القاهرة 23 سبتمبر 2014 الساعة 12:51 م
حسنا يفعل وزير التربية والتعليم والمحافظون بزيارة المدارس في أول العام الدراسي وحضور طابور الصباح وهو تقليد امتد الآن إلي مديري الأمن ورؤساء الأحياء لعلها تكون بادرة خير للاهتمام بأوضاع ادارية في المدارس وليس فقط للتصوير ولكن لماذا يتركز اختيار المدارس في الأحياء الراقية أو المدارس النموذجية التي يكون لديها من الامكانيات والاعتمادات والإجراءات التي تزرع السعادة في قلوب المسئولين.
أين المدارس في الأحياء الشعبية والقري والنجوع والتوابع التي لا يصل إليها أحد.. وربما هي الأشد احتياجا لهذه الزيارات لعلها تفتح بابا للتغيير ويري المسئول الأول عن التعليم الوضع الحقيقي للمدارس والتلاميذ بعيدا عن التصوير وكاميرات الفضائيات.
في محافظة القاهرة.. بل في قلبها وفي حي غرب مدينة نصر.. منطقة عشوائية بها مدرستان هما في أشد الحاجة إلي زيارة الوزير والمحافظ وأي مسئول في هذا البلد.
منطقة تسمي العرب وبها مدرسة اسمها وأخري عمرو بن العاص.. لا توجد مواصلات ولا امكانيات تحفز المدرسين إلي الوصول إليها ويهربون من دخولها أو العمل فيها وليس هناك حافز لهؤلاء لتحمل مشقة الذهاب والاياب أو الاستمرار في العمل بهذه المنطقة.
منطقة عشوائية في قلب القاهرة ويحيط بها من كل جانب مدارس أخري مميزة وفاخرة أصبحت مقصد لزيارات المسئولين لأنهم يهربون من المناطق الفقيرة البائسة وربما لأن هذه المدارس الفقيرة النائية في وسط القاهرة لا تستطيع القيام بكرم الضيافة كما يجب لأنها لا تملك ليس بخلا أو شحا وكيف يمنح من يعملون من أعضاء هيئة التدريس بالمدارس الحكومية في القاهرة الجديدة والتجمع بمراحله بدلا يسمي مناطق نائية. وهذه المدرسة في منطقة شبه معزولة عن العالم بلا مواصلات ولا زيارات ولا اهتمام لماذا يتم اهمالها.. هل هذا منطق.. بدل مناطق نائية في القاهرة الجديدة ومنطقة العرب في حي غرب مدينة نصر نائية ومعزولة فكيف يتعلم ابناء هذه المنطقة.. من الذي زار مدرسة العرب بمنطقة العرب ومن الذي زار مدرسة عمرو بن العاص بها وكيف يتلقي هؤلاء التلاميذ دروسهم.. هل هيئة التدريس كافية.. هل أوضاع المدارس بمنطقة العرب تكفل تعليما مقبولا لأبناء هذه المنطقة من الفقراء ويستطيع أي مسئول ان يذهب ومعه كاميرات الفضائيات والمصور الخاص الذي أصبح سمة مميزة الآن ويري علي الطبيعة حالة البؤس والقهر التي تسيطر علي هذه المنطقة ومدارسها وتلاميذها وأعضاء هيئة التدريس.
ان المدارس التي يتم تفقدها في بداية العامة الدراسي أصبحت معروفة في بداية كل عام دراسي.. وهذا قرار المسئول ولكن أليس من حق المدارس النائية والمعزولة ان تنال ولو زيارة واحدة وليس مهما أن يكون ذلك في اليوم الأول للدراسة.
ان غبار الطريق والمناظر غير المألوفة والفقر والبؤس في هذه المنطقة لا يمكن أن يستمر ولا يجوز أن تنال المدارس في الأماكن المميزة الاهتمام والزيارات فهذه المدارس بمنطقة العرب غرب مدينة نصر وغيرها بالقري والنجوع والتوابع والمعزولة عن العمران والتي تعاني نقصا في الكتب واعضاء هيئة التدريس وكل الامكانيات هي الأحق بالزيارات لعل وعسي تفتح لها بعض الأبواب وتنال قدرا من الرعاية والاهتمام وهي تستحقه.. مدارس أبناء الفقراء تستحق زيارات واجراءات تنقذها من الأوضاع المخزية التي تسيطر عليها