القاهرة 18 سبتمبر 2014 الساعة 03:46 م
عملاق الكومديا العربية طلب يد شويكار على المسرح بعبارة (تتجوزينى يا بسكويتة
رحل بعد إصابته باكتئاب على فقد رفيق عمره عبد المنعم مدبولى
لم يكن الطالب فؤاد زكي المهندس، "فؤاد المهندس"، يعلم أن لقاءه بالقدير نجيب الريحاني سيغير كثيرًا من حياته، ليصبح واحدًا من كبار الفنانين المخضرمين في المسرح والسينما، وأيضًا البرامج الإذاعية، حيث كان حلم فؤاد حينها الوقوفأمام العملاق نجيب الريحاني، إلى أن جاءته الفرصة ووجد نفسه وجها لوجه مع الريحاني، في زفاف شقيقته الإعلامية صفية المهندس، ولكن بسبب الحاح فؤاد في الوقوف معه صرخ فيه الريحاني قائلا: "يا ابني حرام عليك مش عارف اتنفس منك"، وطلب منه حينها الابتعاد عنه، ولكن قام الإعلامي القدير "بابا شارو" بشرح الموقف للريحاني، وأوضح له أن هذا الشاب شغوف بالتمثيل وبمسرحه بشكل خاص، وهو ما قرب بعد ذلك بين فؤاد ونجيب الريحاني، والذي أهداه جملة أصبحت قاعدة له طوال مشواره وهي "كن رجلا ولا تتبعني"
بالفعل بدأ فؤاد المهندس في المواظبة على المشاركة في بروفات مسرح الريحاني، وتوقع أن يتم الإعلان عن اسمه كواحد من نجوم الفرقة، إلا أن وفاة الريحاني حرمه من ذلك، ليقرر بعدها الانضمام لفرقة "ساعة لقلبك" مع عبد المنعم مدبولي، ليصنعا انقلاب في المسرح المصري مع أوائل خمسينات القرن الماضي
وتنقل المهندس ابن حي العباسية عام 1924، بين السينما والمسرح ليشارك في العديد من الأفلام، ومنها "الأرض الطيبة" مع مريم فخر الدين عام 54، وشارك فاتن حمامة "بين الأطلال" عام 59، كما شارك أيضا مع نجاه الصغيرة وصالح سليم بطولة "الشموع السوداء" في عام 1962
وعلى الرغم من حصوله على البطولة المطلقة في العديد من الأفلام، ومنها "أخطر رجل في العالم" و"الراجل ده هيجنني" و"ربع دستة أشرار" و"أرض النفاق" و"هارب من الزواج" وغيرها، إلا أن ذلك لم يمنعه من مشاركة زملائه في دور ثاني، حيث ارتبط اسمه بصديق البطل في العديد من
الأفلام، ومنها "معبودة الجماهير" مع عبد الحليم حافظ، وغيرها من الأعمال
وارتبط اسم فؤاد المهندس بشويكار لسنوات طويلة، كونا خلالها ثنائي سواء على شاشة السينما أو على خشبة المسرح، إضافة للحياة الزوجية، حيث طلب المهندس منها الزواج على المسرح، وقال لها "تتجوزيني يا بسكوتة"، وقدما سويا أعمالًا مثل "سيدتي الجم
يلة" و"حواء الساعة 12" و"أنا وهو وهي"، وكانت شويكار هي الزوجة الثانية للمهندس بعد السيدة عفت سرور، والتي أنجب منها ولديه أحمد ومحمد
كان لفؤاد المهندس أيضًا إسهامات في التلفزيون، سواء من خلال فوازير عمو فؤاد، والتي اشتهر بها، وكانت علامة فارقة في مشوراه، وأيضًا من خلال الأعمال الدرامية التي قدمها مثل "عيون" و"العصافير" و"أحلام العنكبوت"، كما خرج من مدرسته في الكوميديا العديد من النجوم منهم عادل امام، ولذلك لقب بالأستاذ، واهتم أيضا بالأطفال سواء في مسرحية "هالة حبيبتي" والتي عالجت قضية أطفال الملاجئ، وأيضا أغنيته الشهيرة "رايح أجيب الديب من ديله"
وأمس مرت الذكرى الثامنة لرحيل النجم الكبير الراحل فؤاد المهندس، الذى ظل معطاء للفن المصرى، بأعمال
قصة حب فؤاد المهندس لشويكار، لم تنته مدى الحياة، وكذلك هى، ففى أحد حواراته يصفها المهندس قائلا: "تكمن قيمة شويكار الفنانة فى جمالها أولًا، وفى خفة دمها فى الأداء الكوميدى ثانيًا، أما قيمة شويكار الزوجة فإنها تبدو لى مثل السجاد العجمى كلما تقدم بالعمر تضاعفت قيمته، وبمرور الأيام يزداد إحساسى بها بأنها مكسبى فى الدنيا بعد فنى"، وتقول هى عنه:"ماحبتش حد زى فؤاد لأنه منحنى الحب والعطف والحنان والأمان". وبعد زواج دام 20 عاما، قرر الزوجان الانفصال؛ جسديا، وبقيت الأرواح فى حالة حب دائمة، وصداقة إلى أبعد مدى، وما بينهما كان أكبر من الحب والزواج كما تقول شويكار، حيث كان حب المهندس لها من نوع خاص تعلق بجاذبية عينيها الجميلتين، وروحها الخفيفة، واستمرا فى تقديم الأعمال معا حتى بعد انفصالهما.ه الكوميدية الخالدة فى تاريخ السينما المصرية، التى قدمها من خلال رحلته مع الحياة، ومع محبوبته النجمة شويكار، التى تعتبر من أهم المحطات فى حياة فؤاد المهندس، حيث وقف النجم الكوميدى على خشبة المسرح فى نهاية أحد العروض المسرحية، أمام النجمة شويكار قائلًا لها: "تتجوزينى يا بسكويتة"، مُعلنًا الزواج منها أمام الجمهور، بخروجه عن النص المسرحى، واستقبلت النجمة الجميلة ذات الأصول التركية الخبر بالفرحة والدهشة وردت: "بحبك"، حيث لم يخطر على بالها ذات يوم أن يعرض عليها المهندس الزواج بهذه الطريقة، وتم الزواج بينهما، وقضى معا أجمل سنين العمر. بعد استقرار قلب العاشقين "فؤاد" و"شوشو" كما كان يناديها الراحل، وشكلا أفضل ثنائى فى تاريخ السينما المصرية، بتقديمهم مجموعة من الأفلام الكوميدية الغنائية، وعلى رأسها"شنبو فى المصيدة"، و"العتبة جزاز"، و"أخطر رجل فى العالم"، و"أرض النفاق"، و"أنت اللى قتلت بابايا".
ورحل فؤاد المهندس في 16 سبتمبر عام 2006، عن عالمنا بعد إصابة باكتئاب شديد على رحيل صديقه ورفيق دربه عبد المنعم مدبولي بشهر واحد, رحل بجسده فقط من الحياة، وبقيت أعماله فى عقل وقلب جمهوره، وبقى حبه فى قلب شويكار يزداد كلما مرت الأيام