القاهرة 23 سبتمبر 2014 الساعة 05:59 م
عمان: نور الهدى عبد المنعم
من الملاحظ في مهرجان عشيات طقوس المسرحية بالأردن، كثافة التواجد المصري، وحفاوة الترحيب بالمصريين، فضلاَ عن مشاركة فرقة مسرح الغد، فإن العرض الليبي "حكاية طرابلسية" للفنانة خدوجة صبري من إخراج المخرج المصري جمال عبد الناصر، وسينوغرافيا المصري أيضَا أبو بكر الشريف.
كما أن المسرحيين الكبار الغياب الحضور دائما مثل: د.علي الراعي، صلاح عبد الصبور، عبد الرحمن الشرقاوي، ذكي طليمات، عبد الرحمن عرنوس مؤسس مختبر اليرموك، متواجدين من خلال العروض التي تقدم أو الدراسات البحثية التي المقدمة للمهرجان والتي تؤرخ للمسرح العربي.
اسقبل الجمهور الأردني والعربي المشارك في مهرجان "عشيات طقوس المسرحية" بعمان بالأردن فرقة مسرح الغد استقبالاَ حاراَ، حيث تشارك الفرقة في المهرجان بعرض "عشق الهوانم" تأليف: علي أبو سالم، تمثيل: ناهد رشدي، سامية عاطف، ريم أحمد، ألحان عطية محمود، ديكور دينا محرز، أزياء مايسة محمد، غناء نهاد فتحي، إخراج جلال عثمان.
قدم العرض بالمركز الثقافي الملكي، وعقب العرض مباشرة قدم مندوب العلاقات الثقافية الخارجية الأستاذ جمال عبد الجميد درع وزارة الثقافة
المصرية إلى الدكتور ساري الأسد نقيب الفنانين بالأردن ورئيس المهرجان، كما قدم درعَا آخر للدكتور فراس الريموني مدير المهرجان.
كما جاءت أغلب التعليقات على العرض إيجابية وذلك خلال الندوة التي عقدت لمناقشته حيث قالت الناقدة المغربية الدكتور هاجر الجندي: عشق الهوانم وفق باقتدار في خلق المتعة والمرح، لكنه رغم إخفاقه في تحقيق الدهشة وضلك لاعتماده على المسرح التقليدي، فقد استطاع أن يوصل رسالته القوية، من خلال المشاهد الأخيرة، وهي بيت الطيب المحاط بالمؤامرات، والأم التي تعيش في حالة قلق وتوتر نتيجة انتظار الابن الغائب، أما شيطانية سلمى التي أدتها باقتدار وبراعة الفنانة إيمان حيث حملت إيقاع العمل بشكل جيد، لكني أرى أنه كان لابد من وجود تطشات تدل على أنها السيطان من البداية، أما شخصية الأم التي تجسدها الفنانة ناشد رشدي التي تعودنا على أدائها الهادئ الرومانسي، أن تقدم لنا شخصية جديدة تمامَا وتخرج عن الإطار الذي تعودنا أن نراها فيه، فهي بلا شك تثبت براعة المخرج ومجازفته، فأغلبية المخرجين يستسهلوا ويضعوا الفنانين في قوالب ثابته، هذا بالإضافة للأداء الرائع للفنانة ناهد رشدي، التي سيكون هذا الدور من المؤكد نقطة تحول لها.
توظيف مجموعة التقنيات التي خدمت العمل منها: صوت الفنانة ريهام فتحي، الصوت، الإضاءة، في المجمل العمل عميق جدَا، من الوهلة الأولى قد نعتقد أنه دراما خفيفة من الممكن أن تقدم حتى للأطفال، لكن المخرج ببراعته يأخذنا بحصان تروادة ويصعد بنا، وكان ذكاء من الجمهور أيضَا أنه لم يترك العرض ومكث حتى تكشف له هذا التصعيد .
أما د. مظفر الطيب الأستاذ بكلية الفنون الجميلة جامعة بغداد فقد قال عن العرض: الأداء التمثيلي المحترف أنقذ العرض من كثير من الهنات ككل بدءَ من موضوع النص، فالفكرة هي الوضع الراهن الذي نعيشه في الوطن العربي، وهي فكرة ليست جديدة، فنحن مخترقين طوال العمر، وهذا الغريب الذي يأتينا، يأتينا لضعفنا. لكن هذا لا يمنع أنه قدم عرضَا مبهرَا رغم استخدامه لأكثر من مدرسة فنية، وربما كانت حركة البلارينا الفنانة "ريم" هي التي جعلته يخرج عن الإطار الكلاسيكي، تداخل الصوت كان رائعَا فهذا الغناء جعل العرض وكأنه وحدات منفصلة يجمعها هذا الغناء، كذلك أداء الممثلين واضح من البداية أنه انتماء وتبني للعرض، فهذا الأداء التمثيلي حمل العرض إلى بر الأمان، لأن أصل الفكرة بها بعض من عدم التوازن، وكذلك التكنيك المستخدم في الإيقاع بين الأم والبنت.
وأضاف مدير الندوة الناقد والمخرج الأردني علي شوابكه: وفق جلال عثمان في حساب الكتلة والفَراغ ، وتوظيف الفنانين ليس فقط من نشاهدهم أمامنا ولكن من في الكواليس أيضَا.