القاهرة 24 اغسطس 2014 الساعة 03:54 م
• على الكاتب التحلى بالجراة التى تسمح له بالبقاء خارج السجن مع الاستمرار فى الكتابة و غالبا ما يسير فى اتجاه مغاير للسلطة
• الاديب ليست مهمته تقديم الحلول للمشكلات المختلفة وانما دوره هو التشخيص فقط
من الصعب التوفيق بين مهنتى الطب والكتابة هكذا قال د. "أحمد خالد توفيق" أستاذ الطب بجامعة طنطا وذلك ضمن فعاليات الأمسية القصصيىة التى أقامها بيت السنارى لتوقيع كتاب "الهول" من تأليف د. "احمد خالد"
بدأت الندوة بتقديم د. "أحمد خالد" شكره للحضور مقترحا أن يقوم الضيوف بطرح الأسئلة عليه مجيبا هو عليها بدلا من أن يكون الحديث من جانبه هو فقط وذلك من أجل التفاعل بينه وبين الحضور.
من أبرز ما وجه للكاتب من أسئلة عن أهم الكتاب اللذين أثروا فيه
قال : من أكثر الذين أثروا فيه وفى كتاباته كلا من "محمد عفيفى- سامى السلامونى- محمد حسنين هيكل" مؤكدا أن كتابات هؤلاء تعد هى السبب وراء وصوله إلى هذا الأسلوب فى الكتابة موضحا فى بعض الأسئلة الأخرى التى وجهت إليه أنه كان يريد أن يصبح أستاذا للأدب الإنجليزى بإحدى الجامعات أو أن يسلك المجال السينمائى وذلك لحبه الشديد للسينما وثقافته السينمائية الواسعة.
وعند سؤاله عن كيفية تمكنه فى التوفيق بين كلا من مجالى الطب والكتابة أفاد أنه لم يوفق بين كلا من المجالين بل إنه يقضى شهورا يتفرغ خلالها لمهنة الطب فقط وشهورا أخرى يكون فيها كاتبا فقط.
"قهوة باليورانيوم"
أشاد بعض الحضور بكتاب "قهوة باليورانيوم" وهو ما تضمن مقالة شخصية أراد "خالد" أن يعرف محبيه من خلالها عن حياته الخاصة وبعض القصص عن والده وحبه للسينما طالبة منه المزيد من هذا النوع من الكتابات لكى يتعرف القراء من محبى "احمد خالد" عن قرب.
يوتوبيا ومسار مصر السياسى
وفيما يتعلق برواية "يوتوبيا" اشار خالد" انه اراد ان يوضح رؤيته من خلال تلك الرواية للمسار السياسى التى كانت تسير نحوه مصر قبل اندلاع ثورة الخامس والعشرون من يناير والذى يرى انها كانت مخطط لها ان هذا المسار حتى عام 2020 لولا اندلاع الثورة
يضيف انا احب شخصية "رفعت اسماعيل" بطل الروايه ولكنى لم ارد ان استمر فى سرد تفاصيل كثيرة عنها حتى لا يشعر القراء بالملل موضحا انه مازال يفكر فى الخط الذى يمكنه من الرجوع لنفس الشخصية والذى قد يكون على سبيل المثال "مذكرات رفعت اسماعيل" الا انه فى الوقت الحالى استنفد جميع افكاره تجاه الشخصية.
ومن ناحية اخرى اشار البعض الى رؤيتهم حول ما وصفوه بالنهايات المحبطة لاغلب الروايات التى على الساحة الان الا ان د. "خالد" يرى ان كل الروايات لا تحمل اى نهايات محبطة وانما هناك ما اسماه بالصعود والهبوط موضحا ان كلا من رواياتى "سافارى و فانتازيا" لم ينتهيا بعد وانه مازال يمتلك العديد من الافكار التى يريد ان يكمل بها تلك السلاسل .
فى حين انه اكد الانتهاء من رواية "www" وانه فقد الرغبة فى اكمالها وذلك بسبب اطلاع الشباب على الكمبيوتر واعتمادهم على الانترنت
الكتابة والحياد
وبالنسبة للحياد الذى يجب ان يلتزم به الكاتب قال : هو التايد بضرورة التزام الكاتب بالحيادية مشيرا الى ان الطبيعة الانسانية دائما ما تميل الى انصاف المظلوم والضعيف اضاف ساخرا ان على الكاتب التحلى بالجراة التى تسمح له بالبقاء خارج السجن مع الاستمرار فى الكتابة .
الكاتب وعلاقته بالسلطة
سأل د. خالد عزب تساؤلا عن الصورة التى يجب ان تكون عليها العلاقة بين الكاتب وبين السلطة
رد خالد: غالبا ما يسير الكاتب فى اتجاه مغاير للسلطة مما جعل احد الحاضرين يساله عن ما اذا كان هناك ايا من الادباء اذى تحدث عن اى رمز من رموز السلطة عن قرب كالمشكلات التى يمرون بها او ما يتعلق بحالتهم النفسية
فكان رده ان رواية "مولانا" لابراهيم عيسى تتحدث عن نفس الموضوع وانه يرى ان "كتاب "مذكرات احمد مراد" يعد من اروع الكتب التى تناولت هذا الموضوع على الرغم من كان مصورا لشخصية الرئيس الا انه ابدى احتراما لخصوصية الموضوع واحساسه ان هذا لا يليق به كونه نوعا من الجاسوسية .
الامسيات القصصيىة فى الاقاليم
ومن جانبه تحدث د. "احمد خالد" عن ما اسماه باهمال الاقاليم بعقد مثل هذه الامسيات او الندوات الادبية معللا ذلك ان الظروف غير ملائمة اضافة الى ان بعض الاماكن قد تكون غير مؤهلة لاقامة مثل هذه الامسيات والدليل على ذلك هو انه عاش من المعاناة فى الاقاليم ما جعله يلجا الى ما اسماه بالباب الخلفى ليصل الى الجمهور وذلك لصعوبة النشر هناك .
وطالبه احد الحضور بان يكون هناك روايات تناقش الرعب المحلى فى الاقاليم مثل رواية النداهة وغيرها من التراث الشعبى فقال "خالد" انه اذا حاول مناقشة اسطورة ما تخص الاقاليم فسيكون ذلك سببا فى توجيه اعتراضات كثيرة له وهو لا يريد ذلك.
ووجه له خالد عزب تساؤلا حول الكتاب اللذين يعدون انفسهم اناس عظماء
رد لن يستطيع رؤية نفسه من الخارج لانه وببساطة يعلم مميزاته وعيوبه مشيرا الى علمه بان هناك بعض الاعمال غير الجيدة وانه اذا اتيحت له الفرصة لاعادة كتابتها من جديد لفعل.
الف ليلة وليلة
سال عزب" حول رواية "الف ليلة وليلة" ومعرفة ما اذا كانت تعد من ادب الرعب فرد "خالد" بالايجاب موضحا انها خليط ساحر بين جميع النغمات الادبية وان كل من حاول كتابة روايات رعب قد تربى على "الف ليلة وليلة" مشيرا الى انه توجه الى كتابة روايات رعب لانه لم يجد منها ما يكفى منها فى الوطن العربى.
ابراهيم عيسى وعلاء الاسوانى
قال ردا على بعض الاسئلة التى تميزادبه عن ابراهيم عيسى وعلاء الاسوانى انه يختلف مع "ابراهيم عيسى" سياسيا بالكامل لكن هذا لا ينفى انهم اصدقاء وتربطهم علاقة انسانية قوية وهو لا ينسى جراته خلال فترة التسعينات اما وفيما يتعلق بد. "علاء الاسوانى" فيرى "خالد" انه يتمتع بشجاعة كبيرة فى طرح مختلف القضايا
اجاب بالنفى حول ما اذا كان من الضرورى ان يمر الكاتب بشعور او انفعال ما ليكتب عنه موضحا ان الكاتب من الممكن ان يتقمص اى شخصية ويستطيع ايضا ان يختزن الخبرات من حوله ويحولها الى عمل ادبى متى شاء مضيفا ان هذه المشكلة موجودة بالفعل فى الادب النسائى حيث انه لا يكتب الا التجارب التى يتم المرور بها فقط اما ما يتعلق بالعالم الموازى الذى قد يكون لدى الكاتب فنوه "خالد" ان كل اديب لديه مس من الجنون وهذا يعد دليلا على الموهبة فاحيانا يمر بمرحلة غرور شديدة واحيانا اخرى يكره نفسه.
اصبح الكتاب قراء
و حول ظاهرة تحول الكثير من الكتاب الى قراء قال ان اللوم فى هذا يقع على عاتق الناشرين حيث انهم لا يتحروا الدقة فيما يقومون بنشره لان الناشر عليه اولا ان يقرا جيدا.
اما وفيما يتعلق من وقوف الكتاب عند مجرد عرض المشكلات فقط بدلا من تقديم حلولا لها فيرى " ان الكاتب ليست مهنته تقديم الحلول للمشكلات المختلفة وانما دوره هو التشخيص فقط وانه لا يمتلك حلولا جذرية لمختلف المشكلات والا لا صبح وزيرا وليس كاتبا.