القاهرة 30 اكتوبر 2014 الساعة 11:07 ص
هل صحيح أن "جماعة الاخوان الارهابية".. هي التي تقوم بكل هذه العمليات الارهابية- التي يجري تنفيذها ضد مصر:
- دولة.. وشعبا..وجيشا.. وأمناً..
هل هي التي تخطط. وتدبر. وتجند. وتدير. وتنفذ كل هذه الجرائم؟
هل صحيح أن لديها القدرة علي التفكير- وعلي التصور. وعلي وضع البرامج- واختيار المواقع والاهداف التي يتم اقتحامها والهجوم عليها..؟
وهل تملك من الكوادر - والعملاء المدربة- والعصابات المحترفة والتي تمكنها من تنفيذ. ما يوكل إليها من عمليات.. داخل مصر. وعلي حدودها.. وفي جميع الاتجاهات؟
إذا صح هذا وسلمنا به..
فأين كانت الجماعة الارهابية الاخوانية.. طوال أكثر من 86 عاما. هي عمرها. منذ أنشأها واقامها "حسن البنا"..1928.. ما هو الانجاز الذي حققته "الجماعة". وعصاباتها.؟
سواء كان انجازا- سياسيا- أو اقتصاديا.. أو اجتماعيا.. أو حتي "دينيا".. وهي التي تنسب نفسها إلي الاسلام وإلي الدين القويم..
"الجماعة الارهابية".. وكما هو معروف.. ومسجل.. بل ومعاشا.. "نتاج" استعماري علي أيدي القوة الاستعمارية عام 1928 وهي القوات البريطانية. التي جندت "البنا" ومن معه.. ونفخت. وساندت هذه العصابة وأخذت في رعايتها ودعمها. جيلا بعد جيل.. ثم سلمتها "بما جمعت" من عصابات إلي الزعامة الجديدة- للاستعمار الغربي الاوروبي متمثلا في الولايات المتحدة الامريكية.
ومع القيادة الامريكية الجديدة.. تطور. وجود. وحجم. ومهام التنظيم العصابي الاخواني.. مع تطورات الوضع الدولي والاقليمي ومع تطور أهداف وبرامج المخطط العالمي للسيطرة علي العالم.. ومن خلال وضع أولويات.. أهمها:
المحافظة علي الاوضاع المتردية والصعبة لدول وشعوب المناطق والدول المستهدفة.
* زرع بذور الشقاق بين الدول والشعوب التي تجري عليها مخططات الهيمنة.
* الحرص علي استمرار الفقر.. والجهل.. والتخلف والحاجة لهذه الدول..
* جذب العصابات الاجرامية والمتطرفة.. وتدريبها بالسلاح- واعادة تشكيل عقولها وقلوبها.. بحيث تكون قادرة علي التدخل. والقتل والتدمير.. عند الحاجة.. وفي أي لحظة.
* * *
بهذا المفهوم.. ومن واقع هذه الحقائق.. حافظوا- أعني الاستعمار القديم والجديد- علي الجماعة..
ربما لم يقدموا لها أي رأي أو كفر أو خطة للتطور والتقدم.
لكنهم.. ودائما.. كانوا الحامين لهذه الجماعة... بتركيبتها.. وبنوعية المنضمين اليها.. والمجندين لتنفيذ جرائمها وعملياتها المشبوهة.
لم يسمحوا لأي "نظام".. تولي السلطة في مصر.. أن يتعامل معها بالاجراء المناسب والواجب.. توقف نشاطها.. واجتشاثها من الأرض.. وحينما جري حل الجماعة وتصفيتها عام 1954. وعام ..1965 جاء السادات وأعاد للعصابة كل ما فقدته وأكثر.. وسمح باستئناف النشاط.. واستئناف الجرائم.. وكان من أبرزها. وأشهرها.. اغتيالهم للسادات نفسه عام .1981
لكن الملاحظ.. أن الخريطة الدولية- كان قد أدخل عليها العديد من التطورات.. وأن "الخطة الكوتية" للاستعمار قد استحدثت عددا من الاهداف فرضتها الاوضاع الدولية.
* * *
فضلا.. عن أن "العنف" وباشكاله المتعددة. قد أصبح في حاجة لتعامل أكثر. حنكة.. وأكثر تعقيدا..
في هذه الظروف. المتطورة. والمتغيرة. بل والمتجددة.. رأس الغرب. وعلي رأس الولايات المتحدة.. ضرورة ملحة. تفتح مساحات صراع. واقتتال. وارهاب بين عدد من القومي الاقليمية.. خاصة الدول والنظم الجديدة. مثل ايران. وتركيا. ودائما مصر.. فضلا عن افغانستان وباكستان وغيرها. ومن خلال ساحات القتال الجديدة.. استطاعوا أن يحتلوا العراق ويدمروا جيشه. ويشتترا قواه.. ويقسموا البلد إلي دويلات أو عصابات.
وانتقلوا من العراق إلي سوريا.. فهجروا نصف سكانها.. ودمروا وقتلوا الآلاف أو الملايين من أبنائها..
نفس الشيء حدث ضد ليبيا. واليمن.. وقبلهم جميعا افغانستان لكن المهم في هذه الجولة.. كان ومازال الإعداد والتجهيز لضرب مصر والمصريين.
وان أحد أهم الادوات لتحقيق هذا "الهدف" الهام والخسيس وهو الاجهاز علي مصر.. هو أن تعلن "الجماعة الارهابية الاخوانية" أداة وعميلا مباشرا. للاستعمار العالمي.. دون "مواربة".. ودون أي غطاء للتعمية والتضليل وكانت الاوامر والتعليمات. وبعد أن فشلت "تمثيلية محمد مرسي وعصابته" آن تمارس الجماعة وحواريوها والعملاء العاملون معها. عملية الترهيب والتخريب والقتل. علي المكشوف وفي كل مكان.. واختفي "الاسلام" وتعاليم الاسلام ومباديء الاسلام من الخريطة تماما.
وبدأ صراع أو سباق محموم. لتكوين وتشكيل عصابات التطرف والعنف.. وكانت الاولوية. هي تفجير الصراعات. والقتال. والتقسيم. ليس مهما أن يكون هذا الاقتتال بين.. أعداء. أو متنافسين إنما المهم ان تشتعل كل الساحات وكل مسارح العمل والحركة.. فتقوه الحقائق.. ولا يظهر لأحد ما هو الحق.. وما هو الباطل.
الجديد الذي أفرزته هذه "الفوضي". "الخناقة" وليس الجلاقة.. هو ظهور بوادر واشارات مخيفة.. هددت المتآمرين والمخططين انفسهم.. وانتقلت حالة من الرعب. ان تعبر الظواهر الاجرامية والمتطرفة. إلي بلادهم انفسهم في أوروبا وفي أمريكا.. خاصة بعد ان تحولت عصابات القتل والجريمة والاجرام إلي كيانات منظمة. بعد ان فقد "المتآمرون الصغار" مثل تركيا وقطر وغيرها التمييز فاغدقوا الاموال والسلاح والتخطيط والتدريب علي جماعات مختلفة ومتعددة.
خصوصا.. أن افكارا كثيرة قد تسللت إلي مخططات الارهاب أفكار تتحدث عن الاسلام. وعن الدولة الاسلامية والخلافة الاسلامية وهذه الشعارات المزيفة التي لم يقصد جوهرها المجرمون قد وصلت إلي العديد من الشباب ومن البسطاء وجماهير الناس.. مجذبتهم إلي عصابات الجريمة والشر.
هذا الانتشار غير المنظم وغير الدقيق لعدد من القيم والاهداف التي قد تبدو جذابة أصبح يهدد الكيانات الكبري المخططة والمنفذة فبدأوا بعدد من المراجعات بغية الا تنتشر موجة العنف والتطرف إلي مجتمعاتهم.
وبسبب هذا الرعب الذي بدأت مظاهرة والاجراءات المضادة له تعم وتنتشر أخذت الدولة الغربية الاوروبية والامريكية تعيد النظر في العديد من سياساتها.
نراها تقف ضد القاعدة وروافدها.. بينما هي المنشيء والمؤسس لهذه الجماعات الارهابية.
نراها اليوم تبعث بعدد من طائراتها لتضرب بعض تجمعات وعصابات داعش بينما هي المخطط والمدرب والمدرب والممول لها..
نراها تقدم رجلا وتؤخر اخري وهي تضرب ونحاصر في سوريا واليمن وليبيا.
نراها تستخدم أكثر من أسلوب ولغة وهي تتعامل مع المسألة المصرية.. تارة تتحدث عن الوقوف إلي جانب مصر.. بينما تقوم بالتمويل والتسليح والتخطيط لعمليات ضد مصر.
واللافت هنا انه رغم هذا التخبط.. والتناقض في التعامل مع مصر نجد أن روابط ومصالح وخططا مازالت تجمع بين هذه القوي الدولية.. وبين عملائها المحليين والدوليين من جماعات الاسلام السياسي.. ذلك ان هؤلاء العملاء هم الرصيد الدائم لهذه القوي الاستعمارية الدولية.
وربما كان أكبر دليل علي تخبط أو حيرة القوي الاستعمارية الدولية هو ما عبرت عنه مجلة "الفورين أفيرز" foreigh A FFqihs في عددها الاخير.. الذي خصصته لمناقشة ودراسة الوضع الدولي.. وتتساءل "المجلة" وهي أهم مجلة سياسية في العالم تتساءل ماذا تعلمنا من الحالة التي أخذنا العالم وانفسنا لها؟!
وما هي الدروس التي حصلنا عليها من حرب افغانستان وضرب العراق؟!
ماذا جنينا من دروس وعبر من عقد كامل من الحروب..؟!
وما هي الاخطاء التي اقترقناها وكيف نصححها..؟!
هذه التساؤلات وغيرها كثير تناولته الفورين أفيرز في دراستها علي اتساع وامتداد. عدد المجلة الاخير..
لكن المؤسف.. أن العملاد عندنا.. من جماعات الارهاب السياسي وجماعات الجريمة والعنف.. لم تتقدم بتساؤلات لنفسها وانما مازالت سعيدة بجرائمها وخياناتها طالما الاموال تتدفق والاسلحة تأتي بلا رقيب.. وبلا ضمير.. بتأمل ويراجع والموضوع في حاجة إلي المزيد من البحث والتأمل.