القاهرة 23 نوفمبر 2014 الساعة 03:53 م
تنطلق في الواحدة من ظهر يوم الأحد القادم 30 نوفمبر بقصر الفنون بساحة دار الأوبرا المصرية، الدورة الـ25 من صالون الشباب، وبهذه الدورة الاستثنائية (دورة اليوبيل الفضي) قال ا.د. أحمد عبدالغني رئيس قطاع الفنون التشكيلية ورئيس الصالون ... " في دورة تاريخية لصالون الشباب .. الدورة الـ25 .. نحتفي بمرور خمسة وعشرون عاماً على إنطلاق هذا الحدث الهام الذي لعب دوراً مؤثراً ومتميزاً في تقديم نجوم الغد ... كاشفاً وراصداً ومُجدداً للوجوه والتجارب والأساليب والتقنيات والاتجاهات الفكرية والفلسفية والمفاهيمية والجمالية، ومُطيحاً أحياناً ببعض الثوابت الفنية الكلاسيكية النمطية المُعتادة، بروح الشباب المتمردة الجسورة، الطامحة والشغوفة بالتجديد والتجريب غير حافلة بأي شكل من أشكال الوصاية لاسيما الوصاية على الفكر والإبداع ...
وأضاف ... ربع قرن منذ إنطلاق صالون الشباب في عام1989على يد الفنان أحمد نوار، وعاماً تلو عام يُرسخ الصالون لنفسه كأحد أهم روافد الإبداع، وقدم العديد من الأسماء التي أضحى لها وزنها وتواجدها الفاعل والمؤثر على الساحتين المحلية والدولية، فنانون أثروا بجرأة الشباب وطاقته الحياة التشكيلية بتجارب طليعية حداثية غير تقليدية، خاضوا لها معارك ضد رجعية بعض الأفكار والأطروحات المحافظة ...
مشيراً ... أن جيل التسعينيات وما تلاه من أبناء الصالون استطاعوا أن يؤسسوا لملامح مناخات فنية تواكب التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومواكبة لقفزات تكنولوجية ومعلوماتية أربكت أصحاب الأفكار المحافظة بميولهم التراثية التقليدية البحتة، حتى أنها جنحت ببعض هؤلاء خارج المشهد إما للأبد أو لفترات، إلا أن صالون الشباب وما أتاحه من أجواء تنافسية بين أجيال متطلعة بطبيعتها للمستقبل وللتحرر وللتغيير، حقق هذا التوازن عند أجيال متعاقبة فجاءت تجاربهم الطليعية متحررة من الانساق البنائية للجمالية التقليدية للعمل الفني، حملت ملامح جديدة لأسلوبية جديدة تعكس وعياً بمتغيرات المشهد التشكيلي الذي تشكل في ظل الثورات التكنولوجية والمعلوماتية وثورة الاتصالات والرقمية وثورة الميديا الجديدة ..
وأكد "عبدالغني" .. أن شعار الصالون "اليوم .. الواقع البديل .. خارج الصندوق .. بلا حدود" يعكس مدى توجه قطاع الفنون التشكيلية والقائمون على تنظيم الصالون في يوبيله الفضي بأهمية ومكانة وموقع الحدث على الساحة التشكيلية، حدثٌ قاد محاولات اكتشاف عناصر التجديد والتحديث في الفن التشكيلي المصري المعاصر، دافعاً بالمغامرة الإبداعية نحو التجريب والرؤية الفلسفية وحرية البحث دون صدامية مع الموروث الحضاري والشعبي والثقافي، ودون انفصام عن الواقع سياسياً واقتصاديا واجتماعياً، بعد أن كان الفنانون من سابقيهم ينتمون في أغلبهم إما لمدرسة المحاكاة للفن الأوروبي أو التقوقع داخل شرنقة الموروث الحضاري دون تماس بين الأثنين، وهو ما أوجد المعادلة الجدلية بين المدرسة الأصولية والمدرسة الغربية، لتأتي هذه المحاولات لتثمر صياغات تشكيلية حداثية استطاعت تخطي هذه الحواجز بأفكارها وأعرافها الأكاديمية المتوارثة، لتشرع في بناء الجسر اللازم والضروري والحتمي من أجل حوار حضاري من أجل إيجاد لغة مشتركة بين المختلفين أو بين من تخيلوا أنهم مختلفين ..
وتوجه " عبدالغني" لكل الفنانين المشاركين في هذه الدورة الاستثنائية بالتحية، وأن عليهم استكمال المسيرة الناجحة .. مؤكداً أنه يثق في الفنانين الشباب وفي وعيهم وتفهمهم لأهمية أن يذكرهم تاريخ الفن التشكيلي المصري بأصحاب الخطوات الأولى نحو 25 سنة جديدة حافلة بطاقات التجديد والمغامرة لاستحداث أبجديات جديدة تُعبر عن الفنان في واقعه العالمي وليس المحلي في ظل عصر باتت فيه الحدود الجغرافية والحضارية والثقافية غير معتدٍ بها ..
كما توجه بالتحية للدكتور جابر عصفور وزير الثقافة على مساندته ودعمه ورعايته لكل مجالات الفنون والثقافة ولحرية الفكر والإبداع، ولأجيال صنعت الريادة وأخرى صانت وأضافت وعززت، بإسهاماتهم الفنية المتفردةً، وبفكرهم المستنير المنفتح.
كما شكر الفنان خاد حافظ قوميسير عام الصالون وأعضاء لجنة الفرز ولجنة التحكيم بالتحية والتقدير، ومعهم فريق العمل بقطاع الفنون التشكيلية، وكل من ساهم في إخراج هذه الدورة المرتقبة بصورة تليق وأهمية الحدث.
وقد خص "عبدالغني" السادة الصحفيين والنقاد والإعلاميين بالتحية بقوله .. التحية والتقدير لكل من ساهم بالكلمة والصورة في إبراز هذا المشهد الحضاري وإيصال رسالته للجمهور، ولدورهم في نشر الوعي والثقافة والذائقة الفنية بين أفراد المجتمع في مواجهة رسائل القبح والعنف والتطرف والجمود في رحاب مرحلة جديدة من مراحل البناء الحضاري، والتأسيس لدولة عصرية حديثة تليق بأصحاب أقدم الحضارات وأعرقها .. متمنياً التوفيق للجميع."
تستمر فعاليات الصالون لمدة شهر كامل بسبع مواقع عرض مختلفة في سابقة هي الأولى للصالون وذلك إحتفاءاً بدورة اليوبيل الفضي.