القاهرة 23 اكتوبر 2014 الساعة 02:40 م
• بدو الصحراء: اختيار يوم الاثنين لعقد القِرآن ينبأ بالسعادة للزوجين أما اختيار يوم الجمعة ينبأ بحياة "سودا " .. ولا حضور للنساء!!
• "أقلاع البند " .. يبدأ بمجرد اقتراب موكب العريس من الحي الذي تقيم فيه العروس ويختلط الحابل بالنابل
• الرجال يذبحوا الجمال والنساء يعددن الخيمة والشباب يوزعوا الماء للحاضرين
• "لمجيبة" حق الزوجة وقيمة العريس بقيمة" إبله" والفرح فى بيت العروسة سبع ليال ويقضى العريس ليلة دخلته مع "الآوزير" يلفوا سبع لفات ويقرأوا سورة الفاتحة
كتبت:عواطف الوصيف
لحفل الزفاف في المجتمع الصحراوي عادات وتقاليد خاصة, لها أبعاد ووظائف تحدد العناصر الثقافية والوظيفية للزواج في المجتمع الصحراوي ولأنه لا يمكن تفسير الظاهرة في الواقع إذا لم تكن فائدة الظاهرة سببا في وجودها, فمن الواجب على وجه العموم أن تكون الظاهرة مقيدة حتى تستطيع البقاء.
وظاهرة الزواج في المجتمع الصحراوي تتميز عن غيرها في بقية المجتمعات, وتحمل هذه العادات دلالات ورموز مختلفة تعكس معالم الثقافة السائدة, وخصوصيتها التاريخية
.وباعتبار أن المجتمع الصحراوي مر بعدة مراحل تاريخية متعاقبة ابتدأ من فترة البداوة والترحال البدائية مرورا بحقبة الاستعمار إلى الوضع الحالى فإن ظاهرة الزواج في واقع الأمر شهدت هي الأخرى تغيرات شكلية وضمنية نتيجة لانفتاح المجتمع والتأثر بالثقافات الخارجية.
إلا أن اللافت هنا هو أنه رغم كل هذا فإن المجتمع الصحراوي لا يزال يتمسك ببعض العادات والتقاليد تمسكا شديدا
مصر المحروسة تستعرض هذه العادات والتقاليد التى تنقسم إلى عادات قديمة وعادات حديثة :
عادات وطقوس الزواج القديمة والرمزية فيها:
عقد القِرآن وقراءة الفاتحة
عقد الزواج هو في الواقع الأساس الديني “الشرعي” و”الوضعي” و”القانوني” الذي يعبر عن مشروعية ارتباط رجل بامرأة ارتباطا دائما بما يحوله هذا الارتباط من الدخول في علاقات جنسية وتحمل مسؤولية الإنجاب والرعاية الضرورية للأطفال.
والعقد في المجتمع الصحراوي باعتباره مسلما, يشرف عليه القاضي أو مقرئ القرآن ويحضره أولياء أمر العريس أو من ينوب عنهم(وكيل) وشاهدي عدل, كما أنه قد يحضره بعض الرجال المتواجدين في تلك اللحظات كشهود إضافيين ولا تحضره النساء.
وتتم إجراءات العقد داخل خيمة والد الفتاة, والوقت المناسب لهم هو ما بين صلاة المغرب والساعات الأولى من الليل, كما أن الليالي المفضلة التي يحبذ أن يتم فيها العقد هي ليلة الاثنين أو ليلة الخميس أي يومي الأحد والأربعاء في الليل حتى يبدأ الزفاف في اليوم الموالي أي الاثنين أو الخميس.
ذكرى ميلاد الحبيب
يفضل يوم الاثنين بشكل خاص لأنه اليوم الذي ولد الرسول (ص), وبالتالي العقد فيه يجلب الخير والبركة على الزوجين, وعلى العموم كل أيام الأسبوع تصلح أن يقام فيها الزفاف ما عدا يوم الجمعة الذي إذا أقيم فيه الزفاف فيعتقد أنه سوف تحدث مشاكل بين الزوجين في المستقبل ولهذا يقال إن الزفاف إذا تم في الجمعة يجب أن يعاد.
شروط .. الأخذ و الرد
وبعد استكمال حضور جميع المعنيين بالعقد تبدأ عملية التفاوض والأخذ والرد حول المهر(سنوضح طريقة التفاوض على نوع ومقدار المهر فيما بعد) وشروط كل من العائلتين حيث يشترط كل طرف على الآخر شروطا معينة يجب الالتزام بها فهناك من لا يقبل التنازل عنها, وهناك من يتسامح فيها بعض الشيء, فمن بين شروط والد الفتاة نجد مثلا قوله :
لا سابقة و لا لاحقة أو لا ترحل الفتاة عن أهلها إلا بعد عام أو اثنين أو أكثر, كما أنه من بين شروط ولي
العريس أو وكيله نجد منها:
(لا يقبل بالأجانب في غيابه عن البيت, ولا يقبل أي شيء خارج “مارق” عن الشرعية المحمدية: كالكشف عن بعض جسم المرأة في حضور الرجال أو الخروج من البيت بدون إذنه وأن تحترم والديه وعائلته وأن تحفظ ماله وبيته…).
على غير ذلك من الشروط التي تختلف باختلاف الأشخاص والعائلات, وهناك من يتشدد فيها وهناك من لا يضع شروطا في بعض الأحيان.
الزواج تحت حكم القضاء
وبعد الاتفاق النهائي بين أولياء العائلتين يبدأ القاضي في الشروع في إجراءات العقد التقليدية فيطلب من ولي العريس أن يتوجه بالطلب إلى ولي العروس الذي يقول فيه: أنا فلان ابن فلان أريد منك فلانة لفلان الفلاني على سنة الله ورسوله (ص) ويرفع القاضي بعد ذلك والحاضرين أياديهم فيقول القاضي: "اللهم حلل النكاح وحرم السفاح"
ثم يقرؤون الفاتحة وفي هذه الأثناء تكون هناك مجموعة من الشباب والشابات والنساء في الخارج ينتظرون الانتهاء من مراسيم العقد وبمجرد ما يلفظون آخر كلمة من الفاتحة حتى يطلقون صيحاتهم بالزغاريد والغناء والضرب على الدف وتدوي طلقات الفرح من بندقية أحد أقارب العريس أو العروس وهذا تعبيرا عن الفرح والسرور، وكذلك اقتداء بسنة الرسول (ص) الذي يحث على إعلان النكاح: (إن أفضل ما بين الحلال والحرام الصوت, يعني الضرب بالدف) وقوله أيضا: (أعلنوا النكاح, ولو بالدف).
وبعد انتهاء إجراءات العقد تذبح شاة يحضّر منها عشاء الحاضرين تلك الليلة, ثم يتوزع أقارب وأصدقاء الفتى والفتاة على مهام التحضير لحفل الزفاف ومتطلباته الذي يبدأ عصر اليوم الموالي.
المهر
المهر هو حق من حقوق الزوجة على زوجها وهو حكم من أحكام عقد الزواج, أي من آثاره وهو يتصل بأعراف الزواج والطلاق ويهدف في الأصل إلى حماية حقوق الزوجة, إذ يشكل قوة رادعة ضد الطلاق, وهو أحد النوعين: المقدم والمؤخر, يدفع المقدم عند كتب الكتاب ولا يعتبر الزواج شرعيا بدونه, فيما يظل المؤخر واجبا غير رمزي يقتضيه الطلاق ولا تتسامح به العائلات كما يمكن أن تتسامح مبدئيا بشأن المقدم.
والمهر في المجتمع الصحراوي يخضع نوعه ومقداره لطبيعة المجتمع حيث يعتبر أغلبه مجتمع رعوي بدوي تتمثل الثروة الرئيسية فيه في الملكية الحيوانية خاصة ملكية الإبل التي تحتل قيمة اقتصادية كبيرة لدى الجماعات البدوية في فترة البداوة فيقاس غنى المرء بمقدار ما يملك من الإبل.
وهذا يرجع بطبيعة الحال إلى طبيعة الحياة في البادية التي يعتمد فيها بشكل كبير على الجمل لا لكونه وسيلة نقل رئيسية فحسب بل لأنه يعتبر مصدر لعدة احتياجات أساسية للجماعة البدوية فهو مصدر اللحم واللبن, اللذين يفضلهما الإنسان الصحراوي على سائر اللحوم والألبان الأخرى ووبره الذي يصنع منه أحيانا الخيام, وجلده الذي تصنع منه أدوات عديدة…
هذا فضلا عن أنه يعد وسيلة مهمة من وسائل الحرب والسفر الطويل نظرا لما يتمتع به من قدرة على تحمل ظروف الصحراء القاسية, ونظرا لتلك الأهمية الاقتصادية التي يتحملها الجمل عند الجماعات البدوية فإن المهر عندهم يتحدد في عدد معين من الإبل يختلف باختلاف العائلات ومصالحها, والتفاوض على عدد المهر ونوعه يكون في العقد بين أهل الفتى وأهل الفتاة فقد يطول بهم المجلس إلى آخر الليل في الأخذ والرد في عدد الإبل المطلوبة في المهر بل قد يفشل الزواج في أحيان كثيرة بسبب تشدد والد الفتاة في طلبه عددا معينا من الإبل ولا يتنازل عنه إلا بصعوبة.
حفل الزفاف وعاداته
يبدأ حفل الزفاف عن اليوم التالي من ليلة العقد ويستمر مدة “7? أيام بلياليها, فبعد مجيء العريس وأهله وتسليمهم المهر والأشياء الأخرى (لمجيبة) لأهل العروس يبدأ الإعداد لحفل الزفاف وعلى خلاف بعض المجتمعات العربية التي يتم فيها الزفاف عند أهل العريس فإن حفل الزفاف في المجتمع الصحراوي يتم عند أهل العروس, حيث تحضر خيمة خاصة بالعرس وقد يستغل حفل الزفاف كفرصة لفظ الخلافات والخصومات التي تكون قد حدثت بين بعض الأقارب, فيرسل لهم لكي يحضروا الحفل و(العرضة) من أجل أن تصفي النفوس ويمحى الحقد وأسباب التفرقة والشقاق بين العائلات لذلك ينتهزون فرصة حفل الزفاف لكي يتسامحوا ويتراضوا.
وهذا طبعا بإشراف من كبار السن ذوي المكانة المميزة والمحترمة في العائلة وهذا بهدف بقاء الجماعة القرابية متماسكة ومتوحدة, وبعد ذلك يبدأ الاستعداد لإتمام باقي مراسيم وعادات الزفاف التي توضح كل منها على حدا فيما يلي وهي عادات موروثة تناقلها الصحراويون أبا عن جد ولا زالوا يتمسكون بها لحد الساعة.
أنهار الدفوع
قد يأتي العريس وموكبه في النهار الذي يلي ليلة العقد مباشرة خاصة إذا كان قد جهز المهر وباقي متطلبات الزفاف من قبل, وقد يتأخر البعض عن ذلك بقليل حتى يستكمل تجهيزه, هذا الأخير الذي يتمثل في بعض المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع وبعض الملابس النسائية والجالية المحلية, وبعض وسائل الزينة والروائح الطيبة: (المرايا والأمشطة والمسك, البخور, لخواظ, القرنفل, الحنة, الأساور, الخلاخل, وغير ذلك…) بالإضافة إلى الإبل المطلوبة في المهر المقدم والتي تنحر في الحفل… وعندما يصل موكب العريس إلى مضارب أهل الفتاة يسلمون لهم (لمجيبة) ويسمى اليوم الذي يدفع فيه المهر (أنهار الدفوع) وبعد أن يستريحوا قليلا يبدأ الاستعداد للحفل والتحضير له.
أقلاع البند
من العادات التي كانت تمارس في الزفاف في المجتمع الصحراوي وهي عادة ما يسمى (أقلاع البند) بمجرد ما يقترب موكب العريس من الحي الذي تقيم فيه العروس حتى يأخذ مجموعة تمثل العروس قماشين أبيض وأسود ويشدوهما بين عمودين ويسمى (البند) ويرفعونه في طريق الموكب وبمجرد ما يلتقيان حتى تبدأ عملية تنافس وصراع شديد بين المجموعتين حول أيهما تفوز بانتزاع البند مصحوب بنوع من اللعب والمرح والهرج والمرج ويختلط الحابل بالنابل.
فقد يجرح أو يكسر أحد المشاركين في ذلك الصراع وقد يتمزق الثوب بين الأيدي من شدة التنافس وقد تفوز به إحدى المجموعتين حيث تطالب الأخرى المنهزمة القيام بأعمال معينة كعقوبة لها فمثلا إذا كانت مجموعة العريس هي المنهزمة فإنهم يقيدونه ويذهبون به إلى خيمة الصهرة ويتركونه هناك في موقف محرج. وتمارس هذه العدة كنوع من الترفيه واللعب كما يبدو أنها ترمز إلى طريقة من طرق الزواج التي كانت سائدة في الماضي بالنسبة للمجتمع الصحراوي, وهي الزواج بالخطف أو السبأ التي كان يختطف فيها الرجل المرأة في إغارة أو حرب على حي معين أو قبيلة ما ليتخذها زوجة له, إما بهدف إهانة قومها أو نكاية بهم, أو لأنها أعجبته لجمالها وعشقها ولم يستطع الزواج منها إلا بالقوة, ويمارسها الصحراويين بطريقة غير مباشرة عن طريق اللعب والتنافس على انتزاع البند الذي يرمز إلى العريس والعروس وهذا تعبيرا عن تمسكهم بعادات وتقاليد الأجداد والأسلاف, وبعد أن يستريح موكب العريس ويتناولون الشاي (أتاي) يبدأ التحضير لبداية الزفاف.
بناء خيمة العرس وتجهيزها
بعد تناول الحاضرين وجبة الغداء وبعد أن يأخذون قسطا من الراحة ينقسمون إلى مجموعات تختص كل مجموعة في عمل ما, في تحضير ترتيبات الزفاف وهذا في الغالب يكون بعد العصر, فالنساء يقمن لبناء خيمة العرس وتجهيزها وبعض الرجال يقومون بنحر الجمل لكي تحضر منه وجبة العشاء العرضة وبعض الشباب والشابات يأتون بالماء أو يرسلون لإبلاغ بعض الأشخاص لكي يحضروا للحفل أو في إحضار بعض الأواني والأشياء التي تجهز بها الخيمة, وتتولى أيضا بعض النساء الماهرات في الطهي إعداد الطعام والشراب…
فتختار أحسن خيمة وأكبرها في الحي وتبنى أمامه وتسمى خيمة (الرق) لأنها تبنى خارج الحي وأمامه وتختار لها الأرض القا
سية التي تدعى(الرق) وتبنى خارج الحي لكي يبعدوا الفوضى والغناء وغيرها والأشياء التي تمارس في العرس عن الخيم الأخرى التي عادة يكون فيها كبار السن المحترمين وحتى يأخذ الحضور في خيمة العرس الحرية في النشاط والغناء… وبدون حرج.
تجهيز الخيمة وظيفة النساء
تقوم النساء بتجهيزالخيمة برئاسة أم العروس أو أختها الكبرى أو إحدى قريباتها يأخذون بجمع وسائل وأدوات تجهيز الخيمة من طرف الجيران والأقارب ويعد هذا المظهر من مظاهر التعاون والتساند الاجتماعي الذي يتميز به مجتمعنا في مثل هذه المناسبات التي تتوحد فيها جهود الأقارب والجيران كل يعاون الآخر بما يستطيع عليه وخاصة في الزفاف حيث يتطوع الكل إما بوسيلة من وسائل التجهيز أو يشارك في بعض الأعمال في العرس وتجهيز الخيمة بالأفرشة المختلفة مثل الحصير, القطائف, الزرابي, (التركيات والعركيات والحنابل والوسائد, أصراس), وبنيتين لونهما أبيض تغلف بهما الخيمة من الداخل, وأدوات المسك والبخور (لمرشة , يوضع فيها المسك, لمبخرة, يحرق فيها البخور) و (الرحل), يوضع في الجهة الغربية الساحلية من الخيمة وهو المكان المخصص للعريس أما الجهة الشرقية فهي تخصص للنساء المشاركات في الحفل, للإشارة فإن باب الخيمة الذي يدخل منه دائما يتجه نحو الجنوب قبلة ولا يزال عادة محترمة إلى حد الساعة.
ويبدو أنها عادة متأصلة في المجتمع ومتوارثة عن الأجداد وقد يبدو أن الهدف منها هو اجتناب الرياح لأن هذه الأخيرة نادرا ما تأتي من الجنوب.
وترتب النساء أدوات ووسائل الخيمة بشكل متناسق ومرتب لتعطي صورة رائعة للخيمة من الداخل كما تقوم مجموعة من الرجال بنحر جمل وسلخه وتقطيعه وتسمى النحيرة أهل العريس ويسلمون ذلك اللحم إلى النساء اللواتي يقمن بإعداد الطعام المخصص للحفل الذي يتمثل في الكسكس الذي يعتبر وجبة محلية محبذة ومنتشرة بشكل واسع ويوضع على الكسكس اللحم (التسقية) بالإضافة إلى الخبز (الكسرة) و(ليدام) ولكل جماعة تعد لها مائدة خاصة تليق بسنها ومكانتها وبعد استكمال جميع الترتيبات والتجهيزات الخاصة بالعرس يبدأ الناس في التوافد على خيمة العرس (خيمة الرّق) ما بين العصر والمغرب ليباركوا العريس ويشاركونه في فرحه.
تجهيز العريس
تجهيز العريس بسيط في المجتمع الصحراوي ويتكون من الملابس التقليدية المعروفة للرجال ذات الطابع المحلي المميز وهذه الملابس هي:
. دراعتين : إحداهما بيضاء والأخرى زرقاء أو سوداء.
- لثام: لونه أسود من قماش (النيلة) أو من قماش يدعى "توبيت"
. سروال: لونه أبيض من قماش الشقة ويسمى "سروال اعرب", ويصل إلى الركبتين فقط وفضفاض ويربط برباط من الجلد يسمى "لقشاط"
. حذاء: أبيض يسمى (اقرق) أو نعل من الجلد.
. حزامة: وهي وسط يتكون من خيوط من الجلد ويضعها العريس في يده ليستعملها في ضرب من يحاول
انتزاع عروسه منه في عملية اقلاع أو من يحاول التجسس عليه.
كما أن العريس يضع الروائح الطيبة من مسك وبخور وخاصة على اللثام الذي له طريقة خاصة لكي يكون جميل الرائحة وهي ما يسمى (أتفنقي) وهي خليط من المسك ولخواظ والغرنفل التي يرش بها اللثام ويطوى ليترك مدة معينة حتى تلصق به الرائحة وتبقى لمدة طويل .
وقبل أن يلبس العريس ثيابه السابقة يستحم ويحلق شعر رأسه وذقنه كما أن السواك لايفارق فمه حيث يترك فيه رائحة زكية, ويسمى العريس طوال أيام الزفاف “مولاي” أي أنه سيد في تلك المدة أو تطلق عليه كنوع من الاحترام والتقدير له.
مساعد العريس "آوزير"
يختار العريس أحد أصدقائه أو أقربائه المقربين منه لكي يساعده ويدعى (آوزير) ومهمته هي الإشراف على تسيير شئون الزفاف وحماية العريس من المشاغبين, ويسمى آوزير للدلالة على أنه يمثل وزير العريس الذي يساعده, فتراه طيلة الزفاف نشيط الحركة ويراقب خيمة العرس ويوزع الأكل والشرب.
ويرش الحاضرين بالمسك والعطور ويطرد الأطفال الفوضويين وأحيانا يحمل في يده السوط ليضرب به وفي حالة هروب العروس, وتتجنى فإنه هو الذي يقوم بمهمة البحث عنها… وغير ذلك من المهام التي تناط له ويتكفل بها مساعد العريس "آوزير".
تجهيز العروس
في اليوم الذي يدفع فيه المهر و(لمجيبة) وتبنى خيمة العرس وتجهز تتولى إحدى قريبات العروس قد تكون أمها أو أختها أو خالتها…تجهيزها وقد يستعينون في بعض الأحيان بامرأة خبيرة ومختصة في تجميل العروس وتجهيزها, حيث تستحم العروس ثم تقوم النساء بتحضير الأشياء التي ستجهز بها مثل إعداد الحنة وتحضير الروائح والحلي والملابس وتسريح الشعر…الخ.
وأول شيء من تجهيز العروس هو ظفر شعرها وتعليق الحلي المختلفة فيه, وأشهر أنواع ظفر شعر العروس هي ظفرة لفتولالتي يجمع لها الحلي.
بعد ذلك تضع الزربية في مقدمة الرأس على الشكل التالي ودعة لونها أبيض, ثم أشعيلة لونها أسود, ثم مرجانة أو بلحة وكل منهما تحل محل الأخرى ولونها أحمر, والقرية لونها أصفر, وأشريعة وهي متعددة الألوان, نيلات لونها أخضر, وهكذا يتم تعليق الحلي في ظفر الشعر الذي يزيده جمالا.
أما الأذنين فتوضع فيهما أقراط وأمتيرشات من الفضة والغروب يتكون من أخراس من الفضة وأشعيلة ومرجانة وقرية كما تعلق في رقبة العروس قلادة تتكون من كتاب من الفضة ومعه أشعيلات ومرجانات وقريات وأشريعات.
ليلة الدخلة
في اليوم الأول من الزفاف بعد صلاة المغرب يتوافد على خيمة العرس الحضور من كل حدب وصوب ومن جميع الجهات والأعمار منتظرين قدوم العريس وهو ما يعرف (بترواح العريس) الذي يكون بعد المغرب بقليل.
حيث يأتي في أبهى صوره برفقة أحد الأصدقاء أو الأقارب أو آوزير أو قد يكون القاضي أو الطالب الذي يقرأ أثناء ذلك بعض الصور والأحجبة وعندما يصلون إلى الخيمة لا بد من أن يدور بها العريس ومساعده (آوزير) سبع مرات أي سبعة أشواط يجوبونها ابتداء من الباب الغربي (لعمود الساحلي) باتجاه الشرق ويواصل مرافقه قراءة بعض الصور القرآنية أو يقرأها العريس في السر وخاصة سورة الفاتحة والإخلاص والمعوذتين حتى تنتهي الدوريات السبع.
حيث يدخل من الجهة التي بدأ منها وهي الجهة الغربية أو الباب الساحلي مقدما رجله اليمنى في الدخول ويسمي بالله.
وعادة الدوران بالخيمة هي عادة متوارثة يقوم بها العريس ولاتزال تمارس حتى الآن .
ثم بعد ذلك يجلس العريس في الجهة الغربية (الساحلية) من الخيمة وهي المكان المخصص له ولعروسه وهي المكان الذي يتم فيه أيضا النوم, ولا يتكلم العريس في الليلة الأولى حتى تأتيه عروسه.
الغناء والرقص والمدح فى العرس
تمتلئ (خيمة الرق) بالحاضرين من مختلف الجهات والفئات والطبقات الاجتماعية حيث يشرف على الترحيب بهم واستقبالهم أقارب العريس والعروس وأثناء مدة العرس لا يتوقف الغناء والرقص والمدح تقريبا حيث تأخذ إحدى النساء الطبل ثم تبدأ الأخريات في إنشاد الأغاني والأهازيج الشعبية التي يتغنى فيها بالبيئة الطبيعية, وبالإضافة إلى مدح النبي (ص) وأصحابه وقد يستدعي العرس أحد المطربين المشهور بجمال صوته ليتحف السهرة بطربه المحلي الذي يسمى (الهول)
وبين رائحة البخور والمسك وأكواب الشاي الصحراوي المميز وأبراز والغناء والرقص, يسود جو خاص له طعم ونكهة مميزين وتسمى الأغاني التي تردد في العرس (أشوار), أما الرقص فهناك الرقص الخاص بالنساء والرقص الخاص بالرجال حيث يتم ذلك حسب إيقاعات خاصة بكل نوع على الطبل .
وهذا يتم من طرف جميع الحاضرين دون تمييز والراقص أو الراقصة تؤدي رقصها بنشاط وحماس, وبشكل رائع وعندما يريد الذي يرقص أن ينتهي من رقصه يرمي على أحد الجالسين لثامه أو خزامة… لكي يرقص ذلك الشخص في مكانه.
فى رقص رجالى ورقص حريمى
والرقص على العموم هو عبارة عن حركات متعددة لليدين وأصابعهما والرجلين بحيث يهتز الجسم حسب حركات معينة أما المرأة التي ترقص فأحيانا, تضع طرف ملحفتها على وجهها وهي ترقص, وتحرك يديها وأصابعها بطريقة خاصة.