القاهرة 30 اكتوبر 2014 الساعة 11:04 ص
مات الذي أسقط الرئيس الامريكي.. كان صحفيا محترفا محترما.. سمح لاثنين من الصحفيين الشبان و"وقتها" أن يكشفا "رتشارد نيكسون" بالجهد والتحري والوثائق فلم يملك صاحب البيت الأبيض الا ان يقدم استقالته صاغرا نادما معتذرا.. واشتهر الصحفيان "بوب وودوارد وكارل برفستين". وتحولت المقالات إلي كتاب وفيلم "كل رجال الرئيس".. وكان رئيس التحرير "بن برادلي" الذي توفي منذ أيام. فلم يذكره أحد في بلادي لاننا مشغولون أولأننا لانعرفه والأغلب لاننا لانبالي بأمثاله وبالدور الحقيقي للصحافة: شجاعتها وجديتها وحريتها.. نتلاسن حول لجان ظاهرها الرحمة وباطنها قيود واغلال.. والاعمال بالنيات.
وأعجب لمن يقول وهو صاحب جاه في الصحافة بالمنصب الذي افقده قلمه. يلوم من يثير الامر بعد ان أصبحت صافية لبن واحنا والحكومة اخوات ففي اللجنة وزراء لا يدومون وفيها صحفيون كبار في السن والمقام ولكنهم لا يكتوون بنار الحاكم. بل ان منهم من ترعرعر في كنفه مباركا كان أو غيره.
* ولقد بكينا ولاتجف الدموع ولم تعد تكفينا الوعود.
يتساقط الشهداء علي الطريق. وتنطلق حناجر من يستضيفهم الاعلام خبراء في الأمن يقدمون الفتاوي.. ولماذا لاتخلي المدن أو بعضها. من أهلها؟!
* انفجار أمام الجامعة وسط احتياطات أمن بالغة وبعد تصريحات للوزير مطمئنة.. اكثر الامور اهانة ان يقال لم تكن هناك كاميرات مراقبة "باظت" ولم تعد للعمل منذ الانفجار السابق في نفس المكان وراح ضحيته العقيد.. طارق المرجاوي ثم يقال بل توجد الكاميرات ولكن مداها محدود لا يكشف المستور.. زينة أو توفير طاقة أو قلة ميزانية؟!
* ولما كانت الجامعة بالجامعة تذكر. تأتي استقالة أو إقالة مدير جامعة الاسكندرية الدكتور أسامة إبراهيم.. قال ايه؟.. فشل في إدارة افتتاح مستشفي قام به رئيس الوزراء.. أليست الحكاية انه عضو حزب "الحرية والعدالة" يبقي من الاخوان ولو انه استقال من الحزب بعد أن منع في مطار القاهرة من السفر إلي قطر قبل شهور كان ذاهبا كعادته كل عام لاجراء عمليات مجانية لعيون القطريين.. ومع ذلك بقي كل هذا الوقت رئيسا للجامعة.. فلما جاء الوقت "المتأخر" أخرجوه لانه أحرج الحكومة في افتتاح مستشفي "الدخيلة".
* كتب استاذ الكتابة المسرحية "علي سالم" يقول إن "هولندا" تبرعت ب450 مليون دولار لجامعة الاسكندرية لتجهيز اثنين من المستشفيات تجهيزا عصريا.. كان علي المصريين توفير الاطباء والمرضي.. أعلنت الجامعة عن طلب 100 طبيب فتقدم لها المئات. فاختاروا ثمانين.. افتتح المهندس إبراهيم محلب المشروع الطبي الذي يدعو للفخر.. ثم اصدر هو نفسه بعد ايام قليلة قراراً باغلاق مستشفيين.. كان الجميع قد شاهدوا المرضي السعداء والاطباء الاكفاء قبل ان يتضح أنها كانت تمثيلية فالاطباء منتدبون والمرضي "استلفوهم" من مستشفيات اخري. ولا بأس من كومبارس يلعبون دور الحكيمات والممرضات بعد الافتتاح وانتهاء زيارة رئيس الوزراء عاد الجميع إلي مواقعهم.. توقفت هولندا عن المشاركة!!
عندما عرضت المشكلة في برنامج "مانشيت" لم يتمالك "جابر القرموطي" نفسه من الضحك الشديد لدرجة ان الاعداد اضطر للخروج فاصل!!
* مطلوب رأس وزير التعليم لان الاولاد يموتون في المدارس بلوح زجاج مكسور أو دهس عربة نقل في حوش مدرسة وكأن تلك الحوادث بنت اليوم أو من بركات معاليه يسألون بحزن وعنف- وعندهم حق- لماذا لم يصلح زجاج النافذة مع أن الاولي هو أن يصلح حال التعليم.. يا سادة ليست عندنا مدارس أو مدرسون. والمحاكمة تكون لكل وزراء التعليم.. وهم ليسوا وحدهم فنحن أيضا استسلمنا لواقع انه لادروس ولاحضور ولا أدب!!
كذلك الصحة لاطب ولا علم ولاذمة ولامستشفيات للفقراء.. أحيانا للاغنياء.
ودعونا من السكة الحديد والمترو والميكروباص مادمنا نفكر في القطار المعلق بالاسكندرية والتاكسي الطائر في عموم القطر.. منه لله السندباد!!
و"محلب" يقول للصحفيين لانية لتكميم الافواه.. وقولوا للوزير علي الغلط بس ماتشتمهوش.
ووزير السياحة يقول: كله ضرب مفيش شتيمة؟! "رحم الله علاء ولي الدين"
هذا والناس تتفرج علي صراع "الشباب" في سباق الانتخابات بين فرق لاتجد لاعبين. وقيادات داخلة في التسعين!! وأفاعي من الماضي البغيض تطل من الحجور.
اسف إذ خرجت عن الموضوع وأنا أودع الصحفي الامريكي "بن برادلي" الذي جعل من "الواشنطن بوست من اكبر وأهم الصحف الامريكية توزيعا واحتراما.
كيف اذكره ونحن في غابة من الحناجر والاقلام. نتقاتل أو ننافق نصرخ أو نوسوس. نشتم أو نقدم علي الهواء واحدة اسكندراني" من محمد السبكي علي انغام ضحكات "تامر أمين" أو خناقة بكل انواع السباب بين نواب الماضي والمستقبل حيدر بغدادي والبدري فرغلي وحمدي الفخراني وطلعت مطاوع ب فرجة لم يستطع ان يتحكم فيها وائل الابراشي أو يشعلها اكثر!!
هل حقا اتلفها الهوي؟!
يري أنور الهواري ان المال العربي أفسد الاعلام المصري.. ويري آخرون ان أول رئيس تحرير للمصري اليوم "المعارضة علي قد ما تقدر" تغير موقفه فأصبح رئيسا لتحرير الاهرام الاقتصادي القومية يعني الحكومية بكل ما تقدر.. غير انه تبقي لمقالاته شقاوتها ورصانتها.
ويري "جمال زهران" انه في صحيفة قومية تخصص مساحات لشخصيات تنتمي إلي نظام "مبارك".. ويجري رئيس تحرير الوطن حوارا مع الرئيس المخلوع.. وتنشر الجريدة وغيرها نبأ زيارة المشير "طنطاوي" لمبارك بتصريحاته المستفزة.. وقد واصلت بعض البرامج وحتي المقالات البلطجة بالشتائم وتوجيه الاتهامات دون تحرك الاجهزة. الامر الذي يعكس الرضا علي ما يفعلون.. مثلا ما الفارق بين "الجزيرة" و"صدي البلد"؟!
ويفتح "محمود الكردوس" النار علي ثورة 25 يناير يراها اصبحت بضاعة اتلفها الهوي والعمالة وشهوة الانتقام والحمدلله لم يعد منها سوي "البواقي والفضل" وهم خليط من الناشطين المخربين والحقوقيين العملاء والاعلاميين المشوشين ونحانيح النخبة وبلطجية المظاهرات وخرتية وسط البلد وفضلا عن فلول عصابة الاخوان وماذا يبقي بعد ذلك من مصريين؟!
وتصدر الفرمانات من "مرتضي منصور" محمود سعد لازم يقعد في البيت و"يسري فودة" قعد وريم ماجد سبقته. ومعتز الدمرداش عليه الدور و"ليليان داود" آخرا وليس اخيرا.
حمير وخنازير في "الاعلام الاسود"
*حسام عبدالهادي نائب رئيس تحرير "روز اليوسف" أصدر كتابه "الاعلام الاسود" وضع فيه النقط فوق الحروف. وذكر كل نقيصة باسم صاحبها.. اختار في مقدمته أبياتا من شعر "عبدالرحمن الشرقاوي" في مسرحية "الحسين ثائراً":
الكلمة نور
وبعض الكلمات من قبور
يقول أن أصحاب المنابر الكاذبة صنفان إما حاقد أو جاهل. أو الاثنان معاً.. إذا ما ضعفت شوكة طرف انقضوا عليه كما ينقض الذئب علي فريسته.. يوجهون بوصلتهم حسب "الرايجة".. ينفخون في النار من أجل زيادة احتقان المواطن وتحريضه علي حرق الوطن.
لم يترك أحد من نجوم الفضائيات: فيما عدا شريف عامر الذي فشل "سيد البدوي" صاحب قنوات الحياة في التأثير عليه.
ويذكر الحوار الذي دار بين شقيقين اعلاميين كبيرين علي محطة "نجوم إف إم" عام 2002 التي كان الشقيقان شركاء فيها بنسبة الربع ومعهما رجل الاعمال ماهر علي المقيم حاليا في امريكا مضطرا بباقي الاسهم في الوقت الذي كان ممنوعا فيه منح أي تراخيص إذاعية لاعتبارات أمنية وكان نصيب اتحاد الاذاعة والتليفزيون من أرباحها عشرين في المائة فقط "يومها قال: انا مؤمن انه- حسني مبارك- أهم حاكم حكم مصر منذ عهد "محمد علي".. واتمني ان يكون جمال رئيسا لمصر.
ويذكر ان صحفيا قال باحبه شاب من جيلي وعمل حاجات كثيرة. ولو اترشح حانتخبه.
كان ذلك قبل الثورة.. بعدها اختلف الكلام
تناول "حسام عبدالهادي" الجميع بالاسم. وحكي حكايته عن زملائنا الاعزاء وعن رجال الاعمال في مجال الاعلام .. ولماذا انقلب "محمود سعد" علي مرسي والسيد عمرو الليثي.. وكان في فريق جمال مبارك.. وما هي حكاية "اليوم السابع" وصاحب عبارة الموت.. و"باسم يوسف" التمثيلية المفضوحة .. بينما اكتفي بنشر صورة توفيق عكاشة وهو يقبل يد "صفوت الشريف"!!
عما قبل ثورة يناير وما بعد ثورة يونيو. فمن كان منا بلا خطيئة فليرم من ذكر "حسام" أسماءهم بحجر!!
بقي ما ورد في كتاب "الإعلام الأسود" علي لسان مستشار نائب الرئيس الأمريكي الأسبق "ديك تشيني" وكانت ابنته مهتمة بدعم وإنشاء صحف في مصر والوطن العربي لإرساء قواعد الديمقراطية. وقد قيل في عز تلك المساعدات حكايات.. يقول مستشار "تشيني" لابد أن نجد اسطبلا من الإعلاميين العرب يشبه "سفينة نوح" الأحصنة فيه هم من ينشرون أفكارنا ويدعمون وجودنا عبر قنواتهم الإعلامية.. أما الحمير فهم من يصدقون اننا نريد ديمقراطية حقيقية ويساعدوننا.. أما حظيرة الخنازير فهم الذين يقتاتون علي فضلاتنا ومهمتهم كلما أعددنا مؤامرة يقولون أين هي المؤامرة؟!.. ومن هنا نجد أن الآلة الإعلامية خاصة التي تحكمها المصالح الشخصية بمبدأ المكسب والخسارة هي الأكثر حرصاً علي دعم المفاهيم الأمريكية!!