القاهرة 23 سبتمبر 2014 الساعة 03:03 م
السلطات العراقية تخشى محو تاريخ العراق وإبادة المواقع الأثرية ببغداد
الواشنطن بوست: ترجمة عواطف الوصيف
بلاد ما بين النهرين من الأشوريين والأكديين إلى البابليين والرومان فى العراق خمسة آلاف عام من الحضارة العظيمة قصور ومعابد وفنون أثرية عريقة بين شمال العراق وشرق سوريا تحت سيطرة عناصر جماعة الدولة الإسلامية والمعروفة بداعش .
تعصب دينى وقرصنة آثار
بالرغم من التعصب الدينى الذى يمتاز به عناصر الجماعة الإسلامية والذى دفع بهم إلى تحطيم التحف الأثرية والتى يعتبرونها بدعة إلا أنهم استفادوا منها عن طريق القرصنة على بقايا جدران القصور أو حفرها وذلك لبيعها في السوق السوداء العالمية.
محو تاريخ العراق
وحذر مسؤلو الآثار في العراق وسوريا من كارثة محو تاريخ المنطقة وصرح قيس حسين رشيد رئيس قسم الآثار الذي تديروه الدولة مستشهدا بالتقارير الصادرة عن مسئولي الآثار المحلية أن تجار السوق السوداء في العراق اتجهوا إلى المناطق التي سيطر عليها جماعة الدولة الإسلامية والمناطق الآمنة القريبة لاقتناص البنود واجتاحوا شمال محافظة الموصل وأحاطوا بمحافظة نيونى خلال شهر يونيه الماضى وسيطروا على منطقة تبلغ مساحتها 1.800متر من إجمالى مساحة العراق التي تبلغ 12000 متر وهذه المنطقة تحوى العديد من المواقع الأثرية المسجلة مما دفعهم للتوجه إلى جنوب بغداد.
الإمبراطورية الأشورية
ومن بين أهم المواقع التي تقع تحت سيطرتهم أربع دول أثرية وهى نيونى، و كالها، ودور شاروكين وأشور وكل واحدة منها كانت عاصمة للإمبراطوية الأشورية في أوقات مختلفة.
وظهر الأشوريون في العام 2500 قبل الميلاد وعملوا على القضاء على الدول التى تمتد بين ساحل البحر الأبيض المتوسط وإيران.
قصر الملك آشورناصر بال
ويعد أكثر الأضرار الكارثية التي حدثت حتى الآن لتاريخ العراق هو الاستيلاء على قصر الملك آشور ناصر بال الثاني الذي يقع في مدينة كالها .
وقال رشيد إن جدران هذا القصر مزينة بالنقوش التي توصف حملات الملك العسكرية والفتوحات التى قام بها و صورا له وهو يقوم باصطياد الأسود و تقديم التضحيات والقرابين للآلهة.
واستطرد رشيد موضحا أن المتطرفين قاموا بتمزيق النقوش إلى قطع صغيرة مؤكدا بقوله إنهم لا يحتاجون إلى الكشف أو معرفة ماهية آثار العراق وإنما فقط يحتاجون إلى رؤية سلسلة تقطع رأس الملك وقدمه إذا أرادوا ذلك.
وقال رشيد إنهم حاليا قاموا بنحت النقوش وصوروها على هيئة شيطان يمسك في قبضته نبته مروعة وباعوها في الخارج وهي الآن ما وراء الحدود.
السلطات العراقية والمواقع الأثرية
وصرح رشيد أن السلطات تخشى على المواقع الأثرية الأخرى من الإبادة مثل الموصل والمعروفة بمدينة المتحف و التي تضم مجموعات نادرة من التحف الأشورية ومدينة هاترا التي أنشئت منذ 2300 عام وهى تقع في الجنوب وتضم مجموعة كبيرة من المعابد مما استلزم إصدار الأوامر لمسئولي الآثار في الخارج بمهاجمة المتشددين في كل المواقع لحماية التماثيل.
وأضاف أنه يبدو أن المتشددين لم يقوموا بفعل أى شيء للتحف لأنهم في انتظار أوامر قادة الجماعة.
الأضرحة وثنية ومساجد الشيعة هرطقة
ويسعى متشددوا الدولة الإسلامية إلى تطهير المجتمع من أى شيء لا يتفق مع أسلوبهم وهذا يعنى أن الدمار لن يقتصر على القطع الأثرية الخاصة بالتماثيل وإنما قد يلحق بالمواقع الإسلامية خاصة وإنهم ينظرون إلى الأضرحة كونها وثنية ومساجد الشيعة هرطقة.
سيث وجرجس يونان
وقام المتشددون في مدينة الموصل بتدمير 30موقعا تاريخيا على الأقل يتضمن أضرحة المساجد الإسلامية للأنبياء سيث وجرجس يونان.
ولم تمنعهم أيدولوجيتهم التى يؤمنون بها من الاستفادة من بيع التحف الأثرية سواء بيعها بأنفسهم أو أخذ قطع من اللصوص اللذين يعدوا عضوا فعالا في مواقع النهب.
وقال رشيد استشهادا بتقارير مسئولي الآثار المحلية التي ذكرت بالموصل والتي تفيد أن ضريح جونا قد بني فوق قصر غير منقب في محافظة نيونى في العاصمة الأثرية الأشورية وبعد تفجير المسجد قام اللصوص بالاختباء وأخذ التحف والاستفادة منها .