القاهرة 30 اكتوبر 2014 الساعة 02:23 م
المدينة القديمة في طرابلس عاصمة ليبيا. تعتبر المركز العتيق لمدينة طرابلس التي تطل على البحر المتوسط، وتحيط بها سور وتحوي عدد من المحال التجارية والمقاهي، كما تحوي المدينة القديمة على عدد كبير من المباني الأثرية والتاريخية والتي يعود تاريخ إنشاء بعضها إلى مايزيد عن 500 عام. إلا أن النسبة الأكبر الموجودة حاليا من تلك المباني تعود لفترة الاحتلالين العثماني والإيطالي. توجد في المدينة القديمة مجموعة من المباني الأثرية بينها مقرات سابقا لقنصليات دول مثل إسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة. وفي 2009 بدأت الدولة الليبية برنامجا لترميم المباني التاريخية بالمدينة القديمة وتطويرها، فمثلا المبنى الرئيسي لبانكو دي روما في ليبيا الذي بني في 1917 تحول حاليا إلى فرع لمصرف الأمة، كذلك مبنى سجن تركي بني في 1664 تحول لاحقا مقرا للقنصلية الإسبانية ليصير حاليا مكتبة للأطفال، أما مبنى كنيسة العذراء مريم القديم والتي بنيت في 1615 فقد أعيد ترميمها ويستخدم حاليا جزء منها ككنيسة وجزء آخر كصالة لعرض الأعمال الفنية.
وفى هذا الإطار أدانت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو الاعتداءات التي تعرضت لها مؤخراً مباني التراث الثقافي والديني في مدينة طرابلس القديمة. وأعمال السلب والنهب التي تنال الممتلكات الثقافية، فضلاً عن الاتجار غير المشروع بها
وأضافت المديرة العامة قائلة: "لا يمكن اعتبار هذه الاعتداءات بمثابة أعمال تخريبية منعزلة أو جانبية. ذلك أنها تقع في سياق عام من الاعتداءات المتكررة والمقصودة التي يتعرض لها التراث الثقافي في ليبيا وفي أماكن أخرى، مما يهدد التماسك الاجتماعي ويزيد من عوامل العنف والفرقة داخل المجتمعات".
إن اليونسكو تحث جميع الشركاء الوطنيين والدوليين على تعزيز تدابير الحماية واليقظة من أجل الحفاظ على التراث الثقافي في ليبيا في هذه الظروف التي تتسم حالياً بتزايد عدم الاستقرار وغياب الأمن. ويأتي هذا النداء تسليماً بأن المباني التاريخية والدينية في مدينة طرابلس القديمة، التي تمثل تراثاً مشتركاً لجميع الليبيين، إنما باتت هدفاً مقصوداً بشكل متزايد لممارسات التخريب، فضلاً عن تعرضها لمخاطر أعمال السلب والنهب والاتجار غير المشروع.
أسواق المدينة القديمة
اتخذت أسواق مدينة طرابلس القديمة التجارية منها والحرفية المنتشرة داخل اطارها المدني المحصور بين أسوار المدينة على مساحة 48 هكتاراً، انماطاً مختلفة من المعمار الخاص بها، فقد انتظمت الأسواق الطرابلسية وسط الساحات المكشوفة على شكل طرقات، وأخرى مغطا
ة بأروقة مسقوفة، وصل عددها إلى نحو 29 سوقاً متعددة التخصصات، وتمثلت سلع هذه الاسواق القديمة في "الاصواف، والمنسوجات والملابس،
والورق، والحرير، والكبريت، والذهب، والاخشاب، والقطران والحناء، والشمع، والجلد، وريش النعام والتمر والعاج والملح إلى جانب الاحجار الكريمة"، حيث تعددت مصادر السلع المعروضة بأسواق المدينة، المستوردة عبر الصحراء عن القوافل المحملة بالبضائع من دواخل أفريقيا أو من السفن القادمة عبر البحر من دول العالم المختلفة.
ويعد سوق المشير وهو أحد الاسواق التاريخية في طرابلس القديمةليبيا، وهو يقع في باب هوارة جنوب شرقي، وينتهي إلى قرب برج الساعة شمال غرب، من مدينة طرابلس القديمة.وهو سوق مفتوح واحدى أضلاعه مستحدث في العهد الايطالى، أما الضلع الآخر فتوجد به عدة مداخل: مدخل لفندق الزهر، ومدخل لسوق الكتب، ومدخل لجامع أحمد باشا القره مانلى يتقدمه رواق معمد ومدخل لسوق العطارة وخمسة مداخل لسوق الصناعات التقليدية ويطل بمنفذ على شارع السرايا من الناحية المقابلة وهذا السوق ما يزال قائما إلى يومنا هذا وأهم المعالم الموجودة في هذا السوق: فندق الزهور، وكان يستعمل في بيع الزهور ويستخدم للمبيت، أي متخصص في الأنشطة ذات العلاقة بالنباتات الطبيعية، والأعشاب الطبيعية، ومستلزمات الحدائق، وتسويق الزهور، وجامع أحمد باشا القره مانلى الذي أنشئ في عهد أحمد القره مانلى في موقع جامع العشرة القديم وعمرو بن العاص وبرج الساعة في نه
اية السوق
ويعلو برج الساعة في حومة البلدية ساعة تحتوي جرسا يدق كل عند رأس الساعة ويعتبر من المعالم الأثرية في مدينة طرابلس، وهو برج صغير تعلوه ساعة وجرس ، حيث أمر ببنائه الوالي آنذاك علي رضا باشا واستمر البناء في الفترة بين عامي (1866-1870) ويطل البرج على سوق المشير، السراي الحمراء ومقر مصرف ليبيا المركزي. البرج تم بناؤه على الطراز التركي، ويرتفع 18 متراً فوق سطح الأرض وهو مربع الشكل ومقسم إلى طابقين تعلوه ساعة على كل واجهة من واجهاته الأربع. وهو مزين بأعمدة رخامية تعلوها التيجان خارج البناء وله باب يطل على الميدان.
أبواب مدينة طرابلس القديمة
يوجد عدد8 أبواب للسور المحيط للمدينة القديمة وهى
• باب الحرية كان يقع قديماً عند السور الجنوبي للمدينة، ويُعرف الآن بباب الحريّة، وقد اندثرت معالم هذا الباب، الذي عُرف بأسماء عديدة مثل: باب العرب ، باب الحريّة، باب النصر.
• باب الجديد ويقع مجاوراً لباب زناته القديم من الناحية الغربية من السور، وهو عبارة عن فتحة كبيرة بالسور على هيئة عقد من البناء، مثبّت به باب خشبي كبير مكسو بطبقة معدنية.
• باب زناته ويقع قريباً من الباب الجديد، وهو عبارة عن فتحة كبيرة بالسور القديم من الناحية الجنوبية، وقد اشتهر هذا الباب باسم «باب زناته» لأنه كان مقابلاً لمضارب قبائل زناته التي كانت تسكن في الاتجاه الجنوبي لسور المدينة.
• باب البحر وكان مقابلاً لقوس ماركوس أوريليوس وقد هدمه الإيطاليون أثناء احتلالهم للبلاد، وكان مكوناً من بابين مزدوجين.
• باب الخندق يقع عند مدخل طريق الخندق، ملاصقاً للقلعة، وقد اشتهر بهذا الاسم لأنه كان مقاماً عند مدخل الخندق، الذي كان في الأصل يحيط بالقلعة، ومغموراً بمياه البحر، وقد تم ردمه وتحويله إلى طريق عُرف بطريق الخندق.
• باب المنشية يقع عند مدخل السوق المشير، مواجهاً لميدان الشهداء، ويعد من أقدم أبواب المدينة عراقة، ونسب إليه أسماء عديدة من أشهرها: باب هُواره، باب المنشيّة.
• باب هوادة
• باب العدالة الباب الخامس، يقع أمام زنقة الدباغ، في السور الجنوبي من المدينة، وقد أطلق عليه اسمان متناقضان في مرد
ودهما اللفظي: باب العدالة، باب الغدر.
• الباب الاخضر كان قائماً بين باب البحر، والباب المعروف بباب عبد الله
أهم المساجد القديمة
• مسجد الناقة: ويعرف بأعتق مساجد المدينة القديمة ، وهو أحد أقدم المساجد في شمال أفريقيا فقد مر على بناءه ألف ومائتا عام وكانت مساحته تبلغ حوالي 900 متر مربع ، يقال أن هذا الجامع بني أيام المعز لدين الله الفاطمي عندما مر بطرابلس في طريقه إلي القاهرة بعد منتصف القرن العاشر الميلادي ، وبالرغم من أن هذا الجامع متواضع في هيئته ومظهره الا انه يستطيع أن يثير في الزائر مرآة شموخ الأثر الصامد أمام سطور القرون العشر التي تحطمت على عتباته .
• جامع قرجي : أحد أقدم المساجد في العاصمة الليبية طرابلس. يقع في وسط المدينة القديمة ويشكل جزء من مجمع المبانى ا
لقديمة والأثرية في المدينة القديمة ، يجذب الجامع أعدادا من السياح كما أنه يجاور قوس ماركوس أوريليوس في طرابلس ، وتم إنشاء هذا الجامع في العام 1834 من قبل مصطفى قرجي والذي كان يشغل منصب رئيس المرسى البحري، كما كان صهرا لوالي طرابلس يوسف باشا القره مانللي (حكم بين 1795-1832)، والذي كان من المقربين إليه.
• مسجد القرمانلي وهو من أشهر مساجد مدينة طرابلس وأجملها بناه أحمد باشا القرمانلي عام 1738.
• جامع درغوت باشا، وهو جامع شهير خُصص لأول حاكم لطرابلس
أهم المعالم السياحية بالمدينة القديمة
السراي الحمراء : وهي من أهم معالم مدينة طرابلس في ليبيا، وقد سميت بالسرايا الحمراء لان بعض أجزائها كانت تطلى باللون الأحمر.وتطل على شارعي عمر المختار والفتح. وهي تقع في الزاوية الشمالية الشرقية من مدينة طرابلس القديمة، وتشرف على مينائها، وبحيرة السراي الحمراء "والتي كانت في السابق بحرا قبل أن يتم ردمه في السبعينيات"، الأمر الذي مكنها قديما من حماية المدينة والدفاع عنها برا وبحرا. وقد تعرضت القلعة إلى تغييرات واضافات كبيرة في عمارتها، حسب ذوق ومتطلبات كل حكم، وتبلغ مساحتها (1300 م2) وتبلغ أطوال أضلاعها : من الشمال الشرقى (115م) ومن الشمال الغربي (90م) ومن الجنوب الغربي (130م) ومن الجنوب الشرقى (140م) ويبلغ أعلى ارتفاع لها (21م).بنيت قلعة طرابلس على بقايا مبنى روماني ضخم، ربما كان أحد المعابد أو الحمامات الكبيرة، حيث عثر أسفل الطريق الذي كان يخترق القلعة من الشرق إلى الغرب على بعض الأعمدة والتيجان الرخامية الضخمة التي تعود إلى القرن الأول أو الثاني الميلاديين.
كانت السراى الحمراء حصنا كبيرا للدفاع عن مدينة طرابلس في العصر البيزنطي، حيث يروى أن العرب المسلمين عندما زحفوا على طرابلس بقيادة عمرو بن العاص في سنة 21هـ الموافق 642م وجدوا المدينة محاطة بسور قوي، ولم يتمكنوا من دخول المدينة إلا بعد حصار دام شهرا من الزمان، وقد اهتم الحكام العرب بالقلعة، حيث يلاحظ في الجانب الشرقي منها بقايا بعض الأبراج المرتفعة تشبه تلك الأبراج التي كانت معروفة قبل اكتشاف البارود، وكذلك وجود بعض الجدران التي بناها العرب قبل دخول الإسبان إلى طرابلس في 25 يوليو 1510م.
وعندما احتل الإسبان مدينة طرابلس اهتموا اهتماما خاصا بالأسوار والقلاع الدفاعية وخاصة قلعة طرابلس، ويبدوا أن معظم البناء الخارجي الحالى للقلعة يعود إلى فترة الحكم الأسباني وفترة فرسان القديس يوحنا الذين سلمهم الإسبان المدينة عند خروجهم منها سنة 1530م، وقد بنى الإسبان بالقلعة برجين : البرج الجنوبى الغربي والبرج الجنوبى الشرقى والذي يعرف باسم (حصن سان جورج)، وكان بينهما فتحات لوضع المدافع حسب الأساليب المتبعة في القرن السادس عشر الميلادى، وقد اضاف فرسان القديس يوحنا برجا آخر بالقلعة في الزاوية الشمالية الشرقية، يعرف باسم (برج سانتا باربرا)، وكان يبدوا واضحا من الخرائط التي تعود للقرن السابع عشر، أن السراي كانت محاطة بقناة مائية من جميع الجهات، وكان مدخلها يقع عند الجدار الجنوبي. أما اسم الحمراء الذي اكتسبته فكان نتيجة لأن الاسبان طلوا جدرانها الخارجية باللون الأحمر ، وقد استولى الأتراك على القلعة سنة 1551م، فقاموا بعدة اضافات بها، واتخذ الولاة الأتراك القلعة مقرا لهم ولأسرهم، وعندما استقل أحمد باشا القره مانلي بحكم البلاد في سنة 1711م بذل هو وأسرته اهتماما خاصا بالحصون الدفاعية، وتضم القلعة في العهد القره مانلي بناء خاصا لحاكم طرابلس به قاعة فسيحة يستقبل فيها الوفود وقناصل الدول الأجنبية، وكانت بالقلعة أيضا دار لسك العملة، وديوان القضاء، وصيدلية حكومية، وبعض المخازن والسجون والمطاحن ، وعندما استولت إيطاليا على طرابلس سنة 1911م، اتخذت السراي مقرا للحاكم العام، كما استعملت بعض أجزائها كمتاحف، وقد حدث في هذه الفترة تغييرات كثيرة داخل السراي، من أهمها ازالة بعض المباني الخارجية التي كانت ملاصقة لها، وشق الطريق الذي يؤدى إلى ميناء طرابلس، والأقواس الواقعة بالجانب الشمالى من سور القلعة، وفي عام 1919 تحولت القلعة إلى متحف للمرة الأولى في تاريخها.
في البداية اكتفوا ببناء قديم يقع إلى جوار القلعة من ناحية الجنوب، والذي كان يستخدم خلال العهد العثماني الثاني كمركز للشرطة، وحوله الإيطاليون فور نزولهم إلى طرابلس إلى مخزن للذخيرة. فيما بعد تم تعديل المخزن الذي يصل طوله إلى 30 مترا، وحوالي عشرة أمتار عرضا، والمقام على ستة أعمدة ليكون أول متحف في تاريخ ليبيا.
في مطلع عشرينات القرن العشرين أزيلت كل ملحقات القلعة بما في ذلك المخزن المذكور، وتحولت كل القلعة إلى متحف افتتح عام 1930 على يد الحاكم الإيطالي العام بالبو، الذي سرعان ما بهرته القلعة فنقل إليها مكتبه، ليتولى تصريف شؤون البلد من جزء صغير في القلعة. وبناء "المتحف الكلاسيكي" السابق الذي حل مكانه الآن متحف الساري الحمراء، كما تم وضع بعض النافورات القديمة بساحات القلعة التي يرجع تاريخها إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلادي، والتي تم احضارها من منازل المدينة القديمة ، وبعد سيطرة البريطانيين على البلد خلال الحرب العالمية الثانية سعوا عن طريق اليونسكو إلى إنقاذ التحف الأثرية التي لا تقدر بقيمة، وفي عام 1948 تحولت كل القلعة إلى مجمع المتحف الليبي، لتشمل متحف ما قبل التاريخ، متحف القبائل الليبية القديمة، متحف التراث الليبي في العصر البونيقي، العصر اليوناني، العصر الروماني، العصر البيزنطي، متحف التاريخ الطبيعي، ومن سنة 1952م أعدت السراي لتكون مقرا لإدارة الآثار ومتاحفها. وأخيرا أضيف في عهد القذافي متحف عصر الجماهير.
• حوش القره مانلي : حوش القره مانلي أو منزل القره مانلي هو منزل أقرب إلى قصر يؤرخ تاريخ انشائه إلى أوائل القرن التاسع عشر بناه يوسف القره مانلي ، وقد حكمت أسرة القره مانلي طرابلس (وعموم ليبيا) منذ النصف الثاني من القرن الثامن عشر حتى الثلث الأول من القرن التاسع عشر. وبسقوط تلك الأسرة صار القصر بعد ذلك مقرا لقنصلية دوقية توسكانا العظمى، الحوش حاليا هو مفتوح للزوار حيث يقدم عرضا لمحتوياته ولأسلوب الحياة الذي كان يتبعه قاطنيه السابقين.
• قوس ماركوس أوريليوس : قوس ماركوس أوريليوس في مدينة طرابلس عاصمة ليبيا. هو قوس لتخليد ذكرى الإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس، والذي حكم في الفترة بين عامي (161 - 180).
يجذب القوس أعدادا من السياح، ويعد الأثر الروماني الوحيد المتبقي في مدينة طرابلس. ويقع القوس في حي باب البحر الواقع في شمال المدينة القديمة ويقابل زنقة الفرنسيس في المدينة القديمة ويجاوره جامع قرجي القديم. ويعد أحد الآثار الرومانية المنتشرة في ليبيا. تم تشييد القوس في سنة 163. ويرى الباحثون أن اتجاهات أبواب قوس الإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس تمثل أنقاض المدينة الفينيقية القديمة والتي بنيت على أنقاضها المدينة الرومانية.
• زنقة الفرنسيس : زنقة الفرنسيس هي إحدى الشوارع القديمة والتي تتميز بأقواسها وطراز مبانيها القديم إضافة إلى أبواب ديارها في حي باب البحر في مدينة طرابلس القديمة في ليبيا. ولعل من أبرز معالمها السفارة الفرنسية والتي اشتق الاسم التاريخي للزقاق منها ، ويتكون مبنى السفارة من طابقين، وتتجاوز مساحته 400 متر مربع تقريبا، ويتوسطه فناء به عدة أبواب لدور كانت متعددة الاستخدامات والوظائف كعقد الاجتماعات واستقبال الضيوف. وتزين فناء السفارة شرفات خشبية وزخارف نباتية وبلاطات القيشاني، كما يضم المبنى قسما من خمسة غرف كان خاصا بالسفير حيث بها مقر سكنه الخاص ، وشيد مبنى السفارة في القرن السابع عشر وتحديدا في العام 1630 في عهد الوالي قاسم باشا، حيث صار القنصل الفرنسي إيثان أول سفير فرنسي في طرابلس الغرب ، وظل المبنى يخدم كمقر للسفارة الفرنسية في طرابلس حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية، وفي 1939 قام السفير الفرنسي ببيع البناء لتنتقل السفارة الفرنسية إلى أحد أحياء طرابلس الحديثة خارج المدينة القديمة ، واستعمل المبنى بعد ذلك كسكن للبحارة حيث ناله العبث والاهمال، إلى أن ضم إلى مشروع إدارة تنظيم المدينة القديمة، وذلك ليعود إلى حالته الأصلية، حيث تم تحويله إلى مركز فني وثقافي منوع أو دار للفنون
• مدرسة عثمان باشا : مدرسة عثمان باشا الساقزلي وتعرف أيضاً بخلوة الشيخ عمر الجنزوري وهو من كبار علماء ليبيا وأحد أهم من درّسوا بها مؤخرا، تأسست المدرسة سنة 1064 هجري / 1654 م. وتقع بزنقة درغوت باشا بحي باب البحر في المدينة القديمة بالعاصمة الليبية طرابلس، وسميت باسم عثمان باشا الساقزلي الذي قام ببنائها، وهو والي طرابلس الغرب آنذاك أثناء فترة الخلافة العثمانية حيث كانت ليبيا منضوية تحتها.و يعتبر تأسيس هذ المدرسة في العهد العثماني الأول تجديدا واستمرارا لتدريس العلوم الإسلامية في طرابلس بعد تدمير الأسبان وفرسان القديس يوحنا لكافة المرافق الحيوية للمدينة بما في ذلك المدارس الشرعية العتيقة مثل المدرسة المستنصرية التي كان أسسها ابن أبي الدنيا في العصر الحفصي، والتي كانت بدورها استمرارا لتدريس العلوم الإسلامية منذ أدخل علي بن زياد الطرابلسي (تلميذ الإمام مالك) كتاب الموطأ إلى المغرب الإسلامي من خلال طرابلس، ثم القيروان حيث كان علي بن زياد أستاذا للإمام سحنون بن سعيد التنوخي صاحب المدونة. حافظت مدرسة عثمان باشا حتى وقت قريب على التعليم الديني وفق نظام الحلقات في مختلف العلوم الإسلامية بشكل منتظم، كما أن المدرسين الذين تعاقبوا على التدريس فيها، كانوا من أهم علماء ليبيا الذين تخرجوا على الرعيل الأول، مما أضفى عليها طابع العراقة، ومن أبرز هؤلاء العلماء: محمد كامل بن مصطفى، عمر الجنزوري وعبد السلام البزنطي الذي واصل تدريس الفقه المالكي وعقيدة أهل السنة والجماعة، وعلى الرغم من صغر المدرسة إلا أنها استطاعت أن تحافظ على الموروث العلمي والثقافي الإسلامي لطرابلس، وأن تنقله عبر الأجيال بنكهة طرابلس المغاربية، بكل ما يعنيه ذلك من أصالة تاريخ المدينة وعلو قدر علمائها، لهذا لم يكن مستغربًا اختيار طرابلس الغرب في سنة 2007 عاصمةً للثقافة الإسلامية
• فندق زميط :فندق زميت أحد أبرز الفنادق السياحية في المدينة القديمة للعاصمة الليبية طرابلس، يعود إنشاؤه إلى عام 1883 في العهد العثماني، كان يستعمل في السابق كملتقى لتجار القوافل القادمين من أفريقيا وأوروبا، وتم صيانته وإعادة توظيفه عام 2006. يقع بالقرب من مرفأ طرابلس بجانب جامع قرجي ومقابل قوس ماركوس أوريليوس. الفندق ذو طابع معمارى مميز، ويعد أحد أشكال عمارة البحر الأبيض المتوسط في طرابلس. الفندق يشتهر في العاصمة الليبية بتقديمه للمأكولات البحرية.