القاهرة 22 سبتمبر 2014 الساعة 12:18 م
معبد أبو سمبل.. الأثر الذي نحته المصري القديم في الجبل الصخري في جنوب الوادي، والذي هبَّت حكومات الدول وشعوبها ومنظمة اليونسكو لإنقاذه من الغرق، بعد النداء الذي وجهه الزعيم المصري جمال عبد الناصر في 8 مارس 1960.. هذا المعبد الذي سجل لحظة عناق واجتماع ممثلي دول العالم وشعوبه وهيئاته وتعاونهم من أجل إنقاذه منذ سنوات طويلة، يصبح موضوعًا لباليه تعاون في كتابة مشاهده وموسيقاه وتصميم رقصاته وقيادة مجموعة عازفي الاوركسترا فنانون من مصر واليابان.
جميلة لحظات العناق بين البشر والتعاون والمشاركة من أجل إنقاذ أثر قديم يتهدده خطر وتحويل مجرى نهر وإقامة سد يأتي بالرخاء والخير للبلاد.. هذه اللحظات الكبيرة في حياة الإنسان المصري التي شهدتها أرض النوبة وشهدها رجال أشداء من صعيد مصر والتي تتواصل فيها حضارة الأجداد بمسيرة الأبناء نحو البناء والتقدم، تتراءى لنا عبر مشاهد الحركة والسكون التي يتكون منها باليه أبو سمبل الذي كتب السيناريو له سفير اليابان الأسبق في القاهرة "يوسوكي تاكاي" وكتب موسيقاه المؤلف الموسيقي الياباني "شيشير واكيبي"، واشترك في تصميم رقصاته عبد المنعم كامل من مصر و"بوبوم شيجيو" من اليابان، وقام بقيادة أوركسترا القاهرة السيمفوني المايسترو الياباني "شانجي ارتاني".
تحت أقدام الجبل الصخري المطل على نهر النيل العظيم، يستيقظ من نومه الرجل الجنوبي في جلبابه الأبيض، يجلس على قطعة مستوية من الحجر الجرانيتي، متاملاً النهر في جريانه الممتد إلى آلاف السنين، وناظرًا إلى رسومات ونقوش على واجهة المعبد تحكي وتقص عن الحب الذي جمع بين الملك رمسيس الثاني والملكة الجميلة نفرتاري.
تراوحت مشاهد باليه أبو سمبل بين الحركة والسكون في نسيج اللوحات الراقصة الواحدة بعد الأخرى.. لوحة تبلغ ذروة جمالها في الرقصة النوبية، ولوحة أخرى تتدثر بالسكون المعادل لقدم مشاهد التاريخ كما يتراءى في الأثر القديم ذي الجلال والعظمة.
ومن باليه أبو سمبل إلى القصيد السيمفوني "نهر المولداو" للموسيقار "سميتاتا" ابن "تشيكوسلوفاكيا" قبل انقسامها إلى دولتي "التشيك" و"سلوفاكيا"، تعزفه فرقة أوركسترا القاهرة السيمفوني، وفيه تمسك يد الموسيقى الرحيمة بيد جمهور مسرح الجمهورية بالقاهرة لتأخذه في رحلة نهرية عبر السهول والغابات والحقول الخضر إلى أن تنتهي به الرحلة في العاصمة التشيكية "براج".
واكتمل الحفل الموسيقي بحوار بين آلة الفيولينة تعزف عليها اليابانية "كيك واتايا" وبين آلات مجموعة الأوركسترا ، وذلك في كونشرتو الفيولينة والأوركسترا رقم 47 للموسيقي الفنلندي سبيليوس، الذي يعكس من خلال نسيجه النغمي صورًا من الشمال البارد حيث الغابات الفسيحة والأحراش والبحيرات والثلوج البيضاء والإنسان.