القاهرة 28 اغسطس 2014 الساعة 01:34 م
اعتنق الإسلام وكان له موقف أثناء حفر الخندق نظرا لخبراته العديدة عن وسائل الحرب والخداع التى اكتسبها فى بلاد فارس وعندما جاءالخبر بقدوم أبى سفيان وجنوده وزعماء اليهود قاصدين المسلمين ومحزبين الأحزاب على رسول الله صلىالله عليه وسلم وكان هذا الجيش لا يمثل قريش فقط بل معهم العديد من القبائل منغطفان وبنى مرة واشجع وبنى أسد وغيرهم واتجهوا قاصدين المدينة وسارع رسول الله صلىالله عليه وسلم إلى أخذ المشورة من أصحابه وإذ بسلمان الفارسى يقدم المشورة إلاوهى حفر خندق حول المدينة وبدأ المصطفى فىالإسراع بتنفيذ الفكرة التى ساعدت المسلمين على الانتصار.
وعاش الصحابي الجليل الذي قال عنه الرسول :((سلمان منا أهل البيت)) حتى رأى فتوحات مدائن الفرس والروم وقصور صنعاء
هو سلمان الخير الذي ضحى بماله ووقع في الأسر وأصبحعبداً مملوكاً وظل يبحث عن الدين الحق حتى هداه الله إلى الإسلام .
ولد في أصبهانمن بلاد الفرس في قرية تسمى"جي" وكان أبوه دهقان "الرئيسالديني" لتلك القرية فحبسه حتى يتعلم رعاية النار المقدسة التي كان الفرسيعبدونها .
وسبحان الله كان سلمان مجوسياً يعبد النار؟ ولكن سلمانلم يكن مقتنعاً بدين أبيه كان يؤمن بأن للكون إلهاً عظيماً ينبغي أن تكون الصلاةوالعبادة له وحده . وذات صباح كلفه أبوه بالذهاب إلى ضيعة لهم اشتراها بعيدة بعضالشيء عن دارهم وتفقد أحوال العمل فيها وإحضار بعض الفاكهة منها وأثناء سيره مرعلى إحدى الكنائس ورأى النصارى يصلون وسمع أصواتهم يدعون الله فدخل الكنيسة لينظرالأمر فأعجبته صلاتهم وقال لنفسه:((إن هذا الدين خير من الدين الذي نحن عليه)) وظلمع النصارى يومه كله يسألهم عن دينهم وكيفية الدخول في هذا الدين فأخبروه أن يذهبإلى الشام لمقابلة القساوسة وتلقي الدين على أيديهم . . . وبعد غروب الشمس خرجسلمان من الكنيسة متوجهاً إلى داره دون أن يذهب إلى الضيعة وأخبر أباه بما كان منأمر النصارى وأنه يريد أن يدخل في هذا الدين الذي هو خير من عبادة النار التي لاتملك أمر نفسها فحبسه أبوه وقيده .
واستطاع سلمان أن يفك قيده ويهرب مع إحدى القوافلالمتوجهة إلى الشام بعد ما أنهت عملها ووصل سلمان إلى الشام وسأل من أفضل أهل هذاالدين؟ فقيل له:((هذا الأسقف الذي في الكنيسة)) فأسرع إليه وطلب منه أن يعلمه أمورهذا الدين وعاش سلمان في الكنيسة مع الأسقف حتى مات .
فلما اجتمع النصارى ليدفنوه أخبرهم بما كان يفعله هذاالأسقف وأراهم موضع الأموال والذهب والفضة التي كانت تأتيه صدقات فيكنزها لنفسه,واجتمع النصارى فاختاروا لهم أسقفاً جديداً فكان رجلاً ورعاً طيباً يخاف الله ويعطيكل ذي حق حقه . . . وظل مع ذلك الأسقف المتدين حتى جاءه أجله فقال لهسلمان:((بماذا توصيني أن أعمل بعدك؟)) فأوصاه أن يذهب إلى رجل دين بالموصل ورعوطيب ليعيش معه فذهب إليه سلمان والتقى به فوجده طيباً ورعاً فأقام معه, وحينحضرته الوفاة طلب إليه سلمان أن يوصيه ويخبره أين يذهب؟ فقال له:((اذهب إلى نصيبينفهناك تجد رجل دين ورعاً))وذهب سلمان إلى نصيبين والتقى بهذا القس وعاش معهمتديناً حتى حضرت ذلك الرجل الوفاة ومات الرجل ودفن وخرج سلمان يبحث عن النبيالمنتظر(رسول الله ) وبينما هو في الطريقإذ خرج عليه نفر كانوا في تجارة لهم فطلب إليهم أن يحملوه معهم إلى بلاد العربويعطيهم ما معه من بقرات وغنيماته ولكنهم حين وصلوا إلى وادي القرى باعوه إلى رجلمن اليهود فأصبح سلمان عبداً مملوكاً لهذا التاجر اليهودي .
لقد تألم سلمان لكونه أصبح عبداً مملوكاً لهذا التاجراليهودي ولكنه حين نظر حوله ووجد النخيل تفاءل واستبشر خيراً بأن تكون هذه البلدةهي التي سيهاجر إليها النبي المنتظر, ثم باع التاجر اليهودي سلمان إلى قريب لهيعيش في يثرب وهكذا دخل سلمان المدينة المنورة عبداً مملوكاً لهذا التاجر اليهوديالجديد وهو من بني قريظة ويعيش في المدينة, ولم يخفف عن سلمان وقع الرق والعبوديةإلا وجوده في هذه المدينة التي كان يعلم أنها مدينة النبي المنتظر كما وصفها لهالأسقف النصراني وبُعث الرسول الله بدينالحق في مكة أم القرى واضطهدته قريش وأخرجته مهاجراً إلى المدينة فسمع به سليمان,وذات صباح وبينما كان سلمان يعمل في حديقة اليهودي حين حضر إليه قريب له فأخذ يقصعليه قصة الرجل الذي تجتمع إليه الناس في قباء ويزعمون أنه نبي, فما أن سمع سلمانذلك حتى انتفض بدنه بشدة حتى ظن أنه سوفيقع على سيده . . . ونزل من على النخلة وأخذ يستفسر عن ذلك النبي المنتظر فغضب منهسيده فلكمه لكمة شديدة. ولكن سلمان أخذ بعض العنب وذهب به إلى رسول الله
وحدَّثَ سلمان نفسه لا بد وأنه الرسول المنتظر ومنعلاماته التي يعرفها سلمان جيداً أنه لا يأكل الصدقة فلينظر ماذا سيفعل. وقالسلمان لرسول الله :((لقد بلغني أنك رجلصالح وأنك ومن معك غرباء هنا ومعي طعام كنت قد خرجت به للصدقة ورأيت أن أعطيه لكملأنكم عابري سبيل)) فقال رسول الله لأصحابه:((كلوا منه)) وأمسك يده فلم يتناول منه شيئاً, فقال سلمانلنفسه:((هذه أولى العلامات التي حدثني عنها القس الطيب)) ثم دخل الرسول المدينة "التي كانت تسمى يثرب" فأسرعإليه سلمان بهدية وقدمها إليه وهو يقول له:((إنها هدية لك لأني رأيتك لا تأكل منالصدقات)) فأكل منها رسول الله و أكلأصحابه معه, فقال سلمان لنفسه:((هذه العلامة الثانية والله)). وقام رسول الله ليصلي على جنازة فتحول سلمان إلى ظهره ليرىخاتم النبوة فألقى رسول الله رداءه عنظهره فنظر سلمان فرأى الخاتم, فأخذ يقَــبِّل رسول الله ويبكي فأمسك به رسول الله , وسأله عن قصته فقصعليه سلمان حكايته كاملة .