القاهرة 23 سبتمبر 2014 الساعة 02:57 م
برعاية وحضور الدكتورة "لانا مامكغ" وزيرة الثقافة الأردنية، أقيم حفل افتتاح الدورة السابعة لمهرجان "عشيات طقوس المسرحية" التي تحمل عنوان (الشاهد والشهيد)، بالمركز الثقافي الملكي بعمان.
بدء الحفل بعرض فيلم تسجيلي عن تأسيس فرقة طقوس المسرحية ومشوارها والتحديات التي قابلتها، وتأسيس المهرجان واستعراض للدورات السابقة، تلاه كلمة الدكتور فراس الريموني مدير المهرجان حيث قال: مازالت عمان تنشر رسالة الخير والجمال وسط مشهد البؤس والدم الذي يخيم على الأمة، ومازلنا هنا نؤمن أن هذا البلد له تاريخ جميل وإن حاول البعض تشويه أو سرقة جزء منه و لكنه يبقى شاهد على مركزيته للكون في حقب زمنية سالفة،وهذه الآثار تشهد على حضارة عريقة اسمها عمان واسمها الأردن واسمها وطني العربي.
إن عشياتنا التي نشعل قناديلها كل عام، هدفها الأول المطالبة بعودة آثارنا الأردنية والعربية المسروقة والمعروضة في المتاحف الأوربية، وقد سلطتنا الضوء في دوراتنا السابقة على مسلة "ميشع" الشاهد على انتصاراتنا قبل ثلاثة آلاف عام، والأسيرة الآن بمتحف اللوفر بفرنسا، واليوم نوجه مشاعلنا أيضَا إلى تماثيل "عين غزال"، هذه الآثار التي تثبت أن عمان أولى الحضارات على وجه الخليقة عمرها عشرة آلاف عام، وهي الآن بمتحف لندن ببريطانيا ومعهد في أمريكا.
أعيدوها إلينا أيها المستعمرون وأخرجوا أيديكم من العبث في وطننا العربي وبث روح التفرقة والعنصرية والمذهبية فيه. انهضوا يا ساداتي وردوا لنا ماض جميل سرقه هؤلاء المستعمرين.
وهنا يلعب المسرح دوره في نشر ثقافة الأمة وتاريخها، ونركز في مهرجاننا على القيم الروحية والطقوس الدرامية التي تعيدنا إلى الفطرة على الخير وتطهرنا من دنس الحاضر المؤلم.
اشعلوا فوانيسكم أيها المسرحيون على خشبات مجد عمان ولترتقي أرواحكم وخطابكم إلى ماضينا ومستقبل أطفالنا.
أهلاَ وسهلاَ بكم أيها الفنانون من النمسا وإيطاليا والعراق والبحرين ومصر وليبيا والجزائر والمغرب.
هذا بلدكم اطلقوا العنان لخيالكم فالحمد لله أننا ننعم بالأمن الثقافي الذي يتيح لنا أن نرسم أحلامنا بالحركة واللون والجسد والآهات والإيقاع.
ثم جاءت كلمة الدكتورة "لانا مامكغ" وزيرة الثقافة حيث قالت: تستند وزارة الثقافة في دعمها ورعايتها للمسرح على القاعدة التي تقول اعطني مسرحَا أعطيك شعبَا مثقفَا، ومن هنا تعمل مع بداية كل عام على تنظيم عدد من المهرجانات والمواسم المسرحية الرسمية والخاصة، بحيث لا يكاد يمر شهر دون وجود موسم أو مهرجان خاص بالمسرح، ويدفعنا ذلك إلى التوقف لحظات لنتأمل الحالة المسرحية الأردنية ونتساءل: هل ساهمت الجهود الحثيثة والدعم المادي والمعنوي المتواصل الذي تقدمه الوزارة سنويَا للمسرح في خلق حراك مسرحي فاعل وحقيقي، وهل أدى ذلك إلى دفع عجلة المسرح الأردني إلى الأمام، وهل أضفت جهودنا جميعَا كوزارة ومسرحيين إلى إيجاد جمهور مسرحي حقيقي، متابع للمسرح على مدار العام، أم مازلنا نراوح في مكاننا ونقيممهرجانات ومواسم ومسرحيات للنخبة فقط وللمسرحيين أنفسهم.
أسئلة مشروعة تلح علينا كثيرَا، ومع انتهاء حصاد2014 تدفعنا لتنظيم مؤتمرَا أو ورشة عمل مطلع العام القادم على مدرا أيام يشارك فيها كافة المسرحيين الأردنيين والمؤسسات الرسمية والخاصة المعنية بالمسرح، يهدف إلى تقييم الحركة المسرحية على مدى العشرين عاما الماضية، ومناقشة ظاهرة المهرجانات ومحاولة التوصل إلى أفكار جديدة ومقترحات نافعة لحل أزمة الجمهور المسرحي والنص المحلي والترويج الإعلامي وآليات الدعم والإنتاج وشراء العروض وتجهيز المسارح، وإمكانية نشر المسرح في المحافظات حتى لا يبقى حكرَا على العاصمة وعلى نخبة فقط للوصول إلى المسرح لكل طبقات وشرائح المجتمع يساهم في خلق شعب مثقف وذا ذائقة فنية وجمالية عالية.
نبارك لفرقة طقوس عشياتهم والتي لا شك أنها تساهم في تطوير المشهد المسرحي الأردني العربي.
وفي كلمته أعلن د. ساري الأسعد نقيب الفنانين أن نقابة الفنانين الأرنيين وجهت بيانَات رسمية لرؤساء الدول التي بها الآثار المنهوبة، ثم قال: هذه عمان تحتضن ضيوفها من البحرين والعراق والجزائر والنمسا والمغرب وليبيا وجمهورية مصر وكافة الأقطار العربية، وهذه فرقة طقوس تعيد إشعال أضواء المسرح لإبداعكم ولرؤاكم وأحلامكم، حلقوا في هذا الفضاء الرحب واطلقوا العنان لخيالكم واصنعوا الجمال وحققوا الخير والحرية لجماهيركم.
إن نقابة الفنانين الأردنيين تسخر كل طاقاتها لإنجاح عروضكم المسرحية وتوصيل خطابكم التنويري إلى المتلقي العطش لكل فكرة وحركة وتكوين تصنعونه.
نأمل نجاح هذا المهرجان كما نجحت الدورات السابقة، لاسيما أنه زاخر بالعروض والورش والندوات والفعاليات المسرحية، ويحمل شعار "الشاهد والشهيد" ليربط الماضي بالمستقبل ويذكرنا بهذا التاريخ العريق والذي يستحق الدفاع عنه، والحفاظ عليه.كل عام وأنتم بخير ومهرجانكم متألق متميز وأحلامكم متحققة بعودة آثارنا المسلوبة.
كرم المهرجان المخرج الأردني صلاح أبو هنود "شخصية المهرجان"، والفنان علي عبد الله من العراق، والكاتب الأردني هاشم غرابية، حيث تم عرض فيلما تسجيليَا عن حياة كل منهم ودوره في إثراء الحياة الفنية والثقافية.
اختتم الحفل بعرض مسرحية مأساة الحلاج تأليف صلاح عبد الصبور، سينوغرافيا وإخراج فراس الريموني، تأليف موسيقى عبد الحليم أبو حلتم، تمثيل: يوسف كيوان، خليل أبو حلتم، المعتمد المناصير، عمر الضمور، عبد الحليم المحارمة، أيمن سنقرط، عبد الله كيوان، أمان الداية، سعيد ناصيف، عبد الكريم محمد عابد. تصميم ديكور خليل أبو حلتم، الإيقاع: عواد عواد، مصمم الأزياء ردينا موسى، مساعد مخرج سناء أيوب، مدير مسرح: محمود عبيدات.