القاهرة 23 سبتمبر 2014 الساعة 12:42 م
على إحدى الشاشات المصرية الخاصة، بدأ المستشار الإعلامي للرئيس السابق عدلي منصور أحمد المسلماني يقدم برنامجاً يومياً بعنوان «صوت القاهرة».
المسلماني قدم برنامجاً على شاشة «دريم» قبل «ثورة يناير»، وقبلها كان أحد المحللين السياسيين في «الأهرام» ومارس العمل خارج مصر قبل أن ينتقل إلى التلفزيون وبعدها إلى ممارسة مهام مستشار رئيس الجمهورية، ثم ينتقل إلى البرنامج الحالي الذي يعاود فيه السيناريو ذاته الذي وضعه لنفسه كمقدم برامج سياسية، ومعلق على الأحداث، ومحلل.
وعلى رغم كثرة البرامج على الشاشات المصرية إلا أن المسلماني يحتفظ لبرنامجه بطابع مميز بداية من حرصه على تقديمه واقفاً وسط استوديو واسع وكأنه في حفلة أو محفل يواجه ضيوفاً يشاركونه الاستوديو، الأمر الثاني هو شجاعته في التعبير عن وجهة نظره. شجاعة يبتعد فيها من هوية مقدم البرنامج ليلتصق بهويته الأصلية كمحلل وكاتب سياسي. وعلى صعيد آخر، فإن المسلماني مغرم بمتابعة القصص السياسية والبحث عن جديدها، ومنها مثلاً، ما حصل أخيراً للصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي بعدما عرف شهرة واسعة بعد قذف الرئيس بوش بفردتي حذائه، جاء من يثأر منه، وهو صحافي عراقي آخر اسمه سيف حافظ، قذفه بفردة حذائه في باريس، غير أن الأمر اختلف هنا، إذ قبضوا على سيف وخرج من دون فردة حذائه بينما تشكلت علامات الدهشة على وجه الزيدي!
وواضح أن صاحب «صوت القاهرة» قرر أن تكون الوثائق المرئية، خصوصاً ذات الدلالات التاريخية والسياسية المهمة، جزءاً من برنامجه اليومي، ومنها تلك الخطبة التي ألقاها آية الله علي خامئني بالعربية في أعقاب ثورة 30 حزيران (يونيو) ممتدحاً فيها المصريين وقياداتهم بلغة فصيحة وعبارات رنانة، وأيضاً تلك الوثائق الفيلمية التي ترافق الموضوعات التي يتوقف عندها يومياً. ومن الواضح كذلك قدرة البرنامج الذي تعرضه قناة «الحياة» الأولى على البحث عن الوثائق النادرة من خلال قنوات عدة، وربما لهذا يشعر المشاهد بمقدار من الاختلاف، فإلى جانب لغة صاحبه وفصاحته فإن «الصورة» تحدث كل الفرق. هناك أيضاً نهاية الحلقة يومياً، إذ يؤدي فيها المسلماني التحية للوطن والجيش، ويترك المغني ذا الصوت الساحر علي الحجار لغناء تيتر مسلسل «بوابة الحلواني» الذي يلخص مسيرة مصر مع النهضة منذ أيام محمد علي والخديوي إسماعيل وحكاية حفر قناة السويس للمرة الأولى وهو المسلسل الذي دخل التاريخ الدرامي، بينما استطاعت أغنية التيتر أن تبقى جاهزة عند الطلب.
أياً يكن الأمر، يقدم «صوت القاهرة» الدليل على أن الاهتمام بالتاريخ ومقارنته بالحاضر يصنعان برنامجاً جذاباً بمقدار ما يحتوي من مساحات للسجال.