القاهرة 27 يوليو 2014 الساعة 03:43 م
سلام على خير أجناد الأرض.. على المصريين الأمناء الذين بذلوا وضحوا وقدموا من عرقهم ومن أرواح ودماء أعز أبنائهم.. سلام على شعب أصيل اوعلى جيش عظيم وعلى شرطة وطنية تحترم كرامة وآدمية المواطن..
وأثنى بثقة كاملة أن أبناءنا من شهداء الواجب فى الفرافرة أدوا ما عليهم مثلهم مثل من سبقهم من شهداء فى جرائم إرهابية سابقة، وأنهم ضباط وجنود على أى مستويات الكفاءة والوطنية.. إذن كيف يستطيع أفراد عصابات إرهابية مأجورة أن تصل إليهم وأن تسقط منهم شهيدا أو مصابا واحدا؟! أظن أن الأمر يجب أن نفسره بعودة إلى موروث تاريخى بعمر ارضهم حضارتهم موروث أمان واطمئنان.. وأنهم عبر تاريخهم الطويل والعميق لم يعيشوا مثلما يعيشون الآن من مخططات غدر وخسة ونذالة وكراهية وتعطش للدم والقتل.. يكمنون ويتربصون ويتحينون أى ثغرة لينفذوا تكليفات القتل والتدمير والتخريب التى يتوهمون أنهم سيحققون بها ما فشلت فيه جميع جرائمهم الشيطانية.. نعم واجه المصريون من قبل أشكالا وألوانا من الغزاة.. والمعتدين وأصحاب الأطماع ولكن اغلبهم أصحاب هويات متشابهة.. غرباء ليسوا مندسين داخلك يتلونون ويخادعون ويكذبون ويحركون بملياراتهم ومليارات داعميهم أذرعا ورءوسا خربة وظلامية تعمل بالوكالة لهم وللقوى الاستعمارية الاكبر التى تقف وراءهم.
> الأمان والأطمئنان شربة المصريون مع مياه النيل.. تعلموا الاسترخاء والاستسهال على شواطئه وتحت ظلال أشجارهم.. ينتظرون مواسم الحصاد تأتى على مهل بعد أن رموا البذور فى أرضهم.. لا خيانات لا غدر ولا إضراب وإتجار بالدم.. بالطبع ليسوا ملائكة وهناك موروثات قادمة من عادات وتقاليد قديمة وجاهلة مثل الثأر.. فالشرف والكرامة والعزوة يجب أن يصانوا ومع ذلك الطبيعة المتسامحة والطيبة، قد تحمل على يديها أكفانها لتشترى بها الصفح وعودة «المودة»، أما هذه الكراهية السوداء، والحقد الأعمي، والتوحش لاقتناص الأرواح، وإهدار الدم، وصناعة الموت فى مخابئ الظلام السرية، هذا الذى لم يعرفه المصريون طوال تاريخهم يصطرع الآن مع الطبيعة الآمنة المطمئنة الموروثة، ويفضى إلى لحظات استرخاء للانتباه واليقظة يترصدها ويقتنصها القتلة السفلة المأجورون، ذلك من الاختراقات المحسوبة والمرصودة فى كثير من مؤسسات الدولة، ما يعنينى فى هذه السطور توجيه نداءات إيقاظ وانتباه فى أعلى درجاتها كل ساعة وكل دقيقة، وإعطاء إجازة مفتوحة لموروث الأمان والاطمئنان حتى تسترد مصر وثورتها عافيتهما بالكامل.
ملايين المصريين من أصحاب الثورة، وكانوا غطاءها وظهيرها الحقيقي، الجموع الأكثر ألما وتحملا وصبرا، والاستعداد للتضحية من أجل بلادهم، من الصعب عليهم الآن إدراك الحجم الحقيقى لآثار ثورتهم على الدنيا كلها، وكيف قاموا بحرق الخرائط والمخططات الجديدة التى وضعها الأمريكان والصهاينة لإعادة تقسيم الشرق الأوسط، وترسيم حدوده، وأن ما ارتكبوه فى العراق وسوريا وليبيا واليمن مستخدمين وكلاءهم، الجماعة وما خرج من عباءتها من تنظيمات إرهابية، وان مخططهم وما تم بالفعل سيفشل إن لم يستكمل ويدمج لا قدر الله بسقوط مصر!! وإن لم يصطرع أبناؤها مع جيشهم، وإن لم تستعد العلاقات القديمة المتوترة بين المصريين وممارسات بعض الشرطة، وإن لم ترد حقوق الدم الشهيد إلى وكلائه، وإن لم تنفذ الأحكام القضائية مع من ارتكبوا مذابح سابقة: رفح الثانية التى عادوا يستنسخونها فى الفرافرة، مادام أمر ربنا لنا أن فى القصاص حياة.. فماذا يؤجل ويعطل القصاص ويترك نيران غضب وقهر عالية تشتعل فى نفوس أمهات وأبناء وبنات وآباء، ويزيد عصابات البغى توحشا واستقواء، وكما كتبت من قبل تحتاج تحديات المرحلة إلى إعلام وطنى قوى لا يكف عن رسائل اليقظة والوعى وإبقاء المصريين عند أعلى درجات الانتباه، خاصة لما يحدث من اختراقات وتضليل ونشر لفتن وأكاذيب وخاصة فى أطراف مصر ومناطقها البعيدة وما يحدث من إستغلال آثم لكل ما يغرق فيه سكان هذه الأطراف من إفقار وتجهيل من اقصاء ومسئولين يستعلون على التواصل مع المواطنين ـ وفى بعض ما كتب حول جريمة الفرافرة حكى أبناء الوادى الجديد عن الإختراقات التى لاتجد من يتابعها ومشاكل ومتاعب المواطنين التى لاتجد من يستجيب لها ـ من قرية أبو منقار التابعة لمركز الداخلة يحكى أحد أبنائها عما شاهدت القرية خلال الفترة الأخيرة من تغيير فى تركيبة السكان بتوافد مجهولين للاقامة بها وأن بعض الملتحين نزلوا القرية وأسسوا مدارس خاصة بهم واستغلوا المنابر لبث الافكار المتطرفة مما تسبب فى معارك دائمه بينهم وبين أهالى القرية الأصليين وما يحدث فى قرى الوادى الجديد يحدث مثله فى واحة سيوة، كما حكت زائرة من المترددين على الواحة. وكما يجب ألا ننسى ما تتعرض له مناطق وقرى ومدن وسكان الأطراف والمناطق البعيدة الذين قتلوا إقصاء وإهمالا وتهميشا.
وكما يجب ألا ننسى استدعاء جميع مثيرات اليقظة والانتباه وتغذية الوعى واحترام حقه فى الشفافية والمصارحة واجابة تساؤلاته وتخفيف الإرث الشعبى فى التواكل فيجب ألا ننسى دور كل من تركوا هذه المساحات الشاسعة من مصر فارغة من زراعة البشر وتحويلها الى اجنحة للحياة ولاحتضان الملايين من الشباب الذى يضع تحويشات العمر فى رحلات موت بحثا عن فرصة عمل، بينما بلاده تفيض بالإمكانات والثروات المهملة والمهدرة ولايوجد نموذج أفدح وأقسى من الوادى الجديد 44% من مساحة مصر تملك فرصا هائلة لاستثمارات ناردة صناعية وزراعية وسياحية، قرأت تصريحا مهما لقيادة عسكرية أن تعمير هذه المساحات الضخمة من صحارينا بالبشر لايعيق المهمات العسكرية ـ كما حاول البعض ان يدعى على العكس التعمير بالبشر جزء أساسى من نجاح هذه المهمات ولعل دماء الشهداء الذكية التى سالت هناك وهم يستبسلون دفاعا عن أرضهم ضد أحط شياطين الأرض ووكلاء التظيمات والجماعات الدولية لتخريب مصر وكسر إرادة المصريين ـ لعلها تكون أجراس انذارات عالية تؤذن لرد الاعتبار للوادى الجديد فى مشروع قومى ضخم يقدم نموذجا عمليا لإعلان الرئيس السيسى أن ثورتى 25/ 30 تستكملان ما لم تنجزه ثورة 23 يوليو وحيث أراد الإرهابيون القتلة أن ينشروا الموت والتدمير يجب أن تزرع آفاق حياة جديدة وترد الحياة الى ما تمتلئ به من كنوز وثروات ومشروعات كفوسفات أبوطرطور والطاقة الشمسية والبترول والزراعة.. وهكذا تكاتفت جرائم نظامين.. ارهاب أسود يعمل بالوكالة طال مجموعة من أعز جنودنا وضباطنا... سبقتهما ووفرت البيئة الملائمة لهما جرائم إهمال وقتل الوادى وإرث فساد وإفساد عشرات السنين... المدهش أن كلا من النظامين اللذين صنعا مآسى وكوارث ودمارا اليوم والأمس يقاتلان بشراسة الآن للقفز من جديد فوق أنفاس مصر وكأنه لايكفى كل ما جناه المصريون على أيديهم وقاموا بثورتهم للخلاص منه ومنهم.