول بيت يبنى خارج السور بالطريقة الحديثة ويعتبر بداية لتجسيد روح العمارة في الكويت و تم بناؤه على أربع مراحل منذ فترة الأربعينيات والخمسينيات والستينيات وشيد من طوب" طابوق " البحر والطين والكندل والباستيل وبعد ذلك تطور قليلا وتم بناؤه بطابوق أكثر حداثة وبطريقة مبسطة على مساحة 9400 متر مربع وكان يضم البيت عدة بيوت قديمة محاطة بسور مرتفع ومكون من 57 غرفة ، 16 مطبخا ، 61 حماما ، وبعدها تم تأجيره ليكون سكن للعزاب لمدة 10 سنوات .
في بداية الستينيات هجر قاطنو بيت العثمان هذا المكان عندما تطورت العمارة في الكويت إلى مناطق أخرى فترك البيت فترات طويلة مهجورا ، وقد دمر الغزو العراقي الغاشم ما دمر من البيت وأهمل البيت مثل غيره من المنشآت الأثرية الأخرى إلا أن فريق الموروث الكويتي التابع لمركز العمل التطوعي والذي يمتلك باعا طويلا في مجال التاريخ الكويتي الحفاظ على تراث هذا البيت والعمل على إعادة بنائه وتطويره .من أجل الحفاظ على تاريخ وتراث الآباء والأجداد ليحتوي على مجموعة من المتاحف والقاعات التراثية التي تضم مقتنيات طبق الأصل .
وفي عام 2010 بدأ مشروع تطوير المتحف واستغرق نحو عامين وتم تحويله إلى ثلاثة متاحف تحاكي وتعبر عن تاريخ الكويت، وما يحمله من موروثات ثقافية وحضارية وإنسانية تعبر عن هوية هذا الشعب وأصالته، وتبرز غرف هذا المتحف تبرز مراحل تطور وزارات الدولة وتضم كل ما هو يتعلق بالتراث الكويتي من التاريخ البحري والتجارة وكيف كانت الحياة الكويتية قديما بالإضافة لمتحف الدراما الكويتية وتطور المؤسسات في دولة الكويت ومرافقها .
وفي إبريل 2013 افتتح أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد بيت العثمان بعد تطويره بحضور كبار المسئولين ورجال الدولة
قبل أن تدخل بوابة المتحف سوف تجد رجلين يقفان وهم بلباس الحرس القديم مع سلاحهم يرحبون بك ، وبعد باب الدخول تجد ساحة كبيرة تقام فيها الاحتفاليات والندوات ، وخيمة بيت شعر تمثل جو حياة البادية بشكل محترف ودقيق من المواد والأشياء التي يعتمد عليها في ذلك المكان .
وينقسم المتحف إلى ثلاثة أجزاء الأول متحف رحلة الحياة حيث ينتقل بك هذا المتحف بين عدة مراحل ابتداء من تطور مؤسسات الكويت في مجالات النفط، والتعليم، والبلدية، والإعلام، ومرورا بتجسيد تضحيات شهداء الكويت وعرض تاريخ العملة الكويتية وتطورها، وانتهاء بأقسام خاصة بتطور الشرطة والجيش الكويتي إضافة إلى تاريخ الخطوط الجوية الكويتية.
أما المتحف الثاني فهو البيت الكويتي الذي يأخذك في رحلة إلى بيوت الآباء والأجداد لتتعرف كيف كانوا يعيشون، عبر عرض نم
اذج من غرف البيت الكويتي القديم كغرفة العروس و"المعيشة" والمطبخ وديوان الضيوف أما المتحف البحري: فيبحر بك في عالم الغوص أيام زمان والتي كان يمتهنها الأجداد حيث يعرض نماذج لبدل الغوص والعدد والأدوات التي استخدمت قديما في بناء السفن، فضلا عن نماذج من سفن استخدمت قديماً مع عرض مجموعة من الوثائق النادرة التي تخص أهل البحر.
أما متحف الآليات التاريخية فيضم الآليات القديمة المعروضة في الساحة الخارجية للمتحف تعود بالزائر لهذا المكان عشرات السنين وتنتابه ليعيش لحظات مع الزمن الماضي لعله يستقرئ مستقبل هذا النوع من المركبات ويعيش حاضرها.
ولم يقتصر هذا المتحف على عرض مجموعة مميزة ونادرة من أولى آليات الشرطة، والجيش، والطيران، والمطافئ، والنفط ، بل يحوي نماذج من الطائرات والسفن الصغيرة.
أما القاعة التراثية فقد تم تجهيزها لإقامة الحفلات الشعبية والندوات التراثية.
يذكر أن متحف بيت العثمان بني على يد أحد رجالات العمل الخيري الكويتي الراحل عبدالله عبداللطيف العثمان، الذي كان من أوائل المتوجهين خارج السور، وشهد تطور العمارة الكويتية من البيت الأول إلى الرابع والأخير الذي أخذ الطابع الحديث.
ويضم المتحف بين جنباته أيضا غرفة المرحوم عبدالله العثمان وأدواته الأصلية بالكامل كما يضم موقف السيارات للقديمة في الهواء الطلق ويضم سيارات شرطة ومعدات عسكرية وطائرة وسيارة إطفاء من العهد القديم وآلة استخراج البترول .
يقول رئيس فريق الموروث الكويتي أنور الرفاعي إن فكرة تحويل بيت العثمان إلى متحف ظهرت عندما اكتشف أن ضيوف وزوار الكويت لا يجدون أماكن سياحية أو تراثية أو أثرية تبرز تاريخ الكويت ومن هنا انبثقت فكرة فريق الموروث الكويتي للحفاظ على المباني وال
منشآت التاريخية والتراثية بالكويت ومنها بيت العثمان .
وأضاف الرفاعي أن كل أعضاء الفريق مهتمون ولديهم الهواية والشغف بجمع الآثار والقطع الأثرية ، وأنشطتنا منصبة في جمع كل ما يتعلق بتراث وتاريخ الكويت القديم والحديث الذي جسده لنا الآباء والأجداد وكيف أنهم عاشوا في هذه الأرض الصحراء بدون ماء أو زرع وكيف أنهم تحملوا تلك الظروف الصعبة التي كانوا يعيشونها قديما وأبراز مظاهر عادات وتقاليد هذا العصر.
وتابع" هدفنا الرئيس هو إبراز صورة الكويت محليا وعالميا بالشكل الذي يليق بالجهد الذي قدمه الآباء والأجداد لهذا الوطن، ف
نحن أتينا إلى الكويت ووجدناها درة الخليج، يعيش الناس في خيرها، لكننا لم نشاهد الجانب الآخر، الجانب الذي بذل فيه الآباء والأجداد العرق من أجل بناء هذا الوطن، وكيف عاشوا وكافحوا .
ونوه إلى أن من أبرز المحتويات التي يضمها المتحف ركن خاص للمقتنيات الإسلامية من سيوف ودروع، إضافة إلى مصاحف تتراوح أعمارها بين 400 و600 سنة، ما يعكس مكانة الدين الإسلامي في الكويت قديما كما يضم المتحف وثائق تدلل على تبرعات أهل الكويت لجميع الدول العربية في أيام الفقر، عندما كانت الروبية التي يتم التعامل بها في الكويت ذات قيمة، ولدينا وثائق تدل على تبرعات أهل الكويت لجميع الدول العربية والإسلامية فضلا عن عدة إهداءات بحرية من قبل رجالات الكويت، و سفينة يطلق عليها ألبوم بطول أربعة أمتار ونصف المتر وارتفاع 3 أمتار، وهي قطعة نادرة جدا صنعت بطريقة احترافية، وأهداها للمتحف رئيس الوزراء السابق سمو الشيخ ناصر المحمد.