القاهرة 12 سبتمبر 2014 الساعة 07:39 م
أحد أهم وأبرز الكتاب والصحفيين المصريين ولد في 20 نوفمبر 1928 وحصل على ليسانس الحقوق، وأثناء دراسته في الكلية أصدر مع آخرين مجلة "أخبار الجامعة"، كانت طريقه للتعرف على مصطفى وعلي أمين، عمل في مكتب "أخبار اليوم" في الإسكندرية، ثم انتقل إلى القاهرة، ليتولى سكرتارية التحرير , له مقالة ثابتة يوميًا في جريدة الأخبار بعنوان نصف كلمة وله آراء سياسية، شارك مع رسام الكاريكاتير مصطفى حسين في كاريكاتير الأخبار وأخبار اليوم، يوميًا لسنوات طويلة، من أفكاره وألف شخصيات كاريكاتيرية منها فلاح كفر الهنادوة ومطرب الأخبار وعبده مشتاق وكعبورة وغيرها
رحل الفقيد الكبير عن عالمنا بعد أن ودع مؤخرًا رفيق دربه الراحل مصطفى حسين قبل أيام
كان الكاتب الصحفي أحمد رجب، يفتتح، كل يوم، عموده اليومي "نصف كلمة" في جريدة أخبار اليوم بالدعاء لصديقه الساخر الذي توفى مؤخرًا مصطفى حسين، بقوله: "يا رب حياة مصطفى حسين بين يديك، إنا نتوسل ونستجدي، ونطمع في قدرتك يا من تعطي بلا حساب، يا أرحم الراحمين"، فقد عاش الاثنان سويًا في عالم السخرية والكاريكاتير، فيتذكر الكاتب أحمد رجب صديقه الساخر مصطفى حسين إما بالدعاء له أو سرد بعض الذكريات التي جمعتهما داخل عالم الرسوم الكاريكاتيرية.
وبعد أن توفى لم يمسك أحمد رجب القلم مرة أخرى، وكأنه ودع الحياة بوفاة صديقه حتى لحقه وفي نفس الشهر عن عمر يناهز 86 عامًا
في مساحة صغيرة، بالصفحة الأخيرة لجريدة الأخبار، امتزج فيها الفكر مع خطوط الرسومات الكاريكاتيرية غير مكتملة، ذات الألوان البسيطة المتنوعة، التي شكلت شخصيات غريبة الشكل حاملة للملامح المصرية من "فلاح كفر الهنادوة" و"عبده مشتاق" فتخطف البسمة الرقيقة من الوج
وه،
وبعضها من الشخصيات البارزة المصورة بطريقة كوميدية كـ"أحمد نظيف" رئيس الوزراء الأسبق، والوزيرة السابقة "فايزة أبو النجاة"، تش
غف فكر القارئ لمعرفتها، واستدعاء الموقف المرتبط بالحدث، استطاعت أن تجذب قطاعًا كبيرًا من القراء لفترة طويلة أوشكت على الانتهاء
امتلكا بهذه المساحة الصغيرة، قلوب وأّذهان القراء في وقت كان للجريدة المطبوعة السطوة والقوة، الثنائي "مصطفى حسين وأحمد رجب
"، أ
بناء مؤسسة أخبار اليوم، تمكنا من إخراج الضحكات من قلوب قرائهما بشخصيات ساخرة ابتكرها أحمد رجب من وحي خياله، ورسمها مصطفى حسين بريشته المميزة، ليخرجا لنا "عزيز بك الأليت"، "الكحيت"، "كمبورة"، "عبده مشتاق"، وغيرهم من الشخصيات، التي ابتكروها على صفحات
الجريدة، بالإضافة إلى مسلسلهما الذي كان يذاع في رمضان في الثمانينبات "ناس وناس"
شكلا معًا مثالًا لأفضل فريق عمل في الصحافة المصرية، وصداقة ذات حائل قوي ضد الخلافات، طوال رحلة عملهما التي تجاوزت الـ25 عامًا، قاربتهما في الفكر والعمل والاتجاه، وحتى في نفس المستشفى الأمريكي ليتقاسما الآلام داخله، إلا أن مصطفى حسين يسقط متأثرًا بآلامه التي لم يستطع تحملها، ويظل أحمد رجب يعاني من المرض، والذي لم يدري حتى الآن بخبر وفاة صديق حياته
"أغلى ما تمتلك مؤسسة أخبار اليوم" بهذه الكلمات البسيطة ثمينة المعنى، في 7 أبريل 2014، وصف ياسر رزق رئيس مجلس إدارة المؤسسة وقتها، مكانة الثنائي بالنسبة للأخبار، كما كان "دويتو الكوميديا في المصرية"، من أشهر الألقاب التي حصل عليها الكاتبان أثناء مسيرتهما الساخرة.
"مصطفى هو أحسن رسام في العالم"، إحدى كلمات أحمد رجب التي ظل دومًا يرددها على صديقه الساخر، معترفًا بموهبته الفذة في ذلك المجال، ولم يكتف بوصف صديقه فقط في كل لقاءاته، بل تعدى الحب بينهما مراحل عدة، فحينما مرض "حسين" عام 2009 أثناء عمله في الأخبار، قام "رجب" بالاعتكاف في منزله مضطربًا عن العمل، قائلًا،:"لن أعود إلى مكتبي في أخبار اليوم إلا بعد أن أطمئن على مصطفى حسين"
ومن أقوال مصطفى حسين عن الكاتب أحمد رجب: "لا يمكن لأحد أن يزعم أنه يعرف أحمد رجب، قليلون هم الذين اقتربوا منه، فقد عرف أحمد رجب كيف يحترم وقت القارئ وترجم ذلك في الكتابة باختصار وتركيز شديدين، حيث لا وقت عند القارئ إلى اللت والعجن"
لم تخل علاقتهما من الصعوبات، فلقد أثارت رسمة كاريكاتيرية لهما الكثير من الجدال مصحوبًا ببلاغ في يونيو 2011 من أحد الأشخاص بتهمة ازدراء الأديان، والتي كان بها صورة معلقة لشيخ سلفي بلحية ورسم لامرأة راقصة بجانبها اثنين من الرجال أشار أحدهم للصورة وعلق عليها قائلًا بعبارات ساخرة من السلفي ولحيته وجلابيته البيضاء وعلامة الصلاة في وجهه ثم خاطب العاهرة المرسومة- بحسب البلاغ- على يساره بعبارات تتضمن سخرية من النقاب، وكان لافتًا أنه لم يسخر من العاهرة العارية إنما أراد أن يسخر من العفيفات، والذي أكد مصطفى حسين أنه لم يقصد الإساءة للإسلام أو السلفية ولكن من قدم البلاغ لم يفهم طبيعة شخصية الكاريكاتير التي أرسمها، فقضت محكمة جنح بولاق أبو العلا برفض تلك الدعوة واعتبرتها لا تخالف الدين الإسلامي.