القاهرة 23 اكتوبر 2014 الساعة 02:23 م
• برج لندن يشهد على جريمته "ابنة الوقت" التى يعتمد عليها الأجيال لمعرفة ما إذا كان ريتشارد مذنبا أم لا ؟
ترجمة:عواطف الوصيف عن النيوزويك
نحن نعلم جيدا أين دفن الملك الإنجليزي ريتشارد الثالث ؟
وكيف تبدو مقبرته منذ اكتشفها تحت موقف للسيارات بجانب كاتدرائية ليستير الإنجليزية
؟ ولكن من هو الملك ريتشارد الثالث وكيف كانت شخصيته؟
لقب ريتشارد في انجلترا أثناء فترة حكمه بالملك المعاب فهو ضحية مملكة تودور أحد رجاله.
اتهمه شكسبير بتدبير جرائم القتل من خلال قصته "princes in the tower" "أمراء في البرج" والحقيقة أن شكسبير محق في اتهامه فقد كان الملك الذي كان معروف بتاريخ مشرف مليء بالانجازات هو قاتلا لطفل.
كيف بدأ حكم الملك ريتشارد الثالث
من الممكن كشف النقاب عن الحقيقة ومعرفتها جيدا إذا لم نفكر بعقلية المنتمين للقرن الواحد والعشرين وإنما إذا فكرنا بعقلية أنصار القرن الخامس عشر وتتبعنا قصة عائلة ريتشارد.
بدأ تناول شكسبير لتاريخ القصة منذ صيف عام 1483 حينما حبس رتشارد الأمراء الصغار أبناء أخيه وهم كلا أدوارد الخامس البالغ من العمر 12 سنة وأخيه الأصغر ذو التسع سنوات في برج لندن الواقع أمام نهر التايمز لأن موافقتهم على شرعية ريتشارد كحاكم وتوليه شئون وتدابير الحكم والقصر ورغم ذلك ظلا محبوسان خلف قضبان البرج.
وفقا لرؤية شكسبير فإن ريتشارد كان يريد المزيد وأعلن عن رغبته في القضاء على من وصفهم بالأوباش في المدينة.
إشارة توماس موريس لتاريخ الملك ريتشارد
ووفقا لما أشار إليه توماس موريس في كتاباته عن تاريخ الملك ريتشارد الثالث والتي أثرت بشكل ملحوظ في مسرحيات شكسبير فقد قتل ريتشارد في إحدى المعارك وذهب قاتليه مباشرة إلى الأمراء في البرج وقاموا بخنقهم.
لكن تلك القصة التي رواها موريس تتميز بعدم الدقة والانحياز أيضا نظرا لكتابتها في عهد الملك هنري الثامن وهو الابن المقرب لريتشارد وهومن تولى حكم مملكة تودور لكن من تولى حكم المملكة قبله كان هنري السابع وذلك بعد مصرع أبيه ريتشارد.
والمؤكد أن الأمراء الصغار اختفوا عام 1483 ولكن لا أحد يعلم كيف ذلك وبعد انتهاء فترة حكم ريتشارد وكل من تلاه من سلالته يظل السؤال الذي يدور في عقل الشعب هل ريتشارد مذنبا تجاه هؤلاء الأطفال؟
"Daughter of time" "ابنة الوقت"
وتعد رواية الكاتب الإنجليزي جوسفين تى المعروفة باسم "daughter of time" "ابنة الوقت" التي ألفها عام 1951 هي بمثابة ما اعتمد عليه العديد من الأجيال عند قراءتها لمعرفة ما إذا كان ريتشارد مذنبا أم لا بل كانت إلهاما لهم ليسبحوا في عالم ريتشارد الذي لم يعاصروه بخيالهم وساعدت الكثيرون في إعادة تقييم رؤية شكسبير في تناوله لحياة الملك ريتشارد.
وتعتبر رواية تى بمثابة تحقيق بوليسي معاصرا لتاريخ مقتل الأمراء فيرى تى أن هؤلاء الأمراء لم يكونوا أبناء شرعيين وإلا كان تزوج
والدهم الملك إدوارد الرابع من والدتهم التي لم تعرف من هي بالإضافة إلى أن ريتشارد الثالث لم يكن لديه مبررا لقتلهم ولا يوجد دليل أو برهان مؤكد يثبت أنهم قتلوا عام 1483 فربما يكونوا ظلوا في محبسهم حتى عام 1485 منذ تولى هنري السابع شئون المملكة.
اليزابيث تجبر هنرى السابع الاعتراف بشرعية إخوتها
وتزوج الملك هنري السابع من أخت الأمراء والمعروفة بالزابيث والتي أجبرت الملك بالاعتراف بشرعية مولد أخويها أمام الشعب وإنهم أبناء الملك ادوارد الرابع مما أدى إلى التفكير من قبل العامة أن هؤلاء الأبناء هم من كانوا أصحاب الحق فى العرش وازداد التساؤل ما إذا كانوا توفوا بالفعل أو أنهم مختفين وربما الملك هنري هو المذنب وليس ريتشارد.
هياكل عظمية فى برج لندن
وقد عثر على الهياكل العظمية للوالدين عام 1674 في نفس المكان الذي احتجزوا فيه من قبل وهو برج لندن أمام نهر التايمز وحينما وجدوا ثبت أنهم دفنوا بطريقة غير لائقة على الإطلاق.