القاهرة 17 نوفمبر 2014 الساعة 04:53 م
يعتبر المسلمون فى كندا من اكبر الجاليات بها حيث تبلغ نسبتهم 1.9%من اجمالى عدد السكان الذى يصل الى 33 مليون ونصف، وبناء عليه فإن اعداد
المسلمين فى كندا بلغت مليونا ونصف شخص. وقد اعترفت السلطات الكندية بالدين الاسلامى كواحد من الاديان الرسمية فى كندا فى العام 1973 . بل ان الحكومة الكندية بالتعاون مع الادارة التعليمية قد اننشأت عددا من المدارس التى تدرس اللغة العربية والدين الاسلامى يوما واحدا فى الأسبوع لابناء الجاليات الاسلامية والعربية فى كندا، وتنتشر هذه المدارس الرسمية فى كل ولايات ومقاطعات كندا. هذا فضلا عن المدارس الاسلامية الخاصة والتابعة لجمعيات ومؤسسات مجتمعية ومدنية والتى منحتهاالسلطات تراخيص مزاولة التعليم وتدريس الدين الاسلامى ضمن مناهجها.
ويبلغ عدد المساجد فى كندا اكثر من مائتى مسجد، هذا بالاضافة الى عدد من المصليات الضخمة الملحقة بالجمعيات والهيئات الاسلامية المجتمعية. ويعد مسجد الرشيد أول مسجد تم انشاؤه فى كندا؛ حيث اقيم عام 1938م فى مدينة ادمنتون التى تركزت فيها اعداد المهاجرين المسلمين من العرب فى بدايات الهجرات العربية لكندا.
أما «المسجد الكبير» باتاوا فهو اقدم المساجد فى العاصمة الكندية حيث تم تأسيسه فى عام 1972 وأقيمت به اول صلاة فى عام 1974، فيحكى محمد حسين غضبان رئيس الجمعية الاسلامية بأتاوا قبل اربعين عاما كنا نصلى فى منازلنا حيث نجتمع سويا ونصلي، وكنا فى بعض الاحيان نصلى داخل احدى الكنائس بعد انتهاء القداس. لكننا نجحنا بعد تأسيس الجمعية الاسلامية فى بناء المسجد من تبرعات المسلمين المقيمين هنا فى كندا.
فالحاجة للمسجد بالنسبة لنا لم تكن فقط فى ايجاد مكان للصلاة لكننا ايضا كنا فى حاجة لتعليم اولادنا العربية وتدريسهم مباديء الدين الاسلامى وتعريفهم بهويتهم العربية والدينية . من هنا تأتى اهمية المسجد ككيان تجتمع فيه الاسر المسلمة فى كندا.
الشيخ توفيق شاهين كان اول امام للمسجد الكبير بأتاوا، حيث تحرص الجمعية على مخاطبة الازهر عند حاجة المسجد لامام واهم الشروط التى يجب توافرها فى الامام ان يجيد الخطابة باللغتين العربية والانجليزية ، فالمسلمون هنا ذوو طبيعة مختلفة فهم ياتون من اكثر من 65 دولة ومعظمهم دول لا تتحدث العربية ، وبالتالى فيجب على الامام ان يستطيع التواصل معهم. وهو ما يؤكده الشيخ سامى متولى امام المسجد حيث يقول : دور المسجد هنا مختلف، فيه نوع من التوسع، فهو مركز لتقديم الكثير من الخدمات، منها مثلاً برامج للشباب دينية وغير دينية، فمثلا كان لدينا حملة للتبرع بالدم. وبرامج اخرى مثل الإيمان قول وعمل، والقيم الانسانية توحدنا جميعا. ويضيف متولى العمل كامام فى مجتمع مفتوح مثل كندا قد يكون مختلفا بعض الشيء فهويتطلب من الامام ان يتسع صدره للجميع لكى تصل الرسالة لكل الناس واضحة وبسيطة. خاصة اننا فى بعض الاحيان قد نصادف بعض المتعصبين او ما شابه.
ويحاول انيس شمس الدين نائب رئيس الجمعية الاسلامية التى تشرف على المسجد ان يفسر ظهور متطرفين اسلاميين فى كندا بقوله : ربما يحدث ذلك لاسباب عاطفية فمثلا الظلم الحادث فى سوريا وعمليات القتل اليومية تؤثر على الشباب، خاصة وان وعيه غير كامل بعد، وبالتالى يبدأ فى التعاطف مع الافكار المتشددة ويسعى للذهاب الى هناك بحثا عما يظن انه جهاد. وبالطبع فإن وجود الانترنت ساهم بشكل كبير فى نقل الافكار المتطرفة والارهاب لكل مكان فى العالم.
على ان دور المسجد فى بلاد المهجر لا يقتصر على إقامة الشعائر الدينية وحسب بل انه يمتد ايضا، ليشمل عددا من الخدمات الاجتماعية والمساعدات للاسر المحتاجة، ويمتد تأثيره الى العمل السياسى ايضا، فالمرشحون للانتخابات سواء كانت انتخابات محللية او برلمانية يولون اهتماما خاصا لزيارة المساجد فى محاولة لكسب الاصوات خلال عمليات الاقتراع، وهو ما يؤكده انيس بقوله بالطبع ينحاز المسجد لمرشحين بأعينهم وندعو الناس للتصويت لهم، فالجمعية والمسجد يدعمان المرشحين الذين لا تتعارض سياساتهم مع مصالح المسلمين فى كندا.
بالطبع فإن المسلمين فى كندا والذين يأتون من مختلف بلدان العالم فهم يأتون بطوائف ومذاهب متعددة ورغم ان المسلمين السنة يشكلون النسبة الغالبة من المسلمين فى كندا ويليهم الشيعة الا ان هناك عددا آخر من الطوائف الاسلامية مثل الاحمدية والاسماعيلية وغيرهما ولكل مذهب وطائفة المسجد الخاص به ليقيم فيه شعائره الدينية بطريقته . كل ذلك تحت مظلة الحماية القانونية التى يكفلها القانون الكندى للجميع .