القاهرة 15 اكتوبر 2014 الساعة 03:36 م
المرأة التي تقضي صباحاتها قرب البئر،? ?اسمها فاطمة?. ?امرأة تكثر? ?من الانحناء،? ?تفعل ذلك للإغاظة؛ مرة بنهديها ومرات بمؤخرتها?. ?عيناها متقدتان بالرغبة?.. ?عيناهاَ? ?شراكَا هوي لا يستكينان،? ?ولا يقنعان بغنيمة واحدة?.. ?فاطمة تغسل الملابس كل صباح،? ?وتتكلم أكثر مما تشتغل،? ?تحكي حكايات تختلف وتتنوع كل يوم?. ?النسوة لا يَعْرِفْنَ? ?من أين تأتي هذه المرأة بكل هذه الحكايات مع مطلع كل صباح?. ?حكايات فاطمة قصيرة،? ?إذ أن فاطمة تكره التفاصيل،? ?حتي لو كانت تفاصيل بعض الحكايات شيقةً? ?وممتعةً؛ فاطمة تذكِّر نفسها دائما?: "?التفاصيل تجلب المشاكل وتوقع في الأخطاء،? ?لذلك من الأفضل أن أتر
كَ? ?النسوة يبحثن لوحدهنَّ? ?عن
ما يختفي وراء أَكَمَةِ? ?الحكايات?".?
حكايات فاطمة لا تأخذ منها وقتا طويلا في الحكي?. ?حكايات بلا إضافات هي،? ?وبلا إطالة?. ?ولهذا فحالما تنتهي من سرد الحكاية تكون قد انتهت من? ?غسل الملابس?. ?تفعل هذا هربا من اِستزادة النسوة لها لحكي التفاصيل?.. ?حين تكون أقدام فاطمة تتخاطف الطريق إلي البيت،? ?تكون حمي التفاصيل بين نسوة البئر قد تلظَّتْ?. ?أغلب حكايات فاطمة تنجح في اقتراف هذا?: ?النسوة يُضِفْنَ? ?إلي الحكاية،? ?ويُخْرِجْنَ? ?منها ما لم? ?يكن فيها ، وما لم يدر فى ذهن فاطمة وهى تحكى ، فاطمة حكاءة تهتم بالاثر رغم جهلها بتسمية ما تفعله ، فاطمة لم تلتق فى حياتها رجلا اسمه رولان بارت .